اخر الاخبار

أعلنت وزارة الموارد المائية، السبت الماضي، تدشينها إجراءات وتدابير للحفاظ على طبيعة هور الشافي في محافظة البصرة، والذي يتغذى من نهر الشافي الرئيس المتفرع من شط العرب والذي يعتمد على الاطلاقات المائية الواردة من نهر دجلة.

يأتي هذا الاجراء ضمن خطوات لتصريف الموجات الفيضانية الى الاهوار وانعاشها، وبرغم أهمية هذا، الا ان أصحاب الاختصاص وصفوه بأنه ليس حلاً نهائياً للازمة، داعين الى الإسراع في انجاز سدود الحصاد وتحريك ملف المفاوضات مع دول الجوار والتعاطي معه بمسؤولية عالية.

تحسين نوعية المياه ورفع الخزين

في هذا الصدد، قال معاون مدير فرع مركز إنعاش الأهوار في محافظة البصرة، ناظم عبد الإمام، في بيان تسلمته “طريق الشعب”، ان  “الملاكات الهندسية والفنية أنجزت خطة التطهيرات للأعوام السابقة والخاصة بإزالة الترسبات الطينية من مغذيات الأهوار والأنهر الرئيسية والفرعية”، مؤكداً أن “العمل على تنفيذ أعمال خطة تطهيرات العام الحالي والمشاريع الإروائية الأخرى مستمر”.

وأشار إلى أنه “سيتم تنفيذ منشأ على نهر الشافي الرئيس، يعمل على تمرير المياه من شط العرب خلال عملية المد الى داخل الأهوار ويمنع رجوعها اثناء فترة الجزر، وذلك للحفاظ على المخزون المائي في الأهوار، فضلاً عن انشاء قناطر صندوقية ملاحية على الأنهر المتقاطعة مع السداد الممتدة الى داخل الأهوار وصيانة السداد المتراخية وتقويتها ليكون طريقاً آمناً للسكان المحليين في الأهوار وممارسة مهنة الصيد وتربية الجاموس ومزاولة أعمالهم بشكل طبيعي”.

وتابع عبد الإمام، أن “الأعمال تضمنت ربط هور الشافي بأهوار المسحب والصلال، لتحسين نوعية المياه فيهما عبر قنوات رئيسية رابطة بينهما”، منوهاً بأن “هذه الأهوار تقع فيها محمية التراث العالمي وبمساحة قدرها ٢٠٠ كيلومتر مربع”.

ولفت إلى، أن “العمل يهدف لإيصال المياه إلى هور الشافي وزيادة الخزن المائي والمحافظة عليه وتحسين نوعية المياه والبيئة والنبات والحفاظ على التنوع الإحيائي والحد من ظاهرة الهجرة للسكان المحليين وجذب السياح الى مناطق الأهوار”.

يبقى القلق قائماً

الخبير في الشأن البيئي، احمد صالح نعمة، قال ان “وزارة الموارد المائية منذ أكثر من اسبوعين باشرت تصريف الموجة الفيضانية المتأتية من الجانب الشرقي الايراني وايضا من الشمال العراقي من السيول والامطار من تركيا باتجاه الجنوب”، مبيناً انه “تمت تغذية هوار الحويزة في محافظة ميسان التي يقدر ارتفاع المنسوب فيها بـ 60 سم، والاهوار الاخرى في محافظة ذي قار والبصرة عبر هذه الخطوة”.

ونوه في حديث مع “طريق الشعب”، الى ان “اهوار الشافي لا تزال تعاني من انخفاض منسوب المياه. الواردات المائية من الانهر المغذية الى الاهوار لا تزال مستمرة، الا انها بواقع الحال تبقى موجة فيضانية وتنتهي، ويبقى القلق قائما على الاهوار وديمومتها في الصيف القادم”.

وذكر صالح ان “الاجراء لم يكن من الخزين الاستراتيجي العراقي وانما هي سيول تأتي من الجانب الشرقي ولا تخزن، وبالتالي يكون الافضل أن تذهب الى الاهوار. نعم، الاجراء مفيد على اعتبار انه سيعيد جزءا من النظام البيولوجي ويعيد جزءا من الاسماك والحياة مؤقتاً لأن المناسيب ليست كبيرة جدا أي ان نسب الاغمار بسيطة، بينما المسطحات المائية هائلة”.

وتابع قائلاً: “اذا لم تكن هناك واردات مستمرة سوف يعود الجفاف بشبحه ليقلق السكان. نحن نتلمس العذر لهذه الوزارة على اعتبار انهم ورثوا خزينا استراتيجيا متهالكا، وان السنة الحالية غير مطرية، لكن نطالب بشكل كبير بأن يراعوا قضية الاطلاقات باتجاه الاهوار وان كانت بسيطة، كي نحافظ على النظام البيولوجي، للأسماك والطيور وبقية الحيوانات الحشرات”.

اجراء وقتي

خبير السياسات المائية، رمضان حمزة، قال ان “تسليك وزارة الموارد المائية لبعض الموجات وفتح الطرق المغذية للأهوار، خطوة جيدة ولكن المشكلة انها اجراءات وقتية ومرحلية مرهونة بما توفر من سيول وفيضانات، وفي وضعنا لا تنفعنا الإجراءات الوقتية والمرحلية”.

وقال حمزة في حديثه مع “طريق الشعب”، “اننا في السابق كانت لدينا تصاريف ثابتة ومحسوبة، وفي ظل الخلاف مع دول المنبع والتغيرات المناخية اضحى الوضع مختلفا، ولم يعد هناك امر محسوب، وهنا تبرز حاجتنا الى بنى تحتية وتخطيط ناجع لحصاد المياه والاستفادة من السيول بطرق فنية. هناك عدد غير قليل من الاهوار باتت تتغذى من سيول إيران وتعتمد على هذا المصدر الوحيد بشكل كبير”.

ونوّه حمزة الى ان “الحاجة اليوم ضرورية وملحة للنظر في هذه المسألة بجدية عالية، والعمل على ايجاد خطط تنجز بأوقات قياسية لمدة عام او عامين وتهيئة البنى التحتية لذلك، والاستفادة من السيول بشكل مباشر”، داعياً الى “تأسيس هيئة او منشأة خاصة لتهذيب ودراسة احواض الوديان المغذية لنهري دجلة والفرات، وذلك بهدف الاعتماد على مياه السيول كمصدر لتغذية ورفد اهوارنا وانعاشها والتي ستواجه خطر الجفاف في الصيف المقبل”.

عرض مقالات: