اخر الاخبار

دأبت الكتل المتنفذة على مواجهة الأزمات العميقة والمشاكل ومطالب الناس بإجراءات ترقيعية ساهمت في رسم حالة هدوء وقتية، إلا ان المشاكل ما ان تلبث أن تعود للظهور مجددا وبشكل اشد واعمق من سابقاتها، خاصة في ظل إصرار منظومة الحكم على ترسيخ مبدأ الزبائنية في إدارة الدولة، بعيدا عن منهج التنمية الاقتصادية القادرة على معالجة المشاكل بصورة جذرية.

وما أن وضعت الانتخابات أوزارها حتى ذهبت وعود المتنفذين هباء منثورا، وكشف زيف الوعود، فعاد المواطنون الى ميادين الاحتجاجات مجددا في أغلب مدن البلاد، رافعين مطالب متعددة كان ابرزها صرف الرواتب المتأخرة، وتوفير فرص العمل والخدمات وغيرها.

دعوة للتظاهر

ووجّهت الجمعية العراقية للمتقاعدين والجبهة الوطنية للدفاع عن حقوق المتقاعدين دعوة للمتقاعدين، للمشاركة في التظاهرة السلمية الكبرى التي تنظمها يوم غد الأربعاء في الساعة التاسعة صباحا، انطلاقا من مركز شرطة الصالحية صوب مبنى مجلس الوزراء في منطقة العلاوي، وسط بغداد. وأكدت الجمعية في ندائها الذي وردت نسخة منه لـ»طريق الشعب»، أنّ التظاهرة تطالب بسرعة وضع التعديل الثاني لقانون التقاعد رقم ٩ لسنة ٢٠١٤ في جدول عمل المجلس، وتنفيذ المادة ٣٦ الخاصة بالتضخم وبأثر رجعي، وإقرار سلم رواتب الموظفين الجديد، وتضمين التخصيصات المالية في موازنة عام ٢٠٢٤.

استقبال لرئيس الوزراء

وكما هو معتاد في استقبال رؤساء الوزراء خلال زياراتهم لمحافظات البلاد، وخاصة الجنوبية منها، فإنه لا يقتصر على الجانب الرسمي فقط، بل يتضمن استقبالا شعبيا يتوقع من رئيس الحكومة الاستجابة لمطالبه.

والناصرية ليست معزولة عن هذا الحراك، إذ حال ورود خبر زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى المحافظة إلى آذان الباحثين عن فرص العمل في المحافظة، حتى قاموا بتنظيم تظاهرة أمام ديوان المحافظة في ساحة الناصرية، مطالبين باستثنائهم من شروط التقديم على 9 آلاف درجة وظيفية.

وبرر المتظاهرون مطالبهم بخوضهم سنوات من الاحتجاجات المتواصلة التي تهدف إلى المطالبة بالتعيين وتوفير فرص العمل.

وحول هذه المطالب، اكد المتظاهر اكرم الغزي، ان «المتظاهرين من خريجي الجامعات والمعاهد يتظاهرون منذ اكثر من 3 اعوام مطالبين بتوفير فرص العمل»، مشيرا الى ان «مطلبهم لا يعني حصر فرص العمل بهم فقط انما اعطاؤهم الاولوية، خاصة ان اغلبهم مضى على تخرجه سنوات عديدة».

وسبق ذلك تظاهرة لأبناء عشيرة الغريافية في قضاء كرمة بني سعيد جنوبي ذي قار، احتجاجا على غياب المشاريع الخدمية في منطقة الكرماشية وخاصة شبكة الكهرباء، حيث رفع الاهالي شعارات تطالب بإقالة القائمقام ومدير الكهرباء.

فرص العمل

وفي ميسان، نظم خريجو الكليات التربوية في العمارة وقفة امام مبنى مديرية التربية في مركز المدينة، مطالبين بالاسراع في إطلاق درجات التعيين التي اقرت في الموازنة، فضلا عن تخصيص نسبة من تلك الدرجات للخريجين المشاركين في التظاهرات.

وقال عدد منهم، انهم يتظاهرون منذ يومين، وستكون هناك تظاهرات مستمرة في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم، علما ان اعدادهم ليست كبيرة، ومن الممكن الوصول الى حلول تنهي هذه المظاهر، على حد تعبيرهم.

تظاهرات للفلاحين

وتظاهر العشرات من فلاحي ناحية الشوملي جنوب الحلة امام مبنى مدير الناحية، مطالبين بوضع حل لشح المياه.

وقال مراسل «طريق الشعب»، ان العشرات من فلاحي الشوملي تظاهروا امام مبنى مدير الناحية، مطالبين بوضع حل لمعاناتهم مع الماء؛ حيث ان معظم اراضيهم الزراعية اصابها الجفاف، وقضت الكثير من حيواناتهم بسبب قلة المياه  في الجداول، برغم وفرتها في نهر الفرات المار بمدينة الحلة، مشيرا الى ان المتظاهرين هددوا بالاعتصام في حالة لم تتم الاستجابة لمطالبهم.

ونظم العشرات من النساء والرجال من أصحاب الأراضي السكنية في منطقة الحكانية، وقفة احتجاجية جديدة، أمام مبنى بلدية الحلة، مطالبين بصرف مستحقاتهم المالية مقابل الأراضي التي استملكتها الحكومة قبل 10 أعوام، ولم تدفع ثمنها بعد.  وتقدر مساحة الأراضي التي استملكتها البلدية بـ36 دونماً، مقسمة لقطع سكنية بواقع 200م للقطعة الواحدة، كان قد اشتراها أصحابها من الجمعية الإنسانية لموظفي الدولة على أن يسكنوها مستقبلاً.

وسبق لأهالي منطقة الحكانية جنوبي الحلة، أنْ نظموا العديد من الوقفات والتظاهرات الاحتجاجية أمام بلدية الحلة، مطالبين بصرف مستحقاتهم المالية.

أصحاب العقود يحتجون

وأمام مقر وزارة النفط في العاصمة بغداد، نظم أصحاب العقود تظاهرة طالبوا فيها بتثبيتهم على الملاك الدائم.

المتظاهرون حلموا لافتات تطالب الحكومة بالإيفاء بالتزاماتها ووعودها لهم، وتثبيتهم على الملاك الدائم، بعد ان تجاوزت خدمتهم عامين، وهي المدة الزمنية المنصوص عليها في قرار مجلس الوزراء رقم 315، كشرط لتثبيتهم على الملاك الدائم. المتظاهر محمد علي، أبدى استغرابه من عدم تثبيتهم على الملاك الدائم، «برغم أن شركاتنا رابحة، وان عصب الاقتصاد العراقي مرتبط بعملنا ارتباطاً مباشراً»، مبينا أن «الوعود الكثيرة من نواب المحافظة، لا سيما قبل الانتخابات، بحل هذه المشكلة، تبخرت للأسف الشديد».

احتجاجات في البصرة

وفي البصرة، جدد العشرات من خريجي كلية الهندسة في البصرة، التظاهر على أبواب شركة نفط البصرة – موقع «الماكينة»، مطالبين بإنصافهم في الحصول على فرص عمل تليق بشهاداتهم الجامعية.

وقال ممثل المتظاهرين علي الجزائري، إنهم يواصلون التظاهر منذ نحو عام كامل، وان جميع الوعود الحكومية التي وعودوا بها لم ترَ النور.

وأضاف، أن رئيس الوزراء والجهات المختصة ملزمة بإنصافهم في إيجاد فرص عمل تناسب شهاداتهم. كما أشاروا إلى أن جميع الوعود التي تلقوها من الشخصيات كانت كاذبة، وأنهم أصبحوا جلساء البيوت منذ سنوات عقب تخرجهم، ولا يزالون يطالبون بشمولهم بالتعيينات أسوة بنظرائهم الذين حصلوا عليها وفق القرار 356.

وطالب عدد من أصحاب كابسات النفايات في شعبة الرباط والمستأجرة لمديرية بلدية البصرة، بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة منذ 3 أشهر.

واكد العمال، انهم يتعرضون إلى المحاسبة الشديدة من قبل المديرية ما أدى إلى توقف العمل بسبب عدم صرف المستحقات المالية.

ونظم منتسبون في دوائر الكهرباء بمحافظة البصرة وقفة احتجاجية امام شركة نقل الطاقة في المنطقة الجنوبية، مطالبين بصرف المستحقات المالية التي بذمة الوزارة.

ونظم طلبة مدرسة الموهوبين في المحافظة ـ رفقة ذويهم ـ وقفة احتجاجية أمام المدرسة في منطقة الجمعيات، بسبب صدور قرارات وصفوها بالمجحفة بحق هذه الفئة من النخبة الطلابية، تتعلق برفع المعدل إلى 80 بالمئة، مطالبين بإلغاء هذه القرارات.

واكد الطلبة رفضهم القرار باعتباره جاء في منتصف السنة الدراسية، مشيرين ان توقيته ليس صحيحا.

ونوه الطلبة بان دراستهم تشمل مناهج علمية واجنبية واغلبها تتطلب توفير مصادر بالإضافة الى مشاركاتهم في المسابقات العالمية والمحلية، لافتين الى ان رفع المعدلات الى 80 بالمئة، يصعب معه على الطالب التمكن من الحصول عليه، ما يستدعي الطلبة التفكير في السفر الى خارج البلاد، والحصول على منح دراسية.

إضراب مستمر في السليمانية

ونظم المعلمون في كردستان احتجاجات حاشدة، احتجاجا على محاولة وزير التربية في الإقليم، الالتفات إلى مطالبهم من خلال إصدار قرارات، وربطها بتعديل قانون الموازنة العامة.

وجدد المعلمون التظاهرات في السليمانية وكرميان ورابرين ومناطق أخرى، احتجاجًا على عدم صرف رواتبهم منذ ايلول الماضي.

وتأتي هذه التظاهرات ردًا على وزير التربية في حكومة إقليم كردستان آلان حمه سعيد، الذي حاول الالتفاف على المطالب من خلال تأكيده على استئناف الترقيات والتعاقد مع المعلمين، وربط تنفيذها بقرار تعديل قانون الموازنة وإرسال المستحقات المالية إلى بغداد.