اخر الاخبار

المفارقة الاولى ان كل الحروب الكارثية تسبقها مفاوضات، وسط اجمل العبارات عن النوايا الحسنة، وجدوى السلام، ونبذ لغة التهديد، وشتم سياسات قصر النظر والتهور، ثم، فجأة يبتلعون كل ماقيل، ويرتدون دروع القتال، فتنطلق صفارات الإنذار، ويُحشر السكان في الملاجيء التي لا تتسع لهم فيما تبقى الاعداد الغفيرة منهم تحت رحمة الطائرات المغيرة وراجمات الاساطيل والدبابات، وتمتليء الشوارع وبرادات المستشفيات بالجثث .. هل تتذكرون مفاوضات الرياض بين عزة الدوري وصباح الاحمد قبل ساعتين من غزو الكويت في 2 آب 1990، وحدث ما مجموعه مائة الف ارملة ؟ وهل نسينا سلسلة التفاهمات والوفود المتبادلة بين روسيا واوكرانيا عشية انهيار خط الهدنة بين البلادين في 24 شباط 2022 وذلك امام حربٍ عبثية تنهك الجانبين وتهدد سلام العالم؟.

والمفارقة الثانية ان وراء كل حرب ثمة حماقة تسكن عقل مسؤولٍ، شاءت الاقدار ان يملك عود الثقاب، حيث يطلقه على اكوام القش والضغائن، وهي مفارقة سجل الانتساب لها الالاف من الحمقى منذ حرب داحس والغبراء حين فقد النعمان بن المنذر زمام اعصابه ليأمر أتباعه بشن حرب على جيرانه بني ذبيان دامت اربعين سنة جاهلية. اما المفارقة الثالثة، ونحن نتابع حمية إشعال الحرب بين امريكا وايران فقد جاءت في رواية "نجمة" للجزائري كاتب ياسين بالقول " ان المنتصرين والمهزومين يخرجون عادة في غنائم حرب".

*قالوا:

"لا أدري من باع الوطن، لكن أعرف من دفع الثمن"