اخر الاخبار

لم يبق على موعد الانتخابات سوى بضعة أيامٍ ، ونكون أمام تجربة كبيرة واختبار حقيقي لأنفسنا وما نريده من المرشحين الذين سيمثّلوننا في مجالس المحافظات ، كي لا نعود مرّةً أخرى نعضُّ أصابعنا ندماً ونقول يا ليتنا لم ننتخب هذا وذاك ، لهذا علينا أن نجلس مع أنفسنا بعيداً عن المغريات والوعود وشراء الذمم والشعارات النارية التي ستمحوها الشمس بعد يوم الانتخابات وتظهر حقيقتها للملأ ، نحاور ونقلّب كل السنوات التي مرّت والدورات الانتخابية التي شاركنا فيها وفاز مَنْ فاز وخسر مَنْ خسر رغم كل شيء، ونسأل أنفسنا : كم من الذين فازوا قدّموا للناس والوطن خدمة حقيقية؟

كما علينا أن نتذكّر انتفاضة تشرين التي هتف الناس فيها : نريد وطناً ، نريده خالياً من الفساد والمحاصصة ، سالماً منعّماً وغانماً مكرّما !!

ونتذكّر الشباب بالمئات الذين كانوا بعمر الورود وقطفتهم آلة الحقد برصاص الغدر والقنابل المسيّلة للدموع وتركت قلوب أمهاتهم تنزف أسى وحزنا ، بالإضافة إلى آلاف الجرحى وعشرات المغيّبين الذين ما انفكّت عتبات الأهل بانتظار خبر عنهم !!

وقبل كل شيء نتذكّر الوطن الذي حلمنا به - يوم سقوط النظام الفاشي المقبور- زاهياً حراً ، ومنّينا أنفسنا في حينها بأحلام كثيرة ستتحقق ، الحرية والديمقراطية الحقيقية ــ لا معسول الكلام ــ والعيش الكريم والتقدّم والتطوّر في كل مجالات الحياة . لكنّنا أُصبنا بخيبة أمل حين تفشّت الطائفية والمحاصصة والفساد والمحسوبية والفئوية والانفلات الأمني وسوء الخدمات، وتدهور الصناعة والزراعة بل انعدامهما ، وتحوّل البلد الى الاستهلاك واستيراد كل شيء حتى قناني ماء الشرب والخضروات، وتفشّي البطالة والخراب الذي استفحل في كل مفصل وتدنّي مستوى التعليم وما الى ذلك !!

لكلّ هذا وذاك علينا أن نكون واعين في اختيارنا الانتخابي وان نضع إشارة الانتخاب على الشخص الغيور في عمله والنزيه بكل خطواته والعاشق الحقيقي للوطن والناس.

علينا أن نحسم أمرنا بشكل صحيح ونقول كلمتنا التي نؤمن بها بصورة حقيقية، لا نتبع أهواء الآخرين ومغرياتهم ووعودهم الكاذبة مثلما خُدِعنا سابقاً وبتنا ننام على جمر الندم والحسرة، لأن الذين انتخبناهم سابقاً خدعونا ولم يخدموا الناس والوطن بل أنفسهم وأحزابهم فقط !!

الوطن بحاجة الى منتمين حقيقيين لهذه الأرض وأهلها الطيبين جميعا، لا لفئة دون أخرى، علينا أن نشخّصهم جيدا ونعرف الصالح من الطالح كي يكون اختيارنا صائباً، ولن نندم بعد ذلك بل نتشارك جميعنا في بناء الوطن وخدمة الناس.

عرض مقالات: