كشف نائب رئيس لجنة الاقتصاد النيابية عن هدر كبير يقّدر بمليارات الدولارات سنوياً جراء تعاقدات أبرمتها وزارة الصناعة مع شركات أجنبية مختلفة، لاستثمار الكبريت بثمن بخس لا يتعدى 8 دولارات للطن الواحد، فيما يتراوح السعر العالمي لهذا المعدن بين 100 و150 دولاراً للطن. وتجدر الإشارة إلى أن شركة سومو سبق لها قبل عامين، أن أهدرت أربعين مليون دولار في صفقة واحدة لبيع الكبريت بسعر 44 دولاراً للطن الواحد. هذا ويتساءل الناس عن السبب في صمت الحكومة عن هذا الهدر المتكرر وعدم القيام بتحقيق عاجل وشفاف، يوصلنا إلى حماية الثروة الوطنية واستثمارها في تنمية البلاد.
والله عيب
اشتكت طالبات جامعيات عديدات من استخدام إدارات جامعاتهن، لصورهن الشخصية أثناء تواجدهن في الصفوف الدراسية والمختبرات، للترويج لتلك الجامعات على مواقع التواصل الاجتماعي. وأشارت الطالبات إلى أن هذه الصور تلتقط لهن دون علمهن، ويستخدمها البعض في جرائم ابتزاز، تسيء لهن ولعوائلهن. هذا وفيما كشف متابعو الأمر عن اقتصار هذا الفعل الدنيء على تصوير الجميلات وعدم شموله الطلبة، يتساءل الناس عن مستوى التدهور الذي تعاني منه العملية التربوية في ظل تعليم أهلي لا يستهدف أغلبه سوى الربح، ومناهج متخلفة يقدمها للطلبة "أساتذة" اشتروا شهدادتهم من جامعات غير معترف بها أو زوروها في أسواق مريدي.
فخار يكسر بعضه
في الوقت الذي أبدى فيه رئيس الحكومة، وفي أحاديث عديدة، عن حاجته لإجراء تعديل وزاري، أكد أحد النواب المستقلين تعطّل استجواب الوزراء في مجلس النواب، بسبب التدخلات السياسية التي يقوم بها حماتهم من خارج البرلمان. وإذ يدرك الناس بأن المتحاصصين يتخادمون في الحفاظ على دجاجهم الذي يبيض لهم الذهب، يؤكد المراقبون على أن أية كتلة تحاول أن تستجوب وزيرا يُهّدد وزراؤها في استجواب ممائل، فيما تهدد هي بإقالة الحكومة كلما حامت حول وزرائها نذر الإقالة، مما أُفقد مجلس النواب مصداقيته في مراقبة السلطة التنفيذية وإصلاح أي خلل أو اعوجاج في عملها بشفافية وحيادية.
أنقذوا الأجيال القادمة
ذكر تقرير للبنك الدولي، بأن العراق يعاني من تحديات تربوية خطيرة حيث لا يحصل التلميذ على أكثر من 4 ساعات تعليم يومياً، فيما وصل العجز في عدد المدارس إلى 10 آلاف مبنى مدرسي، مشيراً إلى أن مشروعه قد حقق إعادة بناء 26 مدرسة وإعادة تأهيل خمسة آلاف معلم! هذا وفي الوقت الذي تعكس فيه أرقام التقرير ضآلة المساعدة، يشتد قلق الناس من التحذيرات حول عجز الطفل المولود في العراق اليوم عن تحقيق أكثر من 41 في المائة من إنتاجيته المحتملة عند وصوله سن البلوغ، بسبب محدودية الوقت المخصص للتعليم وغياب المنظومة التربوية الناجحة.
إلى متى؟
اعترفت وزارة البيئة بوصول تلوث هواء بغداد إلى مستويات خطيرة بسبب عدم الالتزام بالقوانين والإجراءات البيئية، وبلوغ عدد سكانها لأكثر من ضعف ما يمكن أن تستوعبه المدينة، والحرق العشوائي للنفايات واستخدام وقود سيء ذي محتوى كبريتي عال في محطات توليد الطاقة، مما أدى لتراكم الغازات والأدخنة بالقرب من سطح الأرض، وزاد بشكل خطير من معدلات أمراض الجهاز التنفسي والربو والسرطانات وغيرها. ورغم أن الوزارة قد بررت ذلك بأربعة عقود من الحروب وعدم الاستقرار الأمني والسياسي والتحديات الاقتصادية ومواجهة الإرهاب، فإن من حق الناس التساؤل عن المدى الذي ستبقى فيه هذه المبررات تستخدم للتغطية على العجز والفشل.