اخر الاخبار

في عام ٢٠١٣ صرح احد المسؤولين بان العراق سوف يسد حاجته ويصدر الفائض الى دول الجوار.

وفي عام ٢٠٢١ قال مسؤول اخر ان “العراق انفق ٨١ مليار دولار على قطاع الكهرباء، وان الفساد كان عقبة قوية امام توفير الطاقة للناس بشكل مستقر”.

وقبل أيام فقط  قال وزير الكهرباء ان العراق كي يوفر الكهرباء لمواطنيه على مدار ٢٤ ساعة يحتاج الى انتاج ٣٥ الف ميغا واط، وهو حاليا لا ينتج اكثر من ١٥ الف ميغاواط!.

خبير اقتصادي أشار من جانبه الى ان “المبالغ التي صرفت على الكهرباء قد تزيد على ٨١ مليار دولار، وهي كانت تكفي لتوليد اكثر من ضعف الكهرباء التي يولدها العراق حاليا” .

وفي تقرير سابق لوكالة الطاقة الدولية جاء ان قدرة العراق الإنتاجية من الطاقة الكهربائية تبلغ حوالي ٣٢ الف ميغا واط، ولكنه غير قادر على توليد سوى نصفها بسبب شبكة النقل غير الفعالة التي يملكها. علما ان الخبراء يقولون ان العراق يفقد نحو ٤٠ في المائة  من انتاجه اثناء التوزيع.

ويشير متخصصون الى ان المبالغ المصروفة على الكهرباء لا تشكل الخسارة الكبيرة الوحيدة التي يتحملها البلد بسبب نقص انتاج الطاقة، حيث قدرت  الخسارة عام ٢٠١٥ بـ ٤٠ مليار دولار، فكم بلغت الان؟!

من جانب اخر يشير معنيون الى ان العراقيين ينفقون مليار دولار شهريا على شراء الطاقة من أصحاب المولدات الاهلية. واذا ما علمنا ان مليار دولار كافية لتوليد ونقل الف ميغاواط ، فان ما يصرفه العراقيون في سنتين، حسب متخصص، يكفي لحل مشكلة الكهرباء في البلاد.

وهنا فورا يقفز السؤال : وهل سيقف أصحاب أربعة ملايين ونصف مليون مولدة كهرباء كبيرة الحجم، ومن وراءهم، مكتوفي الايدي يتفرجون على حل مشكلة الكهرباء؟

يبقى الامر المحيّر يكمن في عدم استقرار ارقام انتاجنا الوطني من الكهرباء على حال. ففي بيان لوزارة الكهرباء في تموز ٢٠٢٢ قالت ان انتاجنا من الكهرباء بلغ اكثر من ٢٢ الف ميغا واط. وعادت الوزارة لتزف بشرى كون الإنتاج الوطني حقق إنجازا تاريخيا، بوصوله الى  اكثر من ٢٤   الف ميغا واط. وها هو الان وزير الكهرباء يفاجؤنا بان الإنتاج لا يزيد عن ١٥ الف ميغا واط!  علما ان المتحدث الرسمي باسم الوزارة قال قبل أيام ان محطات توليد الطاقة الكهربائية فقدت ما بين ٥ و٦ الاف ميغاواط، بسبب عدم ضخ الجارة ايران سوى ٧ الاف متر مكعب، بينما الاتفاق معها يلزمها بضخ ٣٥ مليون متر مكعب. فهل ان ما تقوم به أيران  ناجم عن عدم سداد العراق ديونه لها؟ فاذا كان الامر كذلك فان حكومة العراق أعلنت وتعلن مرارا انها توصلت الى تفاهمات مع ايران لسداد الديون، فاين المشكلة، وما هذا الطلسم ؟ والى متى نظل نعتمد على مجهز لا يفي بوعوده، ولا نريد ان نقول اكثر من هذا ؟ وهل سيستمر المشهد المؤلم بحرق غازنا واستيراد غاز ممن يفرض شروطه علينا؟!

بقي ان نشير  الى ان العراق كان قبل ٢٠٠٣ ينتج اكثر من ٥٫٥ الف ميغا واط،  ما يعني ان الـ ٨١ مليار دولار التي اهدرت، لم تحقق لبلدنا سوى اقل من عشرة الاف ميغاواط.

وشكرا للقراء وهم يتابعون معنا هذه الجردة بارقام مهزلة كهربائنا، التي قد لا نجانب الصواب اذا سميناها “ أم المهازل”.

عرض مقالات: