رغم الجهود الرياضية والأدوار المتميزة لقادة الرياضة وألعابها ومسؤولي مؤسساتها إلا أن الوقع الرياضي ظل متراجعاً وأكثر تخلفاً من الزمن الماضي، بل وجدنا أن ما عانيناه في الواقع الجديد كان تراكماً إضافياً زاد الطين بلة لأن عيوب اليوم أضافت لعيوب الأمس إضافات جديدة، وصارت الأمور أكثر تعيداً.
وكثيراً ما نجد بعض المبادرات الخيرة ومن قبل بعض الشخصيات الرياضية ومحاولات جادة من أجل الإصلاح الرياضي والانتقال بها إلى مجالات أرحب وفضاءات أحسن وبجهود جادة لكنها ومع الأسف قاصرة ومحدودة لأن هذه الجهود تصطدم بعوائق كبيرة ومعرقلات كثيرة وفي مقدمتها (المحاصصة) المقيتة والتي تجد بعض الأحزاب والكتل السياسية حياتها وديمومتها في استمرار هذا النهج الغريب والسلوك العجيب والذي تواصل منذ 2003 حتى الساعة، وتحول إلى قدر محتوم علينا وفي كل المجالات ومنها المجال الرياضي، واليوم وجدنا نحن أهل الرياضة والمعنيين بها أن بقاء الحال على حاله سيؤدي بالرياضة والألعاب إلى الضياع وإلى الجهود الحكومية والأموال وما كسبت الرياضة من مكاسب خلال السنوات السابقة إلى الإهدار ومنها القانون رقم 6 والخاص بالرياضيين الأبطال والرواد وكذلك ما تحقق في الدستور العراقي الدائم من نص دستوري يخدم البناء الرياضي ويثبت مادة دستورية تحمل الرقم (36) من الدستور والتي نصت على (ممارسة الرياضة حق لكل فرد وعلى الدولة تشجيع أنشطتها ورعايتها وتوفير مستلزماتها) وهذه الإنجازات والنجاحات في التشريعات الرياضية لم ترافقها ذات النجاحات والإنجازات في الميدان الرياض، لا بل أن الذي حصل هو إخفاقات وفشل رياضي ورافق هذا الفشل إخفاقات على مستوى الإنجازات الميدانية في الرياضة والألعاب. وقد رافق الفشل والإخفاق أن تقدمت علينا بعض البلدان التي كانت تتمنى أن تجارينا او تقترب منا، فما هي الأسباب الحقيقية لهذا الفشل والتراجع الرياضي. لهذا وجدنا انبثاق (البيت الرياضي) باقتراح من الزميل الإعلامي حسين الذكر ليكون أساساً لتقديم بعض الكفاءات والقدرات الرياضية وإيصال أفكارها ومقترحاتها وتجاربها من خلال مستشاري رئيس الوزراء لشؤون الرياضة والشباب، وبهذا نضمن وصول بعض الأفكار والمقترحات مباشرة إلى أعلى سلطة تنفيذية. وبهذا يستطيع الناشطون في المجال الرياضي أن يقدموا المقترحات العملية من خلال (البيت الرياضي) والذي سيعقد لقاءات واجتماعات شهرية بمجموعات من النخب الرياضية الواعية من حملة الشهادات والاختصاصات الرياضية والعاملين في مجالات الإعلام والصحافة الرياضية وبعض الناشطين في الأندية والمؤسسات الرياضية. وهؤلاء جميعاً يكونون البيت الرياضي العراقي وأغلبهم من غير العاملين في المؤسسات الرياضية الرسمية مما يضعهم في موقف المشاهد وبعيداً عن المواقع الرسمية والاتحادية، لذا سنجدهم حريصين على أفكارهم ومقترحاتهم خاصة وأنها ستقدم إلى أعلى الجهات الرسمية والحكومية. علماً أن المقترحات المقدمة إلى هذا التجمع الرياضي (البيت الرياضي) ستكون فرصة ذهبية لعكس الأفكار والمقترحات المفيدة والنافعة والناضجة والتي ستخدم العمل الرياضي وتؤدي إلى الإنجازات الوطنية.
الأحبة في (البيت الرياضي) خطوتكم جريئة ومخلصة أتمنى أن يتفاعل معها مستشارو رئيس الوزراء للرياضة والشباب لأنها ستساهم في بناء واقع رياضي رصين وناجح ويقدم للرياضة حلولاً ومعالجات رياضية متقدمة، ومن خلال المشاورات والاستشارات النافعة والحقيقية نستطيع ان نؤسس لرياضة متقدمة وواقع رياضي جديد وأن (هذا البيت الرياضي) سيكون كوة وشباكا يستطيع السيد رئيس مجلس الوزراء الاطلاع على القطاع الرياضي وما يتحقق به من إنجازات وتراجع وفشل واخفاقات. وأعتقد أن هذه الخطوة ستؤسس إلى خطوات وانجازات رياضية تعم الرياضة العراقية، وسيكون هذا البيت الرياضي عيناً ترصد وتراقب القطاع الرياضي وقياداته وتعمل من خلال الملاحظات تحديد الإنجازات والنجاح والاخفاق. وجميعنا بالانتظار.