اخر الاخبار

منذ اللحظة الأولى التي انبثقت فيها فكرة تأسيس الحزب الشيوعي العراقي قبل أكثر من تسعين عاماً شعّ ضوءٌ ملأ الآفاق فتلألأت نجومٌ وكواكب في سماوات الشموخ والكبرياء لتظلّ مناراً يهتدي به الماشون على الدرب، غارسين بذور محبّتهم للناس والوطن في كل زمان ومكان .

ذكر الاستاذ فخري كريم في مقدّمة ( تحت أعواد المشنقة ليوليوس فوتشيك ) ان أحد الرفاق الذين كانوا بين المنتظرين في زنزانات الاعدام ، ونفّذ الاعدام بهم لاحقاً – كتب يقول: أواجه حبل المشنقة وقلبي مفعمٌ بما مثّله الحزب لي وما تشرّبتُ به من قِيَمٍ ومبادئ.

هكذا بطولة لن يصنعها الاّ الذين تشرّبت نفوسهم وقلوبهم بالقيم المثلى والمبادئ الانسانية الحقيقية، التي زرعتها أفكار وثقافة الحزب وسقتها دماء ابنائه البررة التي سُفِكت على مذبح الحريّة والعيش بسلامٍ وسعادة .

لو لم تكن قيم ومبادئ سامية وشامخة وذات مغزىً انسانيٍّ كبير لما تغلغلت في النفوس والضمائر وأضحت فناراً للنفوس والأرواح التائهة كسفينة في بحرٍ متلاطم الأمواج تضربها الأعاصير والعواصف.

يقول “فوتشيك” في ( تحت أعواد المشنقة ) وعبر وصاياه العشرة قبل اعتقاله بثلاثة اشهر، ثم تعذيبه ابشع تعذيب واعدامه على ايدي الغستابو: نحن الشيوعيين نكوّن الجيش الاستراتيجي البروليتاري العظيم ، نحبّ الحياة، لذلك لا نتردد في المخاطرة بحياتنا لكي نشعل ونمهّد الطريق نحو حياة حقيقية حرّة كاملة وسعيدة، تستحقّ هذا الاسم. ابداً لن يضنّ أو يبخل الشيوعيون بأية جهود أو تضحيات في كفاحهم من أجل حياة انسانية حقاً .

نحن الشيوعيين نحبّ الانسان، فكلّ ما هو انساني ليس غريباً عنّا، واننا لنعرف قيمة المسرّات الانسانية ونعرف كيف نقدّرها، نحبّ الحريّة ونسعى لتحقيق حريّة البشرية كلّها، نحبّ العمل الخلّاق ونحبّ النمو البنّاء الذي يشكّل مستقبل البشرية.

نحن الشيوعيين نحبّ السلام ونكافح من أجل تحقيقه..

هكذا مبادئ وأهداف ونُبلٌ أخلاقي وانسانيّ عالٍ كيف لا يعتنقها الانسان الساعي الى تحقيق العدالة والحريّة والمساواة، التي تسكن كل مسامات جسده وروحه ليتشرّب بها ويسير على هديها؟

لقد سكنت نفوس الشيوعيين منذ اكثر من تسعين عاماً فساروا على ضوئها، وقاوموا الأعاصير والعواصف والمؤامرات التي اعترضت دربهم ليعتلوا المشانق والمقاصل من أجلها مردّدين: الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق .

فتظلّ هذه الصيحة هادرةً في سماء الوطن، معلنةً في كلّ لحظةٍ عن ولادةٍ جديدةٍ لحياةٍ أسمى وافضل وأبهى.

كم أراد الآخرون من الأعداء والحاقدين والمناوئين تكسير همّتهم ووضع العراقيل والعثرات في دربهم، ومحاربتهم بكلّ ما عرف من وسائل الترهيب والقمع والتعذيب والتنكيل والقتل، لكنّهم في كل مرّة كانوا ينهضون أقوى عزيمة وأصلب عوداً وشكيمة.

انّهم عنقاء هذا الزمان، لن تموت فكرتهم ابدا، بل تسمو شامخة كالجبال ومتلألئة كالنجوم ، بذور تحت الارض تنمو مع كل قطرة مطر.

وهاهم اليوم يجتازون التسعين عمراً مطرّزاً بالبطولات، رايتهم حمراء خفّاقة في الأعالي، ترسم لوحةَ وطنٍ حرّ وشعبٍ سعيد .

عرض مقالات: