اخر الاخبار

الخرطوم ـ وكالات

تعثرت مجددا المحادثات التي تجرى بوساطة سعودية وأمريكية بين طرفي الصراع في السودان، إذ واصل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية القتال الذي تسبب في أزمة إنسانية كبيرة في البلاد.

 تصعيد للجيش وتوغل للدعم السريع

وقوض عدم إحراز تقدم في المحادثات في مدينة جدة السعودية، آمال التوصل الى حل للصراع الذي تسبب في تشريد أكثر من 6.5 مليون شخص داخل وخارج السودان، وقوض الاقتصاد وأدى لمذابح على أساس عرقي في دارفور.

وصعد الجيش السوداني نبرته. ويقول السكان إنه كثف ضرباته الجوية في العاصمة الخرطوم، بينما توغلت قوات الدعم السريع شبه العسكرية في منطقتي دارفور وكردفان.

وقال أحمد عبد الله (51 عاما) في أم درمان المجاورة للخرطوم حيث يتقاتل الجانبان للسيطرة على قواعد عسكرية “يطلقون المدفعية بكثافة، وكثيرا ما تسقط على منازل المدنيين”.

وقالت المصادر، إن ممثلي الجانبين، الذين لم يجتمعوا وجها لوجه، ظلوا مختلفين بخصوص احتلال قوات الدعم السريع لمعظم أنحاء الخرطوم.

وذكروا أن الجيش يطالب قوات الدعم السريع بالانسحاب إلى قواعد معينة ورفض اقتراحا مقابلا من القوات بمغادرة منازل المدنيين وإقامة نقاط تفتيش في أنحاء المدينة.

 

محادثات إضافية

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إنّ الوسطاء ما زالوا مستعدين لمحادثات إضافية “لكن يتعين على الطرفين أن يظهرا قدرتهما على تنفيذ تعهداتهما”.

ويوم السبت، قال قائد الجيش السوداني الفريق الركن عبد الفتاح البرهان في كلمة للجنود: إن الحرب لن تنتهي حتى يتم تحرير كل شبر من أرض البلاد لوثه التمرد.

وأعادت قوات الدعم السريع فتح الأسواق والمستشفيات، ونشرت قوات شرطة في دارفور في تعزيز لمكاسبها في الآونة الأخيرة. وتواصل التوسع في منطقة كردفان التي تقع بين الخرطوم ودارفور، وتهاجم القرى والبلدات المحيطة بعواصم الولايات.

 

ضرورة وقف الحرب

من جانبها، أشارت جريدة “الميادين” الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني في كلمتها امس الأول الثلاثاء، الى ان جماهير تظل شعبنا تواقة لوقف الحرب، وهي تراقب حصيلة المفاوضات في منبر جدة، والتي تتواتر الأنباء حول عدم تحقيق وقف إطلاق نار جاد وحقيقي، رغم الجهد الإقليمي والدولي من أجل وقف إطلاق النار، إلا أن أطراف الصراع ظلت تعي تماماً أن مهمتها الأساسية هي الارتداد على ثورة ديسمبر المجيدة أهدافاً وشعارات، واستعادة نظامها الانقلابي الذي افضى الى الأزمة التي يعيشها الوطن.

وأكدت، أنّ القوى المضادة للثورة (بشقيها المتصارعين)، تفتقد القاعدة الجماهيرية بعد فشل وهزيمة مشروعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتؤكد على تقدم واستعداد الحركة الجماهيرية للنهوض في سبيل النضال من أجل وقف إطلاق النار واستعادة الوطن، مبينة ان القوى المضادة للثورة في طرفي الحرب تدرك تماماً أن وقف إطلاق النار يعني بداية الهزيمة لمشروعها، والذي تشكل الحرب الدائرة الآن قمة ازمته.. وقد ظل تطور الأحداث يؤكد أن الحرب تستهدف جماهير الشعب السوداني.

وأضافت انه رغم أهمية وضرورة العامل الخارجي في المنابر الإقليمية والدولية، الا أن النضال الجماهيري القاعدي يظل العامل الحاسم في وقف إطلاق النار، سوف تظل انتصارات وصمود ثورة ديسمبر المجيدة وهي تسعى الى اقتلاع نظام الإنقاذ من جذوره حافزاً للجماهير من النضال من أجل وقف إطلاق النار.

وأكدت، “نحن في الحزب الشيوعي سنظل مع جماهير شعبنا ومنظماته الديمقراطية والنقابية والاجتماعية، والكادحين عمالاً ومزارعين وهم يتصدون لوقف الحرب وهزيمة قوى الظلام وفلول نظام الإنقاذ المبادة، بالجرأة اللازمة من أجل استكمال مسيرة ثورة ديسمبر المجيدة، من أجل وقف إطلاق النار”.