اخر الاخبار

أيتها الرفيقات والصديقات.. أيها الرفاق والأصدقاء:

ضيوفنا وحضورنا الكريم:

نرحب بكم جميعا باسم قيادة حزبنا الشيوعي العراقي، ونعبر عن امتناننا لمساهمتكم معنا في احياء يوم الشهيد الشيوعي، الذي يصادف الرابع عشر من شباط من كل عام، وهو احتفاء ذو معانٍ عميقة، نجدد فيه عهد الوفاء.

في مثل هذا اليوم دائما ما نتذكر، من بين نداءات أخرى، ذلك النداء المدوي الذي أطلقه مؤسس حزبنا الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف (فهد): الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق، لتأتلق راية تحدي الجلادين، واصرار الشيوعيين على مواصلة المسير من أجل الغايات الساميات.

ومن بين شرارات ذلك النداء، الذي تحول الى شبح يجول في شوارع وساحات بلاد الرافدين، أنه صار إلهاما لكل المناضلين ضد سلطة الاستبداد ورأس المال، ومصباحا يضيء طريق الكفاح من أجل الحرية والديمقراطية والغد الوضاء لعراقنا.

ومن الدلالات العميقة أن يتجدد ذلك النداء في أمثولة قائد حزبنا سلام عادل، الذي تحدى جلاديه، وقد جاءوا يوم الثامن من شباط 1963، بقطار أميركي، ليغتالوا ثورة 14 تموز، ويرفعوا راية معاداة الشيوعية سيئة الصيت، ويرتكبوا من الجرائم الوحشية ما لا نظير له في تاريخ بلادنا. ولعل مما يثير استغرابنا وسخطنا أن سائر أنظمة الحكم المتعاقبة في بلادنا، وحتى يومنا هذا، لم تعترف بشهداء انقلاب 8 شباط الفاشي، الذي مرت ذكراه المشؤومة الستون قبل ثلاثة أيام، كشهداء للشعب والوطن. ولعل الدرس البليغ الذي قدمته مسيرة شهيدات وشهداء حزبنا، وبينهم شهداء العمل السري، والسجون، والاغتيالات، وحركة الأنصار، وانتفاضة تشرين، وأولئك الذين لا قبور لهم ولا شواهد الا تلك الشواهد الشاخصة أبدا في قلوبنا، لعل هذا الدرس البليغ يتجسد في أن هذه المآثر أضاءت حقيقة أن جذور الشيوعية الممتدة عميقا في مجتمعنا لا يمكن اقتلاعها، وأن المثال الساطع الذي قدمه الشهداء سيظل ملهما لأجيال المناضلين، وخالدا في وجدان الشعب، بينما كان مصير القتلة والجلادين مزبلة التاريخ.

أيها الحضور الأعزاء:

ما يزال الوضع القائم في بلادنا، وبعد عشرين عاما من سقوط الدكتاتورية، يحمل مخاطر جدية، ترتبط بالاستعصاء والانسداد السياسي، والأزمة الاجتماعية البنيوية العميقة، الناجمة عن نهج المحاصصة المقيت، واستشراء الفساد، وما يرافقهما من طائفية سياسية وأزمة اقتصادية، وفقدان للاستقلال الحقيقي للبلاد، وانتهاكات لحريات وحقوق الانسان، وانفلات أمني، ومعاناة مريرة لملايين المواطنين، وخصوصا الشغيلة والكادحين، وغياب لفرص العمل، ومظاهر سلبية أخرى خطيرة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وكان من بين آخر تجليات المآسي أزمة الدولار، وهي ذات أبعاد متعددة ودلالات عميقة وعواقب وخيمة. وفي أثناء ذلك، يطرح الملايين من الناس أسئلة حارقة، بينها سؤال عن الالتزامات التي أعلنتها الحكومة، ولم يتلمسوا، حتى الآن، دليلا على نتائجها في الواقع.

وفي مواجهة هذا الوضع المأساوي المتفاقم، حيث يتابع حزبنا سائر التطورات، ويطرح التحليلات والمواقف بشأن سبل الخروج من الأزمة، تتواصل الاحتجاجات المطلبية والسياسية السلمية. ووسط هذه التطورات العاصفة يواصل حزبنا، سوية مع القوى المدنية والديمقراطية، الكفاح من أجل التغيير، ويسعى الى توحيد قوى التغيير والبديل الديمقراطي المنشود، استعدادا لخوض المعارك المقبلة، وبينها معركة الانتخابات.

أيتها العزيزات.. أيها الاعزاء:

إن اصوات السخط تتعالى، وأمثولة الشهداء، هي مشعل الفكر الذي يقتحم عروش الظلم والطغيان، ويمضي عابرا كل جسور التحدي، ليصل الى ذلك الحلم الذي ضحى من أجله فهد وسلام وعادل والآلاف من رفيقاتهما ورفاقهما. وإننا اليوم على يقين أعظم بأننا سنصل الى تلك الضفاف، وأن من يرشد خطواتنا هي تلك الروح التي تبقى، أبدا، حية في وجداننا، ونحن نعلم ونثق بأن من بين أعظم وأجمل دروس الحياة أن خصومنا اذا ما أبادوا كل الزهور فانهم لن يمنعوا حلول الربيع.

واهم من يظن أن بوسعه القضاء على حزب الشيوعيين .. هكذا قالت الحياة وهكذا قال التاريخ، وما من رادٍّ لدرس الحياة ولكلمة التاريخ.

إن حزب المواقف الثورية والتحليلات الواقعية، والسياسة المبدئية، والبطولة النادرة، والتاريخ المضيء، ونظافة اليد ونزاهة الضمير، والعيش وسط الناس ومن أجلهم، والتمسك بالمثل السامية ... إن حزباً كهذا هو حزب للحياة، وللأمل والمستقبل ..

تحية لكم جميعا .. وشكرا على اصغائكم ..