اخر الاخبار

أرنبة أنفها الصغير محمرة من البرد ، وكف يدها اليسرى تتدفأ في باطن كف يد والدها ، وفي الأخرى تحمل لعبةً صغيرة ، وعيناها تحتضن ابتسامة طبيعية كأي طفلةٍ ، وهما في الطريق الى مكان ما في العشار ، الوقت هو احدى صباحات آذار . فجأةً تحولت ابتسامتها الى كركرةٍ ناعمة منغمة عندما شاهدت أحد المارة اختلَ توازنهُ بفعل قشرة موز ! سمة الشارع زحام أناس ومركبات وباعة متجولين ، سألت والدها المنشغل بالانتباه للعبور . سألت والدها :

- الى أين يا أبي ؟

- الى بيت الحزب ، انه العيد ! هيا اعبري .

في خضم ذلك الزحام دخلت معه ، جلست على الاريكة ووضعت لعبتها على المنضدة الواطئة أمامها بينما راح الحضور يلاطفها بكلمات مرحةٍ وهي تبتسم بفرح وخجل طفولي .

نهضت ووقفت امام والدها بشعرها الطويل المضفور تزينه اشرطة حمراء مرتبة بأناقة وسألته :

- بابا هذا هو بيت الحزب ؟

أجابها : نعم . وببساطة لا تخلو من الطرفة الذكية سألته ثانيةً :

- لعد وين الحزب ؟

- ضحك الرجال المعنيون وقالوا :

- نحن وكل الناس الحزب ! نهض احدهم محتضناً إياها ، وهو يقدم لها برتقالة .

خرجت تتقافز امام والدها بين زحام الداخلين لذلك البيت وهي تلوح بيدها الناعمة مودعة إياهم ضاحكة بفرح ربما أرادت ان تقول :

- كل أيامكم برتقالة ومحبة.

عرض مقالات: