اخر الاخبار

تنتشر مكبّات النفايات على أطراف شط الهندية، بينما تغمره المياه الآسنة التي تؤشر وجود خطر بيئي كبير على سكان المنطقة.

عن شط الهندية

ويعتبر نهر الهندية او “شط الهندية” كما يطلق عليه سكان المنطقة، المصدر المائي الرئيسي لمنطقة شمال ووسط محافظة كربلاء، وجنوب محافظة بابل، بحسب ما قال علي ميزرا، الناشط البيئي من محافظة كربلاء.

ويضيف ميزرا في حديثه مع “طريق الشعب، ان “شط الهندية هو أحد فروع نهر الفرات ويقع في منتصف المسافة بين محافظتي بابل وكربلاء”.

ويقع مشروع سدة الهندية على نهر الفرات ضمن المياه التي يطلق عليها شط الهندية، وهو أحد أهم مشاريع الري وأقدمها في العراق. ونظرا لأهمية هذه السدة تاريخيا، قررت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) عام 2021 إدراجها في سجل التراث العالمي للري.

انخفاض منسوبها

يسكن علي ميزرا في بستان بقضاء الحسينية وهو أحد الأقضية المحيطة بشط الهندية، وبحسب تعبيره فإن البستان تعرض للجفاف وأصبحت أرضه غير صالحة للزراعة بسبب ارتفاع نسبة الملوحة فيه، إضافة الى تعرض مياه الشرب في المنطقة الى الشح.

وبالحديث عن أسباب انخفاض منسوب المياه في شط الحلة، يشير ميرزا خلال حديثه مع “طريق الشعب”، الى “قلة الامطار في فصل الشتاء، وتحديدا عند مناطق الفرات التي تعتبر الامطار فيها متذبذبة، وارتفاع درجات الحرارة، إضافة الى سوء تخزين المياه الفائضة عن الحاجة، لاستخدامها في أوقات الضرورة”.

ويذكر ميزرا وجود محاولات ومناشدات عديدة في السنوات السابقة من قبل اهالي المنطقة لإعادة الشط لحيوته السابقة وإيجاد حلول للجفاف الذي طاله، وهذه المناشدات لم تلقَ ردا حقيقيا سوى عمل بعض الكشوفات والترميمات البسيطة التي لا تنظر بعين الاعتبار، على حد وصفه.

وتحيط بشط الحلة مناطق ريفية وزارعيه عديدة، يسكنها الكثير من الفلاحين والمزارعين ومربي الحيوانات، الذين يعتاشون على مياه الشط، ما يجعلهم المتضرر الاول والرئيسي من الجفاف، اذ تعرضت محاصيلهم الزراعية للهلاك وتعرض الماشية الى النفوق، بحسب ما أوضح ميزرا.

انتشار الأوبئة

يقول حسين نعمان، أحد سكان منطقة الهندية، ان “انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات، لحقه ضرر في جميع الانهر الفرعية منها شط الهندية، الذي بات بؤرة لتجمع المياه الاسنة بعد تعرضه للجفاف”، مشيرا الى ان ذلك يهدد بانتشار الاوبئة فيه.

ويبين نعمان في حديثه مع “طريق الشعب”، ان “اطلاقات المياه انخفضت عما كانت في السابق، حيث تقدر الاطلاقات من فرع بني حسن 35 مترا مكعبا في الثانية، فيما اصبحت الان 7 أمتار مكعبة في الثانية فقط، اما في فرع الحسينية فكانت الاطلاقات فيه 37 مترا مكعبا في الثانية، وأصبحت الان 10 أمتار مكعبة في الثانية فقط”.

وضجّت منصات التواصل الاجتماعي، أخيرا، بعبارات غضب واستياء من قبل نشطاء بمجال البيئة، إثر تداول مقطع فيديو وثق تحول أطراف شط الهندية الى مكب للنفايات والمياه الاسنة.

وفي هذا السياق، يقول قائمقام ناحية الهندية، منتظر الشافعي، من جانب محافظة كربلاء، ان “هناك الكثير من العادات والثقافات غير الصحيحة، من بينها رمي النفايات بشكل عشوائي في الاماكن العامة”، مبينا الى انه تم توجيه ادارة البلدية باتخاذ الاجراءات القانونية بحق كل من يخالف ويرمي النفايات داخل المقطع النهري”.

وفي ما يخص المياه الاسنة التي ترمى في شط الهندية، يوضح لـمراسل “طريق الشعب”، ان “الأمر كان مؤقتا وتم إيقافه بشكل نهائي، والان ترمى فقط مخلفات الامطار التي لا تشكل خطرا عكس تلك التي تخلق مشكلة بيئية كبيرة”.

انخفاض الاطلاقات المائية

ويضيف ان “قضاء نهر الفرات يعاني من جفاف يمتد من ناظم سدة الهندية في جانب محافظة بابل، باتجاه محافظة كربلاء تحديدا في قضاء الهندية (طويريج)”، مشيرا الى ان الاطلاقات المائية قبل سنتين تقدر بـ 200 متر مكعب في الثانية. اما الان فتصل من 80 -90 مترا مكعبا في الثانية، وهو اقل من نصف النسبة السابقة”.

ويبين، أن منسوب نهر الفرات في قاطع شط الهندية منخفض بنسبة كبيرة، ويحوي ترسبات كثيرة في وسط الجزرة الوسطية المتواجدة، في منظر يصفه بالمؤلم، مشيرا الى وجود محاولات عديدة لوزارة الموارد المائية، شملت رفع الترسبات، لكن قلة الاطلاقات تحول دون نجاح هذه المحاولات.

ويكشف عن توقف العديد من الخطط الزراعية بسبب قلة الاطلاقات المائية، ما ادى الى توقف زراعة محصولي الشلب والحنطة بنسبة 90 في المائة، اما بقية المحاصيل الزراعية فاستمر بزراعتها لكن بصعوبة بالغة، اضافة الى توقف اخر لاح بعض شبكات مياه الإسالة التي أصبح من الصعوبة وصول المياه اليها.

ويتوقع أن يكون الصيف قاسيا، وربما ـ على أثره ـ يكون هنا عجز عن توفير مياه الشرب للمواطنين، اذا لم يكن هناك تحرك حقيقي.

ويطالب الشافعي بتكثيف اعمال الكري والتنظيف الخاصة بالمقاطع المائية، اضافة الى اعداد خطة عاجلة لزيادة الاطلاقات المائية من روافد نهر الفرات ودجلة، واشراك التقنيات الحديثة في عملية الزراعة.

 وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20 في المائة من موارده المائية، فيما أعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80 في المائة، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.