خراب المستقبل
حل العراق في المراتب الأخيرة، بين 142 دولة أجرت فيها مؤسسة غالوب استطلاعاً حول الرفاهية والصحة العاطفية التي يتمتع بها الأطفال ومستوى معاملتهم بكرامة تمنحهم الفرصة للتعلم والنمو. واستند التقرير في تقييمه على واقع الأطفال ممن لا تتجاوز أعمارهم 15 عاماً (نسبتهم 40 في المائة من شعبنا) ومستوى التنمية الجماعية والفردية ونصيب الفرد من الناتج الإجمالي ومقدار ما تنفقه الدولة على صحته وتعليمه. هذا وفي الوقت الذي تتسع فيه ظاهرة تعذيب الأطفال والعنف الأسري والتسرب المدرسي، ويتفشى فيه تعاطي الصغار للمخدرات، يشتد بحث الناس عن خلاص من هذا الخراب الذي ينذر بمستقبل قاتم.
درس الحساب في مجلس النواب!
بررت رئاسة مجلس النواب رفضها لطلب تقدم به 124 نائباً، وطالبوا فيه بعدم إدراج القراءة الثانية لتعديل قانون الأحوال الشخصية على جدول عمل المجلس، بوجود طلب أخر مقدم من 100 نائب، يطالبون فيه بإدراج القضية على جدول العمل. وفي الوقت الذي عكست فيه مجريات الجلسة تحيّزاً صارخاً للرئاسة لصالح أصحاب الطلب الثاني وعدم اكتفائهم بإدارة النقاش فقط بل وبمشاركتهم في الدفاع عن التعديلات التي سببت شرخاً كبيراً في البرلمان والمجتمع، اقترح الناس مخصصات إضافية للمجلس لتغطية درس في الحساب يتعلم به البعض بأن الرقم 124 أكبر من الرقم 100.
نتائج "طبيعية"
نقلت الأنباء مجموعة من المؤشرات الخطيرة التي اتسم بها عمل مجالس المحافظات منذ انتخابها، العام الماضي باقتراع قاطعته الأغلبية الساحقة من الناخبين. وتمثلت بعض هذه المؤشرات بإجراء تغييرات إدارية لتنصيب الأزلام، وتهديد أعضاء المجالس بالتصفية بالطائرات المسيرة إذا ما رفضوا الرضوخ لأوامر الأسياد، وابتزاز بعضهم بأفلام مخلة بالحياء سُجلت لهم، أو افتتاح نشاطات المجالس بتوزيع الهبات والعطايا كالسيارات وقطع الأراضي السكنية. الناس الذين لم يشهدوا أية منجزات لهذه المجالس حتى الآن يعربون عن ادانتهم لقيام المتحاصصين بتشويه فكرة مجالس المحافظات كمفصل مهم من الإدارة اللامركزية، يضمن حياة ديمقراطية وعدالة وحريات، ويستجيب لما يحتاجه المواطنون من خدمات.
من المسؤول؟!
كرر البصريون من جديد شكواهم من الغازات الملوثة والانبعاثات الناتجة عن الأنشطة الصناعية والنفطية، والتي تشكل أكبر التحديات البيئية التي تواجه محافظتهم، مسببة الموت والاختناق للأطفال وكبار السن. هذا وفي الوقت الذي يعترف فيه محافظ المدينة وكبار المسؤولين فيها بمسؤولية تلك الانبعاثات عن ارتفاع مستويات تلوث التربة والماء والهواء وعن الكم الهائل من عدد المصابين بالسرطان وامراض الجهاز التنفسي والحساسية وغيرها، لا يتصدى أحد لمهمة إلزام الشركات النفطية بإلإجراءات العالمية المتبعة لحماية البيئة، وتحميلها مسؤولية تطبيب المرضى والمساهمة في حل مشكلة القرى المتضررة والقريبة من الأبار، وعدم التكتم على هذه الجرائم بحجة تشجيع الاستثمار.
الستر واجب
أكد أحد النواب على أن تأجير كراج المطار بمبلغ 70 مليون دينار سنوياً لا يتناسب مع قيمة إيراداته التي تقدر بمليارات الدنانير، داعياً إلى إعادة التفاوض حول العقد لشبهة فساد فيه، في وقت ذكر فيه مراقبون بأن المستثمر يستوفي 2.5 مليار دينار شهرياً من مستخدمي الكاراج الثابتين، مما يعني أنه يستعيد قيمة الإيجار السنوي في أقل من يوم واحد. هذا ورغم كل الخطايا التي يُعلن عنها أو التي لازالت غير معروفة عن مطارنا "المفدى"، هناك من "أولي الأمر" من لازال يحمي الفاسدين فيه، ربما لأن كل البشر خطاؤون، وخيرهم من يدفع أكثر ليحصل على الستر والعافية.