اخر الاخبار

بالتوازي مع قمة دول الأمريكيتين الرسمية، التي بدأت أعمالها في لوس أنجلوس يوم الاثنين الفائت، وحرمان كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا، من المشاركة في أعمالها، نظمت منظمات مختلفة من الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان أمريكا اللاتينية “قمة الشعوب” البديلة في المكان نفسه، وبدأت أعمالها أمس الاربعاء. وفقًا للمنظمين، تم تسجيل أكثر من 1000 مشارك يمثلون أكثر من 200 مجموعة حتى الآن. وأوضح مانولو دي لوس سانتوس من منظمة “منتدى الشعوب” الامريكية للحقوق المدنية، والتي ساهمت في التحضير للقمة البديلة، في تصريح له للجريدة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي غرانما، أنه يتوقع مشاركة الكثيرة في التظاهرة التي ستنظم مساء غد الجمعة.

وقالت ستيفاني ويذربي بريتو من الحركة التقدمية “قمة الشعب”، والمشاركة أيضًا في تنظيم القمة البديلة: „نريد أن نلفت الانتباه إلى القضايا التي تهم الشعب والنضال في هذا البلد”. وطالبت بعدم تدخل واشنطن في الشؤون الداخلية والعلاقات بين البلدان الأخرى وأن على حكومة الولايات المتحدة “بدلا من ذلك أن تهتم بأوجه القصور والاحتياجات والمظالم في بلدها”. وفي الوقت نفسه، أكدت على التضامن مع جميع نضالات شعوب أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. وشددت ويذربي بريتو على، نحن “ندين العقوبات المفروضة على كوبا وفنزويلا والبلدان التقدمية الأخرى في المنطقة”.

إجراءات عدائية

وأفادت وسائل إعلام كوبية أن السلطات الأمريكية منعت أكثر من 20 من ممثلي المجتمع المدني الكوبي من دخول الولايات المتحدة الامريكية والمشاركة في أحداث القمة البديلة. ومن بين المرفوضين علماء وصحفيون وفنانون ونقابيون وناشطات في مجال حقوق المرأة وشخصيات اجتماعية.

وكانت السلطات الأمريكية، قد حظرت مظاهرة يوم غد الجمعة، التي أطلق عليها اسم “مسيرة ضد قمة الإقصاء”، لكن تمت الموافقة عليها بعد ذلك بشروط بعد الاحتجاجات على قرار الحظر والمفاوضات مع حكومة الولاية. وقال مانولو دي لوس سانتوس إن أحداث الأيام المقبلة تدور حول “الخروج من سياسة الإقصاء والحظر وتحقيق تماسك اجتماعي أكبر بين الحركات الشعبية والنقابات والشعوب التي تناضل في قارتنا”. وفي سياق مواجهة القمة الامريكية تسعى “قمة عمال الأمريكيتين”، التي ستعقد اعتبارا من   الجمعة وتستمر إلى الأحد في تيخوانا المكسيكية، إلى أهداف مماثلة.

اليمين المتطرف يهاجم

في الولايات المتحدة، خيمت على استعدادات الحركات الديمقراطية تبعات هجوم شنه اليمينيون الذين اقتحموا، تحت حماية قوات الشرطة المحلية، مقر منظمة منتدى الشعب في نيويورك. وأوضح مانولو دي لوس سانتوس أن أكثر من عشرة ضباط من إدارة شرطة نيويورك راقبوا الهجوم دون تدخل و “منعونا من طرد المتطرفين اليمينيين من المبنى”. وقالت المنظمة في بيان صحفي: “في الآونة الأخيرة، كثف تحالف رجعي مناهض للشيوعية هجماته علينا”. وعلق مانولو دي لوس سانتوس على أن حقد هؤلاء موجه ضد كل ما يمثله المنتدى، “وبالتحديد الأفكار الاشتراكية والعمل مع الجماعات المحلية ودعم نضالات العمال”، مضيفًا: ان “هذا النوع من الهجمات هو ظاهرة على اليسار التعامل معها في جميع أنحاء العالم “.

رفض المشاركة

وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، قد أبدى اعجابه بشجاعة ووضوح الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، لقراره عدم حضور قمة الأميركيتين. وكان الرئيس المكسيكي أعلن أنّه لن يحضر القمة “لأنه لم تُدعَ إليها كل دول أميركا”، مؤكّداً إيمانه بـ “ضرورة تغيير سياسة الإقصاء التي فُرضت منذ قرون”. ووصف مادورو قرار واشنطن بعدم دعوته شخصياً أو دعوة زعيمي كوبا ونيكاراغوا بأنّه “عمل من أعمال التمييز”، معتبراً أنّ الحكومة الأميركية تكفلت بفشل القمّة.

ويثير غياب الرئيس المكسيكي تساؤلات عن أهميّة مناقشات القمّة التي تركز على كبح الهجرة عند الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، الذي له أولوية بالنسبة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، ويمكن أن يمثل إحراجاً دبلوماسياً للولايات المتحدة.