اخر الاخبار

الشاعر الذي رحل عنا مبكرا مستاٌنساً بجراحاته وفيض مشاعره ، انه الشاعر المتجدد ،،رحيم الغالبي،، طاقة ادبيه سائره في نهج الحداثة الشعرية الشعبية. عاصرته ايام دراسته الجامعية في بداية السبعينيات من القرن الماضي والذي حصل منها على شهادة جامعية البكالوريوس في اللغة الروسية التي من خلالها استطاع ترجمة العديد من القصائد الروسية الى العربية وبالعكس. كان اكثر  لقاءاتي معه في مقهى الزهاوي ،ملتقى الشعراء الرواد وغيرهم .وهو من امتداد جيل شعري معافى كتب القصيدة الشعبية بدراية ومعرفة واتقان .والشاعر ضمن مجموعة شعرية اخرى مبدعة مابعد اصحاب التجارب الهامة والمعروفة انذاك من امثال ،شاكر السماوي ،عزيز السماوي علي الشباني ،كريم محمد، يعرب الزبيدي، حامد العبيدي، كاظم اسماعيل الكاطع، عريان سيد خلف، زهير الدجيلي، ناظم السماوي، كاظم الركابي وغيرهم الذين صدحت حناجرهم في سماء الابداع الشعري. والشاعر من الجيل الثاني  حيث جايل ولازم مجموعة من الشعراء امثال الشاعر ، ريسان الخزعلي ، كامل الركابي، ابووليد ، رياض النعماني ، جمعه الحلفي ، عبدالساده العلي  واخرون.. اتجهت قصائد الشاعر رحيم الغالبي ،المنحدر من قضاء الشطرة الناصرية المعروفة بطاقاتها الابداعية والثقافية المتنوعة وشعراءها . اتجه بالافصاح المليئ بالجوانب الفنية الغارقة بالمنحى الشعري الفكري والجمالي الحداثوي و بتكثيف واختزال واضعا همه الانساني والوطني في تجلياته ومن عطاءات وافكاره اليسارية  وتطلعاتها بعد ان غرف من التراث ونهل من مصطلحات بيئته وطقوسها ووظفها في الفعل الشعري الكتابي وبتوجهه مدني منحاز  بعيدا عن شكليات القصائد المعروفة فهو قامة شعرية مغايرة ومبنية على الاساس الحداثوي المنتهج من قبله في البناء الشعري والصنعة المقبولة. متماسكا بوعيه متدفقا برومانسياته احيانا. وبالغنائيات  التي يؤمن بها في التاسيس والتحديث مسايرا ومجايلا ركب الموجة الشعرية بتفرد عرف به. وصولا الى المتلقي .

هذا وكتب عنه في مقدمة مجموعته الشعرية ،جسر الطين، دراسة مختصرة استعراضية  الشاعر والناقد المغترب ، عبد الكريم هداد، وكذلك الشاعر الشفيف، رياض النعماني . وها انا اتوجه بالكتابة عنه اليوم وبمنحى اخر ربما اضف شيئا واكشف عن وجهه الاخر في التطلع والوضوح وصولا الى المتلقي  رغبةّ مني في الاستقراء وازاحة الستار عن البعض من وجه قصائده لاهميتها وحضورها المستديم الذي يثير الرغبة والدهشة والانتباه .وتبقى قصائده مخضرّة رغم كل المنغصات التي واجهته و التي لم تنتقص من تجربته شيئا  بل زادتها اصرارا وطموحا وبريقا في الكتابة والتصدي والبوح بمنطق مقبول ومحببّ..وهاك دليلا من فعله الشعري ...،

الفاس...،

،كلشّ زين اعرٌف الفاس..!

..لويحفر سواجي الخير..لويوكّع يهّشم الراس .!

 ..كتبّت اسمي ابدفاتر بنتي وتباهيت..مايطلع ولدً عندي يشيل الراس..!،،

ان لهذا المعني والاصرار بالتواصل الابداعي الذي اثار انتباهي هو مقدرته  الشعرية  الجميلة  وبينما انا في اصبوحه يوم كنت لااتمناه سمعت خبر رحيله  من الاخ الشاعر ريسان الخزعلي متاثرا بحادث مؤسف لنيران احترق بها في داره الكائنة في شطرة الناصرية.تاركا وراءه قصائدا وحكايات لم نستمع اليها اولم نقرئها.

والشاعر رحيم الغالبي، ذلك الانسان المتواضع جدا والخلوق حين معرفتي به وجدته مليئا بالقيّم الانسانية والشعرية الجمالية والاخلاقية  والفكرية والتضحيات.

شدينه الجروح اشراع..،

،منّ اسنين دلينه الشمس وكت المغيب اتروح واندلًت درب جيتها لينه..!

من اسنين تانينه الجرف والروجه..تبچي اهناك

 اجتً النه جرف بيه تحلم الكمره..!

ان توجه الشعر صوب ابتكارات صوريّة ولفضية فنيّة تدخل في عالم التحديث و التوثيق الشعري المنتهج من قبله ولأن الشاعر يعرف مفاتيح الوعي  جيدا جعله متمكنا و واضحا  ومقتدرامن خلال تدفقاته الشعرية التي اغنى بها المشهد الثقافي  ليكن بيننا واعدا في عطاءه لنطماّن على تجربته الغنيٌة بفعلها المقبول. وهاك بعضا من صيحاته التي من خلالها اراد الوصول الينا بمقبولية واضحة المعالم والاهداف.

احيرن من حنين البارحه بروحي..،

..،لعبّ راس السنه والعيد والبارات..!

ينساني الفرح وابچي واعيّد بيك وافتح دفتر اهمومك..

..،اشوفك سچه تعبانه واشارات..!

واسرار البواچي اعله الچفافي انكتبت اويه العيد..

اجيتك والزغار البيك كبروا للوطن نجمه النحبها  اليّ توديّ اعليك..!،،

ان ادوات الشاعر التي يتحرك بها   كفيلة بوصول اعماله وتطلعاته الشعرية الينا الممتلئة باحاسيسه وايماءاته بكفاءة ابداعية استطاع من خلالها  احتواءنا وكأنهاّ طين اصطناعي يستطيع ان يبني من خلاله مايريد من اشكالا وصورا تسعد النظر  بجماليات صناعتها ودهشتها.وقد وصلت الينا برغبة منه في الايضاح  وهي ملائمة لمقاساتنا دون مضايقة وبتصنع مقبول وهي تطابق منطوقه وفيض اختياراته المعقولة والمقبولة.. وهو المتعافي فيها بطموح برغبة واقتدار بتوجهيها الينا. ،

،،وين ماخليت گلبي انته اتلوحّه..!

،لن مخالب انته عندك من حديد..!

...،وانا اظافر ايدي شو ممسوحه.!

،مليّت المذلّه وطاحن امتوني..

يامحله العراق ابغير زيتوني .،،!

تلك هي نظرة مختصرة عن عن اشتغألات وتوجهات الشاعر ،رحيم الغالبي،التي ادركتها باختصار عن اندهاشاته وهو المتميز فيها ناهيك عن رغبته المستمرة في التواصل مع القراء والمتلقين لفنيات اهتماته التي صدحت مبكرا لترينا حجم قامته الشعرية، الأّ ان الموت الغير محسوب بهذه الفاجعة اضاع علينا الكثير كان قد وضع حدا لنهايته الموجعة حيث السفر البعيد الغير مرتجى اضاع علينا الكثير من رغباته التي ادركنا جزءا منها وبقي الاهمّ من طموحاته التي نرغبها من فنه الشعري  الممتع الجميل وذلك لرحيله بسب الحادت المفجع الاليم.

عرض مقالات: