اخر الاخبار

قرأت في ثمانينات القرن الماضي رواية اسمها “الاغتيال”، اعجبتني كثيراً، ظننت أن مؤلفها إبراهيم الحريري أحد كبار الكتاب اللبنانيين. في عام ٢٠٠٤ زارنا في الموصل وفد من محرري جريدة “طريق الشعب”، وقدم لنا أحدهم نفسه: إبراهيم الحريري. سألته على الفور: انت كاتب رواية “الاغتيال”؟ رد متلهفا هل لديك نسخة منها؟ لم يسألني هل قرأتها؟ وكيف وجدتها؟ أخبرني أنه يبحث عن نسخة منها ليعيد اصدارها؟ ومن المؤسف أنني لم اعثر في مكتبتي على نسخة من الاغتيال الرواية الكابوسية المدهشة. لا أذكر ربما اعرتها لصديق ما، أو أني فقدتها في ربكة أوضاع معيشتنا في تلك الأيام. “الاغتيال” تكثيف فانتازي لحالة امتهان حياة الفرد في الأنظمة الدكتاتورية، إلى حد يرى في التسليم للاغتيال نوعا من حب، وواجب، وهو منظم على وفق معايير تحددها السلطة. والأكثر فظاعة في الرواية، هو طقوس انتظار الضحية والعائلة للحدث.  في هذه اللحظة السردية الصادمة تدور أحداث الرواية. لا أعرف هل أعاد اصدارها فيما بعد، بيد أني قرأت له أعمالا أخرى، لا تقل عنها روعة، وإحكاما في البناء الفني والسردي، لكن “الاغتيال” ظلت في ذاكرتي العنوان الأول للصحافي الشيوعي المبدع، والسارد المتواضع الجميل إبراهيم الحريري. اعتقد أن الشوق إلى إصدار طبعة جديدة من رواية الاغتيال ظل ملازما للراحل الكبير، رغم انشغاله الكامل، والزائد أحيانا، في أعمال تحريرية وصحافية متعددة، حرمت الأدب العراقي من رائد في السرد قل نظيره..

عرض مقالات: