كان الجمهور الرياضي العراقي نموذجاً للجمهور الملتزم والمنضبط وكثيراً ما وجدناه مندفعاً للفريق المنافس لأنه يؤدي ويلعب بشكل جميل وأداء نظيف هذا كان قبل عقود. لكن الظروف غير الطبيعية والتعصب والحروب التي مرت على الشعب والوطن خلقت ظروفاً جديدة وسلوكيات منفلتة وانعكس كل ذلك على الجماهير الرياضية ومنها جمهور الملاعب الذين بدأوا يتصرفون بحدة وتعصب خاصة بعد أن تدخل البعض من المسؤولين ورجالات الدولة في قيادة المؤسسات الرياضية. وهنا وجدنا البعض من المعنيين وأبناء النظام قد أقحموا أنفسهم بتلك المؤسسات الرياضية وقادوها مضافاً إلى ذلك الحروب العبثية وعسكرة المجتمع، كل ذلك ساهم في خلق الكثير من الحالات العدوانية والانفلات والتحدي، ومع التغيير الذي حل بالوطن في 9/4/2003 وانتشار الإرهاب والطائفية والحزبية الضيقة والجريمة المنظمة، كل ذلك أدى إلى المساهمة بنشر تقاليد طارئة على مجتمعنا وأخلاقياته ومنها انتشار (المخدرات) (وحبوب الكبسلة)، وهذا ما انعكس على جماهير الرياضة وخاصة كرة القدم مما أدى إلى التمرد والعصيان، حيث شهدت ملاعبنا ظاهر جديدة وطارئة مع غياب المراقبة والتفتيش. ومن أجل إعادة النظام والهدوء والسيطرة يتطلب منا رسم سياسة جديدة ووضع حلول عملية لفرض النظام والسيطرة من خلال نشر قوة أمن الملاعب بالملابس المدنية يكون واجبها الأساسي فرض النظام والهدوء في مدرجات الملاعب ومراقبة الجمهور الحاضر وعدم السماح للمتفرجين بالهتافات التي تحمل نفساً طائفياً وبعداً عنصرياً، لان توجيهات المؤسسات الدولية لا تسمح بشعارات طائفية وعنصرية، وهذا ما نجده منتشراً هذه الأيام في ملاعبنا، الأمر الذي قد يعرض اتحادنا ولجنتنا الأولمبية إلى الحساب والعقوبات والحرمان من المشاركات الرياضية التي تقام حتى في الملاعب الأخرى، لهذا نجد أن الواجب الوطني يتطلب منا وبالأخص جمهورنا الرياضي الحاضر إلى ملاعبنا بالالتزام والانضباط بالهتافات والأهازيج والابتعاد عن تلك الهتافات والشعارات الطائفية والعنصرية والدينية، وعلى جمهورنا الالتزام بالانضباط العالي والعمل على رفع الشعارات الوطنية والرياضية والتي تدعو للوحدة الوطنية والالتزام بالقيم والأخلاق الرياضية العالية، وأن يبقى التشجيع خاصا باللعبة والابتعاد عن كل ما يسيئ إلى اللعب الجميل وإلى كل ما يسيئ للفريق المنافس، فالواجب الوطني يتطلب منا الترحيب بالجماهير الحاضرة وإبعادها عن كل ما يعكر مزاجها وانسانيتها، خاصة وأن المنافسات الرياضية أخذت بالتزايد وزيارات الوفود الرياضية صارت تقليداً وممارسة متواصلة وأن ترافقها سلوكيات منضبطة وأن تبقى القيم الأخلاقية سيدة الموقف، فعلى الجمهور الرياضي أن يبقى ملتزماً ومنضبطاً ومرحباً بقيم الرياضة في 10/9 وستكون المباريات الأولى هي فرصة أكيدة لتحقيق النتيجة المهمة في افتتاح المرحلة الأولى من تصفيات كأس العالم (2026) وستكون هذه المباراة وتابعتها الثانية امام المنتخب الكويتي الشقيق. ستكون حافزاً ودافعاً لفريقنا الوطني لان يقدم المستوى اللائق الذي يليق بالعراق وطناً وشعباً.
نقول لأحبتنا لاعبي فريقنا الوطني عليكم أن تقدموا صورة زاهية عن آمالكم وأمانيكم في إضافة انجاز عراقي جديد يليق بشعبنا ووطننا. وهنا نهيب بجمهورنا الرياضي والحريص على سمعته ووطنه أن يتعامل مع ضيوفنا من الأشقاء العرب بحب واحترام والابتعاد عن كل ما يعكر المزاج والحساسيات والهتافات والأهازيج التي تثير المتنافسين من الأشقاء والأصدقاء، وعلينا ان نؤكد للجميع بأنهم أهلاً للدار وهم في وطنهم ولنرفع راية الحب والاحترام والسلام والتصفيق للفائز بروح رياضية.