معلوم أن أزمة المياه التي يشهدها العراق اليوم، سبب رئيس لانحسار المساحات الخضراء في المدن، ومنها بغداد التي عرف عنها وجهها الأخضر في السابق، لكن هذا السبب لم يكن الوحيد. فالملاحظ أن الكثير من ساحات العاصمة ومتنزهاتها تحوّلت إلى الاستثمار، لتصبح مراكز تجارية ومولات يمتلكها أثرياء قد يكون خلفهم متنفذون وأصحاب قرار!
هذه الظاهرة شجعت الكثيرين على البحث عن أي أرض مملوكة للدولة، بالإمكان الاستحواذ عليها وتحويلها إلى مشاريع تجارية.
نتساءل: كيف استطاع هؤلاء المستثمرون أن يحصلوا على تلك الأراضي الواسعة ويقيموا عليها مشاريعهم الاستهلاكية غير الانتاجية، بعد أن كانت متنزهات وحدائق خضراء تزين بغداد وتشيع فيها الجمال؟ أليس تحوّل الحدائق إلى مولات هو الخراب بعينه؟! وهل نحن بحاجة إلى هذا العدد الكبير من المراكز التجارية؟
منذ مطلع الصيف الجاري ونحن نستقبل العواصف الترابية واحدة تلو الأخرى، في وقت لم تبق في مدننا أشجار تحد من تأثيرات تلك العواصف.
نرى أن العراق بحاجة إلى قوانين رادعة لحماية المساحات الخضراء، ورجال قانون شجعان ينفذون تلك القوانين، وإلا فنحن ذاهبون إلى الدمار، في ظل تفشي الفساد في أغلب مفاصل الدولة وضعف القانون.
نقول أن بغداد ستصبح بلا ماء وأشجار ومتنزهات وحدائق ما لم نضع الرجل الحريص الوطني الكفوء الشريف في المكان الذي يتيح له إنقاذ العاصمة من الاندثار!