اخر الاخبار

ضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، الأسبوع الماضي، د. نادية هناوي في جلسة حوارية عنوانها “المفكر إدوارد سعيد والقضية الفلسطينية”، حضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي ورئيس تحرير “طريق الشعب” الرفيق مفيد الجزائري، وجمع من المثقفين والمهتمين في الشأنين الفكري والسياسي.

الجلسة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، أدارتها الشاعرة علياء المالكي، واستهلتها بتقديم السيرتين الذاتية والأكاديمية للضيفة، مبينة أن د. نادية كاتبة وناقدة أدبيّة صدر لها عددٌ من الكتب والمؤلفات في مجالات عديدة.

وفي معرض حديثها، قدمت د. هناوي نبذة عن المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، وعن مواقفه الفكرية وتنبؤاته بخصوص القضية الفلسطينية، مبينة أن “ادوارد أصدر مؤلفات عديدة وقدم محاضرات كثيرة دافع فيها عن القضية الفلسطينية في ظروف كان يصعب فيها على الآخرين الدفاع عن الشعب الفلسطيني. كما انه وقف ضد معاهدة كامب ديفيد واتفاق أوسلو”.

وقالت أن “إدوارد سعيد ولد عام 1935 في القدس، وسافر عام 1947 مع أسرته إلى القاهرة، ثم توجه وهو في السابعة عشر إلى الولايات المتحدة ليتابع تحصيله العلمي. فتخرَّج في جامعة برينستون، ثم حصل على الدكتوراه في الأدب المقارن في جامعة هارفارد، وفي عام 1963 بدأ التدريس في جامعة كولومبيا في نيويورك”.

وتوقفت الضيفة عند بعض مؤلفات سعيد التي أثارت جدلا، ومنها “مسألة فلسطين”، “ما بعد السماء الأخيرة: حياة الفلسطينيين”، “سياسة التجريد”، “كفاح شعب فلسطين لتقرير المصير”، “السلام والسخط عليه: مقالات عن فلسطين وعملية السلام في الشرق الأوسط”، “نهاية عملية السلام: أوسلو وما بعدها” و”تأمُّلات من المنفى”.

وأشارت د. هناوي إلى ان “ما قدمه إدوارد سعيد من أجل القضية الفلسطينية، هو دفاع عن الذَّات والهُوية”، مبينة أن “ادوارد لفت في مؤلفاته إلى صعوبة الفصل ما بين المجموعتين السكانيَّتين الفلسطينية والإسرائيلية، باعتبارهما متداخلتين، رغم الهوَّة الكبيرة بينهما. وهو الذي أشار مبكرا إلى التناقض بين عقيدة إسرائيل الانعزالية على الصعيدين الديني والإثني من جهة، ومتطلَّبات الديمقراطية الحقيقية من الجهة الثانية”.

وأوضحت أن “ادوارد قسّم المجتمع الرأسمالي إلى مجتمع مدني، ومجتمع سياسي تمثله الحكومة ومؤسساتها، وهو موجه تماما لخدمة مصالح إسرائيل. بينما رأى ان المجتمع المدني له تأثير على المجتمع السياسي ويمكن كسبه لصالح الشعب الفلسطيني”.

وتابعت قولها أن “إدوارد درس تاريخ فلسطين. حيث تعتبر القضية الفلسطينية الشغل الشاغل له. فهو تابع الموقف من القضية الفلسطينية في المجتمع المدني الامريكي وليس في المجتمع السياسي”. فيما تطرقت إلى مواقف سعيد السياسية وتعامله مع القيادات الفلسطينية التى رأى أنها “فرَّطت في فلسطين”، مبينة أن “ادوارد ساهم بذكاء في صياغة عميقة وتأسيس نظري متماسك للقضية الفلسطينية بنظرة علمانية على نحو إنساني”. وأشارت د. هناوي إلى انه “بعد هزيمة حزيران 1967، بذل ادوارد جهدا في عرض قضية فلسطين في الولايات المتحدة، وخاض مواجهات عدَّة مع القيادة الفلسطينية، وأصبح عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1977، وأصدر أبرز كتبه (الاستشراق) عام 1978، والذي تُرجم إلى 26 لغة، وبدأ ينتقد أسلوب منظمة التحرير والدول العربية في التعامل مع القضية الفلسطينية”. وتابعت قائلة أنه “في عام 1991 استقال ادوارد من المجلس الوطني الفلسطيني بسبب معارضته الصلح مع إسرائيل. وهذا الموقف دفع إثره ثمنا غاليا حتى أسموه الصهاينة (أستاذ الإرهاب)”.

وربطت الضيفة أفكار إدوارد بما يحصل اليوم في غزة “فهي تنبؤاته التي حذر منها في مواقفه وأفكاره السديدة”.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات حول موضوعها.

وفي الختام، سلم الرفيق رائد فهمي د. نادية هناوي، شهادة تقدير باسم المنتدى.

عرض مقالات: