اخر الاخبار

بالتأكيد ان نيوتن شاهد مئات المرات الاجسام وهي تتساقط على الارض، بالتالي ليس لأول مرة يشاهد تفاحة تسقط من غصنها لتتلقفها الارض، بعد الدراسة والتمحيص والتدقيق اكتشف نيوتن قانون (الجاذبية الأرضية) ووضع نظريته المعروفة واصبحت قانونا استند عليه العلماء واستفادت البشرية منه وصار نهجاً علمياً لا يتجاوزه البشر.

بالتأكيد ان سقوط الحكومات لها قوانين تحكمها ايضا، ولذلك علماء الاجتماع والسياسية اكتشفوا قانون (الجاذبية الوطنية)، ومثلما لقانون الجاذبية الأرضية سرعة سقوط الجسم تتناسب تناسب طرديا مع حجم الكتلة فأن سرعة سقوط الحكومات تتناسب تناسباً طردياً مع حجم فشلها بإدارة البلد بمجمل جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

الفرق بين الجاذبية الأرضية والجاذبية الوطنية واضح، الاولى لا يمكن التلاعب بها او ترقيعها لأنها ثابتة وخارجة عن ارادة البشر بينما الثانية يمكن التلاعب بها عن طريق الاعلام (التضليل) والمال (شراء الذمم) والسلاح (ترهيب الشعب)، الأولى ثابتة بينما الثانية متغيرة وتعتمد بالدرجة الاساس على مقدار الوعي والتجهيل المجتمعي، اذن هو صراع مجتمعي يحصل في كل زمان ومكان.

لذلك علينا ان نتساءل ما مقدار الوعي في مجتمعنا وما حجم التجهيل المتعمد فيه وماهي البيئة التي يجري فيها الصراع وما قوة  الجذب والاستقطاب الوطني، وبما ان الشعب قد بدأ يسترد ذاكرته الوطنية فان استرداد الذاكرة تدريجيا  تتماها مع ما يحدث اليوم ، اي اننا لا يمكن تحقيق كل ما نريده الآن  بدفعة واحدة بسبب عدم وجود فرز طبقي واضح وما يحدث اليوم هو صراع اجتماعي يمهد لصراع طبقي، ولكن يمكن تحقيق ما نريده تدريجياً عندما يتعافى الشعب من امراضه التي أصيب بها منذ اكثر من نصف قرن، هذه ليست اول مرة نراقب سقوط حكومة بل شاهدنا قبلها الكثير ولكن علينا وضع قانون بل قوانين  لإدارة البلد  يحدد فيه العقد الاجتماعي الذي يتلاءم مع تطلعات شعبنا بالحياة الحرة الكريمة التي تتحقق فيه العدالة    .

البعض يطالب بتدخل جراحي، ولكننا نقول ان العلاج ممكن عندما نعمل على تقوية المناعة الوطنية، صحيح هي بطيئة، ولكنها ناجعة.

عرض مقالات: