اخر الاخبار

دب الخلاف مجدداً في حكومة الحرب الإسرائيلية، بعد فشلها من الوصول إلى أهدافها في الرد على هجمات السابع من تشرين الأول 2023 والقضاء على منفذي عملية «طوفان الأقصى».

فيما يستمر رفض العدوان الإسرائيلي على غزة داخلياً وخارجياً حيث تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين 21 ألف شهيد وأصيب أكثر من 55 ألف فلسطيني حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض في اجتماع مجلس الحرب نقاش المرحلة التالية من الحرب وأرجأها لموعد غير محدد». فيما أكد زعيم المعارضة يائير لبيد، أنه لا يمكن لنتنياهو البقاء في منصبه، ولا يستطيع الاستمرار.

مصالح شخصية

قال دانيال ليفي، مستشار رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود باراك، إن انتهاء الهجمات على غزة ستشهد بداية المرحلة السياسية الأكثر تعقيدا بالنسبة لبنيامين نتنياهو، متهمه بأن لديه مصالح شخصية.

وانتقد ليفي في مقابلة صحفية، الهجمات على غزة والدعم السياسي والعسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، وعبر عن شكوكه بشأن الأهداف السياسية لرئيس الوزراء في غزة.

«يقدمون صورة زائفة»

وقدم الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك تحليلا صحفياً، أوضح فيه أن عدد من استشهدوا من مقاتلي حماس أقل بكثير مما يروج له، وأن أغلب من قتلوا من الجنود والضباط الإسرائيليين سقطوا نتيجة لقنابل حماس وصواريخها المضادة للدبابات.

وأعرب عن اعتقاده بأن الجيش الإسرائيلي لا يمتلك حاليا وسيلة ناجعة وسريعة للقضاء على أعضاء حماس، ومن الواضح، وفقا لبريك، أن «المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وكبار مسؤولي الدفاع يريدون تصوير الحرب على أنها نصر عظيم وذلك قبل أن ينقشع غبار المعركة وتتضح الصورة الحقيقية».

فكرة مشوهة غير مقبولة

وتناولت صحيفة هآرتس، الحديث المتزايد بين السياسيين الإسرائيليين عن تسهيل مغادرة سكان غزة إلى بلدان أخرى، حيث يواصل المشرعون الإسرائيليون الضغط من أجل القيام بذلك تحت ستار المساعدات الإنسانية، وحذرت من أنها فكرة مشوهة وغير مقبولة.

واستغربت الصحيفة إصرار عضو الكنيست داني دانون على أن ما يقترحه من نقل السكان سيكون طوعيا، ورأت أن محاولة إظهاره فرار سكان غزة للنجاة بأرواحهم كما لو كان مغادرة «طوعية»، «مزحة سمجة».

وليس دانون من يدفع بفكرة النقل الطوعي وحده، إذ نشر عضو الكنيست رام بن باراك من حزب «يش عتيد» مقالا افتتاحيا في صحيفة وول ستريت جورنال، وهو ما يدل على أن فكرة الترحيل وجدت موطئ آذان صاغية لدى المعارضة أيضا، كما نشرت وزيرة الاستخبارات جيلا غمليئيل مقالا حولها في صحيفة «جيروزاليم بوست»، وهو ما اضطر السفارة الإسرائيلية في واشنطن إلى توضيح أن هذا لا يعكس سياسة الحكومة.

انعكاسات الحرب على إسرائيل

وركزت قنوات إعلامية إسرائيلية في نقاشاتها للحرب على ما وصفته بالوضع الكارثي الذي يعيشه الإسرائيليون، بالإضافة إلى المخاوف من فقدان إسرائيل للدعم الخارجي وخاصة الامريكي، في ظل الرفض الشعبي للمجازر التي ترتكبها ضد الفلسطينيين.

ففي جلسة نقاشية لتطورات الحرب على غزة، عبّر ليلور موشاييف، وهو صاحب مصلحة تجارية، عن الانعكاسات السيئة التي تركتها الحرب على الإسرائيليين، وقال: «أرى أن وضعنا أصبح كارثيا.. أنا لا أعلم كيف أنهي يومي لدرجة أنني أخشى من استعمال بطاقة الاعتماد لاقتناء حليب أطفال لابنتي.. إن ثلاجتي فارغة».

وأضاف أنه لم يتلق راتبه، وأنه يعرض حياته يوميا للخطر، لأن الرصاص يمر من فوقه وهو يدافع عن الجميع، كما قال.

أما ألون بنكاس، وهو قنصل إسرائيل في نيويورك سابقا، فحذر من تنامي التيار المعادي لإسرائيل في الدول الغربية على خلفية عدوانها على قطاع غزة، وردود الفعل الشعبية الرافضة للعدوان.

اللامبالاة تدعم التدمير والقتل

قالت صحيفة لوموند الفرنسية، إن «لامبالاة المسؤولين الدوليين في مواجهة المذبحة المستمرة في غزة سمحت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفرض حالة حرب دائمة وتجاهل المصير الذي ينتظر القطاع الفلسطيني بعد الصراع، ولا أدل على ذلك من الصمت العالمي الذي أعقب الهجوم المميت على مخيم للاجئين في 24 كانون الأول».

وأوضحت الصحيفة في افتتاحية لها، أنه «لم يعد أحد يناقش حجم الخسائر البشرية الناجمة عن هذه المذبحة المستمرة، وبالتالي فإن هذه اللامبالاة المذنبة، إن لم نقل الدعم الأعمى للتدمير الجاري، هي التي تساعد نتنياهو، ليعلن تكثيف القتال ويعد بأنها ستكون حربا طويلة ليست قريبة النهاية».

ويبدو للوموند أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم يعتبر أن حالة الحرب الدائمة، التي يحاول إرساءها من خلال اللعب على تعطش رأيه العام للانتقام، يمكن أن توفر له طوق النجاة، لأن استمرار العمليات يؤجل وقت الحساب.

ستستمر لأشهر عدة

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إن «الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ستستمر على الأرجح لأشهر عدة».

وأضاف هاليفي للصحفيين على الحدود مع غزة، أنه «لا توجد طرق سريعة لتفكيك حماس، مؤكدا أن «الجيش الإسرائيلي سيصل إلى قيادة حماس سواء استغرق ذلك أسابيع، أو أشهرا»، وفق تعبيره.

واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بالمزيد من القتلى في صفوف جنوده خلال العملية البرية في غزة، وقد أقر الجيش، صباح أمس، بمقتل 3 عسكريين بينهم ضابط، في المعارك الجارية شمال قطاع غزة. وفي وقت سابق أعلن الجيش مقتل 5 ضباط وجنود بينهم قائد سرية في لواء ناحال من قوات النخبة.

وبذلك يرتفع عدد القتلى الجيش الإسرائيلي إلى 170 ضابطا وجنديا، أما العدد الإجمالي فارتفع إلى 498 بين ضابط وجندي.

إبادة جماعية بأذن العالم

قال منسق فرق الطوارئ الطبية في منظمة الصحة العالمية، شون كيسي، الذي شارك في مهمة إنسانية إلى وسط غزة، إن هناك دماء في كل مكان في مستشفيات القطاع، واصفا ما شاهده بأنه «حمام دم ومذبحة»، مؤكدا بأنه لا يوجد مكان آمن في غزة.

واكد كيسي في حوار مع موقع -أخبار الأمم المتحدة- بعد زيارته لمستشفى الأقصى، «إنه حمام دم، كما قلنا من قبل، إنها مذبحة. إنه مشهد فظيع».

وفي وقت سابق، صرحت فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، بأن (الإبادة الجماعية) في قطاع غزة حاليا تحدث بإذن من العالم، كما حدث في سربرنيتسا ورواندا سابقا.

وأوضحت ألبانيز أن «الإبادة الجماعية» والمجازر التي يتعرض لها أطفال غزة ينفذها «مرتزقة» من عدة دول، من بينها فرنسا، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وأوكرانيا، وإيطاليا، وألمانيا، وجنوب أفريقيا، والهند.

وأضافت: «لكن لا يوجد أحد يشير إلى هؤلاء بصفة الإرهابيين الأجانب.

سرقة أعضاء من جثث الشهداء

اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الاحتلال الإسرائيلي بسرقة أعضاء من جثامين فلسطينيين من شمالي القطاع، ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة.

وبالتنسيق مع الأمم المتحدة، وفقا لمصدر طبي، وصلت إلى غزة في وقت سابق، الثلاثاء، جثامين نحو 80 فلسطينيا قتلهم الجيش الإسرائيلي واحتجزهم لفترة خلال عمليته البرية المتواصلة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان «بعد معاينة الجثامين، تبين أن ملامح الشهداء مُتغيرة بشكل كبير، في إشارة واضحة إلى سرقة الاحتلال أعضاء حيوية من أجساد هؤلاء الشهداء».

وأشار البيان إلى أن الاحتلال سلّم «الجثامين مجهولة الهوية، ورفض تحديد أسماء هؤلاء الشهداء، ورفض تحديد الأماكن التي سرقها منها».