قبل يومين كنت راكباً سيارة تاكسي، فأخذ السائق يتحدّث عن الانتخابات ويشير الى بعض الصور المرفوعة الآن، قائلا : لن أذهب إلى الانتخابات والوجوه هذه نفسها، سألته : لماذا؟!
قال : ذهبت إلى مكتب المفوضية لاستلام بطاقتي، وبعد خروجي سمعت أحدهم ينادي: من فضلك عندي كلام معك، وأقبل عليَّ قائلا : تبيع بطاقتك بــ 250 ألف ؟ أجبته : لماذا؟ فقال: حتى لا تتعب وتروح للانتخابات وتحتار تنتخب مَنْ، هناك واحد خَيِّر وطيّب و(خوش) إنسان يشتريها منك. قلت: يعني يشتري صوتي ؟ أجاب بنعم ، فقلت له : إذا الرجل خوش إنسان ، يحتاج يشتري أصوات الناس؟ هي الناس تنتخبه. فقال : يضمنها من الآن ! قلت: أفضل له أن يضمن ضميره أولاً ويهتم بخدمة الناس والوطن، فهما أسمى من كل شيء. وأقسمت ساعتها بعدم الذهاب للانتخابات.
خلال حديث السائق كنت أفكّر بالوطن وإلى أين ستؤول أموره إذا كان مَنْ يريد أن يرشّح نفسه لخدمة الناس كما يقول، يريد ضمان الأصوات بالمال! أيعقل هذا ؟ أيعقل أن نفكّر بفوزنا عن طريق شراء الذمم، دون الرجوع إلى منطق العقل والضمير الحقيقي ؟!
إذا كان المرشّح يبحث قبل كل شيء عن مصلحته الخاصة جداً، فكيف سيخدم الناس ومصالحهم بعد فوزه ؟!
لن تنتهي منظومة الفساد والحال كما هو عليه في كل انتخابات ، لذلك انتفض شبابنا في تشرين وقدّموا أرواحهم ودماءهم من أجل الوطن ، وكان شعارهم :أريد وطناً!
وصوناً لهذا الشعار والثبات على مبادئ تشرين ودماء الشهداء، أعلنّا من جانبنا المشاركة في هذه الانتخابات، رافعين شعار البديل للتغيير حتماً، كي لا تتكرر الوجوه نفسها، ولا تظلّ سوسة الفساد تنخر في مفاصل البلاد، والسلاح المنفلت يلعب بأيدي القتلة وبائعي الضمير!
علينا أن نفكّر بالمواطن والوطن قبل كل شيء، وبتقّبلهم لنا وثقتهم بنا وذهابهم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب نزاهتنا وإخلاصنا ووفائنا وخدمتنا الحقيقية للشعب والوطن!
علينا أن نفكّر بحل أزمات البطالة والكهرباء والماء والخدمات والسكن والمجاري والشوارع والتلوث وغيرها !
وعلينا من ثم أن نحفظ اصواتنا لمن يستحقّونها ولا نبيعها لمن هبّ ودب من تجار السياسة والاصوات الانتخابية!