جرّب ان تتحدث عن وجود مافيات تدير مفاصل مهمة وحساسة في الدولة امام اهل الحُكُم، او سادة تبرير الفساد، فسيعترضون كلامك بالقوانة المتكررة، بان كل دول العالم تعاني من سطوة المافيات وانتشار جرائمها، بما فيها دول الغرب والولايات المتحدة حصرا، الامر الذي يعني القبول بنشاط مافيات في كواليس العمل السياسي وفي اسواق المال، وعقود المشاريع، والوزارات، ومجالس المحافظات، وخدمات الإعلام، والقضاء، والامن، والعلاقات مع الدول، وليس ثمة مبالغة في القول بان مافيات مدللة تقرر سياسات ومواقف تتسم بالخطورة، وتقوم باعمال التهريب بواسطة اقنية الدولة والنهب والسطو المنظم، وجميع هذه المفردات تقع تحت موصوف الجرائم.
المافيات في التعريف المدرسي "جماعة سرية لأعقد اشكال الجريمة المنظمة من اصحاب النفوذ والقوة" ومع هذا لم يعد احدٌ (في العراق) يتحرج من الكلام عن وجود مافيات تقوم بإيصال اشخاص الى أعلى المناصب، بل ان الامر وصل حد الحديث، بالصوت والصورة، عن مافيات متخصصة بالانتخابات تتحالف وتتخاشن وتتداخل وتتقاتل في ما بينها، وهذه هي مناسبة الحديث هنا.
*قالوا:
"اليدري يدري".
مثل عراقي