اخر الاخبار

في تلك القرية الكردية النائية والمجهولة في كل الخرائط والتي تسمى (كويلان) وفي سبعينات القرن الماضي ، يوم لم اكن اعرف كلمة كردية واحدة ، ولا يعرف سكان (كويلان) الكرد ، كلمة عربية واحدة ؛ وفي مقهى شعبي هناك يتجمع اهل القرية لمشاهدة البرامج التلفزيونية بالابيض والأسود .

في ذلك المكان والزمان تعرفت لأول مرة على الفنان الراحل كوكب حمزة ، ذلك الملحن الكوكبي الذي ينتمي الى جذور كردية ويقرأ ويفكر ويكتب ويلحن بلغة عربية .

اذن .. في قرية (كويلان) تمكن كوكب حمزة ان يقربني الى الكرد .. قرب هذا المعلم العربي الذي كان يتحدث العربية لوحده.

اخذ سعدون جابر يغني (يا طيور الطايرة ) بلحن كوكب حمزة وكلمات زهير الدجيلي .

في هذه القرية بكيتُ طيورَ وآلام وغربةَ كوكب حمزة .. والبكاء صحبة الفن عافية ، كما يعني ان الفنان قد تمكن من المتلقي واثر فيه وترك بصماته عليه وهذا ما كان مع تلك الطيور التي كانت تحمل رسائل عذبة من روح هذا الكوكب المضئ .

وعندما جاء خبر رحيل هذا الكوكب في بلاد الغربة (الدنمارك) كانت طيور هذا الكوكب تملأ روح العراقيين عذوبة حزينة .

هنا حل الكوكب حمزة في الزمان والمكان فيما كان جسده يتجول في بلدان كثيرة بعد ان كانت السلطة تلاحقه بوصفه عراقيا مبدعا حاملا الحانه : يا نجمة ، ابنادم ، وين يلمحبوب ، تانيني ، يا صاحبي ، الگنطرة ... وسواها من الالحان .. ولأنه فنان اصيل لم يكتف بمنجزاته الفنية وانما التحق بالانصار الشيوعيين مقاتلا ضد السلطة الدكتاتورية عن طريق جبال كردستان .. كان مناضلا ملتصقا بفكره التقدمي وانتمائه الماركسي .

كان الكوكب حمزة على مدى عمره المديد (1944ـ 2024 ) متفردا في حياته والحانه ، كان راسخ المبادئ ، حاملا معه كل جذور الوطن اين ما حل.

عرض مقالات: