اخر الاخبار

مرّت عقود وعقود والشيوعيون لا يزالون يسمون بشموخهم وبسالتهم؛ فالتاريخ حينما ينصف لا بد ان يعطي لكل ذي حق حقه، ومفخرة الشيوعيين تكمن في رسالتهم التاريخية ووطنيتهم العالية، والتي ما عاد يضاهيهم فيها احد، وفي حينها كانوا يتفاخرون بانهم سيقدمون أعز ما يملكه الإنسان من اجل هذا الوطن والشعب لسفر الشهداء، الذي لم يتوقف عند حد.

ومن هؤلاء الشيوعيين الأبطال الرفيق الشهيد بادي نايف حسين .. هذا الشيوعي المناضل الذي اختتم مسيرته النضالية في صفوف حزبنا المناضل باعتلاء اعواد المشانق هو وابنه الشهيد دايخ بادي نايف مع كوكبة لامعة من شهداء الحزب ضمن قائمة تضم (167) رفيقة ورفيق من كوادر ورموز الحزب ضمن حملات الارهاب والاعتقالات الجماعية التعسفية التي قام بها ازلام النظام البعثي الفاشي عامي 1979-1980 مستهدفين من وراء ذلك التصفيات الجسدية والسياسية للحزب الشيوعي العراقي وركائزه التنظيمية في بغداد وبقية المدن العراقية.

وارتأيت أن اصف لحظة اعتقال الشهيدين بادي نايف (والدي) وابنه الشهيد دايخ بادي نايف اللذين كانا يسكنان منطقة بغداد الجديدة/ المشتل، وكان بيتهما مؤجرا حديثا، بعد ان انتقلا من مدينة الحرية بعد كشفهما من قبل ازلام الامن إبان الهجمة الشرسة على الحزب في نهاية السبعينات من القرن الماضي، وكان البيت عبارة عن ملاذ ومأوى لعدد من الرفاق المطاردين، ومنهم الشهيدان كاظم علي محمد ونعيم عليوي جاسم، ورفيقة اخرى لم يراودني اسمها، ومعها طفلها الرضيع ذو السبعة اشهر، وكان قد وضعها زوجها مع نساء عائلة الشهيد بادي نايف حيث كان هو الاخر مطاردا. 

وقد داهم الامن الدار يوم 23/5/1980 واقتيد الشهداء الخمسة المذكورة اسماؤهم في اعلاه الى دهاليز وأقبية مديرية الامن وقد نجوت انا لكوني كنت في حينها خارج الدار، ولم نتسلم جثثهم، ولم نعرف اماكن قبورهم فقط وثيقة صادرة من مديرية الامن العامة تحتوي على اسماء (167) شهيدة وشهيدا تم اعدامهم شنقا حتى الموت لانتمائهم الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي. وهذه الوثيقة حصل عليها حزبنا بعد سقوط النظام الدكتاتوري مباشرة، وتم نشرها في حينها في جريدة “طريق الشعب”، حيث علمنا من خلالها عن مصيرهم، وقد ضمت بين سطورها كوكتيل رائعا خالدا من اطياف الشعب من عرب واكراد ومسيح وصابئة وتركمان، تجلت باسمائهم كشدة الورد بالوان الطيف العراقي، وهكذا هو الحزب الشيوعي العراقي خالدا بخلود شهدائه، بدون قبور كالجنود المجهولين.

الخزي والعار لكل القتلة.. الخزي والعار لمهندسي صناعة الموت.. الخزي والعار لكل جلادي البشرية.

المجد والخلود لكل من مجد الحياة ويبني الأوطان.

كل المجد لمن ضحى بحياته في سبيل سعادة شعبه

مجدا للشهيدين بادي نايف حسين ودايخ بادي نايف ولكل شهداء الوطن والحزب

عرض مقالات: