اخر الاخبار

اقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الاثنين الماضي، جلسة تأبين للأديب والمناضل الراحل جاسم المطير، الذي توفي نهاية الشهر الماضي في محل إقامته بهولندا، بعد معاناة طويلة مع المرض.

الجلسة التي احتضنتها “قاعة نازك الملائكة” في جمعية الثقافة للجميع بالكرّادة، حضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي ورئيس تحرير “طريق الشعب” الرفيق مفيد الجزائري، إلى جانب جمع من الأدباء والمثقفين. 

ادار الجلسة الاديب مهدي الشعلان، وافتتحها بالقول انها تنعقد “لاستعادة تجربة الكاتب الكبير جاسم المطير، ابن البصرة الذي دخل معترك النضال الوطني وهو في سن الـ14”.

وأشار إلى أن الفقيد كان قد أصدر كتابا عنوان “نقرة السلمان”، دوّن فيه يومياته عندما كان معتقلا في هذا السجن عام 1967.

وتابع قوله أن الفقيد اعتقل أيضا في سجن الحلة، وكان من بين المخططين الأربعة للهروب من هذا السجن عبر نفق، مشيرا إلى أن المطير كان أيضا من أوائل الموقعين على تأسيس نقابة الصحفيين العراقيين واتحاد الأدباء العراقيين.

الأمين العام لاتحاد الأدباء الشاعر عمر السراي، تحدث في الجلسة عن الفقيد، وقال ان موقعه في اتحاد الأدباء “كبير ومتميز، وأنه كان يتواصل باستمرار مع الاتحاد عبر إصداراته وسؤاله عن الجميع”.

وتحدث في الجلسة أيضا عن الراحل، الرفيق مفيد الجزائري الذي تناول مسيرته السياسية الوطنية والإعلامية الثقافية، التي بدأت في وقت مبكر من شبابه، والتي  قادته الى الانخراط في النضال الوطني، ومن ثم الى سجون االانظمة الرجعية الحاكمة، مثلما تحول خلالها الى كاتب صحفي معروف ومن بعد الى اديب كتب ونشر الكثير من القصص القصيرة والروايات. واعتبر ان جاسم المطير الذي رحل في المنفى عن 88 عاما هو شخصية نضالية وثقافية متميزة في حياتنا العراقية المعاصرة. 

د. علاء الحطاب، من شبكة الإعلام العراقي، تحدث من جانبه عن لقاء سابق له بالمطير. وقال أن “ما لمسته هو ان الرجل صاحب مبدأ”، مضيفا أن “المطير الذي بدأ حياته السياسية وهو في الـ 14 من العمر، أراد أن يثبت لهذا الجيل ان هناك من ضحى وقاتل من اجل المبدأ. فرحل ولم يثبت في سجلات الدولة العراقية انه سجين سياسي”، متابعا قوله: “لقد عملت في العديد من البرامج السياسية والتقيت بمختلف الشخصيات والتوجهات، وادركت تميز اليساريين وزهدهم بالمادة”.

وكانت للناقد فاضل ثامر، رفيق المطير في “نقرة السلمان”، كلمة ألقى فيها الضوء على كتابات رفيقه ونشاطه السياسي.

وقال أن “المطير كان اخا وصديقا ورفيقا في النضال، وبرز في تلك الفترة عبر كتاباته الصحفية، وعملنا معا في القسم الثقافي في الصحف. فكان مثالا للصحفي المهني والمحترم لمهنته.. كان نشطا في نقرة السلمان، ومسؤولا عن صحيفة نصدرها في السجن”، مؤكدا أن “المطير من الشخصيات الفعالة التي حولت السجن الى مركز ثقافي”.

رئيس اتحاد الأدباء الناقد علي الفواز، كانت له أيضا مداخلة في الجلسة، أشار فيها إلى أن “المطير متعدد الكتابات كرجل اقتصاد وكاتب محترف، وهو من أخطر القراء. هذا القارئ الذي يكون بمستوى الفاعل النقدي كتب في المجال الاقتصادي والرواية والإعلام”.

هذا واستمع الحاضرون إلى كلمة مسجلة عن الفقيد، أرسلتها إلى الجلسة ابنته د. تمارا.