اخر الاخبار

ضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، الأحد الماضي، كاتب السيناريو علي صبري، ليتحدث عن سيناريو مسلسله “قطار الموت”، الذي يجسد أحداثا ملحمية لشيوعيين ووطنيين عراقيين، أرادت لهم قوى الظلام عام 1963 الموت بطريقة بشعة داخل قطار.

الجلسة التي التأمت على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، حضرها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم. فيما أدارها رئيس تحرير “طريق الشعب” الرفيق مفيد الجزائري، واستهلها مقدما نبذة عن سيرة الضيف وأهم أعماله الفنية.

وقال أن “لصبري سيناريوهات كثيرة جدا قدمت في المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة. وهو من مواليد البصرة ولديه تحصيل دراسي بتخصص الكهرباء، لكن اهتمامه المبكر بالأدب والفن دفعه للبدء بالكتابة والتفرغ لها منذ عام 1986 ولغاية الآن”، مضيفا أن للكاتب أعمالا درامية مهمة، منها الأجزاء الثلاثة لمسلسل “مناوي باشا”.

مسلسل ملحمي تم تجاهله!

ولفت الجزائري إلى أن صبري كان قد تواصل معه عام 2015، وأبلغه عن فكرته في كتابة مسلسل “قطار الموت”، واستعداده للتعاون مع الحزب في ذلك، مشيرا إلى أنه “منذ تلك اللحظة بدأت مسيرة لم تنته لغاية الآن، بحثا عن جهة تموّل العمل من أجل إنتاجه وإظهاره للجمهور”.

وأوضح أن “هذا العمل الدرامي يكشف تفاصيل ما جرى مع 500 شيوعي ووطني، وضعوا في قطار من أجل قتلهم جميعا بطريقة بشعة”، منوها إلى أن “المسلسل يتناول قصة القطار بكل تفاصيلها، مع الخوض في قصص جانبية أخرى مهمة، لكن للأسف لم تستجب كل الجهات التي طرقنا أبوابها، والعمل لم ير النور لغاية الآن رغم أهميته التاريخية والفنية، وتأكيد الجهات التي تمت مفاتحتها، جودته وقيمته العالية”.

ورأى الجزائري أن “تجاهل العمل بهذه الطريقة أمر يعكس نظرة اقصائية تجاه الشيوعيين العراقيين”.

فكرة العمل وتفاصيله

من جانبه، قال الكاتب صبري أن عمله يتألف من 31 ساعة تلفزيونية تضمها 1800 صفحة تسرد هذه الواقعة الملحمية الشهيرة، مبينا أن العمل، وبعد أن تجاهلته جهات الإنتاج، اقتطع منه لحظة الحدث داخل القطار، وحوّلها إلى كتاب جرت طباعته بمبادرة من نقيب الفنانين العراقيين.

وأشار إلى أن فكرة العمل راودته عند كتابته الأجزاء الثلاثة لمسلسل “مناوي باشا”، والتي استعرض في كل واحد منها محطة من تاريخ العراق السياسي الحديث، من عام 1931 إلى عام 1959، مبينا أنه فكر في كتابة عمل جديد يبدأ من لحظة قراءة البيان رقم 1 في انقلاب 8 شباط عام 1963، مرورا بالتظاهرات والمقاومة والاعتقالات وسجن قصر النهاية وقطار الموت.

أما عن شروعه بكتابة العمل، فقال أنه بدأ عقب لقائه عام 2014 بأحد أبطال القطار في البصرة، لافتا إلى أن ما دفعه للكتابة عن هذه الفترة تحديدا، هو لأنها مغيبة عن الكتابة الدرامية العراقية “وهذا أمر غريب جدا”!

واضاف قائلا أنه “بعد جمع المصادر والقراءة عن هذه الفترة والشروع بكتابة السيناريو، لم يلقَ أي تجاوب من الجهات المنتجة، وكانت هناك مماطلات عديدة. فتبين لاحقا أن عنوان العمل يثير حساسية البعض، الذين لم تحركهم انسانيتهم للنظر الى قصة 500 عراقي عاشوا لحظة القطار المرعبة”.

ورأى الضيف أن “هذه القصة لو كانت في غير دولة، لتحولت الى عمل ملحمي بطولي. فهنالك قصص أصغر حجما أصبحت أعمالا كبيرة، فما بالك بقصة القطار والمئات الذين داخله؟!”، مؤكدا أن “هذا الحدث هو جزء من تاريخ العراق المعاصر، ولا يمكن ان يمحى او يطمر، ولا بد من التعامل معه انسانيا”.

وبعد مداخلات واستفسارات حول السيناريو طرحها عدد من الحاضرين، قدم الرفيق مفيد الجزائري شهادة تقدير باسم المنتدى إلى الكاتب علي صبري.