اخر الاخبار

المساحات الخضراء العامة في بغداد، وبالرغم من قلتها، لم تعد متنفسا للعائلات أو مصدرا لتلطيف الأجواء وتجميل الأمكنة. إذ إن الاستحواذ عليها وتجريفها واستثمارها تجاريا، يجري على قدم وساق وفي وضح النهار، على أيدي أشخاص يبدو انهم مرتبطون بجهات متنفذة!

فهؤلاء يستغلون ارتباطهم بجهات حزبية متنفذة أو انتماءهم إليها، فيستحوذون بقوة سطوتهم على تلك المساحات، ويتصدون لكل من يعترض على هذا التجاوز.

الكثير من الشواهد على مثل هذه الحالات في مختلف مناطق بغداد. ففي الكرادة الشرقية مثلا، صارت المساحات الخضراء تتعرى يوما بعد آخر، تحت مبررات وحيل شتى، أو تتعرض للإهمال ليأتي من يستحوذ عليها. ومن ذلك، ثلاث مساحات تقع على شارع العطار في الكرادة، كانت جميلة وتزيّن المنطقة بأكملها. وتتوسط إحدى تلك المساحات، وهي حديقة عامة، المنطقة المحصورة بين الكرادة الشرقية والكرادة خارج، وقد أصبحت اليوم في وضع بائس بعد أن طالها الإهمال والنسيان من قبل أمانة بغداد. ولعل هناك من سيضع اليد عليها ويستثمرها تجاريا!    

ومقابل هذه الحديقة توجد مساحة خضراء كبيرة ايضا، نُصبت في واجهتها مولدات أهلية، فيما تُرك ما تبقى منها، مهملا وعرضة للاستحواذ.

وإلى يمين هذه المساحة، وعلى بعد ٣٠٠ متر تقريبا، كانت هناك قطعة خضراء تصل مساحتها إلى 600 متر مربع. وهذه تحوّلت واجهتها فجأة، ومن دون سابق انذار، إلى مطاعم. إذ وضع متعهد يده عليها، وبنى المطاعم، فيما حوّل المساحة المتبقية إلى حديقة للأطفال عالية الأجر!

علما، أن المساحات المذكورة ثلاثتها تعود ملكيتها إلى أمانة بغداد. فهل إن الأمانة على علم بما آل إليه وضع تلك المساحات؟! هل توافق الأمانة على هذه التجاوزات، وهي التي تدعونا كمواطنين، دوما إلى غرس الأشجار للمساهمة في مواجهة التصحر؟!

أين الجهات المعنية من هذه التجاوزات التي تقتل الحدائق وتقضي على متنفس البغداديين؟!

عرض مقالات: