اخر الاخبار

أولى الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه، اول مرة تحت مسمى “لجنة مكافحة الاستثمار والاستعمار”، اهمية كبيرة وخاصة للمرأة، تجسدت بوضوح في برامجه واهدافه وشعاراته وحتى ادبياته، نظرا للواقع المرير الذي كانت وما زالت تقاسيه المرأة.

ولمناسبة الذكرى التسعين للتأسيس، أجرت “طريق الشعب” حوارا مع عضو اللجنة المركزية للحزب، الرفيقة بشرى جعفر ابو العيس، التي سلطت الضوء على وضع المرأة العراقية، ونظرة الحزب لواقعها اليوم. كما استعرضت مساعي الحزب لمعالجة هذا الواقع المتردي على عديد من الصعد، والعديد من المحاور المهمة.

معاناة وتحديات

واستهلت أبو العيس الحوار بالحديث عن وضع المرأة ونظرة الحزب الشيوعي العراقي لواقعها، قائلة: إن “الحزب ينظر إلى واقع المرأة العراقية بذات النظرة لواقع كافة أفراد المجتمع العراقي. اي دون معزل عما يعانيه من أزمات ومشاكل تتعلق بشكل مباشر باحتياجاته، لتحقيق الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية بمفاصلها.

كذلك الحق بتوفير فرص العمل والصحة ومستلزماتها والتعليم بقطاعيه التربوي والتعليم العالي، والحق بتوفير السكن والخدمات”.

وقالت عضو اللجنة المركزية للحزب، إنه “برغم زيادة نسبة النساء العاملات في بعض القطاعات، لكن هذا لم يكن بسبب اركان توزيع الموارد البشرية - الخبرة والكفاءة العلمية - بل نتيجة الفعل التراكمي لآثار الحروب في زمن الدكتاتورية والارهاب وحروبه والأزمات التي مر بها بلدنا ومواجهة الأزمات الاقتصادية”.

واشارت ابو العيس الى ان “واقع المرأة يواجه المعاناة والاشكاليات التي تؤثر بالمجتمع عامة، مثل تراجع الواقع الديمقراطي والحريات وتعثره، بسبب التشريعات التي تسبب الأزمات والفساد وتمأسسه ككل، مع وجود تحديات إضافية امام واقع النساء منها الأعراف والتقاليد التي تتصاعد وتيرتها بترسيخ الفعل العشائري والتطرف الديني وخاصة الطائفية والتعصب القومي”.

المرأة في برنامج الحزب

وبالنسبة للمعالجات، أوضحت أبو العيس بالقول: ان “الحزب طرح معالجاته من خلال شعار التغيير الشامل ومكافحة الفساد لتحقيق العدالة الاجتماعية لكل أبناء شعبه”، مبينة أن “اوراقه الإصلاحية للواقع الاقتصادي في العراق شددت على ضرورة العمل على خلق اقتصاد تنموي مستدام، يحقق على اقل تقدير فرص عمل لأبناء شعبنا بضمنهم النساء”.

وشددت على ضرورة “تفعيل قانون الضمان الاجتماعي بما يحقق ضمانا لحياة المرأة دون تعرضها لظروف تهين كرامتها او تفرض عليها واقعا يجعل لها حياة غير كريمة، وتكون عرضة لأزمات اجتماعية”، مضيفة أن الحزب يعمل بكل امكانياته من خلال الضغط جماهيرياً وسياسياً على إقرار قانون الضمان الصحي لتحقيق الأمان الصحي لكل مريض من المواطنين وخاصة النساء والأطفال وكبار السن.

ونوهت الرفيقة بأن “الحزب بخطابه السياسي وبفعل حراك جماهيره وجماهير التيار المدني الديمقراطي وقف ولا يزال بوجه كافة التشريعات التي تخنق الحريات وتقضم الديمقراطية. كذلك القرارات الحكومية التي ترسخ الفوارق الطبقية وتمس حياة المواطن الفقير او محدودي الدخل بشكل عام. والموقف هذا ينسحب الى ما يخص القوانين والتشريعات التي تمس واقع المرأة والأسرة، وتسبب تراجعا في ضماناتها”.

يسترشدن بسياسة الحزب

ونوّهت الرفيقة أبو العيس في سياق حديثها بدور الشيوعيات والشيوعيين في تطوير وعي المرأة، وزج النساء العراقيات في النضال من اجل حقوقهن، حيث قالت ان الحزب “يتبنى قضية المرأة وتطوير واقعها على كافة الصعد، ومنها مشاركتها في العمل السياسي، حيث عمل الحزب ويعمل على ان تأخذ المرأة الشيوعية دورها الحقيقي في البناء الحزبي الداخلي والمشاركة الفاعلة في عمله النضالي، وما سفره النضالي المضاء بأسماء شهيدات وشهداء الحزب عبر تاريخ الحركة الوطنية العراقية إلا دليل ساطع على ان الشيوعيات لم يتخلفن او يختلفن في دورهن النضالي عن الشيوعيين”.

واضافت قائلة، ان “الشيوعيات اليوم يمارسن دورهن المجتمعي مسترشدات بسياسة الحزب العامة، بالانفتاح على كافة الآفاق التي تتواجد فيها النساء والعمل على ترسيخ وتعزيز دور المرأة سياسياً وديمقراطياً، والضغط باتجاه تطوير الأنظمة الداخلية على مستوى العمل الحزبي الخاص بالحزب، ومن خلال علاقاته الوطنية بالأحزاب الأخرى، لتأخذ النساء دورهن في العمل القيادي السياسي”.

وقالت ايضا ان الشيوعي العراقي يدعو الى “توفير كل الفرص الحزبية والمدنية الديمقراطية، وايجاد شخصيات نسوية قيادية مؤثرة يمكنها المشاركة في السلطات من خلال خوض الانتخابات او من خلال الحراك الجماهيري او السياسي، وذلك لإيمان الشيوعيات والشيوعيين العراقيين بان المرأة يجب ان تتعادل فرصها بالتواجد في مراكز صنع القرار السياسي والمؤسساتي”.

الحزب والنساء المثقفات

في ما يخص علاقة الحزب الشيوعي العراقي بالنساء المثقفات في العراق، قالت أبو العيس: ان الحزب “تبنى قضية الثقافة والفن والأدب، كونها محاور مهمة ومحركاً أساسياً في عملية تغيير الواقع السياسي والاجتماعي”.

ولفتت الرفيقة الى أنّ “دور المثقفين والأدباء والفنانين نساءً ورجالاً عبر تاريخ الحركة الثقافية العراقية، شهد تأثيرا واضحا لحركة اليسار والحزب الشيوعي العراقي فيها، وارتبطت أسماء كبيرة بها، وقدمت أعمالا وأدبيات كان لها دورها في النضال والتصدي للدكتاتوريات واي شكل من أشكال الظلم والاضطهاد”.

كيف تعمل الشيوعيات والديمقراطيات؟

وتحدثت الرفيقة بشرى عن كيفية عمل الشيوعيات والديمقراطيات اليوم من اجل خلق ظروف افضل للنساء، إذ قالت ان واقع النظام السياسي الحالي في العراق، أفرز ايمانا لدى النساء بان هذا النظام لا يمكن له ان يحقق اي شكل من أشكال العدالة لا اجتماعياً ولا سياسياً و اقتصادياً وحتى تشريعياً، لأنه محكوم بآليات المحاصصة والفئوية والحزبية وتحيطه مؤسسة الفساد بكل مفاصله”.

ونبّهت قائلة إلى، ان “الحركة النسوية العراقية اتجهت الى خوض مختلف أشكال النضال لمواجهة التعسف والتراجع في اساس البناء الديمقراطي ومواجهة الجهل والتخلف والتقاليد البالية والنظرة الذكورية”، مضيفة ان أحد اشكال هذا النضال هو “المساهمة في الحراك الجماهيري وتوحيد خطاب الحركة النسوية العراقية وأهدافها ومطالبها.

كذلك الضغط على السلطات التشريعية والتنفيذية بعمل مجتمعي نسوي موحد، وذلك عبر تواجدهن في احزاب ديمقراطية ومنظمات مجتمع مدني وتيارات مدنية ديمقراطية ونقابات وجمعيات واتحادات، لتحقيق التغيير وتطوير الواقع النسوي بشكل افضل”.