الانتاج (production) هو العملية التي يمارس فيها الناس، المرتبطون بعلاقات انتاجية معينة، انتاج الخيرات المادية على شكل وسائل انتاج وسلع استهلاك شخصي، ضرورية من اجل وجودهم. وفي عملية الانتاج يكيّف الناس مواد الطبيعة حسب حاجاتهم، وذلك عن طريق تغيير اشكال هذه المواد، وتغيير بنيتها الفيزياوية والكيمياوية، بالاعتماد على أدوات العمل.

وللإنتاج جانبان: القوى المنتجة في المجتمع، والعلاقات الانتاجية بين الناس. “ فلكي ينتج الناس يدخلون في صلات وعلاقات محددة، ومن خلال هذه الصلات والعلاقات الاجتماعية فقط تتحدد علاقتهم بالطبيعة، ويحتل الانتاج مكانه “ (ماركس، انجلز، المؤلفات، الجزء الخامس، الصفحة 429). ففي عملية انتاج الخيرات المادية، يدخل الناس في علاقات اجتماعية مع بعضهم بعضا، من أجل تحقيق النشاط المشترك. لذا يعتبر الانتاج اجتماعيا في جميع الظروف. والانتاج هو المرحلة المحددة للتبادل، والتوزيع، والاستهلاك. انه يحدد تطور المجتمع، والنظام الاجتماعي، والمذاهب الايديولوجية، والمؤسسات السياسية. فكما يكون عليه طابع الانتاج الاجتماعي تكون افكار المجتمع، ونظرياته، ومذاهبه، ومؤسساته السياسية. ويتحدد طابع الانتاج الاجتماعي بطابع الجمع بين قوة العمل ووسائل الانتاج. ثم ان الانتاج ليس شيئا لا يتبدل، بل انه يتطور ويتحسن باستمرار. فمع تغير الانتاج، وقبل كل شيء، تغيير أدوات الانتاج، وتحسينها، تحصل تغيرات في علاقات الناس الانتاجية. يتكون الانتاج الاجتماعي من قطاعين أساسيين هما: انتاج وسائل الانتاج، وانتاج سلع الاستهلاك الشخصي. ان الانتاج يتطور حسب فعل القوانين الاقتصادية الموضوعية الملازمة لكل اسلوب انتاجي. والاتجاه الاساسي في تطور الانتاج يمليه القانون الاقتصادي الخاص بكل اسلوب انتاج، على حدة.