اخر الاخبار

نبّه موقع “التعليم انترناشيونال” الذي يمثل نحو 400 منظمة تعليمية حول العالم، إلى أن العراق يواجه “أزمة تعليمية حادة”، مبينا أن “ملايين الأطفال يعانون من عدم القدرة على الحصول على حق التعليم. وبينما تؤمن الحكومة أموالاً أقل لهذا القطاع، يتزايد انقطاع المزيد من التلاميذ عن مدارسهم مبكراً”.

وفي تقرير ترجمته وكالة أنباء “شفق نيوز”، أوضح الموقع الذي يتخذ من بروكسل مقراً له، والذي يمثل أكثر من 23 مليون معلم وأستاذ في 178 دولة حول العالم، أنه “على الرغم من الأحكام الدستورية والقوانين التي تنص على مجانية التعليم في المراحل الدراسية كافة، إلا أن ملايين الأطفال محرومون من الوصول إلى التعليم”.

وأشار إلى أنه “منذ بداية الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، عمدت الحكومة العراقية إلى تخفيض أو قطع المساعدات بشكل كبير عن نحو 5.2 ملايين طفل”، مضيفاً أنه “منذ العام 2013، هناك 770 ألف طفل نازح يعيشون في ظروف حافلة بالمخاطر، وفي غالب الأحيان في ملاجئ مؤقتة”.

وذكر التقرير أن “هؤلاء الأطفال جرى اقتلاعهم من منازلهم بسبب الصراع والاضطرابات الأمنية. فتعرض حقهم بالتعليم إلى خطر كبير. وأنه بالرغم من الحقوق الدستورية، إلا أنهم يجدون أنفسهم في حالة حرمان من الوصول إلى المدارس والمعلمين والموارد التعليمية”.

عدم تنفيذ توصيات الأمم المتحدة

وتابع التقرير أنه “في ظل فشل الحكومة العراقية في تطبيق توصيات الأمم المتحدة، فإن هذه الأزمة شهدت تفاقماً”، مذكرّاً بأن “هذه التوصيات تتعلق بشكل خاص بالحاجات التعليمية للنازحين داخل العراق”.

ونوّه إلى أنه “في الوقت الذي دعت فيه الأمم المتحدة إلى تقديم التمويل لدعم تعليم الأطفال، إلا أن الحكومة العراقية لم تقدم سوى نصف المبلغ المطلوب وهو 35 مليون دولار فقط”!

ونقل التقرير عن المنسق في منظمة المجلس النرويجي للاجئين توم كوستا، قوله ان “التعليم يمثل المفتاح من أجل إيجاد فرص العمل”، مشيراً إلى انه “بالرغم من ذلك، فإنه منذ بدء المعركة ضد داعش في العام 2014، تم تجاهل العملية التعليمية بشكل كبير”.

قلة عدد المعلمين

ولفت التقرير إلى أن محافظة نينوى، التي تعد ثاني أكبر محافظة سكانياً في العراق، شهدت تراجعاً هائلاً في أعداد المعلمين، وصل إلى نسبة 32 في المائة. إذ تراجع عددهم من 40 إلى 25 ألف معلم”.

ووفقا لرئيس اتحاد المعلمين في إقلم كردستان، عبد الواحد محمد حاجي، فإن “تخفيض عدد المعلمين، أدى إلى تزايد عدد الأطفال الذين يتخلون عن المدرسة مبكراً في الإقليم”.

ونبّه التقرير إلى أن “هذا الوضع التعليمي يتطلب تطبيق إجراءات بشكل فوري”، محذراً من أنه “من دون التدخل فإن العملية التعليمية في العراق معرضة لخطر الانهيار”، وداعيا الحكومة إلى “منح الأولوية للتعليم، وتخصيص الأموال اللازمة له، والعمل من أجل ضمان حصول كل طفل، مهما كانت ظروفه، على التعليم الجيد”.

وأضاف أنه “بإمكان العراق من خلال الإصلاحات الشاملة، إقامة نظام تعليمي يساهم في تمكين الشباب، وتوفير مستقبل مشرق للبلد”.

الدوام المزدوج والثلاثي

ونقل التقرير عن المجلس النرويجي للاجئين، قوله انه “بالرغم من الوضع الاقتصادي الجيد بالنسبة للعراق، غير ان مدارسه تعمل على فترتين أو ثلاث فترات (الدوام المزدوج والثلاثي)، وهناك أكثر من 650 طالباً في كل فترة”، مشيراً إلى أن “نصف المباني المدرسية تدمر خلال الحرب التي استمرت أربع سنوات” – بالنسبة لمدارس المحافظات التي احتلتها عصابات داعش.

وعاد التقرير لينقل عن عبد الواحد حاجي قوله ان “الحكومة الحالية فشلت في أن تبذل جهداً كبيراً من أجل إعادة إعمار المدارس”، مضيفاً أن “الشعب العراقي وصل إلى نقطة الغليان، ويطالب بشكل مستمر بإقالة القادة السياسيين الذين تسببوا في تفاقم الوضع”.

ودعا حاجي إلى “تأمين التمويل للعملية التعليمية، بما في ذلك المعلمين والمباني المدرسية والمناهج الدراسية”. كما طالب بـ “ضرورة طرح سياسة تعليمية واضحة، لأن هناك الكثير من العيوب والنقص، وأنه من دون وجود استجابة لها قيمة، فإن المستقبل سيكون قاتماً، وأي محاولة ستكون بلا ثمار”.