اخر الاخبار

حول العلاقات العراقية التركية

اهتم العديد من الصحف والمواقع العالمية مؤخراً بالتطور الذي تشهده العلاقات العراقية التركية، على مختلف الاصعدة، والذي عكسته الزيارات الرسمية المتبادلة وعلى أعلى المستويات بين البلدين.

زيارة أردوغان في الميزان

فلصحيفة العربي الجديد الناطقة بالإنكليزية، كتبت يلينا جوستولي، مقالاً أشارت فيه إلى أن أبرز أهداف الزيارة المتوقعة أواسط هذا الشهر، يتمثل في سعي أنقرة لإضفاء الشرعية على عملية واسعة النطاق محتملة في شمال العراق ضد فصائل حزب العمال الكردستاني والتوصل لتسوية الخلافات التي تعيق ذلك والمتعلقة بالموارد المائية وصادرات النفط. واستشهدت جوستولي على استنتاجها بنجاح وفد تركي رفيع المستوى، كان قد زار بغداد الشهر الماضي، في اقناع حكومتها بفرض حظر على الحزب المذكور، واعتباره تهديدا أمنيا لكل من تركيا والعراق.

واضاف المقال بأن حكومة أردوغان ليست مستعدة لعملية سلام مع حزب العمال الكردستاني، الذي أدى القتال معه إلى مقتل 30-40 ألف شخص، والذي ما زال مستمراً رغم تغيير الحزب الكردي لنقاط انطلاق عملياته إلى الأراضي العراقية، وهو ما دفع وزير الدفاع للإعلان جهاراً عن خطة أنقرة لإنشاء مركز عمليات مشتركة مع بغداد.

مصالح واسعة

ونوّه المقال بوجود عدد من المصالح المشتركة بين البلدين، بما في ذلك الموارد المائية وصادرات النفط عبر خط أنابيب كركوك-جيهان، والموقع الذي تحتله تركيا كأحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للعراق. كما إن من المرجح – حسب المقال - أن يتصدر إنشاء طريق تجاري بديل يربط دول الخليج العربي بتركيا ومن ثم أوروبا جدول الأعمال الاقتصادي خلال الزيارة، وهو ما عُرف باسم مشروع طريق التنمية او «طريق الحرير الجديد».

مشاكل كبيرة

ورغم ذلك فإن هناك مشاكل كبيرة بين البلدين تستدعي المعالجة، ومن أبرزها مسألة المياه الحيوية للغاية بالنسبة للعراق، لا سيما في ضوء المخاوف المتعلقة بتغير المناخ والنزوح المتزايد للسكان بسبب الجفاف. وترتبط المشكلة بسعي العراق إلى الحصول على حصة عادلة من المياه من نهري دجلة والفرات، بعد ان قامت تركيا ببناء العديد من السدود عليهما. كما إن هناك مسألة خط أنابيب النفط كركوك-جيهان، وهو أكبر خط أنابيب عراقي وحيوي للصادرات من إقليم كردستان، والذي تم إغلاقه منذ آذار من العام الماضي بعد حكم محكمة التحكيم الدولية، مما كلف إغلاقه العراق، ما بين 1 و12 مليار دولار.

تعنت مشوب بالود

وتوقعت الكاتبة ان لا يبدي أردوغان مرونة في مباحثاته مع مضيفيه فنقلت عن دبلومسي تركي قوله بأن من المهم بالنسبة لبغداد أن تستقبل الرئيس أردوغان أكثر من أن يقوم الرئيس أردوغان بنفسه بزيارة بغداد، التي عليها حسب تعبيره أن تقدم شيئاً حقاً، مستنتجة بأن ما تعنيه الزيارة لأنقرة السماح لها بالحصول على نوع من الأساس القانوني لعملياتها الجارية.

تداخل الأمن والاقتصاد

ولموقع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، كتب ادريس اوكودوكو مقالاً حول الموضوع أكد فيه على سعي تركيا زج مشروع طريق التنمية في استراتيجيتها للقضاء على حزب العمال بالقوة المسلحة. وشدّد المقال على أن أنقرة تعمل على إقامة قواعد دائمة لها في الاراضي العراقية وإنشاء ممر أمني بطول 30 إلى 40 كيلومترا عبر حدود البلاد وتحقيق السيطرة الكاملة عليها، وفتح معبر حدودي جديد في المثلث التركي العراقي السوري، في محاولة لتجاوز إقليم كردستان.

التنافس على النفوذ

ووفق الكاتب فإن تفوق أنقرة في المنافسة مع طهران على النفوذ في البلاد، يعّد ايضاً من فقرات الإستراتيجية التركية، حيث تأمل الحصول على حصة كبيرة من الاستثمارات الأجنبية وإعادة إعمار البصرة والديوانية والنجف وكربلاء وبغداد والموصل وأربيل، وقطع الأراضي بين الأكراد العراقيين والسوريين، وخلق ركائز «مشروعة» في المنطقة لإقامة اتصال مباشر مع سكانها، المماثلين لها في القومية أو المذهب الديني، حسب تصورها. ورأى الكاتب بأن بقاء الخلاف بين الأحزاب الكردستانية مستعراً قد يخدم هذه المساعي بشكل ما.