اخر الاخبار

في سبيل تعزيز التعاون بين المنظمات والأفراد، الساعين السلام، والمقتنعين ان أي حرب مهما كانت طبيعتها مرفوضة وغير مبررة، ضيّفت العاصمة الإيطالية روما في 3 نيسان الجاري لقاءً للسلام، دعت إليه شخصيات سارية إيطالية، بضمنها عمدة نابولي السابق، وقياديون من الحزب الشيوعي الإيطالي (إعادة التأسيس)، وشارك فيه ممثلو الأحزاب اليسارية الأوروبية للتعبير عن موقفهم المضاد للحرب في أوكرانيا، وتصدير شحنات الأسلحة وفرض العقوبات، ومن أجل السلام، والوصول الى حل دبلوماسي للحرب المستمرة في أوكرانيا.

المشاركون

وساهم في جلسات اللقاء العديد من رموز اليسار الأوربي المعروفة منهم: إيون بيلارا، السكرتيرة العامة لحزب بوديموس ووزيرة الشؤون الاجتماعية الاسبانية، مانو بينيدا قيادي شيوعي، وعضو البرلمان الأوربي عن كتلة اليسار الاسباني، ميشيل دانييلي من حزب العمل البلجيكي، كريستيان رودريغيز من حركة فرنسا الأبية بزعامة ميلنشون، رتوغرول كوركشو، الرئيس الفخري لحزب الشعوب الديمقراطي (تركيا)، كاترينا أناستاسيو من شبكة ترانسفورم التابعة لحزب اليسار الأوربي، كلوديا هايدت من حزب اليسار الألماني، الكسندر باتوف، الجبهة الحمراء (روسيا)، بالإضافة الى ممثلي قوى اليسار الإيطالي.

تفاعل سريع

 على الرغم من تنظيم الاجتماع في غضون أيام قليلة، لكنه لاقى الكثير من الاهتمام وحضره عدد كبير، للتأكيد على الهدف الرئيس المتمثل في بناء أوروبا سلمية، لا تخضع للمصالح العسكرية لحلف شمال الأطلسي، والتعامل الإنساني المرحب بجميع اللاجئين الفارين من الحروب، والرافضين لـ “المعايير المزدوجة” الغربية المنافقة.

وتضمن جدول الأعمال جلستين؛ الأولى مخصصة لمساهمات لضيوف الأجانب، والأخرى للإيطاليين، وأدارت النقاش الصحفية اليسارية سيمونا ماغوريللي. وبسبب ظروف استثنائية، تم تقديم بعض المساهمات عبر تقنية الفيديو، كما كان الحال مع ألكسندر باتوف، العضو الشاب في الجبهة الحمراء الروسية، وهي منظمة يسارية صغيرة تشارك الحزب الشيوعي الروسي مواقفه. بعد تحليل موجز للوضع، عبّر باتوف عن قناعته بالطريقة التي يستخدم بها بوتين قضية دونباس لتحقيق أهدافه القومية. من ناحية أخرى، ندد إرتوغرول كوركشو، الرئيس الفخري لحزب الشعوب الديمقراطي في تركيا، بمعايير العالم المزدوجة عند التعامل مع النزاعات المختلفة، داعيا إلى عدم اعتبار أردوغان وسيطا للسلام. وشدد غايل دي سانتيس، من الحزب الشيوعي الفرنسي، على حاجة عالم العمل إلى التجمع ضد الحرب، بينما شدد ممثل حزب العمل البلجيكي ميشيل دانييل، على الحاجة إلى حركة أوروبية مناهضة للحرب. وقدمت كاترينا أناستاسيو من شبكة تحول الأوربية تحليلاً معمقًا لأكثر الآثار الدرامية وطويلة المدى للحرب، بما في ذلك زيادة عدد الفارين، الذين يواجهون تعاملا متباينا، على أساس تنوع جنسياتهم. وكانت هناك مداخلات أخرى عبر الفيديو من إسبانيا وفرنسا ذكّرت الجميع بالحاجة إلى الاتحاد والعمل كفريق واحد.

الجلسة الثانية

في الجلسة الثانية المخصصة للمساهمات الإيطالية، تحدثت النائبتان سيمونا سوريان اويانا ايهم من كتلة اليسار المشكلة حديثا في البرلمان الإيطالي، اللتان عكستا ما يدور في أروقة البرلمان. وكذلك قدم كل من مارتا كلوت وجوليانو جرناتو من قائمة “سلطة الشعب” اليسارية مساهماتهما، بعدها تحدث باولو فيريرو، نائب رئيس الحزب من اليسار الأوروبي وماوريتسيو أكربو، سكرتير حزب إعادة التأسيس الشيوعي. على الرغم من التباين في تناول الحدث، الا ان الجميع أكدوا ان الاجتياح الروسي لأوكرانيا غير مقبول، وان توسع الناتو شرقا وتصاعد سباق التسلح يؤديان إلى تأجيج الصراع ويشكلان خطرا جديا على السلام واستمرار الحياة. وهناك حاجة الى حركة سلام واسعة ومؤثرة، لا تصطف مع أحد طرفي النزاع الصراع. وشدد عمدة مدينة نابولي السابق لويجي دي ماجيستريس على ان أوربا لشعوبها وليس للقوى الإمبريالية. وان هناك حاجة ملحة لبناء جبهة تعددية ولكن موحدة، من شأنها أن تتخذ إجراءات ضد الحرب وضد الضرر الذي تلحقه بالشعوب الأوكرانية والروسية والأوروبية. وان الشعوب هي أول من يدفع ثمن الزيادة في أسعار الطاقة والسلع الأساسية، ليس أقلها الرواتب التي فقدت قوتها الشرائية.

لقد عزز الاجتماع الحاجة إلى التوحد، والخروج من سوء الفهم السابق، وجعل السلام أولوية. وان السلام معرض أيضا لخطر كارثة نووية محتملة. والأمل الحقيقي الوحيد يكمن في الآلاف الذين ملأوا الساحات هذا الشهر أو الذين عبروا عن التضامن، عبر الترحيب باللاجئين والعمل باستمرار على تحقيق الهدف. هؤلاء النساء والرجال هم الذين سيكونون قادرين على بناء مستقبل أفضل.

عرض مقالات: