اخر الاخبار

ضمن فعاليات أسبوعه الأدبي، شهد الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الأحد الماضي، جلستين تراثيتين، أثارتا تفاعلا كبيرا من حاضريهما، أدباء ومثقفين ومهتمين في الشأن التراثي، من بغداد ومحافظات أخرى. 

وحملت الجلسة الأولى، التي احتضنتها قاعة الجواهري، عنوان «حكايات تراثية بغدادية»، وقد تحدث فيها الباحث في تاريخ «القصخون» ياسر العبيدي، وأدارها الشاعر عدنان الفضلي.

العبيدي، وبعد أن قدم الفضلي سيرتيه الذاتية والإبداعية، نوّه إلى أن غياب مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون في الماضي، كان سببا رئيسا لشيوع الحكايات الشعبية وانتشارها في بغداد والمحافظات، مبينا أن لهذه الحكايات أثرا بالغا عند العائلة العراقية، وانها كانت تنتشر غالبا في المقاهي «إذ يستمع الناس إلى القصخون وهو يروي لهم حكايات عن أبي زيد الهلالي وعنترة بن شداد، بطريقة مشوقة تستقطب المئات من المستمعين».

وألقى العبيدي الضوء على العديد من الحكايات البغدادية الشهيرة، والعادات والتقاليد، والطقوس، مثل فوانيس رمضان وزينته، فضلا عن بعض اهتمامات البغداديين، مثل تربية الحمام «إذ لم يكن يخلو بيت بغدادي من أبراج الطيور».

من نبض الموسيقى

أما الجلسة الأخرى، وهي أيضا نظمت على قاعة الجواهري، فقد حملت عنوان «حكايات تراثية من نبض الموسيقى»، قدمها الفنان الموسيقي ستار الناصر.

وفي معرض حديثه، تطرق الناصر إلى رحلة الموسيقي الموصلي زرياب إلى الاندلس إبان العصر العباسي، مبينا أن زرياب كان معلما كبيرا في الموسيقى، وقت كانت بغداد منارة للعلم والحضارة، تشع ازدهارا وإبداعا وفنا.

ثم تحدث عن قارئ المقام العراقي الرائد محمد القبانجي، وعن طريقته الخاصة المميزة في أداء المقامات المتعارف عليها، الأمر الذي كان يساعده في تجديد تلك المقامات بشيء من الثقة والحذر، ومن ذلك تمكنه من شق مقام جديد حمل عنوان «مقام اللامي»، والذي لا يزال يؤديه مطربو المقام حتى اليوم. وأشار إلى أن الأخوين صالح وداود الكويتي، التحقا بالقبانجي وعملا معه، ولحنا له من بين ما لحنا، أغنية «كلبك صخر جلمود»، التي أعجبت بها وقتها المطربة أم كلثوم.

بعدها تحدث الناصر عن الملحن رياض السنباطي، وعن أهم ألحانه الوجدانية والدينية التي لا تزال تتجدد بتجدد الحياة والذائقة.

هذا وعزف الناصر على عوده، نماذج من الأغنيات التراثية الشهيرة.