مسؤولية الدولة
سجلت محاكم العاصمة 91 حالة انتحار خلال النصف الأول من عام 2024، مشيرة إلى أن الكثافة السكانية والوضع الاقتصادي والبطالة والعنف الأسري والابتزاز الالكتروني وإدمان المخدرات والتفكك الأسري والزواج القسري والتنمر والفشل في الامتحانات العامة والانتهاكات الجسدية، هي العوامل التي تقف وراء هذه المشكلة، لما تسببه من قلق وخوف من الفضيحة واكتئاب وشعور بالعزلة والضياع وانخفاض مستوى الثقة بالنفس. هذا ويحق للناس التساؤل عن أسباب افتقار السلطات والمؤسسات الحكومية لأية إستراتيجية أو إجراءات لمعالجة أو تخفيف حدة هذه المصائب، التي يجمع الخبراء والمختصون على مسؤولية الدولة عن تخليص المجتمع منها.
قلق مشروع
أظهرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن العدد الإجمالي للناخبين من القوى الأمنية في إقليم كردستان بلغ 215 ألفاً و960 من أصل حوالي ثلاثة ملايين ناخب، أي بنسبة 8 في المائة، موزعين على 165 مركزاً داخل وخارج الإقليم. هذا وفي الوقت الذي يسعى فيه المرشحون لكسب تأييد هذه القوى، التي تدخلت في الدعاية الانتخابية بدون وجه حق، تتزايد المخاوف من تأثير ذلك على طموحات الناس في التنمية والحرية والعدالة الاجتماعية، في ظل المخاطر من تصاعد وتيرة الخطاب الشعبوي ودور العشائر وتشكيلات ما قبل الدولة وقوى الإسلام السياسي السلفي واشتداد الإستقطاب بين الإدارتين.
كان غيركم أشطر!
شهد الأسبوع الماضي انتهاكات صارخة ومتعّمدة لحقوق الإنسان في مناطق متعددة من البلاد، حيث داهمت قوات الأمن منازل ناشطين في الناصرية وفعّلت مذكرات قمع صدرت بحقهم بحجة مساهمتهم في انتفاضة تشرين، فيما قامت قوات الأمن بالاعتداء على الخريجين الذين تظاهروا في الحلة مطالبين بفرص عمل تناسب تخصصاتهم. هذا وفي الوقت الذي ترتكب فيه بعض السلطات هذه الممارسات ثم تنفي علمها بها وتحمّل أحد ازلامها المسؤولية وتضحي به، يؤكد الناس على أن تجربة شعبنا، بل وكل شعوب الأرض، تثبت بأن المظلومين لن يقهروا أو يمنعهم القمع من مواصلة الصراع لانتزاع حقوقهم.
خو مو فساد لا سامح الله!
توقف عن العمل مصفى كربلاء رغم عدم مضي سوى عام واحد على تشغيله، بعد أن بقي يعمل بستين في المائة من طاقته قبل أن يُكتشف فيه 60 عيباً منها تاكل المبادلات الحرارية و فشل العزل الحراري وظهور بقع حرارية على الهيكل المعدني ونضوحات في شبكة الانابيب المائية الخاصة بالإطفاء وتشققات في الأساسات الكونكريتية لخزانات النفط الخام ووحدة توليد الكهرباء. هذا ولم يُكشف حتى الآن عن ملابسات التغاضي عن كل هذه النواقص عند استلام المصفى من الشركة الكورية التي أنشأته بقيمة 7 مليار دولار، وعن حجم الخسائر التي تكبدتها البلاد حتى الآن.
مرابو القرن 21
اتسعت مؤخراً ظاهرة البيع بالآجل مقابل فوائد تتراوح بين 25 و50 في المائة، مسببة مشاكل ضخمة تضمنت جرائم قتل وانتحار وإصابات وحرق بيوت ومحلات، لاسيما حين يتدخل السلاح المنفلت في هذه المشاجرات. ورغم أن القانون يجّرم الربا الفاحش على الديون، فإن الناس يرون في تهاون الحكومة بتطبيق القانون سبباً في تشجيع العصابات على استغلال حاجة العاطلين لاقتراض رأسمال صغير يستثمروه في إيجاد عمل لهم، واستخدام الحاجة ليس بالربا فحسب بل وفي غسيل الأموال وفرض الإتاوات، مما يستدعي تدخلاً حكومياً عاجلاً وتوفير قروض حكومية ميّسرة لأصحاب المشاريع الفردية والصغيرة بغية الحد من هذه الظاهرة الخطيرة.