اخر الاخبار

النأي زوجتي

لشدّة ما مشيتُ،

صار الشارعُ يمشي فيَّ،

فتماهينا حدّ التحجّر،

لشدّةِ ما نأيتُ

أصبح النأيُ زوجتي

والنجومُ ضيوفي،

والغيومُ البدينةُ

نزيلةَ المنزل،

لشدّةِ ما اكتويتُ

نحلتُ،

صرتُ قريباً

من التلاشي،

وقبل أنْ أختفي

تعطّل شيءٌ ما،

فعشتُ

لأرى

وأتحدّثُ عمّا رأيت .

تخمين

يتراءى لي

أنَّ النساءَ

كنَّ في الأصلِ كويكبات،

وحين نزلنَ الى الأرض،

أضأنَ البعدَ الخامسَ للحياة .

بريد الجبل

وصَلَ الآن

بريدُ الجبل،

والحصيلةُ سلّةُ مناقير،

قمّة صغيرة،

روائحُ نسرين...

وصل الآنَ

بريدُ البحار،

والحصيلةُ حزمةٌ من محاراتٍ،

شَدَّةٌ من الصّدف،

وشالٌ نسجته الرمال...

وصل الآنَ

بريدُ النجومِ

والحصيلةُ مذنّباتٌ طازجة،

حفنةٌ من شُهبٍ ذهبية

وأغنياتٌ من كواكبَ أُخرى...

وصل الآنَ

بريدُ النساءِ،

والحصيلةُ صرّةٌ مملوءةٌ بالقبلاتِ،

شموعٌ من عسلٍ،

وتمتماتُ نبيذٍ

وعليها ختمٌ أزرقُ

من الدهر .

تمدُّد

القلقُ يتمدَّدُ

يغدو غيمةً،

تخلخلُ كياني

رذاذها

يُشبه البلوى،

والبلوى عادةً

تكونُ زرقاءَ،

حيث الصيحة تُغري،

بينما الحريرُ

يمرحُ بالقرب منّي،

كلُّ خيطٍ فيهِ

يهدِّدُ

لم أسعَ الى التدنّي،

كنتُ مرتفعاً دائماً،

قرب نغمةٍ تحلّقُ

في الأجواء،

حتى الصدى

حين يراني،

يصبحُ مساعداً،

حاملاً حقائبي،

غالباً

أتمايلُ في الرِّيحِ،

وأسقطُ في أولِ همسة.

الأبواب تبتسم

حين أمرُّ

امامَ منزلكِ،

أرمي غيمةً في الحديقة،

نجمةً للنافذة،

وقبلةً للجدار المُحاذي لمروري،

حين أمرُّ

من أمامِ منزلكِ

تبتسمُ الأبوابُ

والسّورُ ينخفضُ قليلاً،

أرى السّتائرَ تمرحُ في الهواءِ

وخيوطها تتراقصُ

تحت أشعّة الشمسِ،

الزهورُ ترشقني بالرذاذِ،

والعطرُ يصفعُ وجهي بقوّةٍ

كأني غريمٌ،

مصباحُ الشارعِ في الليلِ

يؤكّدني لها،

يُفصِحُ عن باطني

ويترجمُ خطواتي السوداءَ

الى لغة بيضاء،

يتنازلُ الأفقُ

عن عليائه ليحضنَ سطحها،

ينسى بعض النجومِ هناكَ،

واحدةً كانت من نصيبي .

أتلعثم بالعطر

حين تأتينَ

أنفصلُ عن الوردةِ،

أتقدَّمُ إليكِ،

وأنا أتلعثمُ بالعطرِ،

كيف يكون التماثلُ

كيف يكون الطباقُ،

يضطربُ الوصلُ

والشوقُ يهتزُّ ما بيننا،

وقد يقطعه الشذى،

فداكِ الغواية

فداكِ المرايا

والنفحةُ المستتبَّةُ

خلف الندى

فداكِ التغنّي الرديفُ

والأريجُ اللصيقُ

وهذي الرِّعشةُ

في الشوقِ المدبَّبِ

وهو ينزلقُ

ما بيننا،

لكي يجرحَ الواقعَ

ويخِزَ الهواء .

توتر

الزجاجُ لا يجرحُ

كونه شفّافاً،

بل الدمعةُ

تجرحُ

وتُدمي،

وفوق كلِّ هذا

الهاجسُ لا ينام،

إنما يبقى قلقاً

يتمشى في الغرفةِ

حتى طلوع الصباح

عرض مقالات: