ما زلنا نعمل بحسن نية وضعف الاهتمام بأسرار كرة القدم التي أصبحت اليوم علماً ودراسة واهتماما دوليا متزايدا حتى صارت الكثير من بلدان العالم، تعطي لكرة القدم كلّ شيء ولعموم الرياضة اهتمامات كثيرة. أما نحن فما زلنا نرى انها لعبة فقط ومنافسات عابرة يلعبها الشباب ويمارسها الهواة لا اكثر ولا اقل.
بعض البلدان المتقدمة صارت تولي الرياضة والألعاب ومنها كرة القدم اهتمامات كبيرة ورعاية اكبر. وكنا قبل أيام في ندوة حوارية حضرها نخبة من نجوم الرياضة من المختصين والاكاديميين والصحفيين لمناقشة السحبة الآسيوية لكأس العالم وإمكانية تأهل منتخبنا العراقي للمرة الثانية بتاريخه في هذه البطولة. وتطرق البعض من المختصين لقضية مهمة وحساسة وهي عدم معرفة لاعبنا بالخبرة والتجربة المناسبة في هكذا تجمعات رياضية عالمية. واكد البعض أهمية تزود لاعبينا وأبطالنا بثقافة التعرف الى السلوكيات والمعارف المهمة لهذه التجمعات واللقاءات الرياضية وعدم التصرف بشكل ارتجالي وباسلوب رد الفعل، لان هذه التصرفات ستسبب خسائر لفرقنا، وقد تطرق الدكتور هلال عبدالكريم الأستاذ بكلية التربية البدنية وعلوم الرياضة الى أهمية وضرورة وجود دكتور اختصاص في علم النفس الرياضي، لان وجوده يساهم في إعادة البناء الرياضي النفسي لمجموعة لاعبي الفريق العراقي الوطني. واكد الدكتور هلال ان تجربة الفريق العراقي في بطولة خليجي 25 وفي مباراة الأردن هي تجربة واضحة مع اللاعب ايمن حسين، لاننا نفتقد الخبرة الكافية في هكذا تجمعات إقليمية ودولية. واليوم نحن نخوض تجربة جديدة وعلى ملاعبنا؛ فالواجب يتطلب منّا الاهتمام باعداد لاعبينا وسلوكهم وتصرفاتهم، لأن كل شيء محسوب علينا، مثل التأخير في الملعب والكلام غير المحسوب والالفاظ غير المحترمة والحركات غير الدقيقة والقابلة للتفسير المعكوس، هذا ما يظهر لدينا في هكذا تجمعات وبطولات، وهذا الدرس يجب ان نتعلمه ونعرف اسراره ومن خلال تواجد المختص مع الفريق ومعرفة المدرب وطاقمه المساعد الحد الأدنى من المعلومات الخاصة بعلم النفس، وأن تواجد المختص مع الطاقم التدريبي سيسهم في تجاوز اللاعبين والفريق المواقف الصعبة والحالات الاستثنائية والعقوبات التي يحتمل مواجهة اللاعبين لها. وهنا لا ننسى التصريحات الإعلامية للاعبي الفريق وادارته وضرورة معرفة اسرار تلك التصريحات وما هو المقبول منها وما هو المرفوض فيها. وممكن ان يقدم المختصون بعلم النفس على شكل محاضرات ولقاءات مع الجماهير الرياضية للتعريف بما هو مسموح او ممنوع في التشجيع والهتافات التي تحتمل التأويل والتشويه، لان هذه المرحلة التي سنواجهها مع الاشقاء والأصدقاء وتلك اللقاءات الحاسمة هي منافسة شديدة وسعي لكسب نقاط المباريات وبالتالي الحق كل الحق التأهل الى نهائيات كأس العالم 2026، ومن اجل تحقيق انجاز عراقي ونقلة كروية عراقية، فالمطلوب هو السعي والاجتهاد من اجل تجاوز الأخطاء وكسب النقاط والفوز على المنافسين. على ان لا ننسى اخلاق الرياضة وقيمها وأهدافها السامية.. وأقول لاحبتي في الاتحاد العراقي لكرة القدم عليكم بطبيب نفسي متخصص في علم النفس فهو لا يقل حاجة عن المدرب او مساعده، لانه يقدم المشورة والدعم في ساعات الضيق والحاجة ومشوراته وعلاجاته تصب في مصلحة اللاعب والفريق.. ولنا عودة.