اخر الاخبار

لاقى قرار تفعيل الكاميرات الذكية ورادارات مراقبة السرعة في بعض تقاطعات بغداد وطرقها السريعة، والذي نفذ يوم 15 آذار الحالي، تضاربا في وجهات نظر البغداديين، بين مؤيد ومنتقد. ففي حين رحب البعض بهذا النظام باعتباره حضاريا ويحد من حوادث الطرق، رأى البعض الآخر أن الشوارع غير مؤهلة لتطبيقه في الوقت الحالي، وأن الأجدر بالجهات المعنية معالجة الحفر والمطبات المنتشرة على الكثير من الشوارع، والتي تعد من أبرز أسباب الاختناقات المرورية والحوادث.

ويفتقر معظم شوارع العاصمة للاكساء الجيد والتخطيط المروري الذي يحدد مسار الطريق، فضلا عن الإشارات الضوئية والعلامات الإرشادية. ويتم تنظيم السير غالبا من قبل رجال المرور الذين يقفون في التقاطعات.

ورصدت الكاميرات الذكية منذ الساعات الأولى لتفعيلها، مئات المخالفات المرورية منها تجاوز السرعة المحددة أو عدم ارتداء السائق أو الشخص الجالس إلى جانبه، حزام الأمان، الأمر الذي اثار استياء كبيرا بين السائقين، الذين اعتبر بعضهم أن هذا النظام “وسيلة جديدة لسحب الأموال من المواطنين بحجة المخالفات المرورية، وانه لا يطبق سوى على الفقير” – وفق ما تناقلته وكالات أنباء وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.

مليار دينار في 4 ساعات؟!

سائق سيارة الأجرة ليث جواد، يقول في حديث صحفي أنه “أبدأ عملي منذ الصباح الباكر، والتزم بالسرعة المعقولة التي لا تتجاوز 10 كيلومترات في الساعة، وأيضا ارتدي حزام الأمان”، مستدركا “نعم حزام الأمان ضروري ولا بد من ارتدائه، لكن ليس في شوارعنا هذه”!

ويرى جواد أنه “من الضروري أن تكون هناك بنية تحتية جيدة وأرصفة وشوارع نظامية نظيفة، قبل تهيئة الجميع للالتزام بالنظام المروري الجديد”، لافتا إلى انه “سمعنا انه خلال 4 ساعات من تشغيل الكاميرات الذكية، سُجلت غرامات مرورية بقيمة مليار دينار. فهناك الكثيرون من السائقين لا يعلمون انهم خالفوا وغُرموا”! 

في حين نفت مديرية المرور العامة ما تم تداوله حول جباية مليار دينار عبر الكاميرات الذكية خلال 4 ساعات.

وقالت في بيان صحفي، أن هذا الكلام الذي جرى تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام “عبارة عن شائعات مغرضة يراد بها عدم فرض القانون المروري”، مؤكدة أنها مستمرة في هذا المشروع لـ “تطبيق القانون المروري وفرض هيبة الدولة”.

“شوارع متهالكة”

من جانبه، يرى كريم سامي، وهو أيضا سائق سيارة أجرة، أنه “في البداية عليهم أن يعالجوا الحفر والمطبات ويكسوا الطرق ويخططوها، قبل أن يطالبوا السائقين بالالتزام بالنظام المروري الجديد”.

ويشير في حديث صحفي، إلى ان “الشوارع معظمها متهالك، فكيف تتم مطالبتنا بالالتزام بنظام ذكي وكاميرات ورادارات؟!”.

وفيما يجد سائق مركبة، عبر لقاء متلفز على وكالة أنباء “بغداد اليوم”، أن هذا النظام لا يصلح تطبيقه في ظل شوارع وجسور غير مكتملة، يرى آخر انه نظام حضاري، ومن الجيد أن يُطبق على الجميع دون استثناء، حتى على مواكب المسؤولين!

ويلفت سائق آخر إلى أن “هذه الكاميرات ستكون عبئا على المواطن، بحكم كثرة أعداد السيارات والاختناقات المرورية اليومية. فهذا النظام لا يمكن السيطرة عليه إلا في التقاطعات التي تشهد حركة قليلة”.

التجربة مستمرة وستطبق في بقية المحافظات

إلى ذلك، تؤكد مديرية المرور العامة ان “التجربة الذكية في التقاطعات الخمسة والطرق السريعة الثلاثة في بغداد، ستستمر في التطور والتوسع لحين تغطية العاصمة والمحافظات بالكامل”.

ووفقا لمدير علاقات وإعلام المديرية العميد زياد محارب القيسي، فإن “هذا النظام نفذ بتوجيه من وزير الداخلية وبإشراف مدير المرور العامة، وطبق في طرق سريعة وتقاطعات منتخبة، تتوفر فيها بنى تحتية متكاملة من خطوط عبور واشارات ضوئية وعلامات مرورية”.

ويوضح في حديث صحفي، أنه “في حال تم انتخاب اي تقاطع او طريق سريع لتطبيق النظام فيه، يتم اكمال بناه التحتية أولاً، ثم يؤثث بالكاميرات او رادارات السرعة”.