اخر الاخبار

حققت النسخة العاشرة من مهرجان “أنا عراقي.. أنا أقرأ”، التي نظمت عصر السبت الماضي على حدائق أبو نؤاس قرب تمثالي شهريار وشهرزاد، مثل كل عام، نجاحا باهرا باستقطابها أعدادا كبيرة من الزائرين، من المثقفين والأدباء والناشطين والإعلاميين وهواة المطالعة من بغداد ومختلف المحافظات.

المهرجان الذي تقيمه سنويا “مؤسسة أنا عراقي.. أنا أقرأ”، وهي مؤسسة ثقافية مستقلة وغير ربحية، معنية بالثقافة والتربية والتعليم، شاركت فيه منظمات ثقافية ومدنية عديدة، إضافة إلى شخصيات ثقافية وفنية وإعلامية.

وبدت مظاهر التضامن مع أبناء الشعب الفلسطيني الذين يواجهون اليوم قصفا وحشيا في قطاع غزة على يد الكيان الصهيوني، جلية في النسخة الأخيرة للمهرجان. إذ كانت الشعارات المساندة لفلسطين وشعبها حاضرة. كما برزت الأغنيات الوطنية في الفعاليات الغنائية التي قُدمت.   وعلى مائدتين طويلتين نصبتا وسط الحدائق، عرض القائمون على المهرجان 40 ألف كتاب بمختلف الاختصاصات، وزعت مجانا على الزائرين.

وعلى مدى الشهور الماضيةِ، بذل القائمون على المهرجان جهودا كبيرة في جمع تبرعات الكتب من المكتبات ودور النشر والمؤسسات والروابط الثقافية والأشخاص. وقد استطاعوا جمع 40 ألف كتاب.

وحسب ما أفاد به القائمون على المهرجان لـ “طريق الشعب”، فإن عدد الكتب التي وزعت هذه النسخة، تجاوز ما تم توزيعه في النسخ السابقة، وأن العناوين كانت هذا العام نوعية. 

وشهد المهرجان فعاليات ثقافية وفنية منوعة، منها معارض للرسم والفوتوغراف وقراءات شعرية وفقرات موسيقية وغنائية وخطابية، فضلا عن فعاليات خاصة بالأطفال، وفقرة مسابقات فكرية. 

وفي جانب من الحديقة، وقّع عدد من الشعراء والكتّاب إصداراتهم الجديدة ووزعوها على الزائرين، وذلك ضمن زاوية أطلق عليها “زاوية توقيع الكتب”. وهم كل من الشعراء عبد الزهرة زكي وأحمد عبد الحسين وزين حسين والروائي خضير فليح الزيدي والباحث د. سعد سلوم والكاتبة والإعلامية جمانة ممتاز والإعلامي د. سعدون محسن ضمد.

ودأب الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق منذ النسختين الماضيتين للمهرجان، على الاحتفاء بأديب مبدع من الراحلين ليكون ايقونة المهرجان، وذلك من خلال طباعة أحد نتاجاته الأدبية وتوزيعه على الزائرين. ففي النسخة قبل الماضية طبع الاتحاد ديوان الشاعر والإعلامي الراحل إبراهيم الخياط، وفي النسخة الماضية قام بطباعة ديوان للشاعر الكبير الراحل مظفر النوّاب، أما في نسخة هذا العام فقد طبع ديوان “لو أنبأني العرّاف” للشاعرة الراحلة لميعة عباس عمارة، بواقع ألفي نسخة وزعها جميعها على الزائرين. هذا بالإضافة إلى 3 آلاف مطبوع من منشوراته، تبرّع بها للمهرجان.  

وبذلت القوات الأمنية جهودا واضحة في السهر على حماية المهرجان طيلة فترة إقامته، منذ الثالثة عصرا حتى التاسعة مساء.

يشار إلى أن المهرجان انطلق أول مرة عام 2013 بمبادرة من شخصيات ثقافية ومدنية، وذلك سعيا لترسيخ علاقة الأجيال الجديدة مع الكتاب. وقد انتقلت أصداء المهرجان إلى بقية المحافظات، ما حفزّ الكثيرين من الشباب المدنيين في تلك المحافظات، على إقامة نسخ مماثلة.