اخر الاخبار

انطلاقاً من الرؤية المشتركة التي دعا إليها الرئيس الصيني شي جي بينغ، من خلال مبادرة الحضارة العالمية، والتي تدعو إلى التنمية والسلام العالمي، بعيداً عن الغطرسة الاستعمارية وفرض وجهة النظر الإمبريالية كمبدأ عالمي يجب على الجميع التسليم به، ولأن هذه الرؤية جديرة بأن تتجسد في ظل المتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية، ولا شك أن الصين بثقلها الدولي قادرة على القيام بهذا الدور.

واعتماداً على أن الصداقة الحقيقية التي لا تعرف المسافات، حيث أنه من أهداف التعاون والحوار الصيني- العربي المتعددة تحقيق التنمية وإرساء السلام للجانبين وللإنسانية جمعاء؛ فإن ما تقوم به آلة الحرب العدوانية الاسرائيلية الآن، في قطاع غزة خصوصاً والأراضي الفلسطينية المحتلة عموماً، يمثل أكبر تهديد لهذه التنمية والسلام المنشودين.

منذ نكبة عام 1948 وما لحق بالشعب الفلسطيني من مآسي تتحمل مسؤوليتها الحركة الصهيونية ودولة إسرائيل التي أقامها الغرب الاستعماري وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية اللذان يدعمانها، مروراً باستكمال الاحتلال الاسرائيلي لباقي أراضي فلسطين التاريخية عام 1967، بقيت كل القرارات الدولية ذات الصلة بتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وضمان عودة لاجئيه دون تنفيذ.

ومع استمرار هذا التنكر لهذه الحقوق، استمرت إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، مسنودة بتواطؤ ودعم القوى الغربية الاستعمارية نفسها، بتكريس احتلالها وارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني؛ لذا فإن الأوضاع التي نشأت عما وقع بتاريخ 7 تشرين الأول 2023، هي نتيجة لتلك الممارسات الاسرائيلية والظلم المستمر على الشعب الفلسطيني بسبب التواطؤ الغربي مع إسرائيل، وليست سبباً له، فضلا على أن مقاومة الاحتلال والنضال من أجل الخلاص منه حق طبيعي وشرعي للشعب الفلسطيني بكل طرق الكفاح المتاحة.

لقد شاركنا نحن الأحزاب والقوى والشخصيات الموقعة على هذه المذكرة في أعمال الدورة الرابعة لمؤتمر الحوار متعدد الأطراف بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية في مدينة ينتشوان الصينية يومي 13 و 14 آب 2023، في إطار البحث والتعاون بيننا من أجل تحقيق التنمية ودفع عجلة التقدم وإرساء السلام في الصين والدول العربية والعالم أجمع، وها نحن نواجه بعقبة كأداء تقف عائقاً أمام تحقيق ما نصبو إليه وهي الاحتلال الاسرائيلي، ونحن متفقون على أن الاحتلال هو أفظع أنواع الإرهاب ومصدر لكل أشكاله وأشكال عدم الاستقرار والسلام الذي ننشده لشعوبنا ودولنا ولمنطقتنا وللعالم أجمع، بل هو تهديد له ولنا جميعا.

إن تدخلنا العملي والفوري والعاجل لوقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وحرب الإبادة والتطهير العرقي التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة الآن، يقع في صلب الأهداف المشتركة التي اجتمعنا من أجل تحقيقها في ينتشوان.

ان إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال هي عنوان الإرهاب، وليس الشعب الفلسطيني الذي يقاتل من أجل إنهاء هذا الاحتلال، وان استمرار الاحتلال الإسرائيلي هو مصدر للإرهاب، لا المقاومة الفلسطينية التي من حقها أن تستمر من أجل وضع حد نهائي له.

إن القصف الذي تشنه إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، براً وجواً وبحراً على قطاع غزة، يتواصل منذ يوم السبت الموافق 7 تشرين أول 2023، وهو مركز على منازل السكان المدنيين الفلسطينيين والأبراج السكنية والبنى التحتية الفلسطينية من مدارس وجامعات وبنوك ومؤسسات خدمية ومستشفيات وأطقم دفاع مدني وأطقم طبية وصحفيين ومسعفين. إنه يستخدم أطناناً من المتفجرات والقنابل الفسفورية المحرمة دولياً، وهو قصف عشوائي يعتمد سياسة الأرض المحروقة؛ ما أدى إلى تدمير أحياء سكنية بكاملها واستشهاد آلاف المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وتهجير آلاف آخرين، وتسبب بكارثة إنسانية وصحية حقيقية في قطاع غزة، وهي كارثة مرشحة للتفاقم أكثر بسبب الحصار الظالم والمطبق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ 16 عاماً، ولجأت لتشديده مع هذا العدوان عبر منع وصول الغذاء والدواء والوقود وقطع الماء والكهرباء كما أعلن ذلك وزيرا الحرب والطاقة الإسرائيليان.

إن ما يجري في قطاع غزة الآن هو حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي تقوم بها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بدعم أمريكي وغربي غير محدود، وصل إلى حد إرسال الولايات المتحدة الأمريكية بارجة حربية وأطناناً من الأسلحة وملايين الدولارات وقوات تحت مسمى “قوات خاصة” ما يجعلها شريكة في هذه الحرب الإسرائيلية.

إزاء ذلك، فإننا في الأحزاب والقوى والشخصيات الموقعة على هذه المذكرة، كلنا ثقة بتجاوب جمهورية الصين الشعبية الصديقة بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، من أجل ممارسة دورها، من خلال موقعها في مجلس الأمن وغيرها من المنظمات والمجموعات الدولية، وعبر كل الوسائل الدبلوماسية وشبكة العلاقات التي تملكها، من أجل العمل السريع لتحقيق ما يلي:

1- إدانة حرب الإبادة والتطهير العرقي التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

2- المطالبة بوقف فوري لهذه الحرب.

3- المطالبة بإيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة بشكل عاجل.

4- العمل على اطلاق مبادرة سياسية نحو مؤتمر دولي لمعالجة القضية الفلسطينية وفق الرؤية الصينية ذات النقاط الثلاث لحل القضية الفلسطينية وتأمين الدعم الدولي لهذه المبادرة.

إن تحقيق ذلك يعد انتصاراً لقيم الحق والحرية والعدل التي نؤمن بها، وهو أمر ملح يجب العمل لتحقيقه بشكل عاجل لوقف حرب الإبادة والتطهير العرقي التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وعند النجاح في ذلك، وهذا ما نعول عليه، يتم عقد مؤتمر دولي للسلام وفق المبادرة ذات النقاط الثلاثة التي أعلن عنها فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ.

نجدد ثقتنا بتجاوبكم، ودمتم سالمين، ودام التعاون العربي- الصيني.

 ودامت الصداقة بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية.

القوى والأحزاب الموقعة:

  • جبهة النضال الشعبي الفلسطيني – فلسطين
  • حزب الشعب الفلسطيني – فلسطين
  • الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا – فلسطين
  • الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين – فلسطين
  • حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح – فلسطين
  • حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – فلسطين
  • الحزب الشيوعي العراقي – العراق
  • حزب التقدم والاشتراكية - المغرب
  • الحزب الديمقراطي - ليبيا
  • الحزب الشيوعي السوري – سوريا
  • الحزب الشيوعي السوري الموحد – سوريا
  • حزب جبهة المستقبل – الجزائر
  • جبهة التحرير الوطني الجزائرية – الجزائر
  • حركة مشروع تونس – تونس
  • الحزب الشيوعي المصري – مصر