اخر الاخبار

أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، أخيرا، مرسوما برفع حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد لتهيئة المناخ لحوار وطني من أجل إنهاء الأزمة السياسية الراهنة، وفق بيان صادر عن إعلام مجلس السيادة. ويأتي هذا بعد أن أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان لها، إن متظاهرا قتل “إثر إصابته برصاص حي في مواكب منطقة الكلاكلة” جنوب الخرطوم، مشيرة إلى أنه بذلك يرتفع عدد ضحايا قمع التظاهرات إلى 97 قتيلا منذ بدء الاحتجاجات التي تخرج بانتظام ضد العسكر، ويستمر مسلسل القتل للمحتجين السلميين.

رفع حالة الطوارئ

وقال مجلس السيادة الانتقالي الذي استولى على الحكم في السودان، أن عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس “يهيئ المناخ لإجراء حوار مثمر وهادف يحقق الاستقرار للفترة الانتقالية”، على حد تعبيره.

وذكر المجلس في بيان له، ان “هذا المرسوم جاء بعدما أوصى مجلس الدفاع والأمن في وقت سابق من يوم الأحد الماضي عقب اجتماع ترأسه البرهان برفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح جميع المعتقلين وتهيئة المناخ الملائم للحوار والتوافق الوطني”.

ونقل البيان عن الناطق باسم المجلس، وزير الدفاع ياسين إبراهيم قوله إن “التوصيات التي تم رفعها إلى رئيس مجلس السيادة، وهو نفسه البرهان، تشمل كذلك إطلاق سراح جميع المعتقلين بموجب قانون الطوارئ بما لا يتعارض مع القوانين التي تتعلق بقضايا أمن الدولة أو القانون الجنائي”.

تظاهرات مستمرة

في غضون ذلك، فرّقت قوات الأمن السودانية بقنابل الغاز المسيل للدموع مظاهرة في حي بُرِي وسط العاصمة الخرطوم. وخلال المظاهرة ردد المحتجون شعارات تطالب بالحكم المدني وإبعاد العسكريين عن السلطة وتقديم المتورطين في مقتل المتظاهرين للعدالة والقصاص منهم.

وذكر بيان للجنة الأطباء السودانية المركزية أن متظاهرَين قتلا في منطقة الكلاكلة جنوب العاصمة. وفي السياق ذاته قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان فولكر بيرتس في تغريدة بحسابه الرسمي على تويتر: “حان الوقت لوقف العنف، حان الوقت لإنهاء حالة الطوارئ”.

وتواصلت التظاهرات الحاشدة في مناطق عدة للمطالبة بإعادة الحكم المدني وإبعاد العسكريين عن السلطة، فيما لم تكفها وعود السلطة برفع حالة الطوارئ والاجراءات التي تم القيام بها.

وبحسب لجنة أطباء السودان المركزية فإن “متظاهرا قتل إثر إصابته برصاص حي في مواكب منطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم، فضلا عن اصابة آخرين، حيث يرتفع بذلك عدد ضحايا قمع المظاهرات إلى 97 قتيلا منذ بدء الاحتجاجات التي تخرج بانتظام ضد العسكر”.

وأظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قوات الأمن السودانية وهي تتصدى للمظاهرات في المدينة باستخدام قنابل الغاز المدمع.

كلمة للشيوعيين

وفي الذكرى الثالثة لمجزرة فض الاعتصام، كتبت جريدة الميدان التي يصدرها الحزب الشيوعي السوداني، افتتاحية عن هذه الحادثة المريعة.

وأوضحت الافتتاحية التي تلقتها “طريق الشعب”، أن “جماهير شعبنا في لجان المقاومة ومنظماتها الجماهيرية تخوض صراعها اليومي من أجل هزيمة المجرمين الذين ارتكبوا تلك الجريمة الشنعاء. تلك المجزرة التي ارتكبت ضد الثوار من أبناء وبنات شعبنا وهم يذودون عن شعارات وأهداف ثورتهم المجيدة. والتي عبروا عنها سلميا وهم يتصدون لقضايا الوطن يقدمون أرواحهم فداء. كانوا من مختلف بقاع السودان، مختلف السمات والألوان واللهجات والثقافات يعبّرون فرحين عن آمالهم وطموحاتهم في وطن خير وجميل”.

وأضافت الصحيفة أن “قوى انقلاب الحادي عشر من أبريل 2019 ظلت تتحين الفرص وتسعى علنا من أجل القضاء الكامل وتصفية ثورة ديسمبر المجيدة. إن القتل والاغتصاب والحرق والرمي في النيل عبرت عن حجم الحقد الذي تكنه هذه القوى المجرمة لجماهير شعبنا، وعن مدى يأسهم وإحباطهم جراء عمق وجذرية ثورة ديسمبر المجيدة. كما عكست أن إرادة شعبنا برزت بقوة في مواكب 30 يونيو 2019 الهادرة وهي تعيد للشعب سطوته على المتآمرين، بعد أن أعلن رئيس المجلس العسكري بعد المجزرة مباشرة قرارهم بتصفية ثورة ديسمبر المجيدة”.

وتابعت الصحيفة “نحن في الحزب الشيوعي إذ نحيي هذه الذكرى فإن الواقع الماثل يؤكد أن الثورة ما زالت جذوتها متقدة، وظلت تقدم الشهيد تلو الشهيد في إصرار على مواجهة قوى الردة وحلفائهم الساعين إلى وأد الثورة وإهالة التراب على ذكرى اعتصام القيادة العامة. ندعو جماهير شعبنا في هذه الذكرى الى تنظيم تظاهراتها ومواكبها، ونطالب بالمحاكمات العادلة لهذه الجرائم التي لن تسقط بالتقادم”.