أيام زمان كان الجمهور الرياضي يشجع ناديه بلا تعصب ولا انحياز، بل حباً بلعبة كرة القدم ولاعبيها وتشجيعاً لفريق يعشقه ويحبه، وكانت الجماهير تحب الأداء الجميل، لكن تدخل البعض من المسؤولين في نتائج المنافسات والانحياز لفرق دون غيرها، مما خلق واقعاً جديداً عنوانه التعصب الأعمى لفرقها وأنديتها.
ومع دخول الاحتراف إلى أنديتنا اشتدت المنافسات وحصلت تحولات كبيرة في دعم الفرق وتشجيعها، وعلى هذا الأساس تشكلت روابط المشجعين، التي بدأت تعطي ملاحظاتها وأفكارها لفرقها من حيث اختيار اللاعبين الذين يتوجب التعاقد معهم، والبعض الآخر منهم يقترح هذا المدرب او ذاك!
إلا أن الأحوال بدأت تأخذ منحى آخر وبأشكال مؤسفة وليس مجرد مقترحات ووجهات نظر، بل وجدنا أن بعض الروابط وجماهيرها تتدخل وحسب أمزجتها على هذا اللاعب او ذاك وتتدخل في تعيين هذا المدرب وترفض ذاك، ونجد أن البعض من الجماهير تطالب بإقالة هذا المدرب لأنه خسر مباراة واحدة! وتطالب بإبعاد المدرب الحريص الذي يرفض التدخل بشؤونه ولا ينفذ مطالبهم.
وهنا يكمن لب المشكلة، فالجمهور يريد طلباته وحسب ما يشتهي والمدرب يفكر بمصلحة الفريق ولاعبيه وجاهزية هذا اللاعب وعدم جاهزية غيره.
جمهورنا العزيز، نعرف جيدا مقدار حبكم وتشجيعكم لفرقكم، أطالبكم بأن تحرصوا على فرقكم فلكم الحق في إبداء الرأي والمشورة، اما القرار فللهيئات الإدارية وعليكم ان لا تتجاوزا الحدود المرسومة لكم، فللمدرب الحق في إصدار كل القرارات المناسبة متى ما وجد ذلك مناسباً.
نتمنى منكم ان تدعو المدرب يعمل لأكثر من سنة حتى نستطيع الحكم عليه وعلى قابلياته التدريبية والفنية، وهذا التوجيه أضعه أمام كل روابط المشجعين وجماهير الأندية، بعدم التسرع في الحكم على قدرات وامكانيات المدربين، بعد خسارة مباراة او اثنتين! لذا يجب ان نمنح المدربين الوقت الكافي للإفصاح عن قدراتهم وامكانياتهم التدريبية.