اخر الاخبار

رام الله ـ وكالات

 في اليوم الـ59 من الحرب على غزة، وسّعت قوات الاحتلال الاسرائيلي هجومها البري بقصف جميع أنحاء القطاع. كما جددت مطالبتها لأهالي خان يونس بالنزوح الجماعي نحو رفح أو المنطقة الساحلية بالجنوب.

 قصف عنيف

وشنت إسرائيل خلال الساعات الماضية غارات وقصفا عنيفا على أحياء عدة مكتظة بالسكان، كما قصفت بوابة مستشفى كمال عدوان مخلّفة عشرات الشهداء والمصابين.

من جانبها ردت كتائب عز الدين القسام بقصف حشود للاحتلال كما نفذت عدة كمائن للقوات الإسرائيلية الخاصة بعدة أماكن في شمال قطاع غزة وعلى رأسها الفالوجا.

من جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة بالقطاع المحاصر ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ بدايته إلى 15 ألفا و899 شهيدا، وعدد المصابين إلى 42 ألفا جروحهم متفاوتة.

وفي السياق، حذرت 3 مؤسسات حقوقية فلسطينية من تداعيات تصعيد إسرائيل “عمليات التهجير القسري (الترانسفير)” بحق سكان قطاع غزة خارجه. وأثارت المخاوف من نكبة جديدة للفلسطينيين.

 نكبة جديدة

وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومركز الميزان ومؤسسة الحق لحقوق الإنسان، في بيان مشترك، إن إسرائيل ماضية في خطتها لتهجير سكان قطاع غزة خارج حدوده في خضم الحرب التي تشنها على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تاريخ عملية “طوفان الأقصى”.

وأشار البيان إلى إصدار الجيش الإسرائيلي في الساعات الأخيرة أوامر جديدة لإجبار عشرات آلاف السكان في مناطق متفرقة من قطاع غزة على مغادرة منازلهم.

ولفت إلى نشر إسرائيل خريطة تفاعلية تقسم قطاع غزة إلى مناطق ومربعات، يحمل كل منها رقما معينا، في خطة ترمي لتهجيرهم من مربع إلى آخر عبر تحذيرهم في كل مرة.

ووفق المنظمات الثلاث فقط طالت أوامر التهجير حتى الآن أحياء المحطة، والكتيبة، وحمد، والسطر، وبني سهيلا ومعن في خان يونس التي أعلنتها منطقة “أعمال حربية” وطلبت من سكانها التوجه إلى رفح، بعد أوامر سابقة تخص مناطق خزاعة وبني سهيلا وعبسان والقرارة.

وبحسب البيان، تضم هذه التجمعات السكنية أكثر من 200 ألف من السكان المدنيين، إضافة إلى عشرات الآلاف من الذين نزحوا إلى هذه المناطق من شمال وادي غزة.

وذكرت أن “اللافت أن الخريطة التي نشرها الجيش الإسرائيلي تضمنت في جنوبها جزءًا من الأراضي المصرية حددها بلون معين وأسماها (المنطقة العازلة بين سيناء وقطاع غزة)”.

 تضليل العالم

واعتبرت هذه المؤسسات الحقوقية أن نشر الخريطة “يهدف إلى تضليل العالم وأن إسرائيل تقوم بالتحذير قبل القصف، علما بأنه في ظل انقطاع الكهرباء والإنترنت لا يستطيع المدنيون الوصول للخارطة ولا معرفة مكانهم عليها”.

ولفتت إلى “استمرار إسرائيل فعليا في شن مئات الغارات على كل قطاع غزة بما في ذلك منازل سكنية خارج تلك البلوكات المعلنة دون أي إنذار مسبق”.

كما أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر مماثلة لسكان جباليا والشجاعية والزيتون والبلدة القديمة في غزة، ونشرت أرقام المربعات المطلوب خروج السكان منها والتوجه إلى مراكز الإيواء المعروفة والمدارس في أحياء الدرج والتفاح وغرب مدينة غزة.

وبينما تشير التقديرات إلى أن قرابة 1.9 مليون فلسطيني باتوا نازحين فعليا، تواصل إسرائيل تقييد إمدادات الغذاء والماء والكهرباء والوقود والدواء إلى حد كبير.

التشكيك بمدعي المحكمة الجنائية

وسبق للمنظمات المذكورة ان شككت في نزاهة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، ورفضت لقاءه، متهمة إياه بالتعامل بشكل غير متكافئ مع اتهامات متبادلة بين إسرائيل والفلسطينيين بانتهاكات حقوقية.

وقررت المنظمات عدم التعاطي مع زيارة خان إلى فلسطين بسبب شكوك في نزاهته. وحملته مسؤولية ما يجري من تدهور في دور هذه المحكمة وتسييسها.

وقال المدير العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، عمار الدويك: “بصفتنا منظمات فلسطينية لحقوق الإنسان، قررنا ألا نجتمع معه”.

وأضاف، “أعتقد أن طريقة التعامل مع هذه الزيارة تظهر أن السيد خان لا يزاول عمله بأسلوب مستقل ومهني”.