لا أحد يعرف الى اين ذاهبون وما هو مستقبل الشباب في بلد متخم بالبرامج والوعود، ومن اين سياتي المنقذ الجريء الذي بإمكانه تخطي قوة السلاح والمليشيات وضعف القانون ليقول كلمته الفصل في الوقوف بقوة امام جبروت المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت وتعدد مصادر القرار في مفاصل الدولة وانهاء سيادة رؤساء الكتل والاحزاب على تلك القرارات وهيمنة الاحزاب والعوائل والعشائر على الوزارات ودوائر الدولة.
بلد غريب عجيب لا حسابات ختامية لميزانيات ضخمة اهدرت اموالها وتضخمت بها جيوب الفاسدين امام عيون ما يسمى اللجان المالية وهيئة النزاهة والرقابة المزعومة كونها مسؤولة عن تلك الاموال.!
الناس تتأمل صراع الحيتان، والإطار يريد مالا يريده الاخرون وابناء الغربية في صراع على ازاحة وتبديل المناصب لا يهم الجميع هموم ومعاناة الناس. والاقليم يصرخ خيانة الساسة المتسلطون.
يجهلون عن عمد معاناة الناس والفقراء منهم ومن لا قوت له لمعيشة عائلته اليومي، انهم يتصارعون من اجل مصالحهم ورفع سقفها والوقت يمضي.!
متى يغادر الشعب الـ (سوف) في برامج السادة رؤساء الوزراء ومتى نرى تلك (السوف) واقعا متحققا يخدم شعبا أنهك بوعود وامال وردية؟ ما ذنب الشباب المتخرج من جامعات حكومية واهلية أنهكت عوائلهم بإقساط الدراسة بل ان أكثر العوائل لا تزال تعاني من المديونية التي اقترضوها ليكمل ابناؤهم الدراسة واغلبهم عوائل لموظفي دولة ومتقاعدين وكسبة.!
هل يعرف الساسة المهيمنون ان قاعدة البيانات الرسمية تشير الى ان نسبة البطالة تجاوزت العشرين في المائة ان لم نقل أكثر وان نسبة تفشي المخدرات تتزايد بل وصلت الى الشباب في مراحل الدراسة المتوسطة والثانوية والاخطر من كل ذلك بين الطالبات.!
من اين سياتي المنقذ؟
كان لانتفاضة تشرين صدى واسع وامل كبير في التغير والاصلاح لكنهم اتفقوا على قتلها باستخدام أبشع الطرق والوسائل حين قاموا بدس مرتزقتهم بين المنتفضين ومراقبة الناشطين منهم وخطفهم وتصفيتهم واستخدموا اسلحة محرمة في معالجة التظاهرات فكان للغازات السامة والاسلحة الحية دورها في قتل واستشهاد الكثير من الثائرين من اجل “استعادة الوطن”. كل ذلك جرى والمنظمات العالمية والانسانية والامم المتحدة تراقب ذلك دون ان تفعل شيا يذكر سوى الادانة الخجولة في مواقفهم.!
ان مسببات وعوامل انتفاضة تشرين رغم تراجع وخفوت شرارتها لازالت فاعلة بل تتجاوز في بعضها المطالب السابقة ومنها ما جاء في برنامج السيد رئيس الوزراء من تعديل رواتب الموظفين والمتقاعدين والرعاية الاجتماعية واحتواء البطالة واغناء البطاقة التموينية بمواد جديدة دون ان يلمس الشعب اي خطوة بهذا الاتجاه ومدى جدية الحكومة في تنفيذ وعودها وكذلك معالجة ملف الكهرباء السيء الصيت والأكثر فسادا والصيف على الابواب.
ان خطوات الحكومة في اعادة مسار علاقاتها الخارجية وتوطيد اللحمة بين محيطها العربي والاقليمي والدولي يجب ان لا يثنيها عن عزمها في العمل بجد لتلبية احتياجات شعبها وهي كثيرة جدا، بل هي الاولى من كل تلك العلاقات وتنقية الاجواء الخارجية رغم اهميتها.
الشعب يعاني ويان تحت وطأة الفقر التي تتصاعد يوما بعد اخر نتيجة الصراع السياسي العقيم والاضواء معتمة في افق لا يبشر بالنور.
المتنفذون مطالبون بوضع مصلحة الشعب امام اعينهم فهو صاحب الحق الاول والاخير في اموال البلد وثرواته المسروقة في وضح النهار، كفى وللصبر حدود وحين تنتفض الشعوب لا قوة تجبرها على العودة الا بتحقيق مطالبها المشروعة التي ثارت من اجلها وهي بذلك ستضحي بالغالي والنفيس من اجل استعادة كرامتها وثرواتها التي يتحكم بها الفاسدون المتحاصصون الطفيليون!