اخر الاخبار

ضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، صباح السبت الماضي، سكرتيرة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل، التي تحدثت عن “دور المرأة في السياسة”.

الجلسة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، حضرها جمع من المثقفين والناشطين والمهتمين في القضايا السياسية والاجتماعية، من كلا الجنسين، فيما أدارتها السيدة إخلاص حميد، واستهلتها معرفة بالسيرة الذاتية للضيفة، وتحصيلها الأكاديمي ونشاطها السياسي.

السيدة شميران، وفي معرض حديثها، ألقت الضوء على العمل السياسي للمرأة وتعقيداته، خصوصا في البلدان النامية. وتناولت “نظام الكوتا” الذي فسح المجال للمرأة للوصول إلى مواقع التشريع وصناعة القرار، في البرلمان ومؤسسات الدولة المختلفة.

ثم تحدثت عن وضع المرأة في العراق، وعن الحركة النسوية فيه ومراحلها، مبينة أن المرأة العراقية كانت لها مساهمات عديدة في ميدان السياسة، وخاضت تجارب نضالية كبيرة منذ العهد الملكي “ففي تلك الفترة تأسست أحزاب وجمعيات عديدة، منها (نادي النهضة النسائية) عام 1923، و(جمعية المرأة العراقية المناهضة للفاشية والنازية) عام 1945، وغيرهما من الجمعيات والصحف التي ساعدت في نشر الوعي بين النساء، حتى بدأ صوتهن يعلو للمطالبة بحقوقهن”.

وتابعت قائلة أن “قضية المرأة ارتبطت بقضية النضال الوطني. إذ كان للنساء دور مميز في وثبة كانون 1948 ضد (معاهدة بورتسموث) الاستعمارية، وفي انتفاضة 1952 للمطالبة بالحريات وتحسين الأوضاع الاقتصادية وإلغاء الاقطاع”، مشيرة إلى أن نضال المرأة هذا توّج بتأسيس رابطة المرأة العراقية، التي ساهمت في إسناد ثورة 14 تموز 1958 بالمسيرات والتظاهرات.

وتحدثت السيدة شميران عن د. نزيهة الدليمي، التي تبوأت منصب وزيرة في حكومة ثورة تموز، ومثلت خطوة متقدمة في مساهمة المرأة سياسيا كأول امرأة في العراق والشرق الأوسط تتبوأ مثل هذا المنصب، مبينة أن د. الدليمي ساهمت في إصدار قانون الأحوال الشخصية العراقي رقم 188 لسنة 1959، الذي يحوي جوانب ايجابية عدة تصب في صالح المرأة. ثم تطرقت إلى واقع المرأة العراقية في فترة السبعينيات، وقت منع النظام الدكتاتوري المنظمات الجماهيرية الديمقراطية من العمل، وطارد واعتقل واعدم العديد من الناشطات والمناضلات، موضحة ان هذا الحال استمر لتأتي بعدها فترة الحروب والحصار ويُهمش دور المرأة السياسي بشكل واضح.

وعرّجت الضيفة أيضا على مساهمة المرأة الشيوعية في حركة الأنصار، وكيف انها ضربت مثالا راقيا للنضال السياسي.

وعن الفترة بعد 2003، ذكرت المتحدثة أن حركة نسوية جديدة انطلقت إثر توفر الظروف المناسبة والاتفاقات والقرارات الدولية في شأن حقوق المرأة “فتم تثبيت حق المرأة في المشاركة السياسية عبر نظام الكوتا”، مستدركة “لكن لا يمكن مناقشة مساهمة المرأة سياسيا بمعزل عن الظروف الاجتماعية والسياسية التي يمر بها البلد. فهناك مخاطر وتحديات وتهديدات، وحتى النساء البرلمانيات تعرضن للضغوط السياسية من قبل الكتل المتنفذة. ورغم ذلك فإن المرأة العراقية أثبتت جدارتها في مواجهة تلك التحديات. كما ضربت مثالا واضحا عبر مساهمتها في انتفاضة تشرين”.

وتطرقت السيدة شميران إلى العوامل التي تعيق مشاركة المرأة في العمل السياسي، منها الوضع السياسي العام، والجوانب الاقتصادية، والظروف الاجتماعية، وغياب الوعي والثقافة.

وفي مختتم حديثها، أشارت الضيفة إلى التحديات التي تواجهها المرأة العراقية اليوم، مشددة على أهمية أن تعمل الجمعيات والمنظمات النسوية معا للنضال في سبيل إلغاء كل صور التمييز ضد المرأة.

كما شددت على ضرورة أن تدعم الحكومة مسألة المساواة بين الجنسين، لتحقيق التوازن الاجتماعي والارتقاء بوعي المرأة اجتماعيا وسياسيا وثقافيا.

وفي الختام، قدم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق د. علي مهدي، شهادة تقدير باسم المنتدى إلى السيدة شميران مروكل، فيما قدم لها عضو المكتب السياسي الرفيق حسين النجار، باقة ورد.

عرض مقالات: