اخر الاخبار

طموحات أصدقائي الشباب متنوّعة، وأحلامهم تصلح أن تكون مسلسلاً درامياً – كوميدياً – وثائقياً، لا يخلو من التشويق والتقلّبات السريعة. كان حسين يحلم أن يصبح طبيباً، لكن امتحانات السادس الإعدادي كشفت له أنه أقرب إلى "فنّي ستلايت" منه إلى "جرّاح قلب". أما سارة، التي حلمت منذ الصغر بأن تكون صحفية مشهورة، فأقنعها الواقع الإعلامي في بلدي، بأنها تصلح لدور "إنفلونسر" متخصصة في الدعاية لشاورما المطاعم الشعبية، لأن الأفواه – في العراق – أهم من العيون والآذان!

سجّاد ارتضى بتحجيم حلمه ليضعه في مقهى صغير يبيع الكابتشينو، حتى وإن كان إعداد هذا المشروب الساخن صعباً عليه! ولعلّ أكثر ما بقي يحزنني هو غصّة عمانوئيل، وهو ينعى حلمه بالهجرة والعمل في مزرعة أناناس!

وهكذا، يمكنني رصد طموحات الشباب العراقي في زوايا المقاهي، وعلى أرصفة الجامعات، وفي ساحات التواصل الاجتماعي؛ طموحات كدوّامة لا تهدأ، حتى وهي تصطدم بواقع مرير وتواجه تحدّيات أكبر. طموحات مرنة، تتبدّل بحسب الموسم، وسعر صرف الدولار، وأحياناً... مزاج المسؤول! ومع ذلك، لا تزال هناك طاقة، وإبداع، وخفّة دم، ترى في كل حلم – مهما كان غريباً – واقعاً قريباً، أو على الأقل... مادة للضحك!

في النهاية، ما بين الأحلام الوردية والواقع الرمادي، يظلّ الشاب العراقي مثل "راوتر الكفيل": يشتغل تحت الضغط... بس لا تفصله!

عرض مقالات: