الفقرة المنسية
نفذت طائرات الجيش التركي غارات جوية مكثفة على قرى بلافة وكوهرزي ونهيلي في سلسلة جبل متين، محافظة دهوك، وعلى قرية "شينكيي" في منطقة "شاربازير" بأطراف محافظة السليمانية، وذلك في سياق انتهاك صارخ لسيادتنا وعدوان يومي متواصل لأكثر من شهرين على مواطنينا. هذا وفي الوقت الذي تُسبب فيه هذه الاعتداءات تهديداً مستمراً لأمن القرى الكردستانية، مدمرة أراضيها الزراعية ومواشيها وممتلكاتها وملحقة بصفوف سكانها خسائر كبيرة، أجبرت الآلاف منهم على النزوح، يتساءل الناس عما إذا كان "أولو الأمر" عندنا قد نسوا تضمين أمن مواطنيهم في مذكرة التفاهم الأمني التي وقعوها مؤخراً مع أنقرة.
لماذا السرية؟!
كشفت وكالات الأنباء عن منح الحكومة عقد شراكة كاملة في الأرباح مع شركة بتريتش بتروليوم النفطية تشمل واردات استثمار الحقول العملاقة للغاز والنفط في محافظة كركوك، وذلك في مسعى منها لجذب الشركات الغربية مرة أخرى لسوق النفط العراقي بعد موجة من الانسحابات المستمرة. هذا وفي الوقت الذي تنتقص فيه هذا الشراكة من ملكية العراق الخالصة لنفوطه وغازه، تؤكد على أن فشل منظومة الحكم في برامج الاستثمار لا يعالج إلاّ بتحقيق الأمن والإستقرار الحقيقي ومحاربة الفساد والابتزاز وحماية مصالح البلاد وضمان تكافؤ الفرص بين الكوادر، إضافة إلى التعامل بشفافية مع قضايا البلاد الخطيرة.
خدمات مسيّلة للدموع!
أعلنت سلطات كوريا الجنوبية عن بيعها مليون قنبلة غاز مسيّل للدموع إلى العراق، الذي صار أكبر مستورد لهذه القنابل، الخاصة بقمع التجمعات والتظاهرات الجماهيرية المطالبة بحقوق المواطنين أو المحتجة على القمع والفساد والإستبداد. هذا وفي الوقت الذي يعرف فيه الناس بأن جرائم الاضطهاد لا تسقط بالتقادم وأن لا أمن إلاّ بالحرية والعدل، بلغت تكاليف هذه الصفقة ما يقارب 50 مليون دولار، أي ما كان يكفي لإطعام 20 ألف عراقي جائع لمدة عام كامل أو لإسكان 200 عائلة مشردة، إضافة لتجنب ارتكاب جرائم قتل المئات وربما إصابة الآلاف بالتشويه والعمى كما حدث لمنتفضي تشرين البواسل.
أقوى من الدولة!
اعترف مجلس محافظة بغداد بعدم إمكانية تطبيق تجربة العدادات في منطقة دون أخرى، مشيراً إلى وصول ما يقارب 600 شكوى شهريًا إلى المحافظة، تظلماً ضد أصحاب المولدات الذين سبق ونصبوا عدادات كهربائية. هذا وفيما كرر المجلس تهديداته باتخاذ الإجراءات المناسبة ضد المتعهدين المخالفين للتعليمات المحددة، تساءل الناس عن مصير تهديداته السابقة وعن السبب في عدم تنفيذ قرار حكومي بتسعير الامبيرات وعن سر قوة هؤلاء المتعهدين، الذين يستغل معظمهم فشل الحكومات في تأمين حق المواطنين بالحصول على الطاقة الكهربائية، فيفرضون عليهم أسعاراً باهظة لا يمكنهم رفضها في ظل حرارة الصيف العراقي اللاهب.
انطوا صبر شوية!
أعلنت لجنة النزاهة النيابية عن تراجع بعض مجالس المحافظات عن القرارات التي أصدرتها بمنح امتيازات وشراء سيارات وتخصيص قطع أراضٍ لأعضائها، نتيجة للضغوطات الشعبية ولقيام ديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة بمتابعة صرف الموازنات. هذا وفيما لم تمض سوى أشهر معدودة على "انتخاب" هذه المجالس، في انتخابات عزف عن المشاركة فيها 80 بالمائة من الناخبين، تعيد بعض منها تجربة سابقاتها في إهمال حقوق ومطالب المواطنين والتركيز على المنافع الخاصة والاستغراق في الفشل والفساد وهدر المال العام، وهو ما سيعزلها عن الناس ويثير غضبهم عليها ويفجر انتفاضة جديدة كالتي أطاحت بشبيهاتها من المجالس السابقة.