اخر الاخبار

مع حلول الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، أقام الأنصار الشيوعيون في بغداد احتفالية خاصة امس السبت، في قاعة بيتنا الثقافي في ساحة الأندلس وسط بغداد.

وتناوب على تقديم الفقرات كل من الشاعر علي حنون العقابي والشاعرة آمنة عبد العزيز، حيث رحبوا بالحضور بكلمات دافئة، وخصوصًا الرفاق في قيادة الحزب.

بعد ذلك، دُعي الحضور لوقفة صمت تكريمًا لأرواح شهداء الحزب. ثم ألقى الرفيق الدكتور عودت الحمداني (أبو تضامن)، كلمة فرع الرابطة في بغداد، حيث استذكر تأسيس الحزب وأشاد بذكراه، قائلاً: “يسعدنا حضوركم معنا، فهو قمة سرورنا، ويشرفني أن أهنئكم باسم رفاقكم الأنصار الشيوعيين بالذكرى التسعين لتأسيس حزب الطبقة العاملة والفلاحين والفقراء والمثقفين الوطنيين. لقد مثلت ولادة حزبنا الشيوعي قبل تسعين عامًا منعطفًا كبيرًا في تاريخ الحركة الوطنية والديمقراطية في العراق. ومنذ تأسيسه بقيادة الرفيق الخالد فهد، ركز الحزب على المهام الوطنية المتمثلة في التحرر الوطني وإقامة النظام الديمقراطي والدفاع عن حقوق الشعب في الحرية والعدالة الاجتماعية”.

كما تطرق إلى نضال الحزب في مجال الكفاح المسلح، قائلاً: “خاض حزبنا في مسيرته النضالية التي بلغت تسعين عامًا كافة أشكال النضال، بما في ذلك الكفاح المسلح للإطاحة بالدكتاتورية الدموية. ولتحقيق هذا الهدف، انطلقت الحركة الأنصارية الشيوعية المسلحة، التي لم تكن مجرد ذراع عسكري للحزب، بل عززت مكانته، وأصبحت قاعدة لحماية الشيوعيين ومنظماتهم الحزبية وقواعدهم من بطش السلطة الفاشية. وشكلت قاعدة أساسية لانطلاق الشيوعيين وأصدقائهم إلى عمق المحافظات العراقية لإعادة بناء المنظمات الحزبية والديمقراطية. وقد قدمت الحركة في كفاحها المسلح مئات الشهداء من الرفاق والرفيقات، وكانت بحق تجربة رائدة بمشاركة المرأة الشيوعية في الكفاح المسلح”.

وبعد الكلمة، قرأت الشاعرة آمنة عبد العزيز بعض قصائدها، ثم ألقى الرفيق أبو حيدر قصيدة لكاظم اسماعيل الكاطع، التي تحكي مواجهة ورسالة أم لابنها السجين. وقدم الفنان أبو حيدر أيضًا العديد من الأغاني العراقية، منها أغنية “يردلي يردلي، سمره قتلتيني”.

خلال الاحتفال، تناوب الرفاق - رائد فهمي، حسان عاكف، علي مهدي، مفيد الجزائري - على تكريم مجموعة من الأنصار، وهم: ضياء جاسم مجيد، هادي حسون جبر، راشد مجيد خصير، موسى حسن مرزة، جراح صكر حطاب، كريم شامخ، علي رسول، صباح ناجي، سلام إبراهيم، جمعة هاشم زاير، حسين حاتم، زهرون خماس، عبد الرزاق كاطع، عبد نجيب بهنام عبد الأحد، عبد الرزاق عبد الرضا، وهادي حسون جبر (أبو حسن).

قدم النصير أبو شمس عدة أغاني أنصارية، وتغنى بعدن، ومنها أغنية “يا جبال كردستان يا محبوبة”.

وقرأت الشاعرة فراقد ياسين بعض قصائدها، وأضفى الفنان ستار الناصر جوًا من البهجة بأدائه لأجمل الأغاني التراثية والعراقية الأصيلة. وقرأ الشاعر سامي عبد المنعم العديد من قصائده، منها “تسعين نجمة الفهد” التي يقول في مطلعها: “تسعين نجمة غفت، ونجومك العالية، شعلة وعلكها فهد، طول الزمن ضاوية”.

وقرأ قصيدة حلبجة وقصيدة تكريمًا للفقيد المناضل جواد عبد الكريم (أبو نبأ). وكرّم الرفيق مفيد الجزائري الخبير الاقتصادي باسم أنطوان، الذي كان من المساهمين في الكفاح المسلح خلال الستينات، وتحدث عن استجابته لنداء الدفاع عن الوطن والحزب في عام 1963 بعد الانقلاب الفاشي على ثورة تموز وانضمامه إلى صفوف الأنصار.

وفي الحفل، تم تكريم المساهمين في إحيائه، حيث قدم الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، شهادات التقدير للشاعرة فراقد ياسين، والفنان باسم البصري (أبو شمس)، والفنان ستار الناصر، والشاعر الشعبي سامي عبد المنعم، والشاعر الشعبي علي حنون العقابي، والشاعرة آمنة عبد العزيز.

وفي الختام، ألقى الرفيق رائد فهمي كلمة مرتجلة، حيث عبر عن شكره للأنصار على هذه المبادرة الاحتفالية، مؤكدًا أن مرحلة النضال الأنصاري لا تقتصر على الاستذكار فحسب، بل نستلهم منها دروسًا في الشجاعة والعطاء والتضحيات الجسام، والتفاني والولاء للحزب، والتحدي للديكتاتورية على الرغم من تفاوت القوى.

وشدد على أن الحزب لا يتردد في اتباع أي وسيلة نضالية تقتضيها الظروف.

واكد على ضرورة الاهتمام بالشباب، وجدد التحيات للأنصار الأبطال ومجدا للشهداء.

*********************************************************************************************

في بريطانيا.. الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم يحتفلون بعيد الحزب

عبد جعفر

أحيا الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم في بريطانيا، السبت الماضي، الذكرى الـ90 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، في احتفال أداره الرفيق علي رفيق، وافتتحه بالنشيد الأممي. حيث غنى الجميع بصوت واحد ملامسين وجع الذين يهبون حياتهم في سبيل الوطن والشعب.

وتميز  الاحتفال بتنوع فقراته. إذ تضمن أغنيات ثورية من تراث الحزب، وأفلاما وثائقية، وكلمات في المناسبة من منظمات مجتمع مدني ورفاق ممثلي أحزاب شيوعية عربية وأجنبية. فيما زُينت قاعة الاحتفال بصورتين كبيرتين للشهيدين فهد وسلام عادل.

وفي معرض كلمته، أكد سكرتير منظمة الحزب في بريطانيا الرفيق شوكت الأسدي، ان “الحزب الشيوعي العراقي منذ ظهوره وهو يجمع في سياساته ومواقفه بين الوطني والطبقي. لقد بقي الحزب رغم أهوال الاستبداد والتضحيات الجسام، حيّا، متجددا، ومتحديا، ومضيئا للدروب من أجل الوطن الحر والشعب السعيد”.

وأضاف قائلا أنّ “تجربة السنوات السابقة لم تزكِ المنهج المتبع حاليا في إدارة الدولة وبنائها. وظهر جليا عجز المتنفذين عن تقديمِ حلولٍ للأزمة البنيوية التي تعصف تداعياتُها ببلدِنا وشعبنا، لذا وضعتْ موضوعة التغيير الشامل على جدول العمل، وتحقيقه يتطلب إقامة تحالف واسع، سياسي وشعبي، من التيار الديمقراطي، والقوى المدنية والديمقراطية، ومن الوطنيين، ومختلف الفاعليات السياسية والاجتماعية، لفرض إرادة الشعب في التغيير والسير على طريق بناء الدولة المدنية والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية”.

 وتابع الرفيق الأسدي قوله: “لا بد ان نجددُّ موقفَنا الثابت والواضح في دعم نضال الشعب الفلسطيني، ونطالبُ بوقف العدوان الصهيوني ومجازره الوحشية وحرب الإبادة الجماعية القذرة فورا، وتمكين الشعب الفلسطيني البطل من إقامة دولته الوطنية ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس. ونطالب الحكومةَ العراقية، ومختلفَ فئات شعبنا وقواه السياسية بالمزيد من الدعم والإسناد، المتعدد الأشكال، لصمود هذا الشعب الباسل ونضاله المفعم بالتضحيات الجسام”.

بعدها توالت كلمات الضيوف، وكانت أولها كلمة التيار الديمقراطي، ألقاها الأستاذ طالب العواد، ثم كلمة رابطة المرأة العراقية قدمتها السيدة نضال صبري، وكلمة رابطة الأنصار الشيوعيين في بريطانيا ألقاها الرفيق هاشم حسين، وكلمة المقهى الثقافي في لندن قرأها الاستاذ فيصل عبد الله، فضلا عن كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني القتها السيدة بيمان بكر أحمد، وكلمة المؤتمر العام للآشوريين القاها الاستاذ بهام زيا، وكلمة الحزب الشيوعي السوداني قدمها الرفيق محمد المهدي عبد الوهاب، ليلقي بعده الرفيق نادر عواد كلمة الحزب الشيوعي اللبناني، ويتبعه الرفيق نافيد شومالي ممثل حزب توده الإيراني بكلمة، وكلمة أخرى ألقاها جورجي عن الحزب الشيوعي الأسباني.

وبينت الكلمات الدور المشرف والفعال لنضال الشيوعيين العراقيين عبر تسعة عقود من التضحيات وتحمل كافة اشكال التعذيب والمنافي من أجل تحقيق أهداف الشعب في وطن حر وشعب سعيد، و”يكفي هذا الحزب انه صاحب القول المأثور: الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من اعواد المشانق” - كما ذكر ممثل الحزب الشيوعي اللبناني، والذي اعتبر هذا القول شعارا للأحزاب الشيوعية وقدوة يقتدى بها.

كذلك أكدت الكلمات الوثائق الوشيجة مع الحزب الشيوعي العراقي والنضال المشترك من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وأشارت إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني الباسل ونضاله البطولي ضد القوى الامبريالية والصهيونية وجرائمها المستمرة ضده.

وفي سياق الاحتفال عُرض فيلم وثائقي (أبيض وأسود) عن نضال الحزب، من إخراج الرفيق علي رفيق، والذي أخذ الجمهور في رحلة من تأسيس الحزب وصولا إلى أحداث 8 شباط 1963 المأساوية. كما عُرض فيلم آخر يتضمن لقاءات مع شخصيات شيوعية وعامة تحدثت عن دور الحزب وتأثير صحافته. فيما ألقت السيدة فوزية العلوجي قصيدة “قالوا شيوعيون” للشاعر الراحل خلدون جاويد، جاء فيها:

 قالوا شيوعيون قلت استبشروا 

هم الثبات على المواجع أجدر

وهم النخيل بكل درب سعفه       

نضر ونسغ جذوعه يتجذر

قالوا الرماد هم، فقلت بعزمهم  

من كل محرقة يرفرف طائر

عرض مقالات: