اخر الاخبار

في مناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، حاورت “طريق الشعب” عضو اللجنة المركزية للحزب والسكرتير الأسبق لاتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي الرفيق وسام الخزعلي، حول واقع الشباب ورؤية الحزب الى هذه الشريحة المثقلة بالهموم والمشاكل المتراكمة منذ عقود طويلة، وصولا إلى التهميش الذي تتعرض له حاليا، نتيجة الفساد والمحاصصة وما رافق ذلك من مظاهر مدمرة.

الحزب الشيوعي والشباب

يقول الرفيق وسام الخزعلي، إن الحزب الشيوعي العراقي من اوائل الاحزاب التي استقطبت الشباب واهتمت بقضاياهم منذ بدايات سنوات التأسيس، وما زال يهتم ويناقش في وثائقه وبرامجه كل ما يخص هذه الشريحة على صعيد تشخيص المشاكل وتقديم الحلول الواقعية والممكنة، فهو ينظر إليهم كثروات وطنية، بينما المحاصصة الطائفية الحالية عدو يتربص بمستقبلهم وأحلامهم.

ويضيف الخزعلي، أن العديد من الشباب تركوا في تاريخ الحزب بصمات نضالية مشرّفة، وشغلوا مواقع قيادية وميدانية وسياسية واجتماعية وثقافية، مشيرا الى ان “الحزب ولد من رحم معاناة العراقيين وحاجتهم الى العدالة والحرية والانعتاق من الاستعمار، الأمر الذي جعل الشباب يتوافدون بأعداد هائلة عليه، وينتمون الى صفوفه، ومنهم الشهيد الاسطورة الشاب سلام عادل، الذي قاد الحزب في أحلك الظروف، وقدّم نفسه الى الوطن.

وأشار المتحدث الى ان الحزب حاليا يمتلك في صفوفه الكثير من الشباب ومن كلا الجنسين، وما زال في كسب مستمر، لأن عددا كبيرا من الشباب العراقي، رافضا لنهج المحاصصة والتكتلات الطائفية والقومية والعرقية، لذلك وجد في حزبنا محطة وطنية شاملة لا تفرق بينهم على اساس هذه النظرة الضيّقة.

مشاكل الشباب كثيرة

وعن مشاكل الشباب، يشير الخزعلي إلى أنها سلسلة مترابطة بدأت منذ زمن النظام الدكتاتوري وحروبه المدمرة ومسخه للحياة المدنية، وما تلاه بعد 2003 من نهج كارثي مدمر، تعامل مع الشباب ايضا كأدوات لحسم الحروب والاقتتال، وفي احسن الأحوال اعتبارهم مجرد أصوات انتخابية لا تستطيع المشاركة في صناعة القرار أو الترشح في الانتخابات.

وشدد على أن الشباب يواجهون اليوم ظروفاً مريرة تتمثل بالبطالة والفقر والتهميش المتزايد مع وجود أرقام رسمية تبين حجم الفجوات الاجتماعية وكيفية انعزال فئة صغيرة متمسكة بالحكم والمال عن الشعب، وتمترسها خلف جهات مسلحة وأبراج فخمة نحن نرفضها ودائما نثقف المواطنين بشأنها لأنّها لا تمثل العراق الجديد الذي يتحدثون عنه، ولا الذي نطمح اليه. ومع هذه اللوحة، نرى أن مشاكل المخدرات تتزايد واصبحت تهديد حقيقي لسلامة واستقرار المجتمع، فضلا عن المحاولات الرسمية الجارية للتضييق على الحريات.

إضافة إلى ذلك، يوضح الخزعلي أنّ مشاكل أخرى تواجه الشباب خصوصا لدى الأقليات العراقية الأصيلة والمناطق التي تعرضت للحرب والنزوح والعيش في خيام بعيدة عن المدن، مع تأثيرات الهجرة وتدمير القطاع التعليمي والتربوي الذي اصبحت حتى مخرجاته الطبية لا تجد مكانا لها في سوق العمل، كما اعلنت الحكومة مؤخرا، ناهيك عن مشاكل المرأة الشابة ايضا، وما لهذا المحور من تفاصيل كثيرة، مع التأكيد على أن دول العالم تطور كفاءات الشباب وتجعلهم في مواقع قيادية او تشركهم في صناعة القرار وتتيح أمامهم الفرص الحياتية التي ترتقي بواقعهم ومستقبلهم.

ما المطلوب؟

ويعتقد عضو اللجنة المركزية، أن الحل الوحيد لمعالجة مشاكل الشباب يكمن في مغادرة نهج المحاصصة الذي رفضه العراقيون من مختلف المحافظات في انتفاضة تشرين الباسلة التي قادها الشباب وجسّد خلالها اروع التضحيات ونكران الذات.

وبيّن، أن طريقة ادارة الدولة لا بد ان تعيد النظر بمسألة اشراك الشباب وتمكينهم وايجاد البرامج الوطنية الاستراتيجية لتطوير هذه الموارد البشرية الهائلة وتحويلها الى مصادر انتاجية، مشيرا الى ان “تزايد الفقر وتعمق الفرز الطبقي يؤديان لاحقا الى انفجار كبير لن تستطيع اي قوة ايقافه”.

وعبّر الخزعلي عن وجود إمكانيات كاملة للنهوض بواقع هذه الشريحة. كما ان الحزب الشيوعي العراقي قدّم برنامجا شاملا للارتقاء بدور الشبيبة والطلبة، ومساعدتهم على تعزيز مكانتهم في المجتمع، وتوظيف طاقاتهم في مختلف المجالات، وايلاء الشبيبة العمالية والفلاحية اهتماما خاصا.

ولفت إلى أن برنامج الحزب يدعم حقوق التنظيم الطلابي والشبابي الحر والمستقل، وضمان إبعاد المنظمات الطلابية والشبابية عن هيمنة ووصاية المؤسسات الحكومية وأجهزتها قانونيا وتشكيل النوادي ومراكز الشباب والفرق الثقافية والفنية والرياضية، فضلا عن تحسين مستوى حياة الطلبة، وضمان التعليم المجاني لكافة المراحل الدراسية وتوفير المستلزمات الدراسية كافة، والاهتمام بتحسين أقسامهم الداخلية، وتمكينهم من إنجاز مهامه الدراسية والأكاديمية في أجواء آمنة وصحية، وضمان فرص العمل للخريجين وتشجيع المتميزين منهم ورعايتهم، وتهيئة الظروف الملائمة للحد من هجرتهم الى الخارج.

والأهم من ذلك بنظر الخزعلي، هو ما يطرحه الحزب في برنامجه بشأن وضع خطط تفصيلية خاصة بالشباب تستهدف مكافحة البطالة في أوساطهم، وخلق الفرص والمشاريع الاستثمارية لاستيعابهم، فضلا عن إصدار تشريعات تؤمن للشباب المشاركة في جميع اللجان والهيئات التي تتناول شؤونهم الثقافية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، وهذا ما لا تريده القوى المتنفذة التي تتمسك بالسلطة.