اخر الاخبار

الصفحة الأولى 

إدانة واسعة للتصرفات غير المسؤولة باعتقال نقابيين في ذي قار.. نقابات عمال العراق: انتهاك فظ لحرية العمل النقابي

بغداد ـ طريق الشعب

أصدرت أمانة الثقافة والاعلام في اتحاد نقابات عمال العراق، ايضاحا حول اعلان هيئة النزاهة “ضبط شبكة تدير مكتباً لتزوير هويات نقابة العمال في ذي قار”، نتيجة “المعلومات التي وردتها من اتحاد نقابة العمال في المحافظة”، وهو الاتحاد الذي يترأسه السيد هشام العبادي.

وأشارت الهيئة في بيان تلقته “طريق الشعب”، الى ان “اتحاد نقابات عمال العراق يود ان يوضح حقيقة ما جرى ضد فرع الاتحاد في محافظة ذي قار الذي يترأسه زامل عويد فرهود واعتقال اثنين من نقابييه دون وجه حق وبوشاية من اتحاد لا يحق له ممارسة عمله النقابي، وفقاً للقوانين النافذة”.

وأضافت ان “فرع الاتحاد يمارس عمله استناداً إلى ما جاء في كتاب وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ــ الدائرة القانونية ــ ذي الرقم ( 7988 ) في 29 / 5 / 2023”، الذي يؤكد ان الوزارة “تتعامل مع التنظيمات النقابية بما يتفق مع القانون مؤكدين على ضرورة الوقوف على مسافة واحدة من جميع التنظيمات النقابية “استناداً لانضمام العراق إلى (اتفاقية الحرية النقابية وحماية التنظيم النقابي) رقم ( 87 ) لسنة 1948 بالقانون رقم ( 87 ) لسنة 2017، لذلك ان عمل تنظيمنا النقابي يستند إلى أسس قانونية ومعايير معترف بها. وان إصداره هويات الانتماء له حق مشروع وبناء على رغبة عمال المحافظة وبإرادتهم الحرة”.

وبينت، انه “في ما يتعلق بإصدار كتب الإنتماء للنقابات معنونة إلى مديرية بلدية الناصرية وبلديات ذي قار، لغرض شمولهم في محاضر توزيع قطع الأراضي السكنية، فان ذلك تم بالتعاون الرسمي وعبر لقاءات مباشرة مع السيد النائب الأول لمحافظ ذي قار ومخاطبات رسمية مع مديرية بلدية ذي قار التي بدورها خاطبت وزارة الاعمار والإسكان والبلديات والاشغال العامة/ مديرية البلديات العامة/ الأملاك (نحتفظ بها)، حول استكمال طلب موافقة الوزارة على تخصيص أراض لأعضاء  نقابات اتحاد المحافظة ضمن هيكلنا التنظيمي”، موضحة ان “وجود اكثر من اتحاد نقابي عمالي واحد حق مشروع في التعددية النقابية التي أقرت قانونا، وفق ما ذكر أعلاه”.

 **********************************************

أبو العيس: سنخوض حملة انتخابية كبيرة في عموم العراق

بغداد – طريق الشعب

قالت عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، بشرى أبو العيس، لـ “طريق الشعب” ان “قوى التغيير الديمقراطية كثفت جهودها في الآونة الأخيرة بغية تسجيل تحالفها الانتخابي. وهناك اتصالات مع قوى وتحالفات سياسية راغبة في الانضمام الى تحالفنا الانتخابي الذي أطلقنا عليه (تحالف قيم المدني) الذراع الانتخابي لقوى التغيير الديمقراطية”.

وبيّنت أبو العيس، ان “قوى التغيير تعمل على اكمال قائمة مرشحيها، ونحن الآن في مرحلة تدقيق استمارات الترشيح. وسنقدم قائمة من المرشحين ممن يشهد لهم بالنزاهة والكفاءة والقدرة على تنفيذ البرنامج الانتخابي”.

وأكدت عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، “سنخوض حملة انتخابية كبيرة في عموم العراق، وسنقدم مرشحين في كل المحافظات التي ستجري فيها انتخابات مجالس المحافظات”.

وأشارت أبو العيس الى ان “قوى التغيير الديمقراطية ستحقق نصراً في الانتخابات المحلية، وبالتالي فانها تستهدف تقديم الخدمة لأبناء المحافظات، بعد أن فشلت قوى المحاصصة والفساد في ذلك. وسيكون لدينا برنامج انتخابي قابل للتنفيذ وسنخوض الانتخابات بهمة الشابات والشباب الذين خرجوا في انتفاضة تشرين، رافضين منظومة المحاصصة، ورافعين شعار التغيير”.

 *****************************************

راصد الطريق.. النقل العام وضرورة تطويره

ابرمت شركة سكك حديد العراق، أخيرا، عقداً مدته 5 سنوات مع شركة محلية، قيل انها متحالفة مع شركات عالمية رصينة، غايته ادامة وتأهيل القطارات وتنظيفها، كذلك توفير عمال الإدامة والنظافة وفحص البطاقات وخدمات الانترنت والحجز الكترونياً والاذاعة وتشغيل الشاشات.

نشرت هذا الخبر وزارة النقل على موقعها.

وقد لا يكون العقد مجديا، فالوزارة تشغل  قطارات من موديلات قديمة وغير صالحة، والسكك الحديد التي تتحرك فوقهاغير آمنة. تؤكد ذلك الحوادث المتكررة التي يبدو ان الوزارة عاجزة عن وضع حد لها.

وما يقال عن الحال في السكك الحديد، يمكن قوله عما يقدم من خدمات للمسافرين في مرائب النقل البري، وفي المطارات التي تفتقد خدمات تكنولوجية كثيرة.

وبالنسبة للقطارات فان أسعار تذاكرها مبالغ فيها، مقابل الوقت اللازم للوصول على متنها الى الوجهات المطلوبة، والذي يمكن للسيارة ان تقطعه بأقل من نصف وقت الرحلة بالقطار.

لقد بات تطوير قطاع النقل العام ضرورة ملحة، ولا بد للجهات المعنية من العمل على وضع خطط فاعلة ناجعة تواكب التقدم الحالي في عالم النقل، وعدم إطلاق الشعارات الرنانة دون تنفيذ.

 *****************************************************

على طريق الشعب.. شرارة «كفاح الشعب».. وطريق الصحافة الشيوعية المضيء !

في الحادي والثلاثين من تموز 1935 تسامى صوت مدوٍ في بلاد الرافدين، إذ سطعت (كفاح الشعب)، الصحيفة السرية الأولى لحزبنا الشيوعي العراقي، في سماء البلاد.

وكأن هذا الشبح راح يجول في العراق، فيقض مضاجع الطغاة. وليس أعمق دلالة على ذلك من قولة رشيد عالي الكيلاني، وزير داخلية حكومة ياسين الهاشمي يومذاك، وقد عاد مزهوا بعد قمع انتفاضة سوق الشيوخ، ليجد نسخة من (كفاح الشعب) على مكتبه: “هذه الورقة أشد خطرا من ثورة سوق الشيوخ، فاذا ما ثبتت أفكارها سيستحيل علينا قلعها”.

وقد كان الكيلاني على حق، فالشيوعيون العراقيون يستعدون لاستقبال الذكرى التسعين لتأسيس حزبهم، وهو مايزال، رغم الأهوال التي قل نظيرها، فتيّا بتاريخه المضيء، وتضحياته الجسام، ومواقفه السياسية والفكرية الناضجة، وبرامجه الثورية الواقعية، ومنهجه العلمي المتجدد، وتبنيه لمصالح الشغيلة والكادحين، وتجسيده للسمات الوطنية والطبقية والأممية، وللمثل النبيلة، وقد ظلت تجتذب الأجيال، وتلهم المكافحين من أجل وطن حر وشعب سعيد.

ومنذ صدور (كفاح الشعب) بقيت صحافة حزبنا أمينة لوصية لينين التي تضمنها مقاله الشهير (بم نبدأ ؟): “الصحيفة ليست فقط داعية جماعيا ومحرضا جماعيا، بل هي، في الوقت نفسه، منظم جماعي”.

فكانت صحافة الحزب مدرسة خرجت من معطفها أجيال من الصحفيين ممن كان كثير منهم قد مارسوا دور المعلمين لأجيال جديدة أخرى.

وفي هذا المسار، الشاق والمجيد، تألقت أسماء شهداء الصحافة الشيوعية في العراق، الذين قدموا أمثلة ملهمة في الدفاع عن الحقيقة، والتضحية في سبيل قضية الشعب والوطن: وكانت أسماء فهد، وحسين الشبيبي، وعبد الرحيم شريف، ومحمد حسين أبو العيس، وعبد الجبار وهبي، وعدنان البراك، ونافع يونس، وحسن عوينة، وشمران الياسري، واسماعيل خليل، وثائرة فخري بطرس، وسامي العتابي، وقاسم محمد حمزة، وهادي صالح، وكامل شياع... والقائمة تطول، كانت وتبقى أسماء محفورة في ذاكرة التاريخ.

لقد ظلت الصحافة الشيوعية منارا هاديا لمكافحي الحزب، وسائر مكافحي البلاد، من النساء والرجال، الذين وجدوا في هذه الصحافة معينا لا ينضب للوعي وأفكار التقدم والتنوير، وللدفاع عن حرية الفكر والتعبير، وحقوق المرأة، وقيم الثقافة التقدمية، وطموحات القوميات المتآخية، والتنوع الثقافي في المجتمع العراقي.

وتواصل صحافة حزبنا تجسيد سياسة الحزب وبرنامجه، وتتصدى للقضايا الراهنة، وتحلل وجهة التطور الاجتماعي، وتكشف عن حقائق الواقع والتطورات على مختلف الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، وتعبر عن المواقف بشأن مختلف القضايا، مواصلة مهمات السعي الى “التغيير الشامل.. دولة مدنية ديمقراطية وعدالة اجتماعية”.

اليوم نمجد شهداء الصحافة والفكر..

اليوم نجدد العهد على المضي في الطريق الذي دشنته (كفاح الشعب).. فمن شرارتها اندلع لهيب الكفاح الذي لا يلين من أجل الغايات الساميات..

**********************************************************

الصفحة الثانية

الزراعة النيابية تطالب بانقاذ قطاع الدواجن من الانهيار

بغداد ـ طريق الشعب

طالبت لجنة الزراعة والمياه والاهوار النيابية، رئيس الوزراء بتحمل مسؤولياته المباشرة والتدخل لإنقاذ قطاع الدواجن في العراق الذي يتعرض الى انهيار.

وقال رئيس اللجنة النائب فالح الخزعلي، في مؤتمر صحفي مشترك مع عدد من اعضاء اللجنة ان “ملف الدواجن يعد المصيبة الاكبر” ، مطالبا رئيس الوزراء بتحمل مسؤولياته المباشرة شخصيًا ازاء هذا القطاع الذي يتعرض الى انهيار سيؤدي لخروج اكثر من 700 الف عامل عن الخدمة ، وايقاع الضرر والهدر بمشاريع قيمتها اكثر من 10 مليارات دولار ، كما يهدد إلامن الغذائي.

واكد الخزعلي “ضرورة معالجة ملف التهريب ودخول منتج البيض المستورد عبر المنافذ الحدودية كافة، دون الالتزام بدعم المنتج المحلي الوطني الذي تضرر كثيرا”.

 ************************************************

إدانة واسعة للتصرفات غير المسؤولة باعتقال نقابيين في ذي قار.. نقابات عمال العراق: انتهاك فظ لحرية العمل النقابي

بغداد ـ طريق الشعب

أصدرت أمانة الثقافة والاعلام في اتحاد نقابات عمال العراق، ايضاحا حول اعلان هيئة النزاهة “ضبط شبكة تدير مكتباً لتزوير هويات نقابة العمال في ذي قار”، نتيجة “المعلومات التي وردتها من اتحاد نقابة العمال في المحافظة”، وهو الاتحاد الذي يترأسه السيد هشام العبادي.

وأشارت الهيئة في بيان تلقته “طريق الشعب”، الى ان “اتحاد نقابات عمال العراق يود ان يوضح حقيقة ما جرى ضد فرع الاتحاد في محافظة ذي قار الذي يترأسه زامل عويد فرهود واعتقال اثنين من نقابييه دون وجه حق وبوشاية من اتحاد لا يحق له ممارسة عمله النقابي، وفقاً للقوانين النافذة”.

وأضافت ان “فرع الاتحاد يمارس عمله استناداً إلى ما جاء في كتاب وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ــ الدائرة القانونية ــ ذي الرقم ( 7988 ) في 29 / 5 / 2023”، الذي يؤكد ان الوزارة “تتعامل مع التنظيمات النقابية بما يتفق مع القانون مؤكدين على ضرورة الوقوف على مسافة واحدة من جميع التنظيمات النقابية “استناداً لانضمام العراق إلى (اتفاقية الحرية النقابية وحماية التنظيم النقابي) رقم ( 87 ) لسنة 1948 بالقانون رقم ( 87 ) لسنة 2017، لذلك ان عمل تنظيمنا النقابي يستند إلى أسس قانونية ومعايير معترف بها. وان إصداره هويات الانتماء له حق مشروع وبناء على رغبة عمال المحافظة وبإرادتهم الحرة”.

وبينت، انه “في ما يتعلق بإصدار كتب الإنتماء للنقابات معنونة إلى مديرية بلدية الناصرية وبلديات ذي قار، لغرض شمولهم في محاضر توزيع قطع الأراضي السكنية، فان ذلك تم بالتعاون الرسمي وعبر لقاءات مباشرة مع السيد النائب الأول لمحافظ ذي قار ومخاطبات رسمية مع مديرية بلدية ذي قار التي بدورها خاطبت وزارة الاعمار والإسكان والبلديات والاشغال العامة/ مديرية البلديات العامة/ الأملاك (نحتفظ بها)، حول استكمال طلب موافقة الوزارة على تخصيص أراض لأعضاء  نقابات اتحاد المحافظة ضمن هيكلنا التنظيمي”، موضحة ان “وجود اكثر من اتحاد نقابي عمالي واحد حق مشروع في التعددية النقابية التي أقرت قانونا، وفق ما ذكر أعلاه”. وحمّل البيان الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق الذي يترأسه ستار دنبوس براك مسؤولية ما تعرض ويتعرض له عبد الله نعيم عبد الكريم عضو مكتب اتحاد محافظة ذي قار، وكريم خضير جاسم عضو الهيئة الإدارية لنقابة الميكانيك والمطابع، وحقهما في رد الاعتبار لهما قانونا، منوها الى ان “مثل هذه التصرفات والممارسات غير القانونية، لا تتوافق وما تم إنجازه من قبل وزارة العمل بعد استقبال لجنة الاتصال المباشر لبعثة منظمة العمل الدولية وما تم الاتفاق عليه من توصيات تستند الى معايير العمل الدولية حول الحقوق والحريات النقابية”.

ووصف البيان موقف النزاهة بأنه “غير مسؤول”، مطالبا بـ”ضمان حق النقابيين في الدفاع عن حقوقهما في تقديم الأدلة والوثائق والمكاتبات الرسمية حول حق تشكيل التنظيمات النقابية وحرية الانتماء لها بإرادة عمال المحافظة”.

بدوره، اعرب مؤتمر الاتحادات والنقابات العمالية العراقية عن بالغ شجبه واستنكاره وادانته لإصرار الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق الذي يترأسه براك، وفروعه في المحافظات العراقية، وتمسكهم بمعاداة الحركة النقابية العمالية العراقية وتنظيماتها النقابية، وإقامتهم الدعاوى القضائية الكيدية غير القانونية ضد نقابيين يعملون للدفاع عن حقوق ومصالح عمال بلادنا، كما جرى مؤخراً مع اتحاد نقابات عمال محافظة ذي قار، ضمن هيكلية اتحاد نقابات عمال العراق. وذكر المؤتمر في بيان تلقته “طريق الشعب”، ان “تمادي قيادة الاتحاد المذكور في غيها وفسادها المالي والإداري والتنظيمي واحالتهم إلى القضاء العادل ومحاكم النزاهة بوجود قضايا تحقيقية لأكثر من ( 18 ) قضية جزائية بحقهم حسبما أشارت اليه اللجنة التحقيقية التي شكلتها الأمانة العامة لمجلس الوزراء الموقر بموجب كتابها ذي الرقم ( 783 ) في 14 / 2 / 2023 وبمصادقة الأمين العام لمجلس الوزراء، وشمولها بتطبيق القانون رقم ( 48 ) لسنة 2017 ، وما استقر عليه القضاء، بضرورة الالتزام بقرار مجلس الوزراء رقم(406 ) لسنة 2018 / الفقرة ( 1 ) منه، لإشغالهم مناصبهم النقابية أكثر من دورتين على وفق ما جاء بالفقرة ( 5 ) من استنتاجات اللجنة التحقيقية، وان لا يجري التعامل معها من الجهات الحكومية كافة”.

واستنكر البيان “استمرار قيادة الاتحاد المذكور بنهجها المعادي للتعدية النقابية وللحركة النقابية العمالية وتنظيماتها الديمقراطية الحرة المستقلة استناداً لأحكام المادة ( 42 / أولاً / ك ) من قانون العمل رقم (37) لسنة 2015، والتي كفلت حق تأسيس النقابات والانضمام اليها، والقانون (87) لسنة 2017 والذي انضم العراق بموجبة إلى (اتفاقية الحرية النقابية وحماية حق التنظيم النقابي) رقم ( 87 ) لسنة 1948 وموافقة الاتحاد المذكور رسميا على (الانضمام إلى هذه الاتفاقية دون تحفظ)، حسبما نص عليه كتابهم ذي الرقم 1473 في 11 / 10 / 2015، وهو ما يقتضي التعامل مع التنظيمات النقابية بما يتفق مع القانون، وتأكيد وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على (ضرورة الوقوف على مسافة واحدة من جميع التنظيمات النقابية) بموجب كتابها ذي الرقم ( 7988 ) في 29 / 5 / 2023 وبتوقيع السيد وزير العمل”.

واكد البيان تضامنه ودعمه ووقوفه إلى جانب الأخوة النقابيين في محافظة ذي قار، الذين تعرضوا للتوقيف دون مبرر قانوني، مطالبا وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة من أجل تطبيق ما ورد في كتابها المشار اليه أعلاه، والتأكيد على أنها ملتزمة بتطبيق التوصيات الستة التي قدمتها بعثة الاتصال المباشر لمنظمة العمل الدولية التي زارت العراق للفترة 2 ــ 4 / 5 / 2023، والإسراع بالعمل على تشريع قانون تنظيم نقابي جديد يتوافق ومعايير العمل الدولية وإنهاء استغلال استمرار العمل بقانون التنظيم النقابي الجائر رقم ( 52 ) لسنة 1987، وانهاء احتكار العمل النقابي دون وجه حق لطرف نقابي واحد، موضحا ان هذه المحاولة تضاف الى سجل هذا الاتحاد في اساءاتها للحركة النقابية العمالية والى دورها ومهامها.

وبالتأكيد سوف لن تثني مؤتمرنا وكوادرنا النقابية وفروعه عن مواصلة عملها رغم كل الصعوبات والتحديات التي تفرض علينا. وحصلت “طريق الشعب”، على معلومات من محافظة ذي قار، تفيد بإطلاق سراح النقابيين المعتقلين بكفالة بعد قضائهما 3 أيام في داخل التوقيف.

****************************************************************

موظفو الجمعيات الفلاحية يحتجون على تأخر اطلاق رواتبهم.. معلمو السليمانية.. إضراب عن الدوام وتهديد بنقل الاحتجاجات الى بغداد

بغداد – طريق الشعب

شهدت خمس محافظات خلال الأيام الماضية تظاهرات حاشدة، طالبت بصرف الرواتب وحل المشاكل الخدمية، إضافة الى استمرار المطالبة بمعالجة أزمة شح المياه.

فيما هدد المعلمون في السليمانية بنقل احتجاجهم الى بغداد، منددين بتأخر صرف رواتبهم، من قبل الحكومة الاتحادية.

رواتب معلمي السليمانية

وأكد معلمو السليمانية، أنهم ينوون نقل احتجاجاتهم الى ساحة التحرير ببغداد، بسبب التأخير بصرف رواتبهم، فيما أعلنوا عن الإضراب العام عن الدوام الرسمي احتجاجا على تأخير صرف مرتبات شهر حزيران المنصرم، مؤكدين استمرارهم بالإضراب لحين حل هذه المشكلة.

وهددت هيئة الدفاع عن حقوق المعلمين والموظفين الحكوميين في كردستان، بنقل تظاهراتهم واحتجاجاتهم لساحة التحرير في العاصمة بغداد، وتقديم شكوى قضائية ضد حكومتي المركز والاقليم لدى المحكمة الاتحادية، بخصوص ملف رواتب الموظفين.

وقال المتحدث باسم الهيئة دلاور علي، في مؤتمر صحفي: إن “المعلمين والموظفين سئموا خلال الأعوام التسعة الماضية من مشكلة استقطاع وتأخير صرف الرواتب من قبل الجهات المعنية”، مطالبا الحكومة العراقية بأن “تتبنى صرف رواتب موظفي الإقليم مباشرة دون ارسالها الى وزارة المالية في حكومة الاقليم”.

ودعا علي إلى “اعادة الرواتب التي تم ادخارها إجبارياً خلال السنوات التسع الماضية، والمباشرة بصرف العلاوات والترفيعات المتوقفة”.

ومضى بالقول: “تطالب الهيئة بمحاسبة المتسببين بقطع وتأخير وادخار الرواتب كما تحث معلمي وموظفي محافظات الوسط والجنوب على مساندة مطالبهم وإلزام حكومة الإقليم بالعمل بقانون التقاعد الاتحادي”.

رواتب الفلاحين أيضا

وفي سياق أزمة الرواتب، احتج عدد من موظفي الجمعيات الفلاحية في العراق، على تأخر رواتبهم، التي يتسلمونها كل 45 يوما.

وطالب الموظفون بإيجاد حلول لمشكلة تأخّر صرف رواتبهم الشهرية، مطالبين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالتدخّل لحل المشكلة القائمة منذ سنوات.

وتجمهر عدد من موظفي الاتحادات الفرعية والمحلية والاتحاد العام في بغداد، أمام وزارة المالية للاحتجاج على سياسة مصرف الرافدين في صرف رواتبهم، فيما شكوا من استمرار الأزمة لأسباب عزوها الى خلافات إدارية.

إلى ذلك، نظم طلبة الدراسات العليا، وقفة احتجاجية امام وزارة التعليم العالي في بغداد، للمطالبة بإشغال المقاعد الفارغة والتوسعة.

اهالي المحمودية

وفي جنوب بغداد، تحديدا في قضاء المحمودية، تظاهر المئات من المواطنين، احتجاجا على انقطاع مياه الشرب وتراجع ساعات تجهيز الكهرباء.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “انقطاع مياه الشرب وتراجع ساعات تجهيز الكهرباء دفعا المئات من اهالي القضاء للاحتجاج على عدم ايجاد حل من قبل الجهات الحكومية”.

واضاف ان “المتظاهرين طالبوا بمحاسبة المقصرين وتحسين البنية التحتية في القضاء”.

تظاهرتان في ذي قار

وعلى صعيد منفصل، تظاهر العشرات من المواطنين في منطقة الإسكان الصناعي جنوبي الناصرية أمام موقع الطمر الصحي على خلفية الأضرار التي لحقت بهم بسبب الأدخنة الناتجة عن حرق النفايات من قبل النباشة.

ودفعت التظاهرة الغاضبة الشرطة المحلية الى حراسة موقع الطمر الصحي، فيما وجهت إدارة المحافظة بنقله إلى مكان جديد وعرضه للاستثمار.

ويقع الطمر الصحي عند طريق ناصرية - بصرة، ويبعد عن الإسكان الصناعي قرابة 6 كيلومترات.

وقال المتظاهر علي جابر، أن “الأهالي يواجهون مشاكل صحية عديدة نتيجة الأدخنة المتصاعدة من الحرق المستمر من قبل النباشة، وهم مجاميع من النساء والأطفال الباحثين عن المعادن كالنحاس والالمنيوم، لذا نطالب برفعه ونقله”.

وأضاف جابر، “يمكن الاستفادة من هذه النفايات لتوليد الكهرباء أو إعادة التدوير كما هو معمول به في غالبية دول العالم”.

ووجّه محافظ ذي قار محمد هادي، بإغلاق الطمر الصحي، وأن ينقل إلى المكان الجديد الذي يبعد بحدود 70 كيلومترا وتبلغ مساحته 800 دونم.

كما وجه أيضا بأن تكون دوريات الشرطة متواجدة حول الموقع السابق، لمنع عمليات الحرق واعتقال فاعليها.

وتقدمت شركتان إحداهما كويتية وأخرى إماراتية، وسلمت لهما مطاليب المشروع المتمثلة بإنشاء معمل لتدوير النفايات، وجمعها من داخل المدينة، إذ أن الكمية اليومية تقارب 600 طن.كما نظم أهالي منطقة الدجة في المحافظة، وقفة احتجاجية، بسبب أزمة شحّ المياه شمالي ذي قار. وتظاهر العشرات من أهالي المنطقة التابعة إلى قضاء الغراف، احتجاجا على شح المياه وجفاف شط أبو شبيبة المغذي الرئيس للمنطقة بسبب توقف المضخات المغذية له من نهر الغراف.

ونقلت وكالات الأنباء عن مصدر أمني قوله: إن “المتظاهرين من قرى عديدة يعانون من جفاف الشط بشكل كامل ويعتمدون على تامين مستلزماتهم من المياه على السيارات الحوضية في الوقت الحالي، داعين الجهات الحكومية الالتفات إلى مطالبهم وإيجاد حلول ناجعة لهذه المشكلة والإسراع بإطلاق كميات كافية من المياه من نهر الغراف”.

وقفة احتجاجية في البصرة

وفي محافظة البصرة، اعترض مواطنون على إغلاق “فلكة” البراضعية ضمن طريق أبي الخصيب.

ونظم عدد من الأهالي وقفة احتجاجية على عملية الإغلاق للفلكة الواقعة ضمن مدخل طريق أبي الخصيب، الأمر الذي يتسبب بزحام شديد، على حد قولهم.

وطالب الأهالي الحكومة المحلية والجهات المعنية بالتراجع عن هذا القرار، كونه سبب إرباكا لسكنة المنطقة، باعتبار إن “الفلكة” ترجع بإنشائها لأكثر من ثلاثين عاما.

أزمة الأراضي في صلاح الدين

ومن جهة أخرى، تظاهر أهالي صلاح الدين ضد ما أسموها “عمليات الاستحواذ” على أراضيهم بواسطة جهات متنفذة.

****************************************************************************

الصفحة الثالثة

بعد ثمانية أعوام على اندلاع احتجاجات تموز 2015.. أزمات مستمرة والسخط الشعبي يتفاقم والوعود الحكومية لم تنفذ

بغداد ـ محمد التميمي

بعد مرور ثماني سنوات على انطلاق احتجاجات تموز 2015، للمطالبة بتوفير الخدمات والكهرباء، ما زال العراقيون ينتظرون تنفيذ الوعود التي ابرمتها الحكومات المتعاقبة بشأن توفير الكهرباء والماء الصالح للشرب وغيرهما من الخدمات العامة.

ففي تموز 2015 ونتيجة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، اندلعت احتجاجات واسعة في البصرة، وتوسعت بعد ذلك نتيجة القمع المفرط الذي تعرض له المحتجون وادى الى سقوط شهداء وجرحى، لتهب المحافظات العراقية تضامنا مع البصريين.

وبحسب متحدثين، فان احتجاجات تموز كانت تمرينا جديدا للشعب العراقي، توج في انتفاضتهم التشرينية في 2019 والتي تطورت فيها المطالب ورفعت خلالها شعارات سياسية أرادت اقتلاع المنظومة الفاسدة.

ويؤكد المتابعون للشأن السياسي، عدم قدرة القوى الماسكة في السلطة حالياً على حل الازمات المتفاقمة؛ ففي ظل سطوتهم المستمرة، انتعش الفساد وتفاقمت مشكلة البطالة وزادت الاوضاع الخدمة سوءا، في حين ان الوعود التي تحدثوا عنها لم يتحقق منها شيء، وبالتالي لا يصدق أي من ابناء الشعب العراقي بأي وعد حكومي، كونه صادرا من جهات جعلت الشعب يعيش كل هذه الويلات.

نقطة مضيئة

الامين العام لحركة نازل اخذ حقي الديمقراطية، مشرق الفريجي قال: ان “احتجاجات 2015 هي عمل استمراري للحركة الاحتجاجية في السنوات السابقة. وكانت رد فعل على سوء الخدمات وقمع الشباب ونتيجة استشهاد الشاب منتظر الحلفي، ما ادى الى خروج المحافظات بتضامن واسع مع البصرة، وكان هناك حضور لافت وكبير في ساحة التحرير آنذاك، للمطالبة بالخدمات والاصلاح السياسي ودعم كبت حرية التعبير”.

واضاف الفريجي في حديثه مع “طريق الشعب”، ان “المطالب كانت تقتصر في السابق على المطالبة بالخدمات، وبعد ذلك تغيرت مطالب الشباب خصوصاً في تشرين، اذ تحولت الى شعارات سياسية تطالب بتغيير المنظومة السياسية والقضاء على المحاصصة، وهذا النضوج بدأ يظهر بشكل اكبر في قناعة الشباب على وجه الخصوص، وكانت 2019 هي النقطة البارزة الكبرى، باعتبارها تظاهرات سياسية تبتعد عن المطالب الثانوية”.

ولا يعول الفريجي على الوعود الحكومية، لكنه يضع أملا كبيرا في الشباب والحركات الديمقراطية والتشرينية التي ترغب فعلاً في تغيير المنظومة الحاكمة، التي تستند الى المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت.

وقال: نسعى مع قوى التغيير الديمقراطية ومن خلال تحالف قيم المدني، الى خوض المعركة الانتخابية المقبلة، وتحقيق نصر في مجالس المحافظات، نستند اليه لخوض معركة انتخابات مجلس النواب المقبلة، ونسعى كذلك مع القوى الاخرى الى الخلاص من منظومة المحاصصة الفاسدة.

واختتم الفريجي كلامه بالقول: ان “احتجاجات 2015 هي احدى النقاط المضيئة التي نفتخر بها في محطات الاحتجاج التي رسخت قواعد الاحتجاج السلمي واعقبها البناء السياسي في ما بعد”.

لن تتعظ

وعجز النظام السياسي عن التعامل بفاعلية مع تلك الأزمات، الامر الذي عزّز الشعور بالإحباط وعدم الثقة في المنظومة السياسية، وبرغم الوعود والتعهدات إلا أن المطالبات بالتغيير الجذري في النظام السياسي لا تزال حاضرة، وسط مطالبة المتظاهرين بالعدالة ومحاربة كل اشكال الفساد.

واكد الخبير السياسي، داوود سلمان، ان “القوى المتنفذة في السلطة تنتهج نهجا واضحا مع أي احتجاجات تنطلق في عموم البلاد، من خلال اطلاق الوعود التي لا حصر لها، والتي في غالبها لا يجري تحقيقها انما يتم تسويفها في ما بعد، وهذا ما كان يحدث باستمرار منذ 2011 وصولاً الى يومنا هذا، حيث ان الحركة الاحتجاجية لا تزال مستمرة ولو بأشكال مختلفة والسخط الشعبي موجود، وبرغم ذلك لم تقدم السلطة غير الوعود”.

وشدد سلمان في سياق حديثه مع “طريق الشعب”، على ضرورة “رص صفوف الشباب، والضغط من اجل تحقيق مطالبهم وعدم الركون الى تلك الوعود الفارغة؛ فمنذ 2015 وحتى اليوم، تتواصل الوعود لكن مطلقيها يقابلونها بحجج وتبريرات تتكرر في كل عام. لكن اليوم صار المواطن يبحث عن حلول جذرية، وتخلى عن المطالب الثانوية او الخاصة”.

واشار الى ان هناك “من يمنع الحل الجذري، وفي كل الاحوال لا يجب التماهي او القبول باستمرار تردي الاوضاع، واذا الشعب تقبل هذا الوضع وبقي صامتاً فلن تلتفت الحكومة او القيادات السياسية له، وبالتالي الابقاء على الوضع الحالي كما هو”.

وخلص الى ان “القوى المتنفذة في السلطة لن تتعظ، طالما ليس هناك من يؤدبها على افعالها او يحاسبها. وبكل تأكيد لا حل الا بإزاحة هذه المنظومة السياسية الفاسدة التي تجثم على صدور العراقيين”.

قوى بلا منجزات

في السياق، قال المحلل السياسي وسام المالكي: إنّ “القوى الحاكمة تدرك تماماً أنها لا تمتلك إنجازاً واحداً على مختلفة الاصعدة، وهي ضعيفة مشتتة، ليس بامكانها مواجهة الشارع الغاضب منها، لكنها تستخدم اساليب مختلفة اغلبها قمعية لغرض اسكاته”.

وتابع، انه “لا يترجى الشارع العراقي شيئا من قوى حكمت البلاد منذ 18 عاما، ولم تقدم سوى النهب والفساد، لذلك ستبقى الأصوات تطالب برحيل هذه الزمر الفاسدة، لبناء دولة القانون والمؤسسات والعادلة الاجتماعية”.

واضاف المالكي، ان “المطالب التي خرجت لأجلها الاحتجاجات في شباط ٢٠١١ و تموز ٢٠١٥ و تشرين ٢٠١٩ لم تنفذ من قبل حكومات المحاصصة رغم الوعود من قبل المسؤولين، وهذا بدوره سيديم الاحتجاجات، وقد يتولد انفجار جماهيري في اية لحظة، خصوصا ان هناك ازمة حادة على مستوى تجهيز الطاقة الكهربائية للمواطنين، مع تزايد درجات حرارة الطقس والتخلف في تقديم الخدمات للمواطنين واستمرار الازمة السياسية العامة”.

 ****************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

حول علاقات العراق الإقليمية

كتب حمزة حداد مقالاً لموقع المجلس الأوربي للسياسات الخارجية حول فرص العراق في الإستفادة من الهدوء الذي يشهده الأقليم، لاسيما في أعقاب تحسن العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، أكد فيه على إهتمام العراق بتعزيز علاقاته مع دول مجلس التعاون الخليجي، معرباً عن إعتقاده بضرورة قيام الدول الأوروبية بدعم هذه الجهود، بشكل يساعد العراق على مواجهة تحدياته الداخلية.

وذكّر حداد بما تعرض له العراق من مشاكل، جراء التوتر الذي إتسمت به العلاقات بين طهران والرياض، والذي دفعه إلى بذل جهود كبيرة لتحسين العلاقات، حتى بات من حقه أن يستفيد من نتائجها الإيجابية، خاصة في مجال تعزيز الإستثمار، للحد الذي يضمن فيه تحقيق الإزدهار.

عداء غير مبرر

وأشار المقال إلى القطيعة التامة أو الجزئية، التي تعاملت بها دول الخليج العربي مع النظام الجديد في العراق، لإعتقادها بأن قادته، بمن فيهم رؤساء الوزراء، حلفاء لطهران، وإن سياستهم أمتداد لسياسة الحكومة الإيرانية. وقد أدركت بغداد بأن معالجة هذه المشكلة وتحسين علاقاتها مع دول الخليج، ترتبط تماماً بتخفيف التوترات بين هذه الدول وبين إيران، وهذا ما ساهمت في تحقيقه، بعد مسار طويل، إفتتحته حكومة العبادي بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية في عام 2015، وبتسديد العراق لكل التعويضات المفروضة عليه لدولة الكويت بسبب غزوها العام 1990.

سياسة جديدة

وأعرب حداد عن إعتقاده بأن الحكومة الجديدة في العراق، تبنت سياسة مرنة في تعاملها مع دول الخليج، وخاصة المملكة السعودية. وقد وصلت هذه السياسة إلى نتائج جيدة بسبب ردود الفعل الإيجابية عليها، والتي جاءت أيضاً كثمرة لتغير أولويات الجيل الشاب الحاكم في الرياض وحليفاتها، وإتخاذه المصالح الإقتصادية والسياسية بديلاً عن المعتقدات الطائفية القديمة.

واكد المقال على أن أبرز الدوافع التي تقف وراء حماس العراق لهذه العلاقات، حاجته إلى الاستثمار العربي، بما في ذلك المساعدة في التخلص من الاعتماد على إيران وتركيا، حيث وصلت التجارة بينه وبين تركيا إلى مستوى غير مسبوق قدره 20 مليار دولار، فيما يعتبر العراق ثاني أكبر شريك تجاري لإيران، حيث استورد منها ما قيمته 8.9 مليار دولار في عام 2022، رغم العقوبات الأمريكية الصارمة عليها.

تراجع قيمة الدينار

وحول إرتفاع سعر صرف الدولار بما لا يقل عن 17  في المائة إثر منع البنك الفيدرالي الأمريكي مؤخراً،  14 مصرفاً عراقياً من استخدام الدولار، بسبب خرقها للعقوبات على إيران وتهريب الدولار اليها، كتب آدم لوسينت تقريراً لموقع المونيتور أشار فيه إلى تصاعد الإحتجاجات الشعبية ضد هذا الإرتفاع، لما يسببه للناس من متاعب معيشية كبيرة.

ورغم تقليل البنك المركزي العراقي من أهمية الإجراء الأمريكي، لأن هذه البنوك لا تتعامل الا بثمانية في المائة من التحويلات الخارجية حسب وصفه، فقد رأى لوسينت أن تأثير الإجراء كان واضحاً في السوق الموازية في البلاد، فيما حذرت البنوك المعاقبة من تبعات الإجراء الضارة بقيمة الدينار وبالاستثمار الأجنبي في العراق، مشيرة إلى أنها مؤسسات مالية مستقلة، لا علاقة لها بالتوترات السياسية، حسب ما نقل التقرير عن ناطق بأسم هذه البنوك.

وخلص التقرير إلى أن هناك بعض المؤشرات على أن العراق مهتم بعملات أخرى غير الدولار الأمريكي، حيث سبق للبنك المركزي أن صرح في شباط، عن تعامله مع الصين باليوان، أسوة بإيران والإمارات العربية المتحدة.

 **********************************************************

أفكار من أوراق اليسار.. إيقونة التحدي

إبراهيم إسماعيل

وصف ماركس الصحافة بأنها المرآة الروحية التي يرى فيها الشعب نفسه. ويعود للرجل الفضل في وضع الأسس الحقيقية للمفهوم اليساري لها، حيث لم يُعرف كفيلسوف أو كسياسي واقتصادي فحسب، بل وأيضاً كمحرروصحفي فذ. وقام لينين من بعده، بوضع مباديء الصحافة الثورية، فحدد دورها في خدمة قضية البروليتاريا، معتبراً المفهوم الليبرالي لحريتها، خديعة لإدامة هيمنة الطبقات المستغِلة المالكة للصحف وليس حرية قرائها. كما دعا لتأسيس صحيفة مركزية، وإستخدامها كأداة تعبوية وتنظيمية، توحد العمال وحلفاءهم وتنشر بينهم المثل الإشتراكية وتذلل المعضلات التي تواجه نضالهم . وفيما أصر على أن تكون ذات اتجاه مستقل يوّحد الثوريين، تنظيمياً وسياسياً، دعا لأن تُمّهد فيها مساحة للنقاش الرفاقي وللتعبير عن ألوان الرأي ووجهات النظر المختلفة. وحين جاء ستالين، سارع ومن حمل راياته، لتفسير محددات لينين على هواه، فقام بتأميم وسائل الإعلام وفرض مبدأ الرقابة المسبقة واشترط الحصول على ترخيص من الحكومة لإصدار أية صحيفة، ففقدت الصحافة الماركسية في عهده بعضاً من بريقها وأصالتها.

وفي العقود الأخيرة، إشتدت هيمنة الرأسمالية المعولمة على الصحافة والإعلام وشبكات الاتصال الحديثة، وبالتزامن مع إنهيار الأنظمة “الإشتراكية”، حتى باتت الولايات المتحدة لوحدها، تنتج اليوم أكثر من 65 في المائة من كل ما ينتجه العالم من مواد إعلامية وثقافية وترفيهية، فيما وقعت قوى المواجهة اليسارية تحت ضغط ضعف إعلامي إستثنائي، جراء نقص شديد في الإمكانيات. وقد دفع ذلك بالكثيرين إلى العودة لإنعاش المفهوم الماركسي لحرية الصحافة، وتبني إستراتيجية إعلامية على الصعيد الأممي، توحد القدرات وتوفر المزيد من التعاون الرفاقي بين أطياف اليسار المختلفة.

ورغم الصعوبات وقلة الموارد، فإن هناك من اليساريين من يرى وجود أمكانيات أكبر لنجاح اليسار في تعبئة الناس، إذا ما فضح وناهض سياسات العولمة المتوحشة في دول المركز والتي راحت تفكك دولة الرعاية وتؤجج العنصرية والنزعات العدوانية وتعرض البيئة والكوكب لمخاطر التلوث والتغييرات المناخية من جهة، ومواجهة ما تجره الإمبريالية على دول الأطراف من مصائب، كنهب ثرواتها وإفتعال صراعات أهلية فيها، وتحويلها لتابع ذليل، وزعزعة ثقة ناسها بالمستقبل وبالقيم الديمقراطية من جهة مكملة.

ويجمع بعض من هؤلاء على أن مقومات نجاح ذلك تتضمن تحويل الأدوات الإعلامية إلى فضاء مفّعم بالحركة والمعرفة والإختلاف الخّلاق، فضاء تُقتحم فيه التابوات المصطنعة ويتم فيه إعمال العقل في الواقع، فضاء يفتح المدى للبراعم الشابة ويوفر لها حكمة التجارب بصبر المعلم، الخالي من الوصفات الجاهزة أو المغلّفة بتعويذات مقدسة. كما يرون ضرورة أن ينهل إعلام اليسار من ينابيع التطور التقني، لاسيما في مجال الإتصالات والإعلام الإلكتروني، مما يشكل قنوات إتصال رديفة للورق، الذي ربما لم يعد غيرنا، نحن الكهول، شغوفاً به. 

وفي بلادنا، حيث يحل فيها العيد 88 للصحافة الشيوعية، وحيث يشعر القراء والعاملون فيها بطعم الفخر والغبطة، مذ تسللت إلى ثنايا الوعي وأقامت فيها مساحات مشرقة وشيئاً من تحدٍ جميل، تتجدد إيقونة الكفاح هذه، وتحث الخطى الواثقة من أجل نشر قيم الحرية والعدالة وتمكين الناس من الدفاع عنها، وحمل المشروع الوطني المدافع عن الإستقلال والسيادة وحرية الوطن وعن الديمقراطية وحقوق الإنسان، مستفيدة من تجارب الماضي وإرث اليسار العالمي، ومدعومة بتطلع العراقيين إلى أن تحقق المزيد من التقدم، ليس عبر وجودها كمنظم للكادحين ومعبئ للجماهير فحسب، بل وايضاً لبناء حركة شعبية شاملة، تنقذ البلاد من كل هذا الخراب وتقيم على أنقاضه عراق الحلم الجميل، وكل عام وأنتم بخير.

 *******************************************************

الصفحة الرابعة

«أم الربيعين» تفقد رداءها الأخضر وفرق تطوعية تتحرك لإنقاذها

بغداد – تبارك عبد المجيد    

بدأ حال غابات الموصل يتدهور تدريجياً بعد العام 2003، بشكل ملحوظ، بسبب الظروف التي مرت بها البلاد خلال هذه السنوات، وما رافقها من انفلات أمني وخدمي واهمال في وقت لاحق، ثم برزت مشكلة الألغام التي خلفتها الحرب ضد عصابات “داعش” في العام 2014.

وتتوسط تلك الغابات الشامخة، التي تمتد لأكثر من 60 عاماً، قلب مدينة الموصل، لكنها اليوم تواجه تحديات عديدة لعل أبرزها تحويل مساحاتها الخضراء الى منتجعات سياحية ومطاعم ومقاه من قبل جهات متنفذة، الامر الذي يفاقم التهديدات البيئية ويفقد المدينة جزءا من هويتها.

وفي ظل ذلك، يخوض سكان الموصل حملات تطوعية من أجل إعادة تشجير الغابة، واستعادة رونقها.

جهات متنفذة

يقول المدير التنفيذي لمنظمة عين الموصل، انس الطائي: إن الغابات تشكل واحدا من أهم الموروثات لدى أهالي الموصل، إذ ان هناك ارتباطا روحيا بينهما. كما أنها مكان سياحي رائع.

ويضيف الطائي، أن “التجاوزات باتت تزداد عاماً بعد آخر، حتى وصلت نسبة التجاوز إلى 60 في المائة؛ اذ تحولت العديد من مساحاتها الخضراء البراقة الى أسواق ومطاعم وساحات لوقوف السيارات”.

ويشير الطائي الى أن “اغلب التجاوزات كانت تجري من قبل شخصيات متنفذه في المحافظة من دون موافقات رسمية”، مستدركا “لكن الان تستحوذ تلك الشخصيات على مساحات من الأراضي الزراعية بموافقات رسمية بالتواطؤ مع موظفين في دائرة البلديات”.

ويخمن الطائي عدد الأشجار في الغابة بحوالي 150 ألف شجرة. اما الان فلا يتجاوز عددها 50 ألفا، معتبرا ذلك “أمرا مؤلما، وله تداعيات سلبية كثيرة على المدينة والبيئة”.

وعمل الطائي رفقة فريقه التطوعي على زراعة 24 دونما في العام 2019، ثم زراعة 38 دونما، بعد تعرض الغابة للحريق في العام ذاته. ويسعى فريق الطائي الى إعادة زراعة بعض المساحات التي تعرض للحريق في سنوات لاحقة.

كما تعرضت الغابات الى عدد من الحرائق، ففي العام 2017 فقدت الغابة عددا ليس بالقليل من أشجارها، بحسب الناشط البيئي قاسم يعرب.

يقول يعرب لـ”طريق الشعب”، وهو احد سكان مدينة الموصل: إن أي مساحة تنظف من الألغام يفترض ان تسلم الى شعبة الغابات في الموصل من اجل إعادة زراعتها.

50 في المائة

ووفقا لتقديرات ذكرها يعرب فإن الموصل “فقدت 50 في المائة من مساحتها الخضراء، خلال الـ 20 عاما الماضية، إذ كانت الغابات تشكل حاجزا امام العواصف الرملية التي بدأت تجتاح البلاد اخر السنوات اللاحقة.

ويشير يعرب في حديثه مع “طريق الشعب”، الى أن “الغابات كانت تشكل موردا اقتصادياً كبيراً، كونها تستقطب سنوياً اكثر من مليون ونصف المليون سائح سنوياً.

ويقول، ان “عمليات التجريف التي تعرضت لها الغابات جعلت سكان الموصل يشعرون بخيبة امل كبيرة، كون العديد من ذكرياتهم مرتبطة بجذور تلك الأشجار”.

ويصف يعرب فصل الربيع في “أم الربيعين” بأنه “خلاب”، ويستمر لـ 6 أشهر، لكنها لم تعد تستحق هذا اللقب الذي جردتها منه القوى الظلامية.

ويعول المتحدث على الحملات التطوعية التي يدشنها الشباب الموصلي من اجل الابقاء والحفاظ على تلك الغابات.

متى أنشئت؟

ونشأت غابة الموصل عام 1954 في الجانب الايسر من المدينة وعلى ضفاف نهر دجلة، ويطلق عليها سابقاً “غابة الحدباء النموذجية”. وقد انشئ وقتها اول مشتل لإنتاج شتلات الغابات وتم العمل به لمدة عام واحد. وتم تشجير ما يقارب 200 دونم، وبعدها استمرت الغابات بالتوسع على مراحل، طبقا لحديث المؤرخ الموصلي جنيد فخري.

يقول فخري في حديث مع “طريق الشعب”، إن الغابات تتضمن أنواعا عديدة من الأشجار، مثل اليوكالبتوس، والسبندر، والجنار، والدردار، والصنوبر وغيرها من الاصناف التي تتحمل الظروف البيئية للمدينة”.

ويضيف ان تلك الغابات “ازدهرت بين حقبتي الستينات والثمانينات بشكل كبير حتى أصبحت رئة الموصل ومتنفسها الوحيد ومحل اقبال أهاليها ليستمتعوا بمناظرها وطبيعتها الخلابة بين احضان اشجارها الوارفة الخضرة على ضفاف نهر دجلة”.

وبفعل الحرائق والفيضانات والحروب تراجع الاهتمام بتلك الغابات.

 ويشير فخري الى أن المساحات الصحراوية في البلاد تقدر بـ 52 في المائة، اما اليوم فزادت النسبة الى 70 في المائة.

ويخلص المتحدث الى أن الاهتمام والحفاظ على الغابات واجب وطني وإنساني، وعلى الحكومات وضع قوانين خاصة بها باعتبارها محمية يمنع التجاوز عليها، والسعي لتنظيمها وزراعة شجيرات دائمة، ما يجعلها تعود بالإيجاب على المواطن، من خلال توفير ببيئة نقية خالية من الملوثات، وتشكل متنفساً سياحيا للجميع.

 ****************************************************

الحديث عنها شيء الواقع شيء اخر تماماً!.. التربية تستعد لعام دراسي جديد.. هل من جديد؟

بغداد ـ طريق الشعب

تتكرر قبيل كل عام دراسي أنباء استعداد وزارة التربية لذلك، لكن غالبية مدارس البلاد عادة ما تنهي العام الدراسي بنقص في المناهج والأبنية المدرسية والرحلات والكوادر التدريسية، فما هي تلك الاستعدادات التي تقوم بها الوزارة؟

ويبدو أن القائمين على العملية التعليمية، عجزوا حتى اللحظة عن معالجة ملفات تلامس حياة الطالب بشكل مباشر، ابتداء من الابنية المدرسية، وصولا الى سد النقص في الكوادر التدريسية وملف المناهج الدراسية، وصفقات الفساد في هذا الملف، والتي باتت يؤثر بشكل مباشر على سير العملية التعليمية.

أي استعدادات؟

في هذا الصدد، يقول عضو مكتب سكرتارية اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، أحمد سعد: إن التوجيهات التي تتعلق بالاستعداد للعام الدراسي الجديد، اعتاد الطلبة والناشطون على سماعها قبل كل عام دراسي، لكن لم نشهد يوماً اي انعكاس حقيقي لها على ارض الواقع.

ويضيف لـ”طريق الشعب”، أن “العام الدراسي الذي انتهى الان هو خير شاهد على ذلك، لقد بدأ بسلسلة من الإخفاقات الكبيرة لوزارة التربية، والتي لم تتم معالجتها، ومن هذه الإخفاقات ما يتعلق بملف المناهج الدراسية وطباعتها وتوزيعها، حيث بدأ العام الدراسي ومضى وصولاً الى نصف السنة، والكثير من الطلبة بدون كتب”.

ولفت سعد الى ان “من بين الإخفاقات التي تتكرر مع كل عام، موضوعة نقص الابنية المدرسية، وظاهرة المدارس الطينية والكرفانية، التي يزداد عددها، نظراً لغياب المعالجات الحقيقية، برغم الوعود الحكومية بمعالجة هذا الملف. وازداد الوضع سوءا حتى باتت المدرسة تهدد حياة الطالب، نتيجة لانهيارها بسبب قدمها او تهالكها بعد ان غابت أعمال الصيانة والإدامة”.

واكد انهم رصدوا “تكرارا لهذه الحوادث في الكثير من المدارس التي تم إغلاق بعضها، لأنها خرجت عن الخدمة وأصبحت تهدد حياة زملائنا. وفي الجانب الآخر لم نشهد تحركات جادة في هذا الاتجاه لمعالجة الاوضاع المتردية في ملف المدارس وهذا التقاعس مستمر”، متسائلا “لو كانت هناك استعدادات حقيقية فعلا لما شاهدنا الفضائح التي غصت بها مواقع التواصل، والتي تثبت فشل الوزارة بتحقيق وعودها”.

وتابع القيادي في اتحاد الطلبة العام، قائلاً انه “يجب على الوزارة ان تعالج هذه الملفات وغيرها بما يتعلق بالعملية التربوية، وليس الاكتفاء بالتوجيهات والتصريحات الإعلامية، لأن الواقع يزداد سوءا عاما بعد آخر. ومن غير المعقول أننا حتى الان نتحدث في هذه الملفات التي كان يجب معالجتها قبل 15 عاما على اقل تقدير”.

وحمل في ختام حديثه الحكومات المتعاقبة والمنظومة المحاصصاتية “مسؤولية الفشل الذريع الذي اصبح لصيقا بهذا القطاع المهم، وآن الاوان للكف عن الاحاديث التي لا تغني ولا تسمن، والعمل بشكل جاد وحقيقي على وضع حد لما يجري”.

من إخفاق إلى اخر

من جانب اخر، قال الناشط في الشأن الطلابي ابراهيم علي: ان العام الدراسي الماضي، كان عاماً قاسياً على مختلف الصعد، وعجزت الوزارة مرة اخرى كما هو معتاد عن التهيئة له واستقباله بشكل مناسب ومتكامل.

وأضاف في حديث مع “طريق الشعب”، “اننا شهدنا شحا كبيرا في إعداد الكوادر التدريسية على المستوى التربوي، الامر الذي أثر بشكل كبير على سير العملية التعليمية، واستقبلنا العديد من الشكاوى بهذا الصدد”، مبينا ان “هذا الشح اثر على اكمال المناهج الدراسية المقرة؛ فالكثير من الطلبة أدوا امتحاناتهم الفصلية ونصف السنوية، وهم لم يكملوا مناهجهم الدراسية”.

وتابع بالقول: انه حتى الآن لم تتخذ الوزارة أية خطوات حقيقية من شأنها ان تعالج تسرب الطلبة من المدارس، وايقاف زجهم في سوق العمل، كونها احدى الجهات ذات العلاقة بالأمر، بل ان ظاهرة عمل الاطفال ومغادرتهم المقاعد الدراسية تنامت بشكل كبير، ووصلت لمديات مخيفة”.

ونوه الى ان “ابرز الإشكاليات والتحديات التي لم تعالجها الوزارة هي ظاهرة الدوام الثنائي والثلاثي في المدارس، فحتى الان الكثير من المدارس ما زالت تعمل بهذا النظام. وهذه المشكلة هي ليست وليدة اليوم، بل انها ممتدة لسنوات عديدة ماضية بدون معالجات او التفاتة جادة”.

وخلص علي إلى انه بات من الضروري جداً “الوقوف بشكل جاد أمام كم الإخفاقات في هذا القطاع، والعمل على معالجتها فتفاقمها وتركها على ما هو عليه سيعمقها اكثر من ذي قبل”.

**********************************************

وقفة اقتصادية.. حقوق الإنسان الغائبة في المستوطنات العشوائية

إبراهيم المشهداني

الاحياء العشوائية او ما تسمى بالمستوطنات العشوائية تنتشر  في أية مدينة أو دولة في العالم وتكاد تتشارك في الآلام نفسها من حيث تدهور السكن غير  اللائق وافتقاره إلى أبسط مقومات العيش الطبيعي والفقر المدقع بسبب تعاظم البطالة وشحة الدخول على مستوى الأفراد أو الأسر  والاقتصار على الإعانات الشحيحة التي تتلقاها أم من الدولة بمقادير لا تغني من فقر ولا تسمن من جوع ، أو من المؤسسات الخيرية وما أقلها في بلادنا، وهذه الأحياء غير منتظمة هندسيا ووضعها القانوني مبهم، و فيما يتعلق بملكية الأرض فهي مملوكة للدولة بالأساس.

فالإعلان العالمي لحقوق الأنسان أكد في المادة 25 أولا أن (لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة الكافي للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة وله الحق في تأمين المعيشة حتى في حالات البطالة والمرض والعجز والترمل او الشيخوخة او غير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظروف خارجة عن ارادته).

ومنذ عام 2000 وضعت لجنة المستوطنات البشرية في الأمم المتحدة (الاستراتيجية العالمية للمأوى) وقدمت تعريفا عن كفاية المأوى الملائم الذي يعني (الخصوصية الكافية، المساحة الكافية، الأمان الكافي، الإنارة، التهوية الكافيين، والهيكل الأساسي الملائم، والموقع الملائم بالنسبة إلى أمكنة العمل، والمرافق الأساسية وكل ذلك بتكاليف معقولة). كما وضعت الاستراتيجية الثانية للإسكان العالمي لغاية عام 2025 المستندة على التوجهات العالمية والاستراتيجية السابقة.

فأين حكوماتنا المتعاقبة من هذه الحقوق العالمية التي وقع عليها العراق؟ وللإجابة على هذا التساؤل لا بد من الرجوع إلى بيانات وزارة التخطيط العراقية والتي اخبرتنا مشكورة أن عدد التجمعات في العراق 4679 وعدد الساكنين فيها يصل إلى ثلاثة ملايين و725 الف نسمة يشكلون 10 في المائة من نفوس العراق، وأن محافظة بغداد العاصمة هي الأعلى من حيث عدد المستوطنات التي تزيد على الألف وتشكل  23 في المائة من عدد التجمعات في العراق، تليها محافظة البصرة وأقلها محافظة النجف التي تتواجد فيها 89 مستوطنة،  وان 87 في المائة من عائدية هذه التجمعات تستحوذ على أراض مملوكة للدولة، وان 13 في المائة منها مملوكة للقطاع الخاص. وتعتبر بربارا أيغر ممثلة الاتحاد الأوروبي أن المستوطنات العشوائية تشكل تحديا للحكومة العراقية حينما يكون لديها 10 في المائة من مواطنيها يسكنون في هذه العشوائيات وهي إشكالية تنعكس على شباب العراق الذين يشكلون 60 في المائة ممن أعمارهم 22 سنة فأقل.

إن تاريخ هذه الأحياء القائمة على أطراف الحواضر قد بدأت منذ ثلاثينيات القرن الماضي ثم اتسعت في الخمسينيات وأكثر منها في الثمانينيات غير انها تعاظمت بشكل خطير بعد الغزو الأمريكي في عام 2003، وترجع أسباب قيام هذه المستوطنات إلى حركة نزوح واسعة  ترجع أسبابها إلى تردي أوضاع الريف العراقي وغياب عناصر العيش فيه بالإضافة عدم الاستقرار الأمني  والسياسي والإداري وضعف الرقابة البلدية زد على ذلك ارتفاع اسعار الأراضي  والايجارات  داخل المدن مع تصاعد عدد سكان العراق بشكل متسارع إذ تعتبر نسبة  النمو السكاني الأعلى في العالم فتصل إلى 2،6 في المائة فضلا عن ميزات المدن من فرص التعليم وفرص العمل وتوافر البنى الارتكازية والخدمات الترفيهية  والشعور بالأمان اكثر مما عليه الحال في الريف.

إن معالجة الظاهرة تتطلب من الحكومة التي تسمى بحكومة الخدمات مراجعة الخطط الرئيسية وتحديد وتصنيف المستوطنات ووضع استراتيجيات مخصصة ومعايير لكل محافظة شريطة أن تأخذ بالحسبان عدة عوامل منها ملكية الأرض ومدة الاستيطان  والخدمات العامة والبنية التحتية المتاحة والمطلوبة ولابد ان يلتزم البرنامج الحكومي بتوسيع الدعم التقني والتركيز على وضع معايير التنفيذ وتحشيد المؤسسات ذات العلاقة بالسكن والتمويل للعمل كفريق متناسق للنهوض بقانون المستوطنات العشوائية وتنفيذه بخطوات سريعة بهدف خلق مستقبل أكثر شمولا  واستدامة لجميع العراقيين  ومن أولوياتها  انشاء مجمعات  ومساكن قليلة الكلفة تتولى الحكومة تنفيذها وفق مبادئ حقوق الانسان.

*************************************************************

الصفحة الخامسة

ارباب العمل لا يوفرون بيئة عمل مناسبة.. عمّال العراق يواجهون الموت تحت لهيب الشمس!

متابعة – طريق الشعب

يواجه ملايين العمال في العراق، خطر الموت تحت لهيب الشمس خلال فصل الصيف، في ظل تقاعس حكومي عن حمايتهم وإنقاذهم من الانتهاكات السافرة التي تطاول جهودهم وقواهم وحقوقهم.

ولم تستثنَ المرأة العاملة من هذه المعاناة المريرة. إذ أجبرت الظروف المعيشية الصعبة في البلاد، الكثير من النساء على العمل في مهن شاقة لا تناسب قدراتهن الجسدية، وأبرزها مهنة “الحمْالة” في معامل الطابوق.

ويُعَدّ العراق من أكثر البلاد العربية التي تتعرض فيها حقوق العمال لانتهاكات خطيرة، جراء غياب الضمانات والتشريعات التي تجنبهم الإصابة بالأمراض، كضربات الشمس الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، أو التعرض للدغات الزواحف السامة والحرائق والصعقات الكهربائية في أماكن العمل، في الوقت الذي لا يلتزم فيه معظم أرباب العمل بشروط السلامة.

وتشهد محافظات البلاد هذه الأيام حرارة شديدة جدا تصل في بعض المناطق إلى أكثر من 50 درجة مئوية. وتحت هذا اللهيب يواصل العمال أعمالهم الشاقة من أجل تأمين ما يسدون به رمق عائلاتهم.

بيئة عمل مناسبة

من جانبها، تنتقد الخبيرة القانونية راقية الخزعلي، عدم تناول مسألة تنظيم ساعات العمل في بنود قانون العمل العراقي رقم 37 لسنة 2015.

وتقول في حديث لوكالة أنباء “العربي الجديد”، أن “قانون العمل لم يتطرق إلى تنظيم ساعات العمل خلال أوقات ذروة ارتفاع درجات الحرارة، إلا أنه ألزم أصحاب العمل بتوفير البيئة المناسبة للعاملين”، مشيرة إلى أن “هناك قصورا في الجانب التشريعي لهذا القانون، الذي يفتقد الكثير من أساسيات حقوق العمال في جميع مستوياتهم وطبيعة أعمالهم”.

وتشدد الخزعلي على “أهمية أن تأخذ وزارة العمل دورها في إصدار قرارات تلزم أصحاب العمل بتوفير البيئة المناسبة وشروط السلامة الكاملة للعاملين”، مشيرة إلى ان “العامل الذي يتعرّض لإصابة خلال عمله ولم يحصل على تعويض أو حقوق من صاحب العمل، يمكنه رفع دعوى قضائية لمقاضاة صاحب العمل ومطالبته بالتعويض المادي عن الضرر الذي لحق به”.

الحرارة تقطع سبل المعيشة

وخلّف الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة آثاراً جانبية انعكست على الواقع المعيشي للعمال من ذوي الأجر اليومي والأعمال الشاقة، الذين اضطر الكثيرون منهم إلى التوقف عن العمل جراء تعرضهم المباشر للشمس.

وفي هذا الصدد، يقول عامل البناء أحمد مخلف، انه ومجموعة من العاملين معه توقفوا عن العمل لعدم استطاعتهم مواجهة الحر الشديد، حيث تصل الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية.

ويلفت في حديث صحفي إلى ان عائلته تعتمد على مصدر دخله الوحيد، وانه منذ أيام لم يتمكن من الخروج للعمل بسبب الحر الشديد، موضحا أن إصابته بحالة مرضية جراء الحرارة، تعني انقطاع مصدر عيشه، في ظل غياب الدعم الحكومي وعدم توافر فرص التعويض أو التأمين الصحي.

لا رأفة ولا شفقة!

الباحث الاقتصادي أحمد عبد الله، يقول في حديث صحفي أن “الكثيرين من أرباب الأعمال يتمسكون بفرض أوقات عمل لساعات طويلة، حتى خلال فترات الذروة، دون أن تأخذهم في العاملين رأفة وشفقة”، مضيفا أنه “ليس هناك تطبيق لفقرات القانون المدني التي تؤكد ضمان سلامة وصحة العاملين في جميع المجالات.

كما ان هناك ضعفا في ثقافة الضمان الصحي والسلامة المهنية”.

للمرأة العاملة حصة من الشمس!

إلى ذلك تقول المزارعة أم أنور (34 عاماً)، انها أوصدت أبواب دارها وتركت أرضها في محافظة الديوانية، فتوجهت إلى محافظة المثنى بحثا عن فرصة عمل جديدة، شأن العديد من الفلاحين الذين توقف نشاطهم الزراعي بسبب الجفاف.

وتضيف، وهي أرملة وأم لأربعة أطفال أيتام، انها كانت تكسب قوتها من زراعة الباميا واللوبياء، وبسبب أزمة المياه، اضطرت إلى ترك مهنة الزراعة، فتوجهت للعمل في معمل طابوق في المثنى.

وتلفت أم نور في حديث صحفي، إلى انها اليوم تقاسي البطالة.

إذ انها تركت العمل حتى في معمل الطابوق، بسبب الحرارة الشديدة وظروف العمل الشاقة.

*********************************************

أكول... خففوا من أضرار «المولّدات»!

حميد المسعودي

أموال هائلة انفقت على قطاع الكهرباء، ووعود كثيرة قطعتها الحكومات المتعاقبة بتحسين التيار الكهربائي وتأهيل شبكته، إلا أن كل ذلك لم يغير من الواقع شيئا، بل جعل الأمر من سيء إلى أسوأ! وبما أن المولدة الأهلية أصبحت واقع حال في ظل تردي الكهرباء الوطنية، علينا أن نضع إجراءات وخططا لتنظيم عملها وتخفيف أضرارها بالشكل الذي يجعلنا نتعايش معها. فهي باقية معنا والاستغناء عنها بات بعيد المنال!

لذلك، يتطلب من الجهات المعنية، كوزارتي الكهرباء والصحة وأمانة بغداد وإدارات المحافظات، العمل جهد الإمكان على التخفيف من أضرار المولدات على الصحة والبيئة، من خلال وضع ضوابط وشروط لعملها. ومن ذلك متابعة نظافة المولدات ومواقعها، والتأكد من جودتها وجودة الوقود المستخدم فيها. فكلما كانت ماكينة المولدة متهالكة والوقود المستخدم فيها رديئا، ازدادت العوادم والغازات السامة الصادرة عنها. كما يتطلب، إلزام أصحاب المولدات بوضع أقدام صناعية صامتة أسفل مولداتهم، للتقليل من اهتزازاتها، فضلا عن وضع “مخمدات” في أنابيب تدفق العوادم للتخفيف من حدة ضوضائها وغازاتها. وبالإمكان استخدام الأنواع الحديثة من المولدات، المعروفة بـ “الكاتم” أو “الخرساء”، والتي لا يصدر عنها صوت مزعج. ويتطلب أيضا تسليك كابلات الكهرباء بشكل منظم. فمعظم المولدات اليوم أسلاكها متشابكة بشكل فوضوي، ويتم تسليكها عبر أعمدة شبكة الكهرباء، ما يشكل خطورة على حياة الناس، ويشوّه الشوارع والأزقة. وكثيرا ما حدثت حرائق بسبب تماس كهربائي ناتج عن فوضى تسليك كابلات المولدات. كذلك، يجب تخصيص موظفين حكوميين يقومون بمتابعة عمل المولدات وتسعيرة الاشتراك فيها، ومدى التزام أصحابها بالضوابط والتعليمات الحكومية.

 ***************************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى الشيخ فاهم خزعل والشيخ حاكم خزعل والشيخ النائب باسم خزعل بوفاة والدهم الشيخ خزعل آل خشان آل جازع، شيخ عموم البركات في العراق والوطن العربي. كما تعزي جميع أخوتهم ومحبيهم بهذا الفقد. وكان الشيخ الفقيد معارضا لنظام البعث، وغادر العراق متوجها إلى الكويت والسعودية. وقد حاول نظام صدام اعتقاله مرات عدة، وحاول ايضا اغتياله، لكنه نجا من تلك المحاولات. وبعد الانتفاضة الشعبية غادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبقي معارضا قويا لنظام صدام، وشارك في مؤتمرات المعارضة. وبعد سقوط النظام 2003 عاد إلى العراق. الذكر الطيب له والصبر والسلوان لعائلته.
  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الناصرية الرفيق موكر نجم، وتعزي عائلته ورفاقه بهذا الفقد الأليم.

الذكر الطيب للرفيق والصبر والسلوان لعائلته وأصدقائه ورفاقه.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيق عبد الكريم مجيد محسن والرفيقة آمنة مجيد محسن بوفاة شقيقهما عامر إثر مرض عضال. كما تعزي عضو المحلية الرفيق هاشم خليل موسى كونه ابن خاله.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأهله وأصدقائه.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل عائلة الرفيق الشاعر وهام حسين، بوفاته بعد معاناة مع المرض.

وكان الفقيد أحد العاملين في المكتب الإعلامي للمحلية، ومساهما في مختلف النشاطات الحزبية.

 له الذكر الطيب ولأسرته ورفاقه خالص العزاء والمواساة. 

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الثورة، الرفيق جمال نجم عبد الله بوفاة شقيقه عبد الكريم.

الذكر الطيب للفقيد دوما والصبر والسلوان لعائلته.

  • ينعى اتحاد نقابات العمال في كربلاء الرفيق النقابي حميد الخشف، الذي توفي إثر نوبة قلبية اثناء علاجه في كردستان. والفقيد من المتميزين في دفاعه عن حقوق العمال.

له الذكر الطيب ولذويه الصبر والسلوان.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء الرفيق حميد عبد علي الخشف (ابو سلام)، الذي توفي إثر ازمة قلبية.والفقيد من الكوادر العمالية النقابية، وكان من أول الملتحقين بصفوف الحزب بعد التغيير ٢٠٠٣. كما كان احد ابطال رياضة رفع الاثقال في كربلاء. له الذكر الحسن دوما ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.
  • تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الصالحية - اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، الرفيق ابراهيم جري (ابو قاسم)، الذي توفي اثر مرض عضال لم يمهله طويلا. الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.
  • بحزن وألم، تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا، خبر وفاة الشاب سنان سلمان شمسة.

تتقدم المنظمة بخالص التعازي لوالدة الفقيد العزيزة أم يوسف وأخوته، ولخالته العزيزة أم باسل، وكل عائلته وأصدقائه. له الذكر العاطر ولذويه الصبر الجميل.

  • بحزن وأسف عميقين، تلقى الشيوعيون العراقيون في كندا خبر وفاة السيد كريم نجم عبد الله ابن عائلة المناضل الفقيد نجم عبد الله. خالص التعازي والمواساة لشقيقة الفقيد د. تانيا ونسيبه د. سعد قدوري ولأهله وذويه، وله الذكر العطر.

 ***********************************************************

شرق القناة.. أسلاك الكهرباء متهالكة وتنقطع باستمرار

بغداد – طريق الشعب

أفاد مواطنون من سكان مناطق شرق القناة، بتهالك أسلاك شبكة الكهرباء في الكثير من محلاتهم وأزقتهم، مبينين لـ “طريق الشعب”، أن شبكة الكهرباء في تلك المناطق أسست منذ ستينيات القرن الماضي، بعد تقسيم الأراضي السكنية وتوزيعها على الناس، وأصبحت اليوم متقادمة ومتهالكة.

وأوضحوا أن “الأعمدة أصبحت صدئة، والأسلاك تتقطع باستمرار فتأتي فرق الصيانة التابعة لدائرة الكهرباء، وتربطها، وبعد أيام تنقطع مجددا، خاصة خلال فترات ارتفاع درجات”.

وتابع المواطنون أن “بقاء مثل هذه الأسلاك يشكل خطرا على المواطنين.

فكثيرا ما سقطت على الأرض وصعقت المارة، لا سيما خلال موسم الأمطار.

ناهيك عن المعاناة التي يعيشها المواطن بفعل انقطاع الكهرباء ساعات طويلة جراء سقوط أحد الأسلاك”. وناشد المواطنون الشركة العامة لتوزيع كهرباء بغداد، تأسيس أسلاك جديدة، ودفنها تحت الأرض قبل تبليط الشوارع والأزقة.

 *********************************************************

السماوة .. أهالي «آل باني» يعانون تدهور الكهرباء

السماوة – طريق الشعب

شكا عدد من سكان منطقة “آل باني” في مدينة السماوة، من عدم استقرار الكهرباء الوطنية في قسم من منازل المنطقة، مشيرين إلى أن هذه المنازل مرتبطة بخط كهرباء منطقة “آل جضعان” المجاورة، وليس بالخط الذي يغذي “آل باني”.

وقال المواطن علي كاظم، من سكان المنطقة، أن “خط كهرباء (آل جضعان) كثير الانقطاع، بسبب زيادة الأحمال عليه”، مبينا لـ “طريق الشعب”، أن “تلك المنازل محرومة أيضا من المولدة الأهلية الموجودة في منطقتها، لعدم شمولها بجدول القطع المبرمج نفسه.

فحينما تنقطع الكهرباء عن خط (آل جضعان)، تتوفر في خط (آل باني)، وبالتالي لا يتم تشغيل المولدة”.

ولفت كاظم إلى أن “أصحاب المنازل ناشدوا دائرة الكهرباء مرارا تحويل كهربائهم إلى خط (آل باني)، لكن للأسف، لم يلقوا آذانا صاغية”، مؤكدا أن “هذه المشكلة مضت عليها سنوات، ولا تزال بلا حل”.

وأشار إلى أن “كابينة كهرباء منطقة (آل جضعان)، احترقت مرات عدة، بسبب الأحمال الزائدة.

 وأن هذه الكابينة تقع بالقرب من مبنى مدرسة ابتدائية، ما يشكل خطرا على حياة التلاميذ”، مطالبا المسؤولين في دائرة كهرباء السماوة بمعالجة هذه المشكلة عاجلا.

*************************************************************

النفايات تغمر «المربع الذهبي» في البلديات

متابعة – طريق الشعب

أبدى عدد من سكان منطقة “UN” في حي البلديات شرقي بغداد، استياءهم من قيام البعض برمي النفايات باستمرار في مربع تقع عليه أزقتهم، يطلق عليه “المربع الذهبي”، بالرغم من التزام آليات البلدية برفع النفايات عن المنطقة بشكل منتظم.

وقال السكان في حديث صحفي، أن البعض من سكان الشوارع المجاورة، يرمون نفاياتهم في هذا المربع، الذي يعد واحدا من أفضل أجزاء المنطقة من حيث النظافة والخدمات، مبينين أن شوارع المربع أصبحت منذ فترة مكبا عشوائيا للأزبال.

المواطن أبو علي، من سكان المنطقة، لفت إلى أنه كثيرا ما يحاول، هو وبقية الجيران، منع الأشخاص من رمي نفاياتهم في المربع المذكور، إلا ان ذلك لم يمنعهم، مبينا أن “المتجاوزين يردون على اعتراضي بـ (أنت شعليك)!”.

من جانبه، أفاد أحد عمال النظافة المعنيين بخدمات المنطقة، بأنه “نقوم بجمع النفايات من كل أحياء المنطقة بصورة دورية..

نأتي كل يوم أو كل يومين مرة واحدة”، مشيرا في حديث صحفي إلى أنه “نجمع النفايات المتراكمة هنا في الصباح، ثم نتفاجأ أن كمياتها ازدادت في اليوم التالي”.

******************************************************

الصفحة السادسة

مقدمة الملف الذكرى 88 لصدور صحافة الحزب الشيوعي العراقي

تمر في الحادي والثلاثين من تموز هذا العام الذكرى الثامنة والثمانون لصدور أول صحيفة سرية للحزب الشيوعي العراقي، وهي صحيفة (كفاح الشعب)، ومنذ ذلك التأريخ واصل الحزب الشيوعي العراقي، رغم تنظيمه السري، إصدار صحافته ووسائل إعلامه الأخرى في ظروف غاية في الصعوبة أمنياً ومادياً، فصدرت صحف (الشرارة) و (القاعدة) و(إتحاد الشعب) و(العمل) و (وحدة النضال) و(النجمة) و(الإتحاد) و(شورش)، وكانت كلها صحفا سرية، ونجح الحزب في تلك الفترة في إصدار صحيفتين علنيتين هما (الأساس) و(العصبة) وكذلك أصدر الحزب من السجن أيضاً عام 1953 صحيفة (كفاح السجين) وكان للحزب أيضاً صحافته الكردية الخاصة كصحيفتي (شورش) و(أزادي) كما صدرت عن الحزب صحيفة (همك) وتعني القاعدة باللغة الأرمنية، وبالرغم من الحجم الصغير، والطبع والإخراج اللذين لم يكونا مثاليين بكل المقاييس لمعظم هذه الصحف السرية، إلا أن مضامينها كانت متقدمة من حيث الصدق والواقعية، لأن كتابها لم يكونوا يعيشون في أبراج عاجية، بل ملتصقين بالجماهير ومعبرين عن همومهم وطموحاتهم، وكانوا من قادة الحزب وكوادره، ومن المثقفين الثوريين الذين يعيشون بين الناس، لذلك يعبرون بصدق عن تطلعاتهم الوطنية والطبقية، لقد وقفت صحافة الحزب الشيوعي العراقي طوال تأريخها إلى جانب الحقوق القومية العادلة للشعب الكردي ولسائر الأقليات القومية والدينية التي تشكل نسيج الشعب العراقي، كما ساندت صحافة الحزب قضية المرأة العراقية ووقفت إلى جانب حقوقها المشروعة في المساواة والعمل.  وخلال معظم الثمانية والثمانين عاماً من عمر صحافة الحزب الشيوعي العراقي، كانت هذه الصحافة تصدر سراً، وفي ظروف بالغة الصعوبة، بسبب مطاردة السلطات العراقية المتعاقبة لها، وزج محرريها والمشرفين على طباعتها وتوزيعها في السجون والمعتقلات، بل وإعدام الكثير منهم أيضا، أما في الفترات التي تسنى للحزب أن يصدر صحافته علناً، وهي فترات قليلة إذا قيست بعمرها الممتد طوال هذه العقود، كصدور صحيفة (إتحاد الشعب) بعد ستة أشهر من نجاح ثورة 14 تموز عام 1958، فقد إستقبلت الجماهير العراقية صحيفة الحزب العلنية بترحيب نادر، إذ تجاوز توزيعها اليومي (26) ألف نسخة، وفي أحد الأيام وزعت صحيفة (إتحاد الشعب) (46) ألف نسخة، في حين كانت أشهر الصحف العراقية الأخرى لا يتجاوز توزيعها اليومي ألفين نسخة فقط ! في وقت كان فيه عدد نفوس الشعب العراقي لا يتجاوز البضعة ملايين فقط ! ولأن صحيفة (إتحاد الشعب) كانت بهذه الشعبية وتنطق بلسان جماهير الشعب العراقي وتعبر عن مصالحهم وتطلعاتهم، فقد تم إيقاف صدورها بقرار السلطة في شهر آب عام 1961 ، فإضطر الحزب في شهر تشرين الثاني عام 1961 لإصدار صحيفة سرية هي (طريق الشعب)، والتي إستمرت حتى شهر أيلول 1971 لتتوقف لمدة سنتين، ثم تصدر علناً في شهر أيلول 1973، بعد قيام الجبهة الوطنية، وخلال صدورها العلني الجديد، كانت (طريق الشعب) مدرسة للمهنية والنضال، بالرغم من كل إجراءات السلطة وضغوطها وإستفزازاتها للمناضلين الشيوعيين العاملين فيها، وبالرغم من العدد القليل من الصحفيين الذين بدأت بهم (طريق الشعب) العلنية وقت صدورها، إلا أن الحماس الشيوعي والروح الفدائية العالية والجدية دربت جيلاً جديداً من الصحفيين الشباب، كما تم تشكيل المكاتب الصحفية في جميع المحافظات وعلى مستوى المناطق أيضاً كالجنوبية والفرات الأوسط وكردستان، كما نظمت هيئة التحرير أربع دورات صحفية مركزية إشترك فيها عشرات الرفاق من جميع المحافظات العراقية وتلقوا خلال شهر من عمر كل دورة تدريباً نظرياً وعملياً ساهم في تخريج كوادر صحفية هامة، كما كان محتوى صحيفة (طريق الشعب) متنوعا بأخبارها وتحقيقاتها الميدانية وأعمدة كتابها البارزين وإفتتاحياتها ورسومها الكاريكترية وفنونها الثقافية المنوعة من قصائد وقصص قصيرة وأدب أطفال وصفحات المرأة والطلبة والشبيبة.. إلخ، والاعداد الخاصة كالعدد الألف الذي أرعب سلطة البعث لشكله ومحتواه وإستقبال الجماهير العراقية له، حتى يقال إن صدام حسين إجتمع وقت صدور العدد الألف من (طريق الشعب) بالعاملين بصحيفة (الثورة) السلطوية وأنبهم وهددهم وسخر من العدد الهائل من العاملين في صحيفة (الثورة)، والذين لا يستطيعون مجارات العدد القليل من العاملين في صحيفة الشيوعيين!! وبعد انهيار الجبهة الوطنية وانتقال الحزب الشيوعي مجدداً للمعارضة، وتشكيل حركة الأنصار الشيوعيين في كردستان، بدأت حركة أخرى لصحافة الحزب، حيث تنوعت ولم تقتصر على إصدار صحيفة الحزب المركزية (طريق الشعب) بل بدأ البث الإذاعي لإذاعة الحزب (صوت الشعب العراقي) وباللغتين العربية والكردية، كما صدرت صحافة المنظمات الديمقراطية كالطلبة والشبيبة والمرأة، وصدرت صحف خاصة بالانصار كصحيفة (النصير) في بهدينان وصحيفة (طريق النصر) بالعربية و (ريكاي سركفتني) بالكردية، وهي تمثل الجبهة الكردستانية في قاطع بهدينان. كما صدرت في كردستان عشرات المجلات الدفترية وصحيفة مركزية خاصة بالأنصار هي صحيفة (نهج الأنصار)، كما تم طبع آلاف البوسترات التحريضية وتوزيعها في القرى والمدن التي يصلها الانصار، ومع تراجع الحركة الانصارية وهجوم قوات السلطة وطيرانها على مقرات الحزب الشيوعي والأحزاب الكردستانية، بعد توقف الحرب العراقية الإيرانية، واصلت صحافة الحزب إصداراتها من الخارج، من خلال الصحيفة المركزية (طريق الشعب) ومجلة رسالة العراق ومجلة الثقافة الجديدة، والمساهمة عبر إذاعات المعارضة من دمشق، ومن الأراضي المحررة في كردستان، وبعد سقوط نظام صدام الدكتاتوري في 2003، واصل الحزب الشيوعي العراقي، بالرغم من إمكانياته المادية الصعبة والأوضاع السياسية الصعبة والمعقدة، بوجود الإحتلال الأمريكي وتشظي المجتمع العراقي قومياً ودينياً وطائفياً وشيوع الفساد في أجهزة الدولة المختلفة، و لا زال الحزب الشيوعي يواصل إصدار صحيفته المركزية وموقعه الالكتروني الخاص، معبراً عن تطلعات الجماهير العراقية، قريباً من همومها وتطلعاتها .

*****************************************************

الصحافة الأنصارية (المجلات الدفترية)

داود أمين

المجلات الدفترية هي تجربة فريدة، وربما غير مسبوقة ابتدعها الأنصار الشيوعيون العراقيون منذ بناء قواعدهم الأولى على الحدود العراقية التركية، إذ لجأوا إلى تحويل الدفاتر المدرسية العادية لمجلات عامرة بمختلف المواد الصحفية والثقافية، من مقالات وتحقيقات ومقابلات ورسوم وكاركتيرات وذكريات ومواد أدبية كالقصص القصيرة والأشعار الشعبية والفصحى والخواطر وغيرها، وتعتبر مجلة (النصير الثقافي) أول مجلة دفترية صدرت أثناء بناء القاعدة الأولى في منطقة بهدينان، وذلك في 4 تشرين الأول عام 1980، وقد صدر منها خمسة أعداد، ثم أعقبتها عشرات المجلات الدفترية، وفي مختلف القواطع الأنصارية . الرفيق الفقيد (لطيف حسن) يكتب في كراسه المعنون (الصحافة الدفترية للأنصار الشيوعيين) الصادر عام 2009 في أربيل فيقول (وما لبثت أن صدرت من كافة القواطع الأنصارية تقريباً، ومن مختلف تشكيلاتها من سرايا وفصائل ومفارز المجلات الدفترية المخطوطة باليد، بنسخة واحدة أو بنسختين أو أكثر، لم تتجاوز الثلاث نسخ بإستثناء عدد قليل جداً، منها القليل مطبوع على الألة الكاتبة، ومعظم هذه المجلات غلفت بجلد من النايلون الشفاف لحمايتها من التلف وعند إنتقالها من يد إلى يد أخرى، أو عند التنقل من مكان إلى مكان أخر، وهي محمولة في حقيبة الظهر، يتداولها أنصار القوة العسكرية التي صدرت عنها، وعادة ما يجري تبادلها مع مجلات السرايا والفصائل الأخرى ) أما لماذا صدرت هذه المجلات الدفترية، فإن حمل السلاح وخوض المعارك، لم يكونا هما مركز الإهتمام الوحيد للنصير الشيوعي، بل إهتم أيضاً بمواصلة تنمية العقل والروح والذوق الجمالي، في ظل ظروف مناخية وطبيعية وأمنية صعبة . تقول إفتتاحية العدد الأول من مجلة (النصير الثقافي) ما يلي (إنطلاقاً من مباديء وسياسة حزبنا في ضرورة تطوير الوعي الثقافي والأيديولوجي لأعضائه وجماهيره، يجيء عدد مجلتنا (النصير الثقافي) الخاص بالأنصار الشيوعيين في القاعدة الأولى، ليساهم بتواضع في هذا المجال، إن صدور هذا العدد من المجلة ليس إلا فاتحة عهد لمساهمة كافة الرفاق في تطويرها ودفعها بإتجاه ممارسة دورها كوسيلة هامة وفعالة من وسائل إعلام وثقافة حزبنا الثورية الجديدة، إن رفد المجلة بالموضوعات الثقافية والملاحظات النقدية، تظل مهمة حيوية من مهمات كافة الرفاق لإنجاح هذه المجلة التي تبقى منبعاً فكرياً وثقافياً إلى جانب البندقية، عبر كفاحنا المسلح لإسقاط الحكم الدكتاتوري الفردي، وتحقيق الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي الحقيقي لكردستان، أما مجلة (الشراع) الدفترية فتشير لدافع صدورها بإقتباس من القائد الشيوعي البلغاري ديمتروف حيث قال (عضو الحزب الذي لا يستطيع أن يتعلم ولا يريد أن يتثقف بإستمرار ويسير إلى الأمام في تطوره، ليس ولن يكون شيوعياً حقيقياً، أما مجلة (الجبل الأبيض) الدفترية فتكتب عن سبب إصدارها قائلة (مرة أخرى نفر من الأنصار في كلي رمانة يناقشون إصدار مجلة تحوي ما تجود به أقلامهم، فخرجت بخط اليد وعلى ورق الدفاتر المدرسية، وبنسختين فقط، كانت تحمل بين صفحاتها بشائر طاقات، ويستمر الإصدار وتكبر الإمكانيات، وتصبح هذه المجلة (الدفتر) نشرة شهرية لقاطع بهدينان عامة، ومثلما هو الجبل الأبيض يحمي بصخوره الأنصار عند تصديهم لمرتزقة النظام وقواته، نريد أن تكون هذه المجلة مدافعة أمينة عن أفكار ومباديء الحزب، وبندقية مشرعة إلى هيكل النظام الأيديولوجي، أجل نريدها أن تكون داعية ومحرضة ثورية لجماهير الشعب الكادح، ولن تكون هكذا إلا بتضافر جهودنا جميعاً، وتسجل مجلة (4 أكتوبر) الدفترية ومجلة (هرور)  ومجلة (المفرزة 47) والعديد من المجلات الدفترية الأخرى نفس المضامين في إفتتاحياتها عن أسباب ودوافع إصدارها.

لقد كتب في هذه المجلات الدفترية، التي بلغت أعدادها العشرات، المئات من الأنصار الشيوعيين، الذين إستشهد الكثير منهم فيما بعد، وبينهم طلبة جامعات وخريجون ومعلمون وعمال وأساتذة جامعة وفلاحون، وكانت كتاباتهم تشبه دفاتر يوميات، سجلوا فيها معظم خواطرهم وأحلامهم في الحبيبة البعيدة وفي الأهل والأصدقاء والمعارف والمدن التي تركوها، كما كتبوا فيها أشعارهم وقصصهم وموضوعاتهم الفكرية والإقتصادية والطبية والعسكرية وغيرها، وقد توفرت لي فرصة الإطلاع على معظم هذه المجلات وقراءة موادها، عندما تجمعت العشرات منها في فصيل الإعلام المركزي، قبل أن أقوم بالمساهمة بدفنها مع جميع أجهزة الإذاعة والطباعة، التي بواسطتها كانت تصدر جميع وسائل إعلام الحزب، وذلك أثناء هجوم السلطة الغادر في أب 1988، فيما سمي وقتها (بعمليات الأنفال) وقد توفرت لي أيضاً فرصة مراقبة قوات السلطة وهي تقوم بإحراق ما تم دفنه من كتب ووثائق، وبينها عشرات المجلات الدفترية، فضاعت مادة غنية، كانت تصلح لو بقيت أن تكون سجلاً أميناً لحياة الحركة الأنصارية خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي.

 ******************************************************************

الإعلامي المثابر كمال يلدو وتجربة برنامج (أضواء على العراق)

يوسف أبو الفوز

لطالما أثارت إعجابي تجربة زميلي وصديقي الإعلامي كمال يلدو، في مثابرته واصراره للعمل، واستمرار ظهور برنامجه الأسبوعي (أضواء على العراق) على منصات التواصل الاجتماعي. مؤخرا، حين توفرت لي الفرصة لزيارة محل إقامته في بيته، في مدينة ديترويت الامريكية وزيارة استوديو البرنامج الذي أقامه في قبو بيته، قررت مشاركة القراء بتسليط شيئا من الضوء على هذه التجربة الملهمة، التي طالما تمنيت ان يطلع عليها البعض من شبابنا الإعلاميين لاستنباط بعض الدروس منها.

ولد الرفيق كمال يلدو في عام 1956 في بغداد، منطقة رأس القرية، أنهى الدراسة الثانوية في الاعدادية الشرقية ودرس لمدة عامين في كلية العلوم جامعة بغداد، وتعرض مثل الالاف غيره من الشيوعيين والديمقراطيين الى عسف نظام البعث الفاشي، فاضطر لمغادرة العراق مطلع عام 1979 ووصل الولايات المتحدة صيف نفس العام ،  ليستقر في ولاية مشيغان الامريكية، ليكون واحدا من نشطاء الجالية هناك ووجوهها الإعلامية من خلال نشاطات جمعية الاتحاد الديمقراطي العراقي ( تأسس في 15 أيار 1980) في السعي لدعم نضالات الشعب العراقي من اجل الدولة المدنية الديمقراطية، وتعزيز مكانة الجالية العراقية في المجتمع الأمريكي، والحفاظ على هويتها العراقية الوطنية،  وعمل محررا في جريدة (صوت الاتحاد) الصادرة عن الجمعية. أما لماذا التوجه الى العمل الإعلامي الذي يمارسه تطوعا، سواء في اعلام الحزب الشيوعي العراقي او الجمعيات والمواقع الثقافية المتنوعة، يجيبنا الرفيق كمال يلدو عن ذلك بان نشاطه الإعلامي سبق مغادرته العراق حيث كانت له بدايات يعتبرها متواضعة في العمل الصحفي من خلال صحيفة (طريق الشعب) العلنية، لكن افاق العمل الإعلامي الواسعة خارج العراق، وإمكانية الوصول لقطاعات مختلفة من العراقيين، فرضت عليه اختيار النشاط الإعلامي، لأنه يوفر له فرصة عكس موقفه بوضوح من كل ما يتعرض له العراق وشعبه سواء أيام النظام حكم النظام الديكتاتوري المقبور أو ما تبعه.

ويخبرنا الرفيق كمال بأن بداية عمله الاعلامي (الاذاعة والتلفزيون) كانت في العام 2005 عبر محطة اذاعية محلية، وفي العام 2005 بدأ بتقديم برنامج تلفزيوني اسمه (اضواء على العراق) عبر محطة تلفزيونية محلية في ديترويت (الفضائية الآرامية) واستمر ذلك حتى العام 2019، حيث تواصل تقديم البرنامج، بفقرات سياسية وثقافية استضاف فيه الكثير من الشخصيات من داخل العراق وخارجه.

وفي اذار 2019 توقف بث البرنامج من خلال الفضائية الآرامية، وبدأت مرحلة جديدة منذ تشرين اول 2019 في البث من استوديو خاص أقامه في قبو بيته، عبر شبكة (فيس بوك) بمعدل حلقتين من البرنامج في الاسبوع وما زالت مستمرا في ذلك.

برنامج (اضواء على العراق) موجه للعراقيين اينما كانوا، وهو يتناول الأوضاع في العراق والحراك الوطني والموقف من حكومات المحاصصة العراقية وقوى النفوذ السياسي، كذلك تسليط الاضواء وابراز الشخصيات التي عملت في كل حقول المعرفة والثقافة العراقية امام تجاهل المؤسسات الرسمية لهم.

ومعروف ان الرفيق كمال يلدو، رغم ارتباطه بالعمل (في المبيعات) لستة أيام في الأسبوع، فانه يكرس جهدا متميزا لإعداد البرنامج بنفسه ولوحده، دون مساعدين، ويموله من ماله الخاص، دون ان يحظى بأي دعم من أي جهة ما، ويقوم بمهام البحث وتجميع وتبويب المواد الإعلامية وتقطيعها وتقديمها بنفسه. ويبذل جهدا كبيرا في عمليات البحث وتوفير المواد، خاصة عند جمع المعلومات عن الشخصيات الثقافية والعلمية العراقية، حيث يستثمر علاقاته ويجري العشرات من الاتصالات بحثا عن المعلومة الدقيقة وكل حلقة تستغرق منه في الاعداد عدة ايام، بمعدل عشر ساعات عمل اعداد لكل حلقة.

 مدة البرنامج ساعة ونصف، يكون الجزء الأول منه معني بالتطورات السياسية في العراق، ويقوم لأجل ذلك بالاستعانة بمواد ارشيفية من شبكات الاخبار وما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي، والجزء الثاني من البرنامج يكرس للجوانب الثقافية والتعريف بشخصيات عراقية، فنية ورياضية وعلمية. وتقودنا متابعتنا الى كون البرنامج يحظى بمتابعة جيدة وتواصل مع المشاهدين في داخل الولايات المتحدة الامريكية وخارجها إذ حصل على الاف الزيارات والتعقيبات وعلامات الاعجاب وأثار نقاشات عميقة حول موضوعات تم تناولها في البرنامج.

 ************************************************************

والدي واتحاد الشعب

ماجدة الجبوري

‎لم يكن وجود علني للجمعيات الفلاحية في فترة الحكم الملكي، بل كان الاقطاعي هو الحاكم والمتحكّم بحياة الناس ومصائرهم، واستغلالهم في العمل أبشع استغلال .

‎ورغم صعوبة الحياة والفقر المدقع في ذلك الوقت، فغالباً ما تكون حياة العوائل في الريف، متماسكة، بسيطة، رغم انجابهم أطفالا كثر ليكونوا عونًا لهم في المستقبل، تربطهم علاقات إنسانية مبنيّة وفق وشائج ومحددات قيّمة تساعد في ذلك تركيبة مجتمعهم، وطبيعة الحياة والخضرة والماء، مع وجود وعي لدى الكثير منهم يتكون نتيجة المعاناة والظلم الذي يعاني منه الفلاح. وبعد ثورة ١٤ تموز، وزّعت الحكومة قطع أراض زراعية على الفلاحين، وتشكّلت جمعيات فلاحية، تقوم بتسجيل الأراضي لمن لا يمتلك أرض، وتحل مشاكلهم، وتتابع عملهم وتوفير البذور والأسمدة الكيمياوية والادوية الزراعية.

‎في ذلك الوقت كانت تصل بعض الصحف لمركز الجمعيات الفلاحية لإطلاع الفلاحين على الوضع السياسي والاقتصادي وخاصةً الزراعي وما يهم الفلاح...

‎من ضمن تلك الصحف كانت جريدة اتحاد الشعب الناطقة بإسم الحزب الشيوعي العراقي، كان والدي يرأس إحدى الجمعيات الفلاحية في ناحية القاسم/ محافظة بابل، يقول كانت تصلنا بعض الصحف بشكل مستمر، وغالباً ما أتناول اتحاد الشعب لما تحويه من مواضيع هادفة، وشيقة... وتحليلات للوضع السياسي، وكان عمود ابو گاطع «شمران الياسري» ننتظره بشوق، أقرأه على مسامع الفلاحين، لأنني كنت أجيد القراءة والكتابة، وأبو گاطع خير من كتب عن الفلاح وصراعه مع الاقطاعي، ويضرب بذلك الأمثال بنقده اللاذع لحالات المجتمع السلبية، لكن كتب تقرير وتم تمريره الى المسؤولين بأني أثقّف الفلاحين بجريدة الشيوعيين فتم اعتقالي عام ١٩٥٩ وأودعت في إحدى الزنازين، ويضيف: ربّ ضارة نافعة، فقد التقيت بالمعتقل في بغداد بشخصيّتين معروفتين هما  كاظم فرهود أبو قاعدة الذي أصبح فيما بعد رئيس الجمعيات الفلاحية في العراق، وكاظم الجاسم أبو قيود الذي أعدمه النظام الصدامي فيما بعد، قضينا شهرا تقريباً معاً كانت أياما رائعة وصحبة طيبة، عرفت حينها كيف يكون الانسان صاحب كلمة، وموقف، وكيف يتسلّح بالعلم والثقافة ويكسب احترام الآخرين وهذا ما كان يتحلّى بها الاثنان..

اليوم ونحن نستذكر عيد الصحافة الشيوعية، لابد لنا ان نذكر مدى تأثير صحافة الحزب الشيوعي العراقي في كل مراحلها في حياة الناس وخلق وعي بنَاء لديهم، لرصانة ما تطرح، وموضوعيتها في تحليل ما يدور في البلد، ونقلها للحقائق وما يعانيه الناس، ونقل أفراحهم واتراحهم، لتبقى صوتاً مسموعاً ومحل تقدير في مصداقيتها.

 ************************************************************

الصفحة السابعة

«الثقافة الجديدة».. سبعون عاما من السِفر المجيد .. من أجل فكر علمي وثقافة تقدمية

د.صالح ياسر

كما معروف، في تشرين الثاني 1953 صدر العدد الاول من مجلة (الثقافة الجديدة) يتصدرها شعارها التنويري العتيد: فكر علمي... ثقافة تقدمية!  وفي هذا العام، 2023، وحيث تحل الذكرى السنوية لعيد الصحافة الشيوعية، ذكرى صدور أول عدد من جريدة “كفاح الشعب” في نهاية تموز 1935، تحل أيضا الذكرى السبعون لتأسيس المجلة مؤكدة أنها نحتت خلال العقود السبعة موقعها كمنبر متميز بين منابر التنوير والثقافة الوطنية والديمقراطية في بلادنا.

لم تكن (الثقافة الجديدة) مجرد حلم راود مجموعة من المثقفين الرواد الذين بادروا إلى تأسيسها، بل كانت تتويجا لجهود حثيثة ومثابِرة حوّلت الأمر من مجرد حلم إلى فعل ثقافي – فكري - سياسي نشيط. وبفضل جدّية المعنيين بصدورها آنذاك ومسعاهم الثابت إلى أن تتحول المجلة إلى مطبوع جديد يقدم بحق فكرا علميا وثقافة تقدمية، سعت (الثقافة الجديدة) إلى تجسيد الفكرة والحلم عبر ممارسة الصراع الفكري والثقافي من خلال نقد الواقع السائد، وتفكيك خطابات القوى المسيطرة، ونشر الثقافة الوطنية والديمقراطية مستقطبة قطاعات واسعة من النُخب الثقافية والباحثين الجادين. وقد ارتبط ظهورها أيضا بالأجواء السائدة حينذاك في بلادنا وفي المنطقة والعالم بعد النتائج التي ترتبت على الحرب العالمية الثانية والنهوض العاصف لقوى الديمقراطية والاستقلال الوطني والعدالة الاجتماعية والسلام والاشتراكية. وقد ساهم ذلك كله في بلورة فكرة هذا المنبر الجديد، وتحولها إلى واقع ملموس لتكون (الثقافة الجديدة) ليس رقما عاديا من أرقام الإعلام والصحافة بل مطبوعا يبشر بجديد نوعي في الفكر والثقافة ويؤسس لنقد الواقع بمختلف بُناه، ويساعد في اعادة بناء الوعي الاجتماعي.

لم يكن الطريق سهلا قطعا.. بل كان صعبا ومحفوفا بمخاطر وتحديات شتى.. وهذا هو طريق الجديد الناهض المتحدي والمتوثب لتكسير أصنام الوثوقية والمسلمات الجاهزة والأجوبة المعلبة “الصالحة” لكل زمان ومكان. وكان المؤسسون الاوائل للمجلة على وعي تام بصعوبة ومشقة المهمة التي اتجهت (الثقافة الجديدة) نحوها في خمسينيات القرن العشرين العاصفة وبحاجتها إلى المثابرة والنفس الطويل. وعلى هذا الطريق رأت المجلة، منذ عددها الأول، أنه لن يكون هناك أي مبرر لوجودها إلا في انخراطها النشيط في بلورة مشروع ثقافي- سياسي نوعي يختلف عن السائد، واستشراف المستقبل عبر الرهان والترويج لبديل وطني ديمقراطي وبناء دولة عصرية، وتحفيز النخب الثقافية وقطاعات المجتمع المتنورة للمساهمة في تحقيق هذا المشروع والدفاع عنه، والمساهمة النشيطة في تأسيس خطاب ثقافي –اقتصادي - سياسي تنويري ديمقراطي عقلاني، وإعادة صياغة المفاهيم والكشف عن الظواهر والعمليات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.. الخ وما يرافقها من تناقضات وما يترتب عليها من استقطاب وتهميش وتركز للثروة والسلطة والنفوذ.  

 خلال أعوامها السبعين أرادت مجلة (الثقافة الجديدة)، باعتبارها ترجمة جادة لإرادة جماعية، أن تكون منبرا يرفض أية حواجز على الفكر وتنميط الواقع بمقاسات مصممة على وفق ما يريده الحكام والقوى المسيطرة. ولذا فقد اختارت طريق الكتابة والبحث العميق والمتنوع في قضايا الفكر والواقع العراقي وبناه الاقتصادية- الاجتماعية والسياسية وتراكيبه الطبقية وإشكالياته الثقافية ودور نخبه الثقافية في التغيير المطلوب. وفي معالجاتها لهذه القضايا خاضت (الثقافة الجديدة) معارك فكرية متعددة الصُعد وسعت إلى وضع قضية التغيير والديمقراطية والتنوير والحداثة في صلب الهمّ الثقافي جاعلة منها مفاهيم جاذبة وليس اساطير عصية على الفهم.

  ويحق لـ (الثقافة الجديدة) ان تفتخر بان صفحاتها وخلال أعدادها المختلفة، طيلة سنواتها السبعين، احتضنت أكبر الأسماء العراقية (مع حفظ الألقاب) في مختلف الاجناس الابداعية الفنية والسياسية والاقتصادية: صفاء الحافظ ، صلاح خالص، ابراهيم كبة، محمد سلمان حسن، فيصل السامر، محمود صبري، عبد الملك نوري، بدر شاكر السياب، عبد الوهاب البياتي، عامر عبد الله، كاظم السماوي، كوران، ديلان، شاكر خصباك، عبد الملك نوري، غائب طعمة فرمان، نهاد التكرلي، الشيخ محمد رضا الشبيبي، عطا صبري، يوسف العاني، نوري الراوي، وليد صفوت واسماعيل الشيخلي، وصالح جواد الطعمة، وعبد الله البستاني، و خالد الشواف، و نزيهة الدليمي، وذنون أيوب، وسعاد محمد خضر، وفائق بيكه س، ومحمد كريم فتح الله، وصاحب حداد، وعبد الرزاق الصافي، صباح الدرة، وكاظم حبيب، ونمير العاني، وشمران الياسري (ابو كاطع)، والفريد سمعان، وكريم كاصد، وزهير الجزائري وفالح عبد الجبار وعصام الخفاجي، هذا إلى جانب عدد كبير من الأدباء والشعراء وكتاب القصية والروائيين والفنانين التشكيلين والمسرحيين والسينمائيين، إضافة إلى الفلاسفة والمؤرخين والاقتصاديين وعلماء الاجتماع وعشرات بل مئات غيرهم من المبدعين. كما ونجد أسماء: اندريه موروا، وأراغون، وأنطون تشيخوف، وأميل زولا، وبيرل باك، البير كامو، هنري ماتيس، فيكتور هيغو، هربرت سبينسر... الخ.

وبهذا الإطار اصبحت (الثقافة الجديدة) بتفاني روادها الأوائل وكتابها ومحرريها وجمهورها رافدا فكريا تقدميا فاعلا في تطوير الثقافة الوطنية الديمقراطية العراقية وذلك من خلال احتضانها ورعايتها ونشرها للإنتاج الفكري والإبداعي في بلادنا، وواصلت ذلك النهج طيلة اعوامها السبعين رغم ما تعرضت له من ضغوط ومنع وعراقيل جمة، من بينها اضطرارها إلى أن تصدر خارج الوطن لما يقارب العقدين والنصف، بسبب ما تعرضت له القوى الديمقراطية والحزب الشيوعي العراقي من إرهاب وقمع في حقبة النظام الدكتاتوري المقبور.

وبفضل جهود الرواد الاوائل (والمبادرة لإصدارها كانت لفقيدي الثقافة الوطنية الديمقراطية: الدكتورصلاح خالص والشهيد الدكتور صفاء الحافظ، اللذين كانا قد عادا إلى الوطن بعد اكمال دراستهما الاكاديمية في فرنسا)، ممن حملوا الفكرة وحولوها إلى واقع، وهيئات التحرير التي واصلت العمل خلال الفترة الماضية وبدعم قطاعات واسعة من المجتمع ونخبه الثقافية تحول اسم المجلة إلى واقع مؤسس لا يسعى إلى تمجيد الفكرة والحلم بقدر ما كان يعمل على بلورة أسس التغيير المطلوب ممثلا في شكل حركة فكرية تلتف حول المجلة، تعتمد التحليل والنقد وتجاوز الواقع وتطوير الخطاب بمراجعة مفاهيمه وتصوراته وآلياته. ومن المؤكد أن مجلة (الثقافة الجديدة)، كانت على الدوام وما تزال، وستبقى أيضا، لا ترى مبررا لوجودها إلا في انخراطها النشيط في مشروع الكشف عن الواقع وتناقضاته الفعلية وطرح البديل لتجاوز هذا الواقع واستشراف المستقبل ولا ترى أي تعارض بينهما.

إنها مهمة تنويرية ولا شك. ومهمة من هذا الحجم تستدعي مواكبة نقدية لكل القنوات المختلفة التي تصب في اتجاه تواصلها. فما نشرته المجلة وتنشره من كتابات وحوارات ومحاور وملفات تشكل جزءا مكونا لشخصيتها باعتبارها تسعى إلى ان تكون صعيدا مشتركا للحوار والنقاش المفتوح، ومنبرا لمقاربات ثرية وحية، لتكون بحق وفية لشعارها العتيد: فكر علمي.. ثقافة تقدمية. ولكي تواصل المجلة هذا الطريق كان عليها ان تسلك سبيل التقييم النقدي الذي لا يهادن الاجترار وإعادة انتاج “المسلمات” في الخطاب التقليدي، مصرة على ان تكون اداة فكرية فاعلة في معارك التنوير والحداثة والديمقراطية. وكان لها ذلك رغم كل الصعاب.

إن ما يميز مجلة (الثقافة الجديدة)، هو مواصلتها الصدور عبر سبعين عاما من عمرها المديد، متحدية الصعوبات والعراقيل الكثيرة. صحيح انه حصل انقطاع عندما عطلت السلطة الملكية الرجعية (الثقافة الجديدة) بعد صدور عددها الرابع وظل حبيساً من عام 1954 إلى أن تم الافراج عنه – أســـوة بسجناء الرأي – بعد انبثاق ثورة 14 تموز الوطنية 1958. وتكرر الأمر بعد انقلاب شباط الاسود في 1963، ولاحقا القمع والملاحقة التي تعرضت لها القوى الديمقراطية في اواخر السبعينيات من القرن العشرين. ولكن المجلة واصلت التحدي وهذا بفضل تضحيات وإصرار ومثابرة العاملين فيها على تأمين صدورها وتطويرها محتوى وإخراجاً، اضافة إلى الدعم المتواصل من قرائها ومن طيف واسع من السياسيين، والأكاديميين ومنتجي الثقافة ونخبها عموما، من الذين الذين واصلوا دون كلل مد المجلة بأبحاثهم ودراساتهم وملاحظاتهم بهدف المساهمة في ارساء الأسس الثقافية والفكرية التنويرية في المجتمع العراقي.

واضافة لذلك نود الاشارة هنا إلى أننا واحتفاء بهذه المناسبة العزيزة، نجد من الضروري التعبير عن اعتزازنا بما أنجز خلال سبعين عاما، وننتهز الفرصة هنا للإشادة بدور هيئات التحرير المتعاقبة ورؤساء تحرير المجلة وكوادرها، من الراحلين والاحياء، الذين واصلوا المسيرة وعملوا بكل جد وإصرار على أن تبقى راية المجلة مشرعة. وبهذه المناسبة الجليلة، نستذكر ايضا اولئك المؤسسين الاوائل ممن وضعوا اللبنات الاولى والاسمنت المسلح لهذا الصرح الكبير وإلى اولئك الذين واصلوا هذه المسيرة بعد الرواد الاوئل ونقول لهؤلاء جميعا: بوركت جهودكم.. انها كانت ولا تزال وستبقى المعين الذي لا ينضب الذي يمنحنا الطاقة على مواصلة ما بذله الجميع من عطاء كبير طيلة سبعة عقود لتبقى (الثقافة الجديدة) منبرا عاليا للفكر العلمي وللثقافة التقدمية.

تحية للذكرى السنوية الثامنة والثمانين لتأسيس الصحافة الشيوعية العراقية وهي تواصل جهودها، رغم كل الصعاب، ودون كلل، من أجل المساهمة في بناء دولة مدنية ديمقراطية عصرية على قاعدة العدالة الاجتماعية!

    والتحية موصولة لكل من واصل ويواصل الدرب من الشغيلة العاملين على هذه الجبهة الساخنة متحدين المخاطر، غير هيابين، مواصلين الملحمة الكبرى التي ابتدأها الرعيل الاول من الرواد. إن الدماء التي أرخصوها هي خلاصة المحبة، والوعي، والإرادة الصادقة، والشجاعة وروح الاقتحام.

تحية للذكرى السبعين لصدور العدد الاول من مجلة (الثقافة الجديدة) في تشرين الثاني 1953! وتحية لمؤسسيها الاوائل ولهيئات تحريرها المتعاقبة ورؤسائها وكتابها ومحرريها وقرائها ممن كان لجهودهم وتضحياتهم الكبيرة وشجاعتهم الدور الاكبر في ان يتواصل صدورها طيلة سبعة عقود رغم كل المصاعب والمخاطر والحصارات، وأن تبقى معبرة بحق عن شعارها العتيد: فكر علمي.. ثقافة تقدمية!

 ****************************************************************

الصحافة اليسارية والشيوعية مدرسة الأجيال في الوطنية والنضال

محمد الكحط

صدر العديد من الصحف والمجلات في العراق بداية القرن العشرين، وانتمى بعضها لليسار، وكان لها دور مشهود في التوعية والتثقيف ونشر الحس الوطني والوعي الطبقي والثقافة التقدمية، فصدرت مجلة (الصحيفة) في أيلول 1924 كمجلة علمية أدبية بشكل علني، وكانت تصدر مرتين في الشهر، محتوية نفسا يساريا، ومتناولة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في العراق، ويذكر حنا بطاطو انها كانت تستعين بمواد ومفاهيم من المجلة العمالية ومقالات مترجمة من (جريدة اللومانتيه.. الإنسانية) التي يصدرها الحزب الشيوعي الفرنسي، لكن سرعان ما تم أغلاقها من قبل السلطات الحاكمة عام 1925 بعد صدور ستة أعداد، ورغم الاغلاق عادت للصدور في 13 آيار عام 1927 بجهود (عوني بكر صدقي) لتتوقف مرة أخرى بعد ثلاثة اعداد.

وصدرت صحيفة الشباب سنة 1929 وكانت أسبوعية، وحوت بعض قصص ذات مضامين سياسية تلمح لأفكار تنويرية، وتوقفت أيضا بعد بضعة أعداد، كذلك هنالك صحيفة العامل التي أصدرها عبد المجيد حسن ومديرها المسؤول هو فائق القشطيني، وكتب فيها العديد من الأدباء منهم لطفي بكر صدقي ومحمود لطفي السيد، وتم إيقافها بعد العدد الأول لما حوته بشكل مباشر من مضامين يسارية، وأصدر القائد النقابي محمد صالح القزاز مجلة (الصنائع) في حزيران 1930، وكان لها دور كبير في حشد العمال وانطلاق بعض المظاهرات المطالبة بتحسين حياتهم، وصدرت صحيفة (نداء العمال) في تشرين الثاني 1930، وكانت نصف شهرية حيث كتب فيها الرفيق فهد بعض المقالات باسم مستعار، وصدرت صحيفة (العامل) في ايلول 1931 وكان رئيس تحريرها أحمد سعد الدين زيادة، والتي أسهمت في تنمية الوعي الطبقي، وصدرت مجلة (عطارد)  في آب 1934، التي كان صاحب الامتياز محمد القشطيني ورئيس التحرير يوسف متى، وكتب فيها حسين الرحال وأمينة الرحال، ونشرت العديد من المقالات عن التفاوت الطبقي، مما حدا بالسلطات مضايقتها وغلقها لاحقا.

لقد كانت تلك الصحف والمجلات اليسارية التي صدرت قبل صدور كفاح الشعب أرضية أساسية أبرزت العديد من الصحفيين والأدباء التقدميين، وخلقت أجواء محفزة لصدور جريدة كفاح الشعب في نهاية تموز 1935، لتكون هوية الحزب والتي بإصدارها أعلن الحزب الشيوعي العراقي عن أفكاره وأهدافه، من خلال شعار المطرقة والمنجل الذي يتصدر الجريدة مع مقولة نص من البيان الشيوعي «فلترتعش الطبقات الحاكمة أمام الشيوعية، فليس للبروليتاريا ما تفقده سوى قيودها وأغلالها وتربح من ورائها عالماً بأسره»، ومنذ انطلاقها بشكل سري، ورغم ذلك كانت فعالة وسط المثقفين والجماهير، مما حدا بحكومة ياسين الهاشمي لملاحقتها والتضييق عليها، فاضطرت للأغلاق مؤقتا، ورغم هذه الفترة القصيرة فقد طرحت بشكل واضح أهداف الحزب التي يسعى لتحقيقها وأولها طرد المستعمرين والنضال من أجل حرية الشعب، وتحقيق طموحات الكادحين من عمال وفلاحين وسائر أبناء الشعب، فتعرض قادة الحزب المعروفون حينها للاعتقال منهم الرفاق زكي خيري وعاصم فليح ومهدي هاشم، هنا يمكن الاشارة إلى ان حسن عباس كرباس  وهو أحد الشيوعيين الأوائل قام بشراء مطبعة خاصة من شركة لنج البريطانية والتي كان مكتبها يقع في شارع الرشيد، وكانت الجريدة آنذاك تطبع في أقبية مستشفى السكك الحديدية في الكرخ، 

لقد صدر من كفاح الشعب حتى ايلول 1935 ثلاثة أعداد فقط، اذ توقفت بعد اعتقال رئيس التحرير الرفيق عاصم فليح، فأشرف الرفيق زكي خيري على اصدار العدد الرابع في تشرين الاول 1935، ثم العدد الخامس في تشرين الثاني 1935، حتى اعتقاله، وأصدر التنظيم العسكري العدد السادس والأخير في كانون الاول 1935، وكانت تكتب بالآلة الكاتبة على ورق الشمع وتستنسخ بآلة الاستنسيل، وظهر شعار ((يا عمال وفلاحي العالم اتحدوا)) وشعار ((يا عمال وفلاحي العراق اتحدوا)) في العدد الثاني من الجريدة، وفي العدد الرابع الصادر في تشرين الاول 1934 كتب عليها ((لسان حال العمال والفلاحين والجنود)).

وأبرز ما تناولته الجريدة هو موضوعات سياسية، وموقفها من وزارة ياسين الهاشمي، ومن الانتخابات النيابية، وطالبت بإلغاء المعاهدة العراقية – البريطانية لعام 1930، وكان صوتها عاليا بالتضامن مع الشعب الفلسطيني، كما هاجمت النازية الالمانية والفاشية الايطالية، وكان جل اهتمامها الوضع الداخلي حيث تطرقت باستمرار إلى الصراع الطبقي، وعرت النظام الرأسمالي، وساهمت بنشر الأفكار الاشتراكية والتقدمية.

وصدرت” الشرارة” كصحيفة حزبية رسمية ناطقة باسم الحزب الشيوعي العراقي في كانون الاول عام 1940 في بغداد.

كما صدرت القاعدة بشكل سري أيضاً في كانون الثاني 1943، التي استمرت بالصدور حتى منتصف عام 1956 والذي شهد ولادة جريدة (اتحاد الشعب).

وخلال الأربعينيات أصدر الحزب صحيفتين علنيتين هما (العصبة) عام 1946 ترأس تحريرها محـمد حسين ابو العيس والغيت اجازتها وزارة أرشد العمري، وفي آذار 1948 أصدر شريف الشيخ جريدة (الأساس) اليومية، لكنها تعرضت للغلق بعد فترة من صدورها. وصدرت مجلة الثقافة الجديدة في تشرين الثاني 1953، وكان صاحب الامتياز مهدي جواد الرحيم والمدير المسؤول المحامي خالد طه النجم، ومدير الادارة الشاعر الفريد سمعان، لتكون اضافة نوعية للصحافة اليسارية ولا زالت تصدر حتى اليوم.

أما جريدة (اتحاد الشعب) فقد أستمرت بشكل سري على نفس نهج صحف الحزب السابقة واستمرت حتى قيام ثورة 1958، ولكنها صدرت لأول مرة بصورة علنية في يوم 25 كانون الثاني 1959 وكان صاحب الامتياز عبد القادر اسماعيل البستاني، وكانت متميزة عن باقي الصحف بالشكل والمضمون والأسلوب وعلاقتها مع الشعب، فنالت شعبية واسعة، وصل المطبوع منها (28000) نسخة يومياً، وعلى عدة طبعات، وكان هذا رقما قياسيا في تاريخ الصحافة العراقية حتى اليوم، علما ان عدد السكان كان قليلا ووجود نسبة عالية من الأمية، واستمرت (اتحاد الشعب) بالصدور حتى تم إغلاقها في آب عام 1961.

لذلك عاد الحزب لإصدار صحافته بشكل سري فأصدر في أواخر عام 1961 صحيفته المركزية باسم (طريق الشعب) التي بقيت تصدر سرية بسبب مواقف الحكومات والسلطات المتعاقبة حتى يوم 16 ايلول 1973 حيث صدر العدد العلني الأول منها، وكانت مرحلة مهمة في تاريخ العراق الحديث، حيث عمل فيها العشرات بل المئات من الصحفيين والإعلاميين واستقطبت أسماء لامعة، وكانت منبرا إبداعيا مهما في الشأن العراقي حتى الاضطرار إلى اغلاقها بعد الهجمة الدكتاتورية الشرسة على الحزب في نيسان 1979، لكنها عادت لتصدر بصورة سرية وبظروف صعبة، واستمرت لتصدر في كردستان بداية الثمانينيات ضمن حركة الأنصار الخاصة بالحزب، وفي فترة الكفاح المسلح صدرت العشرات من المجلات والصحف في جميع المواقع والمفارز الأنصارية.

وبعد انتفاضة آذار المجيدة 1991 حيث أصبحت محافظات كردستان بعيدة عن سيطرة نظام البعث الفاشي عادت طريق الشعب للصدور علنا في أربيل وتوزع سراً في باقي مناطق العراق بجهود منظمات الحزب، حتى سقوط الدكتاتورية في 2003 لتكون طريق الشعب أول جريدة تتوزع في بغداد وتتلقفها الأيادي.

وهنا لابد ان نستذكر صحافة الحزب باللغة الكردية، فقد تم اصدار العديد من المجلات والصحف اليسارية باللغة الكردية، منها شورش وصحيفة (ئازادي الحرية) في نيسان 1945 وبصورة سرية، وبعد ثورة 14 تموز صدرت بصورة علنية في الأول من ايار عام 1959 لتتواصل حتى اغلاقها عام 1961، وكان رئيس تحريرها نافع يونس، وكان الشاعر عبد الله كوران يشرف على المجال الأدبي والفني فيها، كما صدرت (ريكاي كوردستان) وغيرها من الصحف اليسارية الأخرى خلال القرن الماضي.

ان تأثير الصحافة الشيوعية كانت واضحة وكبيرة على معظم مفاصل الحياة في العراق، وكانت مدرسة حقيقية خرجت أعداد كبيرة من الوطنيين والمناضلين.

 مجدا لكل من ساهم في مسيرة ذلك الصرح الكبير.

  - وهو أحد أعضاء مجموعة البصرة الماركسية التي تشكلت في 1927بقيادة عبد الحميد الخطيب.

 ****************************************************************

ذكريات في عيد الصحافة الشيوعية

عاكف سرحان

خلال فترة الانفتاح في فترة السبعينيات من القرن الماضي صدرت جريدة الحزب المركزية طريق الشعب بشكل علني فتلقفتها الأيادي في جميع أنحاء العراق، لتكون زادا فكرياً للجماهير المتطلعة لغدٍ أفضل وللتعبير عن همومها وتطلعاتها لبناء عراق سلام ومحبة ولتسخير ثرواته الكبيرة خدمة لأبناء الشعب بعيداً عن الملاحقة والتعسف وضمان إحترام الرأي الآخر.

في مدينة الناصرية كنا ننتظر أمام المكتبة حتى تأتي جريدة طريق الشعب من بغداد ويتجمع دائماً طابور من المنتظرين لوصول الجريدة المحبوبة طريق الشعب، حيث في ذلك الوقت لم تكن متاحةً وسائل التواصل الحديثة كما هو حاصل الآن، حيث أصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة. ورغم المضايقات على توزيع الجريدة بمختلف الأشاكل من قبل السلطات البعثية الدكتاتورية، لكنها كانت واسعة الإنتشار. وخلال أيام الجامعة التكنولوجية في ذلك الوقت كانت المكتبة التي تبيع الجرائد في الجامعة لا تجلب طريق الشعب وبتوجيه، فكنت أجلب أعدادا من مكتب توزيع طريق الشعب يومياً “وفيها فرق السعر أيضاً لأجمعه تبرعا مع ماليتي الحزبية” وأوزعها بين طلبة الجامعة، وفي إحدى المرات أستدعيت إلى مقر الإتحاد الوطني وهو بؤرة أمنية، من أجل منعي من توزيع الجريدة ولكنهم لم يفلحوا وحجتي أن الجريدة مجازة بشكل رسمي وتباع في الأسواق لكن مكتبة الجامعة لا تجلبها.

وعندما بدأت الهجمة على الحزب وتنظيماته عام 1979، أغلق مقر الجريدة فودعنا الصحيفة العلنية التي كانت تنطق بكل حروفها عن ضمير الشعب وما ينشد إليه. وعندما صدرت طريق الشعب بشكل سري وصلتنا عام 1981 في بغداد وقرأناها من أول حرف إلى آخر حرف، وكان فيها خبر عن معركة قزلر والذي أستشهد فيها عدد من رفاقنا الأبطال وكان من بينهم الشهيد معتصم عبد الكريم وإسمه الحركي “ساطع” فحينها تم إختيارنا أنا ورفيقة دربي وكفاحي زوجتي خولة مريوش، على تسمية مولودها البكر القادم بإسم الشهيد “ساطع”.

المجد والخلود لشهداء حزبنا الخالدين. المجد والخلود لشهداء الصحافة الشيوعية.

وألف تحية و اعتزاز وتقدير لرفاقنا وأصدقائنا جنود الصحافة الشيوعية في يومهم المجيد 31 تموز عيد الصحافة الشيوعية العراقية.

 ****************************************************************

الصفحة الثامنة

هجوم إسرائيلي جديد وحملة اعتقالات في الضفة المحتلة

القدس - وكالات

شنت القوات الإسرائيلية فجر يوم أمس، حملة مداهمات واقتحامات في الضفة الغربية المحتلة، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عددا من الفلسطينيين.

 كما اقتحمت القوات الإسرائيلية مدينة جنين ومخيمها وذلك لأول مرة منذ عملية “بيت وحديقة” قبل حوالي شهر. ما أسفر عن اشتباكات مع مجموعة من المسلحين، بينما لم يبلغ عن وقوع إصابات.

وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بأن قوات الجيش نفذت مداهمات في الضفة، تم خلالها اعتقال 9 فلسطينيين بشبهة حيازة أسلحة. وأضاف أنه تم ضبط أسلحة ووسائل قتالية، استعملت ضد القوات العسكرية والمستوطنين.

كما اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية قيادياً في كتائب جنين، وسط اشتباكات تخللها تبادل للنيران الحية خلال المداهمة. ولم ترد أنباء عن وقوع اصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي، وفق بيان رسمي.

وتركزت الاقتحامات في مناطق الخليل، وسلفيت، وجنين، تم خلالها اقتحام عشرات المنازل وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية، وذلك بعد احتجازهم لساعات.

*************************************************************

توتر مستمر في مخيم للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان

بيروت - وكالات

شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، أمس، تبادلاً لإطلاق النار، إثر يومين من مواجهات عنيفة أوقعت ستة قتلى وأسفرت عن حركة نزوح، وفق ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.

واندلعت اشتباكات عنيفة مساء السبت في عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وأكثرها كثافة سكانية، بين عناصر من حركة فتح وآخرين ينتمون إلى مجموعات إسلامية متشددة. وقد أسفرت بداية عن مقتل عنصر من المجموعات الإسلامية، قبل أن يقتل قيادي في حركة فتح وأربعة من رفاقه الأحد في كمين محكم.

وتم التوصل الأحد إلى وقفٍ لإطلاق النار لكن الاتفاق لم يحل دون وقوع مناوشات محدودة طوال الليل زادت حدتها صباح الإثنين، وفق مراسل وكالة فرانس برس في مدينة صيدا، حيث يقع المخيم.

وأفاد مراسل فرانس برس عند مدخل المخيم بسماع دوي تبادل للطلقات النارية الرشاشة والقذائف.

كذلك، أشارت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية إلى “ارتفاع وتيرة الاشتباكات” التي تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس صباح الإثنين العشرات، غالبيتهم نساء وأطفال يحملون أمتعة خفيفة يغادرون المخيم عبر حواجز الجيش اللبناني. وقد لجأ العشرات خلال اليومين الماضيين إلى مسجد قريب.

وسقطت قذائف عدة خارج حدود المخيم خلال اليومين الماضيين، وفق المراسل. كذلك، أجلى مستشفى محاذ للمخيم مرضاه إلى مستشفيات أخرى في صيدا التي أغلق عدد من المحال فيها أبوابه خشية التصعيد.

***************************************************************

إيران: التقارب بين السعودية وإسرائيل يلحق ضررا بالسلم الإقليمي

طهران - وكالات

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني يوم أمس إن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل من شأنه أن يلحق ضررا بالسلم والاستقرار في المنطقة.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن صرح يوم الجمعة بأن اتفاقا قد يكون في الطريق بعد محادثات أجراها مستشاره للأمن القومي مع مسؤولين سعوديين في جدة بهدف التوصل إلى تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل.

 ***************************************************

انقلاب النيجر.. تطورات متصاعدة ودول غرب افريقيا تفرض حصاراً شديداً

نيامي - وكالات

توالت تصريحات ومواقف المجتمع الدولي مباشرة بعد تنفيذ الانقلاب العسكري في النيجر ومحاصرة الرئيس المنتخب محمد بازوم في مقر إقامته بالعاصمة نيامي. ومن هذه الدول، سارعت فرنسا والولايات المتحدة إلى التنديد بالانقلاب والتأكيد على ضرورة احترام الشرعية الدستورية وعلى أن يظل محمد بازوم رئيسا للنيجر بصفته منتخبا من قبل النيجيريين أنفسهم.

الموقف الأوروبي - الامريكي

ووصل الأمر إلى أن أوقف الاتحاد الأوروبي كل التعاون العسكري مع النيجر، مطالبا بالإفراج الفوري عن الرئيس بازوم. وكان قد هدد سابقا من أنه سيوقف أيضا كل المساعدات المالية الممنوحة لهذا البلد، الذي يعيش على وقع العمليات الجهادية. كما عقدت باريس اجتماعا، للنظر في الوضع الامني في النيجر.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن شدد على أن الانقلاب العسكري يعرض للخطر “مساعدات بمئات ملايين الدولارات” لنيامي، لافتا إلى أن واشنطن “ستواصل العمل لضمان الاستعادة الكاملة للنظام الدستوري والحكم الديموقراطي في النيجر”.

فرنسا تخشى على مصالحها

وبحسب تصريحات عدد من الخبراء والمهتمين بالشأن الإفريقي والغربي، فإنهم يرون أن كلا من فرنسا والولايات المتحدة تخشيان من استثمار هذه الخطوة من جانب روسيا، التي تسعى لتعميق نفوذها في القارة الأفريقية، إضافة إلى الخوف من تدفق الهجرة غير الشرعية إلى الغرب في حال نجاح هذا الانقلاب.

 كما تخشى فرنسا أن تكون النيجر الدولة الثالثة التي تخسرها لمصلحة روسيا في غربي إفريقيا، بعد خسارة مالي وبوركينا فاسو. وركّزت باريس، بعد انسحاب قواتها من مالي، استراتيجيتها الجديدة تجاه أفريقيا على النيجر، وذلك بهدف تنفيذ أهدافها الجيوسياسية في غربي إفريقيا.

وتحتل النيجر المركز الرابع عالميا في إنتاج اليورانيوم، فالنيجر تضيء فرنسا باليورانيوم، إذ تغطي 35 بالمئة من الاحتياجات الفرنسية من هذه المادة، وتساعد محطاتها النووية على توليد 70 بالمئة من الكهرباء.

كما أن هناك قواعد عسكرية فرنسية في الأراضي النيجرية، إذ تملك باريس نحو 1500 جندي فرنسي في النيجر، إلى جانب أنها تعَد قاعدة مركزية لقوات حلف “الناتو” في منطقة الساحل.

ووفق المراقبين، فإن استقرار النيجر وموقعها الجغرافي، يساعدان الجيش الفرنسي على مراقبة الحدود مع ليبيا، ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

حماية قاعدة المسيرات الأمريكية

وينبع قلق الولايات المتحدة من أنّه في حال نجاح الانقلاب ستصبح النيجر الدولة الـ11 في سلسلة الدول الأفريقية، التي تشهد نفوذاً روسياً عبر مجموعة “فاغنر”، بعد استمالة بوركينا فاسو العام الماضي.

وكذلك تخشى واشنطن على قاعدة الطائرات المسيرة التي أسستها في وسط الصحراء في مدينة أجاديز في شمالي النيجر عام 2014، في إطار عمليات مكافحة إرهاب الجماعات المسلحة في غربي أفريقيا. وبحسب تقرير لـ”الغارديان البريطانية” فإن الولايات المتحدة أنفقت نحو 500 مليون دولار منذ عام 2012 لمساعدة النيجر على تعزيز أمنها. وليست مستعدة لخسارتها جراء الانقلاب العسكري الأخير وأعلنت فورا أنها لا تعترف بقادة الانقلاب.

كما أن إطاحة بازوم، الذي لم يحضر المؤتمرات التي عقدها الرئيس بوتين بشأن إفريقيا، تخلق فرصة لبعض المنافسين الاستراتيجيين لواشنطن في تعزيز نفوذهم، ولا سيما روسيا والصين، وسط مساعي “فاغنر” للتعاون مع دول غربي أفريقيا من خلال إيجاد قواسم مشتركة. فموسكو تشكل الملاذ الآمن ضد أي عقوبات محتملة من الغرب والمنظمات الإقليمية والقارية، مثلما حدث مع دولتي مالي وبوركينا فاسو، خلال العامين الماضيين.

حصار أفريقي اقتصادي

وأمهلت دول غرب إفريقيا، أمس الأول، المجموعة العسكرية الانقلابية في النيجر، أسبوعا لإعادة الانتظام الدستوري، فيما فرضت حصارا اقتصاديا، وأكدت أنها لا تستبعد “استخدام القوة.”

ولا يعترف هذا التكتل الإفريقي الغربي ولا الاتحاد الأوروبي والدول الغربية بـ”السلطات” المنبثقة عن الانقلاب، وتطالب جميعها بعودة الانتظام الدستوري.

وعقدت قمة استثنائية للجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والنيجر عضو فيها إلى جانب 14 بلدا آخر، في أبوجا برعاية رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يتولى رئاسة التكتل منذ مطلع تموز.

وطلبت الجماعة في ختام القمة “الإفراج الفوري” عن الرئيس بازوم و”العودة الكاملة الى الانتظام الدستوري في جمهورية النيجر”. كذلك، قررت المنظمة الإقليمية “تعليق جميع المبادلات التجارية والمالية” بين الدول الأعضاء والنيجر. وفرضت عقوبات مالية أخرى منها “تجميد أصول المسؤولين العسكريين الضالعين في محاولة الانقلاب، فيما رحّبت فرنسا بهذه الخطوة.

ومقابل ذلك، دعا الكرملين إلى “ضبط النفس” والعودة إلى “الشرعية” في النيجر على حد قوله.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، خلال لقائه الصحافي الأسبوعي عبر الهاتف: “ما يجري هناك يثير قلقاً جدياً”، مضيفاً “ندعو إلى عودة الشرعية بأسرع ما أمكن في البلاد، وجميع الأطراف إلى ضبط النفس، حتى لا يتسبب ذلك بخسائر بشرية”.

 ***************************************************************

روسيا تحصي خسائر اوكرانيا خلال شهر تموز

موسكو - وكالات

أعلن وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو، أن القوات الأوكرانية فقدت نحو 21 ألف جندي وأكثر من ألفي قطعة من الآليات العسكرية، في المعارك خلال الشهر الحالي. وأوضح شويجو - وفقا لقناة “روسيا اليوم” الإخبارية امس الاثنين، أن “بين المعدات الأوكرانية التي تم تدميرها هذا الشهر، 10 دبابات من طراز ليوبارد و 11 عربة قتال مدرعة من طراز “برادلى” والعشرات من بطاريات المدفعية الغربية”. وأضاف، إنه “خلال الشهر الماضى، وبفضل بسالة قواتنا والنجاحات التي حققتها خسر العدو أكثر من 20 ألفا و824 عسكريا، و2227 قطعة من الأسلحة المختلفة”. وتطرق إلى أنه “من بين المعدات التي فقدتها قوات كييف خلال يوليو، 10 دبابات ليوبارد، و11 مركبة برادلي، و40 بطارية مدفعية أمريكية من طراز (إم 777) و50 قطعة مدفعية ذاتية الدفع من بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبولندا”، مشيرا إلى أنه “من الواضح أن الأسلحة الغربية الموردة لا تؤدي إلى النجاح في ساحة المعركة، بل فقط تؤدي إلى إطالة أمد النزاع العسكري”. بدوره، أفاد دينيس بوشيلين، القائم بأعمال رئيس دونيتسك، بأن الجيش الروسي يحسن مواقعه على محور/ كراسني ليمان/ باستمرار، وأنه أخرج القوات الأوكرانية من إحدى القرى على محور جنوب دونيتسك. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، أمس، أن قواتها تصدت لثلاث هجمات أوكرانية على محور كراسني ليمان وخسرت كييف نحو 140 جنديا هناك إضافة إلى عدة قطع من المعدات.

 *************************************************************

السويد: توتر أمني غير مسبوق بسبب حرق المصحف

ستوكهولم - وكالات

أعلن رئيس الوزراء السويدي، أولف كريستيرسون، أمس، أن السويد تواجه أصعب وضع أمني منذ الحرب العالمية الثانية بعد أفعال حرق المصحف.

وقال كريستيرسون بعد لقائه مع نظيرته الدانماركية ميتي فريديريكسن: “كنت على تواصل عميق مع رئيسة الوزراء الدانماركية ميتي فريديريكسن، وناقشت الحكومة السويدية مع الحكومة الدانماركية الوضع على خلفية حرق الكتب المقدسة. في الوقت الحالي نواجه أصعب وضع أمني منذ الحرب العالمية الثانية”.

وأشار المسؤول إلى أن بعض الدول يمكن أن تستغل تدهور الوضع الأمني في السويد، مضيفاً أن سلطات البلدين تعتبر مثل هذا الوضع خطيراً وستتخذ الإجراءات اللازمة.

 *********************************************************

في إصرار منقطع النظير على تحقيق التغيير.. مسيرة ثالثة إلى العاصمة والاحتجاجات تعم بيرو

رشيد غويلب

من جديد عمت الاحتجاجات جميع أنحاء بيرو ضد حكومة رئيسة الانقلاب دينا بولوارت.  وأكدت الجموع الغاضبة مطالبتها باستقالة الحكومة، وتنظيم انتخابات جديدة، وإصلاح دستوري. من جانبها أرسلت الحكومة أكثر من 30 ألف من قوات الشرطة لمواجهة المتظاهرين.

وشهدت كبريات البلاد، بدءا من الأربعاء الفائت والأيام التي تلته، تدفق عشرات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع، وظلت مدارس وجامعات البلاد مغلقة، وبسبب اعتماد السلطة العنف لمواجهة المتظاهرين، وقعت صدامات شوارع متفرقة.

وكانت لجنة التنسيق للنضال الوطني، وهي إطار عام يضم المنظمات والحركات الاجتماعية قد دعت للتظاهر في أيام 24 -29 تموز الحالي.

وسبق لهذه المنظمات قد دعت في 19 تموز إلى القيام بـ “المسيرة الثالثة إلى ليما” عاصمة بيرو، بالإضافة إلى الإقالة الفورية للرئيسة غير المنتخبة دينا بولوارت وحل البرلمان، وتم التأكيد على المطالب المركزية للمتظاهرين، في الكشف عن المسؤولين عن أعمال العنف التي ارتكبتها السلطة التنفيذية خلال الاحتجاجات ومحاسبتهم.  والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين وعقد جمعية تأسيسية جديدة.

إصرار على التغيير

إن الهدف من دعوة لجنة التنسيق إلى موجة ثالثة من الاحتجاجات هو استمرار التعبئة في جميع أنحاء البلاد. وتلبية لذلك تجمع المتظاهرون في 59 مقاطعة في البلاد وفي العاصمة ليما.  ونظمت كذلك تجمعات احتجاجية لأبناء الجالية خارج البلاد، كان اكبرها في العاصمة الارجنتينية بوينس آيرس.

ونشرت الحكومة قرابة 8 آلاف شرطي في العاصمة ليما و25 ألفا آخرين في باقي أنحاء البلاد. وحاولت قوات الأمن فض الاحتجاجات مبكراً، باستخدام الغاز المسيل للدموع. وبحسب منظمات حقوق الانسان، أصيب ثمانية مواطنين في جميع أنحاء البلاد، بينهم ضابطا شرطة وستة متظاهرين، منهم صحفيان.

وأكد خورخي بيزارو المتحدث باسم لجنة التنسيق، على سعة التظاهرات وارتفاع مستوى المشاركة في العاصمة ليما، على الرغم من الحملة الإعلامية الرسمية لتجريم الاحتجاجات. واعتماد خطاب رسمي، كعادة سلطات القمع في جميع انحاء العالم باتهام المتظاهرين بالإرهاب، وان الحركات الاجتماعية فقدت مصداقيتها. وهو أمر معروف عندنا في العراق، وحيث دأبت رموز القمع على وصم المتظاهرين من 25 شباط 2011 حتى انتفاضة تشرين 2019، بالإرهابيين والبعثيين، وأبناء السفارات، لتبرير عمليات القتل الجماعي والقمع والملاحقة.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات في بيرو في كانون الأول الفائت قتل 67 متظاهرا منهم 49 برصاص قوات الامن. وتحولت كلمات اغنية تخاطب رئيسة الانقلاب إلى نشيد للاحتجاجات المناهضة للحكومة: (دينا القاتلة، الشعب يرفضك، كم تريدين مزيدا من القتلى، حتى تستقيلين)

وتجمع أقارب 18 متظاهر قتلوا، خلال الاحتجاجات، برصاص الشرطة في 9 كانون الثاني في بلدة جولياكا. ووُضعت صور الضحايا في الساحة المركزية في المدينة، وطالب المحتجون بتحقيق العدالة.  بالمقابل لا يزال تحقيق المدعي العام في ملفات ضحايا القمع يراوح مكانه.

دعوة لاستقالة رئيسة الانقلاب

كرر وزير الدفاع البيروفي السابق خورخي نييتو دعوته لاستقالة الرئيسة دينا بولوارت باعتبارها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.  معتبرا أن بقاءها في منصبها سيؤدي إلى استمرار الاحتجاجات واتساعها. وقال الوزير الذي ينتمي لقوى الوسط التقدمية، إن على رئيسة الجمهورية ان تستغل يوم الاحتفال بعيد الاستقلال في 28 تموز لتعلن استقالتها.

 وشدد الوزير على أنه يستحيل على الرئيسة الاستمرار بالضد من رغبة الأكثرية، فوفق أحدث استطلاعات الرأي التي أجريت في البلاد، يرفض 80 في المائة من السكان رئيسة الانقلاب، و91 في المائة منهم يرفضون استمرار البرلمان.

وحذر من أن عدم اللجوء إلى مثل هذا الحل سيؤدي إلى انهيار البلاد، كما حدث لإسبانيا في عهد دكتاتورية فرانكو (1939 – 1975)، وفي تشيلي في عهد دكتاتورية بنوشيت الفاشية (1973 – 1990).

خلفية الحدث

منذ الانقلاب البرلماني الذي أطاح بحكومة الرئيس اليساري المنتخب ديمقراطيا بيترو كاستيليو وسجنه في كانون الأول 2022 تستمر الاحتجاجات في البلاد، ويستمر معها قمع السلطة. ولهذا نددت العديد من المنظمات الدولية وحكومات بلدان أمريكا اللاتينية بالقمع الذي تمارسه الحكومة ضد الأكثرية الشعبية، وطعنت بشرعية حكومة الانقلابيين. في حين لم تحدد حكومات بلدان أخرى، بضمنها الولايات المتحدة الامريكية، موقفها من حكومة الانقلاب. يشار إلى ان برلمان بيرو قد وافق في أيار الفائت، على وجود القوات الأمريكية في البلاد لأغراض التدريب.

****************************************************

الصفحة العاشرة

الشاعر كامل العتابي.. «واهس البيبان» وضوح التجربة والمعنى

سفاح عبد الكريم (ابو وليد)

بعد اصداره الشعري الاول ،نخل روحي، اطل علينا الشاعر الشعبي ،كامل العتابي، المنحدر اصلا من ناصرية الابداع والفن والاصالة السومريه وبالتحديد من قضاء الرفاعي واستقراره في بغداد مؤخراّ لرغبته فيها ولظروف اخرى لانعرفها ومأّرب قد استحسنها لنفسه تكون مرافئاّ اخرى  اختارها وحسب رغبته  ومن هذا الاستقرار الاخير تم اصداره المجموعة الشعرية الاولى ،نخل روحي،  والثانية ،،واهس البيبان ،، المتحدث عنها والتي تنأى عن تواصله والاستمرار في مشروعه الشعري الذي يبشرّ بنجاحاته الفنية  الشعرية .وفي هذا الاصدار حاول الشاعر ان يكون مكملا  اومغايرا  عن اصداره الاول ،نخل روحي، وفي المطبوع الجديد اجده متنوعا في توثيق اشياءه واشعاره بحرية وهدفه ان يكون فاعلا ومؤثراّ في الوسط الثقافي والادبي وتحديداّ ،الشعر الشعبي، وبتنويعاته المتعددة. والشاعر ،كامل العتابي مبحرا بأحاسيسه  وواقعه الذي يشاهده او مايحس به او مايفرض عليه .وهو الباحث عن القضية والجمال.معبرا عن عشقه الذي ينتمي اليه فكرا وعاطفة وشعورا.وهو بهذا قد طرح نفسه شاعرا  يتلمس الابداع معتمدا على اصالته وثقافته  وهو متماسكاً في غنائياته التي يرغبها شعرا للوصول بها الى المتلقي بيسر ونجاح ومتوافقا مع غيره من الشعراء في منحاهم وحضورهم. روحي ناي وهظم تعزف مستحاي..

وجرحي يرفض كل غناي..! روحي ناي وسامرٌت چم ديره غربه..وعاشرت طير المهاجر..، ان التفكير الجاد والمتكرر جعله ان يكون سائرا في خط المواجهة والظهور والمسير بخطى وائده نحو سبل النجاح قدر الامكان معتمدا على وحدة الموضوع و من خلال لغته المفهومه دون الوغول في اللهجة والكلام المتداول وبعيدا عن الرمزيات والتشكيلات الاخرى مع ايمانه بها لكنه اراد ان يكون الاوضح والاكثر قبولاً مع تمسكه بالجذور التي يعتمدها ومن منبعه الاول الاصل في التكوين . يلمعيبرّ رهنت جروحي بالچالي.. على نغمة حزن والروج يبرالي هاك اشراع دلالي يهلبت تگدر الحالي..،، ان الشاعر كامل العتابي في هذا الاصدار الشعري انتهج خطاً قريباً الى المتلقي بعيدا عن التكلسات اللغًوية محاولا اومتوافقا مع ذهنه  دون المفاجئات او الامور التي تحرّك سواكنه اوتفكيره وهوالاحساس بالرغبة والقبول. منتشيا ومنتبها لاعلام الشعر الشعبي المعروفين في جدواهم وعطاءهم امثال ابو معيشي وغيرهم من المحدًثين.محاولا التصاهر معهم او مجاراتهم ولكن بروحيته واهتماماته التي نعرفها كما حدث ذلك بالتقارب مع الشاعر كامل سواري في قصيدة من يشتري اذ عشقها ايقاعا واستخدمها لقصيدته ولكن غايرها بوحدة موضوع مختلف . مبتعدا عن ثيمة قصيدة الشاعر الراحل كامل سواري كما يلاحظ ذلك:

من ينتمي الحزني وقراري وألمي

من ينتمي لحزام ظهري ومعصمي

من ينتمي المائي وكلامي وقلمي..،،

والشاعر هنا اراد ان يثير انتباه المتلقي نحو المشاركة  والاستمالة والحضور والرغبة .

حبيت اصارع وحشتي ابقداس روحي ومريمي

حبيت اعاهد حيدره وعباس وحسين الظمي

من ينتمي  الشارة مظيفي ومعلمي..،،

حتى وصل الامر به الى الدعوة المعلنة في انتمائته وتوجهاته..وتاملاته وبمحاكاة المتلقي مباشرة...،

 هل تنتمي لاوتار لحني ونغمي!؟

هل تنتمي الحبي وكتابي وصارمي..!؟

والشاعر هنا اراد عدم المغادرة النهائية

و التمسك بلحمة مجتمه والمتلقي معاّ والتي هي من بيانات الشاعر التي اعتمدها وهي من المؤثرات التي لايمكن الاستغناء عنها و لابد من الالتفات اليها وحسب رغبته.. ان الشعر في الحقيقة هو مجموعة اسئلة يبحث الشاعر عن أجوبتها  والتي هو قد يعرفها كما اظن سلفاّ. وفي قصيدة  جميلة من المجموعة الشعرية ،واهس البيبان موضوع البحث مهداة الى الشاعر الكبير عريان السيد خلف..ملزما من المشاركة فيها..في مناسبة الاحتفاليات  بالفقيد ،عريان، بعد ان احس بالفراغ من فقدان الشاعر الراحل ،ابا خلدون،عريان السيد خلف.

،انثر صوانّيك شمع..

بالروح حلمك نيشان

بخفگ الگلب ومحالكّ..ضمّيت شمسك عريان

بالگلب انغز ياجرح..بالدمع فيضّن يعيون

احاه ياوحشة محب..فرگاه ماظنها اتهون

،تل الورد،فيض ونبع..تل الورد ظل مرهون..،،

والشاعر في هذه المناجاة لم يكن صورّريا او مرورا عاما وانما احساسا بقضيته المشتركه معه  في  منحاها وتوجهها.. ومن قصائده الجميلة المتحررة من لمساته الاولى، قصيدة الگناطر التي تبشر بخير الشاعر المستقبلي..وهذا مانتمناه:

جرح ينده...جرح نام..وجرح يلعب على الايام ويناطر الظلمه البعيده

سنون ذيب ابلا لثام..روحي تتعذر صبرها

لفّت اجناح السوالف..واستحت يزغر گبرها وتيهت..عين الگناطر

غازلّت روحي المگابر..امنين ياجبر الخواطر..!؟

واتورّد السدره محنٌه..طيف واحساس ومشاعر..

امنين لو ضحكة جسر..تشتهي الديره ضواها..!

وليل گمره ايشع نجم.. حته احط الشوگ ملگه

واعتنيله الفاض خلگه..

شايل الگذله جسر امن البدايه استعجلت بينه النهايه.

ولايزال الشاعر متواصلا في عطاءه المشتهى مستذكرا من فقدهم كأخيه جعفر وغيرهم وهو في وعي وحداء مستمر:

سفينه اسنينك الحلوات ياجعفر

امسابگ اتجيب الروح تتبختىر

يخّف حمل الثجيل ابعمرك الستين..

وينشًل الجرح من چٌفك الاسمر

يشراع المحبه ابحالة الندهات

بديوان المحاچي ابوگفتك تحضر

يحداي الضعينه المانتيه اوياه

عصف بينه الوكت والما عرفّ دمرٌ،،

والشاعر كامل الركابي مازال يبحث عن الحضور الدائم وهو في انتظار الموعود والحلم الذي يحقق له رغباته وهو في انتظار التغيير والقيامة التي يستحصل بها حقوقه وأماله ورغباته..

بالامس قامت قيامه..وصاحت الوادم نفير

وصاح واحد بويًه قّف..هذا مو يوم الاخير

المخالب والسنون ابگاعي تذبح كل صباح

ولنهه فتنه وگبره وحب للسلاح

الضمير الباعته الوادم ابكسره وصًم شعير مو ضمير.

ان مساحة الرفض والاتعاض قائمه ومازال الشاعر ونحن نبحث عن الاصّح في طريق النضال والتجربة وكلنا لثورة التصدي مع الاحتفاظ بالقيم والرجولا ت وقصائد الفقراء وثورة الجياع المرتقبة من الجميع.

 *****************************************************

هيبة وطن

سامي عبد المنعم

تهت ابودادك غفل من چنت بالعشرين

وبعده العشگ مستمر وراح اعبر السبعين

اول حبيب انت الي والباقي اجوا بعدين

خفت الگلب ما يسع شلتك ابرمش العين

شيد اساسك (فهد) ويه الشبيبي حسين

صافي انت مثل الذهب وچفوفك انياشين

ماوصخت سمعتك او لااحد ايطلبك دين

ايديك بيضه ابشرف وفكرك ايشع شمسين

احمر علم هيبتك ابدم الشهاده انكتب

غنيت في محنتك موال باسم الشعب

گالوها اهل الفكر بيت الطرب ما خرب

وشماحچوا وافتروا تبقه انت هيبة وطن

خيال مهرة عرب مايوم هد الرسن

ثابت على موقفك غالي دفعت الثمن

انجوم راحوا غدر وهل ابسريعك حسن

ما يوم خنت الملح تشهد اسنين المضن

شامخ ولا دنگت لاويت كل المحن

فكرك ايصحي الصحو اويتجدد ويه الزمن

رادوك بس تندفن وحاديهم اللي اندفن

مات ابمذله وخزي والخسه صارت چفن

تبقه عزيز او شهم اشما لسنهم گصن

انت مسيح العصر شايل صليب الوطن

 *****************************************************

تريد من بارح مطر

علاء الماجد

النوارس هاجرت !!

والسمج نافق على جروف النهر

والليالي صخام

واكمار العراق الحلوة ذبلهه السهر

والنخل مكتول ..

مثل الناس

محني الراس

بس مذبوح مدمي امن النحر

وانه واحلامي تطشرنه

بصباخ الكاع ..

لامطرة واكول افيش..

 ولانكاط غيمه

وروحي بطرانه وغشيمه

تريد من بارح مطر

والشته صار سنين

لازخه فرح

لابرده زينه تحومر الوجنات بيهه

ولانده يبوس الشجر

نار تاكل بالعراق

وقهر مديوف بقهر

*********************************************

وارجع للعراق

علي الجبر

وارجع للعراق رجوع

وحيد وعضّته الغربه

واشعل للمصاب شموع

تايه والحزن دربه

وامر على النجف مدفوع

حنين الروح ما اجربه

واقره الفاتحه وتموع

كل همومي بالتربه

وافوت براس مرفوع

اصيل وعالوفه اتربّه

لا اعطش ولا اجوع

ماي الذلّه ما اشربه

واصبّ بكربلاء دموع

وابوس حسين

 من گلبه

وابات بحضرة العبّاس

موجوع

هنيّاله السكن گربه

واون بصوت مسموع

يزينب ليلتچ صعبه

 ****************************************************

إلى بابل.. إلى مدينة التراث والحضارة والتاريخ

لفته عبد النبي الخزرجي

بابل بخـــــــــــور الفرح .. والجنة والآثار

بابل مدينـــــــة وطــــن .. مدفون بالأحجار

 بابل اســـــم تاريـــــخ .. بابل عشق عشتار

اسم المدينــــة التـــي .. كانت رمز وأفكــار

وبيها مسلة حمو .. ورابي  بسحرها الغار

بابل سنابل عشج .. ومشرعب ويه الــدار

بابل وطــــن معرفة ... وبيها اكتشفنا النار

وبابل  كنـــز للأدب.... بيها العـــــلم أسرار

بابل حضـــــارة شعب .. تاريخه شع أنوار

بابل رســـالة وطــــن.. تاريخه مشعل غار

بابل رمـــــز معـرفة .. وعالم سحر وأفكار

تاريخ ينضح مجـــد .. مــا توصفه الأشعار

تاريخ بابــل مجـــد .. ينـــزف سحر وأقمار

بابل ثقـــــافة شعب.. تتوســـــده الافكار

بابــــــل اسم تاريخ .. ومعطـــــر بأسرار

بابل اســــــم تاريخ .. ومعطر بأســــرار

**************************************************

غني .. غني

مهداة الى المطرب الكبير حسين نعمة

حسين جهيد الحافظ

غني ٠٠٠ غني

او علي فوگ الفوگ

يا صوت الحنان

البيه تتباهه الشفايف

غني ٠٠ غني

غني يا زهو الفرات

او طيبة الغراف

يا ريحة أهلنه

يا طعم جمارنه

او هيل المضايف

غني جرحنه النشاز

او يا (حريمه)

حط ملح فوگ الجروح

او ماهو خايف

وانته تدري؟

احنه عدنه اطباع ترفه

ما نحب غير الأصيل

او للأصيل ابشوگنه

انحب او نوالف

وانته تدري !

أگلوبنه ابلون اانهار

والصبح منهن يغار

و احنه يطربنه الحنين

ابريحة الخريط طرزنه السوالف

اي وحگ طيبة أهلنه

او بخت جدك وانته عارف

احنه ٠٠ احنه

أشما يمر الگيظ ٠٠

گيظ

او حيل ناشف

انصير للمحبوب

نسمه

انذوب وي صوت اليغني

انصير نغمه

اشلون لو چان اليغني

حسين نعمه

واحنه بينه

طيب تسري

او شوگ غناوة( ينجمه)

ايطگ حزننه فرحه عذبه

اتصير وي صوتك ازواگه

اتذوب بشفاف الحبايب

احله بسمه

اتفوح گمريه او (غريبه الروح)

تتسامر تهاني

حلوه وي

(نخل السماوه)

اتصير هلهوله او أغاني

احنه

هلهوله او أغاني

*************************************************************

الصفحة الحادية عشر

روايتان جديدتان لـــ أحمد خلف وجمال العتابي

روايتان جديدتان صدرتا مؤخراً عن الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، الأولى للروائي احمد خلف بعنوان “ في الطريق اليك “ وهي تتحدث عن معاناة صحفي امام ظروف عصيبة وتجارب حية تعيشها شخصيات هذه الرواية.

اما الرواية الثانية فهي للدكتور جمال العتابي بعنوان “منازل العطراني” وتتناول حقبة تاريخية من حياة العراقيين وما مروا به من ظروف عصيبة ومرارات مثقلة بالاوجاع.

 ******************************************************

رؤية الحياة في «حيرة سيّدة عجوز» لمهدي عيسى الصقر .. الطيبة أصل في الانسان

سعيد عدنان

يعدّ مهديّ عيسى الصقر (1927 – 2006)، صاحبُ (حيرة سيّدة عجوز)، في ريادة القصّة القصيرة التي تُعنى بالفنّ، وتريدُ أن تقطعَ ما بينها وبين الحكاية القديمة الساذجة، ولا تبعدُ عن النهج الواقعيّ الاجتماعيّ؛ ومكانتُه منها في صفّ عبد الملك نوريّ (1921 – 1998)، وفؤاد التكرليّ (1927 – 2008).

ولد في البصرة، ودرس فيها، وأقبلَ، في أوّل نشأته، على الاستزادة من الأدب وما يتّصل به؛ غير أنّه وقف في دراسته عند المدرسة الثانويّة، ثمّ سلك سبيل العمل. وإذا كان انقطاع دراسته قد أضرّ به من جانب، فإنّه قد أفاده من جانب آخر؛ إذ أتاح له أن يعمل، وأن يخالط فئاتٍ كثيرةً من الناس، وأن يزداد خبرة في مجرى الحياة، ثمّ أن يكون ذلك كلّه، من بعدُ، مدداً له في كتابة قصصه. شرع مهدي عيسى الصقر، بعد أن قرأ واستزاد، يكتب القصّةَ القصيرة، ملتقطاً ما تقع عليه عينه من حوادث المجتمع وما ينبثق عنها، فيعيد صياغتها على نحو يُلبسها، في جملتها، معنى يقوم على أنّ الخيرَ في الإنسان يغلِبُ الشرّ، وأنّ النور يمحو الظلام؛  فأصدر في سنة 1954 (مجرمون طيّبون)، ثمّ أصدر في سنة 1960 (غضب المدينة). وكلا العنوانين ليس خفيَّ الدلالة على فكر الكاتب وموقفه؛ إذ ينبئ العنوان الأوّل: (مجرمون طيّبون) أنّ الطيبةَ أصل في الإنسان، وأنّها تغلِب ما عداها من عناصر، وينبئ العنوان الثاني: (غضب المدينة) عن نزوعٍ نحو الثورة، وإيمانٍ بها؛ إذ تُعلن المدينةُ غضبها على العتاة المفسدين، وتشرئب إلى غدٍ مشرق؛ وكأنّ الكاتب يحكي شيئاً ممّا وقع غداةَ الرابع عشر من تمّوز سنة 1958. إنّ الأملَ عنده، في مجموعتيه هاتين،  يغلِب اليأس، والفرحَ أعلى من الحزن، وما يأتي خيرٌ ممّا مضى!

لكنّ تمّوز الذي عقد عليه أملاً سرعانَ ما تلقّفه الضياعُ فانكفأ الكاتبُ على نفسه، وانقطع عن الكتابة مدّةً، ولزِم الصمت؛ يقول عن ذلك في (وجع الكتابة):“عندما تفجّرت ثورةُ 14 تمّوز، بعد مخاض صعب وطويل، استقبلناها بفرح؛ قلنا تحقّق الحلمُ؛ لم نفطِن إلى أنّ الثورة كانت بدايةً لمرحلة جديدة؛ حتّى جاءت ساعةُ الصحو. لم نصدّق ما كان يجري حولنا. القوى نفسها التي كانت تتحكّم قبل الثورة عادت تفرض سلطانَها من جديد.”  ويقول، وهو في سياق الإبانة عن الإخفاق:“وتوالت بعد ذلك الخيباتُ والإحباطاتُ. وتلفّتنا لنرى تلك الحلْقةَ الكبيرةَ المتماسكة من الكتّاب والشعراء تتمزّقُ وتتبدّد؛ كانت أحلامنا كبيرةً وساذجة.” وكلُّ ذلك كان يدعو إلى الصمت، وإلى مراجعة النفس؛ ومع الصمت والمراجعة أخذت رؤيته تتبدّل شيئاً فشيئا، وشرع عنصرٌ من الخيبة واليأس يتخلّلها. وكلّما نظر في ما طرأ على البلد من حوادث زادت الخيبةُ، واستحكم اليأس! حتّى إذا مرّت عليه سنوات، وعاود الكتابة، كان الأملُ القديم قد غاض، والفرحُ قد اختفى، وبدا له أنّ الحَيرة قدرٌ مسلّط ٌعلى الإنسان! ومثلما دلّ عنوانا مجموعتيه؛ (مجرمون طيّبون)، و(غضب المدينة) على مغزى ما كان يُضمر من أمل واستبشار؛ فقد دلّ عنوان مجموعته الجديدة؛ (حَيرة سيّدة عجوز) على ما أمسى يكتنفه من شعور بالخذلان والخيبة واليأس! وإذ صدرت (حَيرة سيّدة عجوز) في سنة 1986، في بغداد، كان بين صدورها وصدور (غضب المدينة) ست وعشرون سنة؛ تقلّبت، خلالها، به الحياة؛ فرأى، وسمع، وخَبِر، وعرف أنّ وراء الظاهر المشرق باطناً تتخلّجه الظلمةُ!

ضمّت المجموعةُ تسعَ قصصٍ هي: (حَيرة سيّدة عجوز، وجزئيّات الهيكل، والقلعة والقارب، والمسبحة، والحصان، وعنق الزجاجة، والهدير، والمضحّة، وعندما تبدو الرياح ساكنة).

سبع منها نسجت على الخيبة والخذلان واليأس، واثنتان هما (المضخّة، وعندما تبدو الرياحُ ساكنة) قامتا على الإرادة والأمل؛ على أنّ“المضخّة“قصّةٌ قديمة كانت قد نُشرت، من قبل، في (غضب المدينة)، ثمّ أعاد الكاتب نشرها في (حَيرة سيّدة عجوز).

وكأنّ الكاتب، إذ ضمّ هاتين القصّتين إلى ما يفارقهما في رؤية الحياة، أراد أن يُبقي بابَ الأمل مفتوحاً، وألّا يجعلَ اليأسَ مستحكما!

تقع حوادثُ (حَيرة سيّدة عجوز) في نُزل بمدينة أوربيّة، لم يُسمّها الراوي؛ صاحبةُ النُزل سيّدةٌ عجوز قد تقطّع ما بينها وبين الناس فانكفأتْ على نفسها، تُدير نُزلَها وتصحبُ قطّتها؛ يقول الراوي:“سألتها: هل يأتي أحدٌ إلى هذه المدينةِ في الشتاء ؟ قالت: بعضُ رجال الأعمال ليوم واحد أو يومين. وماذا تفعلين إذن ؟ قالت في استسلام: لا شيء، أُغلق بابَ البيت وأعيشُ وحدي. أليس لديك أولاد ؟ تركتْ سؤالي معلّقاً بعضَ الوقت، قالت وهي تحمل القطّة المتمنّعة من فوق البساط وتضعها في حضنها: أنا لم أر في حياتي حيواناً يحبّ النار مثلَ ساندي.

ليس للسيّدة العجوز إلّا قطّتها، وأصداء تُلمُّ بها من زمن بعيد! أمّا“جزئيّات الهيكل“، القصّةُ الثانية؛ فإنّها قصّةُ عاجزينِ؛ أعمى وكسيح، اتّفقا على أن يحملَ الأعمى الكسيحَ على متنيهِ؛ فيكونَ له بمثابة عينيه اللتين يرى بهما، ويكونَ هو للكسيح بمثابة ساقيه اللتين يمشي بهما. وإذا كان إطارُ القصّة مستمدّاً من حكاية قديمة روتها رسائلُ إخوان الصفا وحمّلتها مغزى فلسفيّاً؛ فإنّ الكاتب ملأ الإطارَ القديمَ بأبعاد اجتماعيّة تُلمع إلى تفكّك الأواصر، وشيوع الخذلان؛ وهو مدار تجربته بعد أن تبدّد الأملُ وضاع! وإذا كانت القصّتانِ السابقتانِ تُلمّانِ بما يملأ عليه نفسه بنحو من الرمز، والكناية؛ فإنّ القصّة الثالثة:“القلعة والقارب“نفذت إلى صميمِ الأمر الذي أشاع اليأسَ والخذلانَ في النفوس؛ مدارُ القصّة على رجل هاربٍ، من جور سلطان القلعة، بزوجته وطفله، على قاربٍ في جوف الليل؛ وبداءتُها تُفصح عن المبعث والمغزى:“– لماذا نهرب ؟! ردّ بصوت خفيض: - اششش ششش لا ترفعي صوتك، يسمعنا الحرس في القلعة فنضيع! سألته همساً: - لماذا نهرب ؟! لماذا لا نبقى.. مثل الآخرين ؟! أجاب همساً في غضب: - لأنّني لا أريد أن أموت كما يموت الآخرون.

لكنّه، على الرغم من ذلك، لا ينجو من القلعة وحرّاسها! إذ رصده الحرسُ، وأرعبوه، ثمّ سلّطوا عليه نيرانَ بنادقهم! وما كان له أن ينجو والكاتب لا يرى في ما حوله غيرَ الحيرة، والأمل الواهي، والخذلان!

وكلّ القصص، عدا“المضخّة“، و” عندما تبدو الرياح ساكنة“، إنّما هي صور قويّةٌ ملتئمة العناصر تصوّر ما آلت إليه الحال بعد انطفاء الأمل، وتفكك العُرى. لكنّ الكاتب، بجذره القديم وبروحه التي تأبى الانطفاء، يُعيد شيئاً من الأمل إلى قارئه بأنّ الحياة، بطبعها، عميقةُ الغور واسعةُ المناحي، وأنّ الخير عنصر أصيل فيها؛ فيُعيد نشر قصّته القديمة، المكتوبة في سنة 1959،“المضخّة“، ذات البعدِ الاجتماعيّ الواقعيّ؛ الواثقِ بالأرض والماء والإنسان ليُذكّرَ بما كان.

ويكتب قصّةً جديدةً يبنيها على الأمل والثقة؛ بعنوان“عندما تبدو الرياح ساكنة“، لكنّه يقول عنها: (حكاية عن الأطفال)؛ وكأنّه يقول إنّ أخفقنا وخاب رجاؤنا فالأمل معقود بأجيال ناشئة تُحسن إدارة حياتها! مدارُ القصّة على صبي صنع طائرةً ورقيّةً، وأخذ يحاول إطلاقها في الفضاء؛ لكنّ الطائرة تكبو؛ وكلّما كَبَتْ أعاد المحاولة من دون يأس أو ضجّر! وكانت ترقبه صبيّةٌ؛ مأخوذةً بما يعمل، وكأنّها تشركه في سعيه، وتحاول في نفسها مثلما يحاول؛ حتّى إذا استقامت طائرته، وعلت في الفضاء، وهو ممسكٌ بخيطها يصرّفها على ما يريد أشرقَ وجهه بالمسرّة، وأشرقَ وجهها! إنّ“حيرة سيّدة عجوز“من أجود القصص العراقيّ؛ صنعةَ فنّ، وسموَّ موقف...!

 *************************************************************

قصة قصيرة.. رحلة الشتاء والصيف

فاضل الفتلاوي

رغبة جامحة انتابته هذه الظهيرة الصيفية الساخنة التي طردت من عينيه المتعبتين نعاس القيلولة التي يعشقها بشغف، وتحالف التيار الكهربائي مع مكنونات عقله، رغبة هزته من الاعماق، احضر أوراقه، استل قلمه، أراد ان يكتب اليوم كما الادباء في الصحف والمجلات ويدخل في مصاف المشاهير، كانت المفردات تخونه، تهرب من بين يديه، يكون في أسوأ حالاته المزاجية، يسائل نفسه عن السر الغريب والمجافاة غير المعقولة، أقسم بأن لايغادر الغرفة إن لم يكتب شيئا، لاحت فكرة، بدأ يكتب، وضع عنوانا ظاهرا في منتصف الورقة، كتب اسمه في الزاوية اليسرى، حرص على وضع لقبه من أجل الشهرة المقبلة، كتب سطر واثنين، توقف فجاة، سقط القلم من تلقاء نفسه، أخذ منه التعرق مأخذا عظيما، توترت اعصابه، صفع الطفل الذي يحبو منتشيا حوله، خط أربعة أسطر في ورقة اخرى، عدها الخامة التي منها سيحوك كلماته،كلمات ستجعل من محمود جنداري وزعيم الطائي تلاميذ في حضرته، خط السطر الاول، هربت الكلمات ثانية، نظر بامعان الى عنوان قصته، استبداله مرارا، لملم اوراقه المبعثرة، لاحت له فكرة: لاكتب عن معاناة صديقي رشيد وانا الملم بمداخل الكلمات ومخارجها

ترك العنان لخياله وراح يكتب:

تورط صديقي رشيد وقرر اكمال نصف دينه في ظل ظروف معقدة وهو يعلم النهاية جيدا ،لم تعجبه المقدمة، اعاد صياغة الحروف ،كان ياما كان في حاضر العصر والزمان كان في محلتنا القديمة شاب ممتلئ القوام حسن النظام محبوب من جميع الانام له وجه صبوح وانف مملوح،  الح عليه الاهل والجيران ان يتزوج، نزل رشيد عند رغبة السواد الاعظم وقرر ان يفعلها، اقترض المليون والمليونين باقساط مزعجة يدفعها عند الطلب توصله إن لم يسددها للحبس، عاش سبعة أيام من العيش الرغيد، ارتشف من العسل انقاه، كان يضحك ملئ شدقيه من الذين يفضلون الجنة على الزواج، وبسرعة انتهت ايام العسل وصاحا من حلمه الجميل، نفذ مصروف البيت والحب معا وهربت شركات الإعمار واستغنت البلدية عن عمال النظافة، ازدادت قوائم الطلبات، تأمل في موجودات البيت الفتي، ما فائدة اغراض الشتاء في هذا الصيف اللاهب؟ سينهزم الارهاب وتعود شركات الإعمار في الشتاء،  مضى الصيف سريعا وحل الشتاء مبكرا، باردا صقيعه يدك العظام ويتوغل في الكيان ،اضطرت الزوجة الى المكوث عند اهلها حتى تتوفر اغراض الشتاء، تأمل ثانية في الأغراض، كان السمسار يعد له نقودا حارة عن اغراضه الصيفية سينتهي كل شيئ في الصيف وينهزم الارهاب وتتوفر فرص العمل، لم تجلب نقوده سوى موقد صغير، عاد به الى البيت مسرورا، طرق الباب ، هاله المنظر، كانت ورقة معلقة على باب الدار مكتوب فيها: حبيبي رشيد غادرت البيت بعد أخذ ما تبقى من الأغراض ساعود مع فصل قصتك الجديد وهزيمة الارهاب وعودة شركات الاعمار

المخلصة دائما.... زوجتك..

 *************************************************************

عُود الخيزران

ذكرى لعيبي / ألمانيا

أنا امرأة

تشقُ نهر الأيام

والمسرّات والأوجاع

فتتطاير موجات الدم

والدموع

وليالي الأذى

والأسى

ومثل فلقتيّ نهر

يخرجُ الرسول

الخائف من جوفي

ويعبر...

يعبر جريئًا

كأنهُ رمح شجاع

وأنا في سفّين

حرقتي

اندفعُ

كأنني أعبرُ بين

لجّتين

لم ألتفتْ إلى الوراء

لأرى جيش

مخاوفي وخساراتي

يطبقُ عليه

اليمّ.

 ******************************************************

التعـدديـة الثقـافيـة في كندا

د. حسين الساعاتي  

لعبت التعددية الثقافية دورا بارزا في احداث تغيير في صياغة النص الادبي  لعبت التعدديـة بأدخاله افكارا لم تكن متداولة عند الكندييـن من مؤلفين وقـرّاء، بسبب العنصرية ولون البشرة وأزمة الهوية.

بدأ مصطلح “التعدديـة الثقـافيـة” يتردد في الصحافة الكندية منذ اوآخر الستينيات قبل ان يصبح سلسلة من التشريعات بدأت في اوائل السبعينيات. اوضحت هذه التشريعات بان المهاجرين الذين يقصدون كندا من افريقيا واسيا وغيرها من دول العالم الثالث يحق لهم الاحتفاظ بهويتهـم الثقافيـة وممارسة الطقوس الاجتماعية لتلك الهوية . ومن هنا اصبحت التعدديـة الثقـافيـة اول اعتراف رسمي بان الكنديين ينتمون لاكثر من ثقافـة.

فتحتْ هذه التعددية الطريق امام المهاجرين بان يكتبوا روايات تتحدث عن تجاربهم المريرة في اوطانهم الام المبتلاة بالقمع والجوع والحروب وتتحدث ايضا عن تجاربهم في العيش كأقـلية في مجتمع تنحدر فيه الاغلبية من اصول اوربية—فرنسية وانكليزية على وجه الخصوص.

ومع ان التعـدديــة الثـقافــيـة قد فعلت فعلها في تغيير الصورة النمطية للمجتمع الكندي من مجتمع اوربي الى مجتمع متنوع في عرقـه وثقافتـه ، الّا ان سيلا من الانتقادات لهذا النظام سرعان ما بدأت بالظهور على نحو واضح ، فالمساواة التامة بين ذوي الاصول الاوربية وغير الاوربية على ارض الواقع ظلت حلما بعيد المنال. وكان لهذه الانتقادات اثرا في كتابات المهاجرين . فقد ظهرت الشخصيات ذات البشرة السمراء في روايات هؤلاء الكتّاب وهم يعانون من الفقـر والعزلـة وأزمة في الانتماء حتى وصل الامر بالبعض منهم  بالحنين  الى الاوطـان القديمـة.

 ذو الاصول الهندية الروائي أم جي فاسنجي قدم رواية  ( لا ملجـأ آخر) تعبر عن  التاثير الذي احدثـته التعددية الثقافـيـة في الرواية الكندية. تتحدث هذه الرواية عن اسرة من اصول هندية ميسورة الحال كانت تقيم في تنزانيا لعقود من الزمن قبل ان تجد نفسها مضطرة للخروج بفعل العنف العرقي الذي استهدفهم بعد ان نالت  دول شرق افريقيا استقلالها من بريطانيا. فالحكومات الوطنية الجديدة كانت ترى في وجود ابناء الجالية الهندية في افريقيا امتدادا للاستعمارالبريطاني الذي سهّل هجرة هؤلاء من الهند الى أفريقيا. فأخذت هذه الاسرة طريقها الى كندا بدلا من العودة الى الهند التي ارتفع فيها المنسوب الطائفي والعرقي بعد استقلالها وتقسيمها الى دول عدة. بعد سنوات العيش الميسور في افريقيا وجد نور الدين رب الاسرة  نفسه في وضع معاشي هزيل في كندا. فبعد اشهر طويلة من البحث  المضني عن عمل اضطر نور الدين للتخلي عن تاريخه المهني كصانع احذية والقبول بعمل خدمي متواضع قليل الأجر لا يوفر له ولاسرته عيشا لائقا. حينها بدأ نور الدين يتسائل: هل من بلد آخر يمكن ان يأوي اليه و يجد فيه ما لم يجده في كندا... وهل كان قدومه الى كندا قرارا صائبا!

توفر الرواية افاقا رحبة للربط  بين تأريخ صدورها وموضوعها وتشريعات التعددية الثقافـيـة التي بدأت في عام 1971.

فالطبعة الاولى للرواية صدرت عام 1991 اي بعد ان قطعت كندا شوطا كبيرا في اقرار التشريعات التي تجيز وتسهل قدوم ذوي البشرة السمراء الى كندا وتمكنهم من الاحتفاظ بهويتهم وان اقبال دور النشر الكندية على طبع هكذا رواية بهذا المضمون مؤشرا على الاجواء الايجابية التي اوجدتها هذه التعددية. بهذا تكون التعدديـة الثـقـافـية قد اوجدت نمطا جديدا من الرواية يسلط الضوء على تجارب ذوي البشرة غير البيضاء من الكنديين تحاكي تأريخهم وثقافتهم وأوجاعهم اليومية. فالراوي من الاصول غير الاوربية غالبا ما يتحدث  في روايته عن تجربته الشخصية وعن تجربة المجموعة الاثـنيـة التي ينتمي اليها.

تقول هيماني بانرجي ذات التوجهات الماركسية وهي كاتبة وناقدة ان الغرض من قدوم مئات الالوف سنويا من دول العالم الثالث لكندا ليس الغرض منه الحصول على اعتراف الكنديين بثقافـتهم فهي ليست بحاجة للاعتراف من احد بل جاءوا للحصول على مستوى معاشي افضل وهذا  ما لم تحققه التعدديـة الثقافـيـة لهم حتى الان.

أياً كانت الانتقادات الموجهة للتعـدديـة الثـقـافـيـة فان الرواية التي اعطتْ صوتا لذوي البشرة السمراء في كندا والذين عانوا الاهمال والتهميش لعقـود طويلة هي الرواية التي ولدت من رحم هذه التعددية.

****************************************************

الصفحة الثانية عشر

د. عقيل مهدي في بيتنا الثقافي.. ثورة تموز وتأثيرها على المسرح العراقي

بغداد – حذام يوسف

ضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، الخميس الماضي، جلسة حول “ثورة 14 تموز وتأثيرها على المسرح العراقي”، ضيّف فيها المسرحي الأكاديمي د. عقيل مهدي، بحضور جمهور من المثقفين والفنانين والإعلاميين.

أدار الجلسة التي عقدت على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، د. زهير البياتي، الذي تناول المسيرة الإبداعية للضيف في مجالي المسرح والكتابة. وعرّج على أبرز إصداراته من الكتب الأكاديمية، مثل “جماليات المسرح ومرويات: الفن والأدب والسياسة “، “التربية المسرحية في المدارس”، “أسس نظريات فن التمثيل”، “الواقعية في المسرح العراقي” و”المسرح فن وحياة”. د. مهدي، وفي معرض حديثه، تطرق إلى دور المسرح في الشارع العراقي. ثم ألقى الضوء على ثورة 14 تموز وأهم إنجازاتها، ودورها في دعم المسرح العراقي، وأثرها عليه، ما انعكس في تأسيس فرق مسرحية رصينة ضمت عددا كبيرا من الفنانين الملتزمين.

ثم تحدث عن عمله في الإخراج المسرحي، وعن جرأته في طرح القضايا الوطنية مسرحيا.

ولفت المتحدث إلى أن المسرح العراقي توهج في فترة السبعينيات، بدعم من العناصر الملتزمة من الفنانين والاداريين.

وفي سياق الجلسة، قدم عديد من الحاضرين مداخلات حول الفرق المسرحية العراقية، وفرقة المسرح الفني الحديث، فضلا عن مسرح المدارس الذي كان قاعدة أساسية لاكتشاف المواهب الفنية. وقد كان بين المساهمين في المداخلات د. موفق الطائي ود. سعد عزيز، فضلا عن عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق فاروق فياض، الذي أشاد بمنجز د. عقيل مهدي، وسلمه شهادة تقدير باسم المنتدى.

 *****************************************************

الشيوعيون يتفقدون رفيقهم سامي مزبان

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من الشيوعيين يرافقه سكرتير لجنة صالح العبلي الأساسية للحزب، أخيرا، الرفيق سامي مزبان (أبو نور) في منزله ببغداد، وذلك للاطمئنان على وضعه الصحي. ورحب الرفيق بالوفد الزائر، وتلقى منه الأمنيات بالشفاء العاجل ووافر الصحة والسلامة. فيما أعرب وعائلته عن الشكر والتقدير للوفد على زيارته، وللحزب على تفقده جميع الرفاق، ومتابعة أوضاعهم.

 ****************************************************

على كرسيه المتحرك  هيتي يزيّن زقاقا بالنباتات والإنارة

متابعة – طريق الشعب

بادر شاب ثلاثيني من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى تزيين زقاق يقع فيه منزله وسط مدينة هيت، بالإنارة الملونة والنباتات والمظلات، وذلك على نفقته الخاصة.

يقول الشاب عبد الرحمن مجيد، أنه معاق منذ الولادة، لكن هذا لم يمنعه من تقديم شيء جميل يخدم الحي الذي يسكن فيه، موضحا في حديث صحفي، أنه “بعد أن أنهت البلدية أعمال تأهيل (حي الچري) وتزويده بالخدمات، تشجعت على تزيين زقاقنا”. ومن على كرسيه المتحرك، وبمساعدة عدد من الشباب، وزع عبد الرحمن على رصيفي الزقاق وجزرته الوسطية، سنادين بمختلف الأحجام والأشكال تضم أصنافا من الصبار والزهور. كذلك استخدم إطارات سيارات قديمة وحوّلها إلى سنادين. فيما زين الجزرة الوسطية بالإنارة والمظلات الشمسية، وكل ذلك على حسابه الخاص.  من جانبه، يقول يوسف يعقوب، وهو من سكان الحي: “أمر يوميا من هذا الزقاق، كونه قريبا من سوق المدينة، وعند مروري أشعر وكأني دخلت في حديقة”.

ويحيي يوسف في حديث صحفي، الشاب عبد الرحمن على مبادرته، داعيا الجميع إلى إطلاق مثل هذه المبادرة في أزقتهم.

 ****************************************************

«موكب عزاء تشريني»: اقتصوا من القتلة

متابعة – طريق الشعب

شقت كراديس “موكب شهداء تشرين” في مدينة الناصرية، في اليوم الثامن من محرم، طريقها بين مواكب العزاء في “شارع الحبوبي” وسط المدينة، بمشاركة العديد من أمهات شهداء الاحتجاجات، اللاتي رفعن صور أبنائهن. 

واستذكر شباب الموكب رفاقهم الضحايا، في ذي قار وبقية المحافظات. وحملوا صورا لرموز الانتفاضة والشهداء الآخرين. فيما رفعوا لافتات طالبوا فيها بالقصاص من قتلة المتظاهرين والناشطين، وأخرى عبّروا فيها عن مطالب الانتفاضة.

وفي حديث صحفي، قال سيف علي وهو أحد أعضاء الموكب، أن “موكب تشرين هو ترسيخ لمبدأ الثورة التي خرج من أجلها الإمام الحسين، ضد الظلم والطغيان”، مؤكدا أن “وجودنا اليوم للتذكير بأن حراكنا لا يزال مستمرا، ويستمد قوته من ثورة الأحرار”.

 ******************************************************************

طلال علي: الحياة لا تستحق العيش بلا موسيقى!

بغداد – طريق الشعب

الفنان طلال علي، الحاصل على الماجستير في الموسيقى، يترأس حاليا قسم الفنون الموسيقية في معهد الفنون الجميلة ببغداد، وقد بدأ مسيرته مع الغناء منذ كان في مرحلة الدراسة الابتدائية، بعد ان اكتشف معلم الموسيقى والنشيد موهبته الكامنة.

يقول طلال الذي يعرّف نفسه بأنه مطرب وملحن، أن “أستاذ الموسيقى عبد القادر الشيخلي، اكتشف موهبتي في الغناء، حينما كنت في الصف الثاني الابتدائي، ولم يتوقف عند الاكتشاف، إنما سعى إلى تطوير موهبتي عبر إشراكي في تقديم الأناشيد والأغنيات في مدرستي ومدارس أخرى”.

ويضيف في حوار قصير أجرته معه “طريق الشعب”، قوله: “في مرحلة الدراسة المتوسطة، استهوتني فكرة تعلم العزف على الآلات الموسيقية، فكانت تجربتي الأولى مع الأكورديون”، مبينا أنه “في هذه المرحلة أيضا، دخلت فضاء التلحين. إذ صرت ألحن الأناشيد المدرسية. وقد ظهرت الحاني في برامج تلفزيونية، منها برنامج (مسابقات) الذي كان يقدمه الممثل والمخرج الراحل راسم الجميلي”.

وفي العام 1983، تقدم طلال للدراسة في معهد الفنون الجميلة، فقبل فيه وكبرت مشاركاته على صعيد المعهد وخارجه. وفي المرحلة الثالثة من دراسته، اختاره الفنان وليد حبوش ليغني ألحانه في البرنامج التلفزيوني “أصوات شاب”، ومن هنا انطلق كمطرب، وقدم أغنيات اشتهرت في نهاية الثمانينيات، منها “وعيون الحب ما ناسيكم”. ثم استمر في مشواره الغنائي وقدم أيضا أغنيات حققت شهرة، كما لحن أعمالا مختلفة، منها موسيقى تصويرية لمسلسلات ومسرحيات، وأغنيات وطنية وعاطفية.

المؤسسة الفنية الحكومية مهمشة

عن المعوقات التي تواجه الفنان العراقي اليوم، يقول طلال أن ابرز تلك المعوقات هو عدم وجود شركات انتاج متخصصة، وغياب الدعم الحكومي، موضحا أن “المؤسسات الفنية الحكومية لا تستطيع دعم الفنان، لأنها أصلا مهمشة ولم تحظ بالدعم من الحكومات المتعاقبة”.

“فرقة ينابيع”

يشرف طلال حاليا، على فرقة موسيقية – غنائية تحمل اسم “ينابيع”، يدعمها الحزب الشيوعي العراقي.

ويقول عن ذلك: “قمت بتأسيس هذه الفرقة قبل شهور، بتكليف من الحزب الشيوعي، وبدعمه”، موضحا أن الفرقة تضم 35 عضوا من مختلف الفئات العمرية، وانها قدمت عرضها الأول ضمن الاحتفال المركزي الذي أقامه الحزب منصف تموز المنتهي على قاعة فندق فلسطين ميرديان، في مناسبة الذكرى 65 لثورة 14 تموز.

ويتابع قائلا أن “الفرقة سيكون لها، قريبا جدا، حفل ثان نعلن فيه عن بدايتها الحقيقية عبر أعمال مغايرة لما مطروح في الساحة الفنية”.

ويختم طلال حديثه بالقول: “الموسيقى هي كل شيء في حياتي.. فأنا أشعر بأن الحياة برمتها لا تستحق العيش من دون موسيقى.. الموسيقى موجودة فينا جميعا ونحتاجها في كل مناسبة وكل لحظة من حياتنا”.   

 ************************************************************

ليس مجرّد كلام.. لا مفرّ من ساعة الحساب

 عبدالسادة البصري

ذات يومٍ كنت أتحدث مع الدكتور مزاحم المبارك ( طبيب الشعب ) عبر الماسنجر ، حول الحظر وكورونا وما كان يعانيه الناس في حينها ، بسبب أزمة وبائية وأزمات أخرى ( اقتصادية ، سكنية ، بطالة وفقر ، وصولاً إلى أزمة الأخلاق) ، والاخيرة هي أزمة موت الضمير الإنساني بكل وجوده وأفعاله الحيوية ،  موت الضمير هو موت الوجود الإنساني الحقيقي وسيطرة نظام الغاب وشريعة القوي يأكل الضعيف الذي يموت قهرا وظلما تحت سطوته وجبروته ، ونصبح في حارة ( كلمن ايدو الو ) حسب تعبير غوّار الطوشة !!

أعود إلى حديثي الذي كان مع الدكتور مزاحم والذي تطرّقنا فيه إلى أمور كثيرة ، حيث طلب منّي الدكتور في وقتها أن أكتب راجياً الإخوة الأطباء خفض أجور الكشفية ( الفحص ) في عياداتهم الخاصة ، وكذلك اسعار التحليلات في المختبرات والعلاج في الصيدليات ،خصوصاً وهم يمثّلون قمّة البطولة بتصديهم ودفاعهم بأرواحهم ضد الوباء اللعين !!

نعم رجال الصحة العراقيون ، ومعهم القوات الأمنية بكلّ صنوفها ، وقفوا بشجاعة ليحدوا من انتشار الجائحة ، بكل ما كان متوفّرا لديهم من إمكانيات بسيطة نتيجة الهدر المالي بدون تخطيط ومن باب الفساد وموت الضمائر الذي أوصل البلد إلى الحالة المزرية تلك ، وأهدرأموالاً  تبني بلدانا وتجعلها قدوة ومنارا للآخرين في التقدم والازدهار ، لكنّهم استكثروا الخير والفرح والسعادة على شعبنا الذي عانى الويلات والحروب ، فسرقوا خيراته بكل ما أوتوا من مكر ودهاء وموت ضمير ليستوردوا التفاهات بدلاً من بناء مستشفيات حديثة مجهّزة بأحدث الأجهزة والمستلزمات الطبية ،، للأسف !!

واليوم وفي كل مرة نستذكر فيها أيام الوباء الذي سرق منا الكثير من الأعزّاء والأحبة ، علينا أن نرفع قبضاتنا بوجوه الفاسدين احتجاجاً صارخين :

لماذا سرقتم ؟! ولماذا خرّبتم ؟ّ! ولماذا أفسدتم ؟!

أهكذا تبنون بلدكم ، وتجازون هذا الشعب الطيّب الذي عانى ما عانى من جور وطغيان ولصوصية الحكّام المتجبّرين والمتفننين في السرقة والنهب؟

وهل تنتظرون من شعبكم وبلدكم بعد هذه ان يجازيانكم بغيرالحساب والعقاب؟